ظافر العابدين: علينا أن ننفتح على بعضنا بعضاً سينمائياً كما في الدراما

رفض مقارنته بالراحل عمر الشريف

يستعد الممثل ظافر العابدين لتصوير فيلم بعنوان «حبّة كاراميل» يكون بمثابة تكملة لمسلسل «كاراميل» الرمضاني
يستعد الممثل ظافر العابدين لتصوير فيلم بعنوان «حبّة كاراميل» يكون بمثابة تكملة لمسلسل «كاراميل» الرمضاني
TT

ظافر العابدين: علينا أن ننفتح على بعضنا بعضاً سينمائياً كما في الدراما

يستعد الممثل ظافر العابدين لتصوير فيلم بعنوان «حبّة كاراميل» يكون بمثابة تكملة لمسلسل «كاراميل» الرمضاني
يستعد الممثل ظافر العابدين لتصوير فيلم بعنوان «حبّة كاراميل» يكون بمثابة تكملة لمسلسل «كاراميل» الرمضاني

قال الممثل ظافر العابدين إنه استمتع بتجربته التمثيلية الأخيرة في لبنان، التي شارك فيها ببطولة المسلسل الكوميدي «كاراميل» فشعر بأنه بين ناسه وأهله. وأضاف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني علاقة صداقة مع المنتج جمال سنان وزوجته الممثلة ماغي بوغصن، فلقد سبق وشاركتهما في عمل آخر (24 قيراط)، فجاء (كاراميل) ليكمل ما بدأناه معا، وأنا سعيد جدا بتجربتي هذه معهما». وما لا يعرفه كثيرون عن ظافر العابدين الممثل العربي التونسي الأصل، هو أنه بدأ مهنته في العالم الغربي لينتقل بعدها إلى وطنه العربي. «في الحقيقة كان ذلك نتيجة ظروف خضتها أولا في بلدي الأم تونس عندما عملت لأكثر من سنة مساعد مخرج، وانتقلت بعدها إلى لندن حيث أكملت دراستي في عالم الإخراج والتمثيل فتسّنت لي فرصة المشاركة في مسلسلات وأعمال سينمائية أجنبية بين لندن وأميركا وفرنسا». يجيد ظافر العابدين التحدث بأربع لغات؛ الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، إضافة إلى لغته الأم العربية. وعن دور وسامته في نجاحه عالميا أجاب: «لا أعتقد هذا أبدا، لأن الممثل لا يستطيع أن يتّكل على جماله فقط لينجح، كما أن ذلك يشكّل له مرات عدة عقبة تصعّب عليه تجسيد دور ما، قد لا يحتاج إلى الشكل الحسن. هنا توجد مجموعة ممثلين جميلين جدا. في عالم الغرب العنصر الأهم في مجال مهنتنا لا يتوقّف على الوسامة بقدر ما يعتمد على الأدوات والتقنية البارعتين اللتين يستخدمهما الممثل في أدائه، فلا يمكن الحكم على الممثل بطريقة سطحية من خلال شكله الخارجي، وإلا فهو لن يكتب له الاستمرار».
تعرّف المشاهد اللبناني على ظافر العابدين عن كثب من خلال عملين تلفزيونيين «24 قيراط» الذي شارك فيه إلى جانب ماغي بوغصن وعابد فهد، ومؤخرا في «كاراميل» الكوميدي وأيضا مع بوغصن ونخبة من الممثلين اللبنانيين. «كان هذا العمل بمثابة تحدّ جديد لي استمتعت في خوضه لا سيما أن عملية (الكاستينغ) ارتكزت على مجموعة ممثلين رائعين شكّلنا سويا عائلة فنيّة ناجحة لمست بروحها الحلوة المشاهد بصورة تلقائية». وعما إذا كانت أعماله في لبنان ستقتصر على إنتاجات شركة «إيغل فيلمز» للإنتاج أجاب: «لا أبدا فأنا تربطني علاقة صداقة وطيدة مع هذه الشركة، ولكن ذلك لا يعني عدم مشاركتي يوما ما مع منتجين ومخرجين آخرين». اليوم يستعد فريق مسلسل «كاراميل» لتصوير فيلم سينمائي يكون بمثابة تكملة له بعنوان «حبّة كاراميل». «فكرة تحويل مسلسل إلى فيلم والعكس صحيح هي قديمة، ويلجأ إليها المنتجون في بلاد الغرب، والمهم في هذا الموضوع أن يكون النص له حبكة جيّدة لا يملّ منها المشاهد».
ويشير الممثل الذي شارك في مسلسلات وأفلام عربية كثيرة بينها «ذاكرة الجسد» و«نيران صديقة» و«فيرتيجو» و«تحت السيطرة» و«أريد رجلا» و«فرق توقيت»، إلى أنه سبق وشارك في عمل كوميدي، وهو كناية عن الفيلم السينمائي «أبو شنب» مع ياسمين عبد العزيز الذي لاقى استحسان المشاهدين. ويقول في هذا الصدد: «يجب أن أقوم بأدوار مختلفة فلا أتقيّد بشخصيات معيّنة أو بأسلوب درامي واحد، ولذلك فأنا لا أتردّد في تجسيد أي دور يقنعني».
وعن خبرته في بلاد الغرب التي أطلّ خلالها في أعمال عالمية أبرزها «إنغروناج» (سلسلة بوليسية فرنسية شهيرة)، و«نيو تريكس» (سلسلة بريطانية)، وفي أفلام سينمائية «سيكس آند ذا سيتي2» و«كيندوم أوف داست» وغيرها يقول: «لا أفرّق بين أعمالي في الغرب، وهنا في الشرق، فهما بنظري يكملان بعضهما البعض. فلكل تجربة نكهتها وجماليتها، وتعلّمت منها كثيرا أن من ناحية أسلوب العمل أو الأدوار التي نفّذتها ساهما دون شكّ في تطوير شخصيتي الفنية». وما الفرق بيننا وبين الغرب في هذا المجال؟ يوضح: «إنهم يعطون أعمالهم الوقت اللازم والكافي لتنفيذها مما ينعكس على جودتها، أما نحن فنعمل في أوقات ضيقة لا سيما خلال مواسم رمضان، إلا أن ذلك لا يلغي وجود ممثلين ومخرجين عرب محترفين أيضا». وعما إذا استخدم خبرته الأجنبية في أعمال عربية فقدّم ملاحظاته في هذا الإطار أثناء التصوير أجاب: «لا أتدخّل في هذه الأمور فإذا سئلت عن وجهة نظري أعطيها بكلّ طيبة خاطر، ولكني أرفض أن أتدخّل بشكل فردي وأفرض رأيي، إذ إن أي عمل يتطلّب جهد فريق كامل لينجح». ويرى ظافر العابدين أن على الممثل أن يوصل إحساسه للمشاهد بغض النظر عن مساحة الدور الذي يلعبه، ولذلك هو يجتهد في تطوير نفسه من خلال التنويع في الأدوار التي يجسّدها أيا كانت طبيعتها».
وعن الثغرة الموجودة في عالمنا العربي ويتداركها الغرب أوضح: «أعتقد أن هناك ثغرة واحدة علينا العمل على إزالتها ألا وهي فتح الأسواق العربية على الأعمال السينمائية لنتداولها فيما بيننا، تماما كما يحصل بالنسبة لأعمال الدراما التي باتت ترتكز على مزيج من الممثلين والإنتاجات العربية. فعلى أفلامنا السينمائية أن تسافر عند بعضها لابتكار بيئة سينمائية سليمة. فالقوقعة لا تفيدنا، وكلّما انفتحنا على بعضنا تحسّنت صناعتنا السينمائية ورفعنا من مستواها وهو ما نلحظه في الغرب».
وعن المدرسة السينمائية التي تأثّر بها أكثر من غيرها: «المدرسة البريطانية بالتأكيد، كوني درست في جامعاتها وشاركت في أعمالها. وهي مدرسة تتميز بالانضباط كما أن لديها تقاليد مهمة لا تخرج عنها». وعن كيفية اختياره لأعماله يوضح: «النصّ يأتي في الطليعة، ومن ثم الفريق الذي سأعمل معه، ولذلك أي مشروع أخوضه يجب أن يكون متكاملا، وبالإضافة إلى التنويع في الأدوار وعدم الوقوع في التكرار، وهذه الأخيرة تعدّ القاعدة الذهبية المتّبعة في الغرب أيضا». وعما إذا كان في إمكان التجربتين الغربية والعربية أن تلتقيا معا ردّ: «ولم لا يمكن أن نجمع قدرات الاثنتين في عمل واحد، إضافة إلى التجربة الغنية التي يتمتعون بها والتاريخ الثري الذي نتّصف به». ولكن هل يمكن أن تصبح يوما ما عمر الشريف آخر؟ «لا يمكن مقارنتي أبدا بهذا الممثل العملاق الذي هو برأيي لن يتكرر، كما أنه ليس لدي أفكار مسبقة بخصوص مستقبلي، فما يهمني اليوم هو تطوير نفسي هنا وفي العالم الغربي، فأنا لا أضع حدودا لمهنتي بل أتكيّف مع أي ظرف يطالعني في مسيرتي ولدي طموحات كثيرة». وعن الدور الذي يطمح لتجسيده أجاب: «أي دور تاريخي يجذبني. ونحن اليوم بحاجة إلى هذا النوع من الأعمال، وعلينا أن نخرج من صندوق الحداثة الذي ندور في قالبه منذ فترة طويلة».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».