نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي

نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي
TT
20

نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي

نتنياهو يشن هجوماً غير مسبوق على الاتحاد الأوروبي

هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في شكل غير مسبوق، قادة الاتحاد الأوروبي، بسبب سياستهم تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وإصرارهم على ربط تطوير العلاقات مع إسرائيل بضرورة تغيير سياستها إزاء هذا الصراع وتسويته.
وكان نتنياهو يتحدث في اجتماع مغلق عقده في بودابست، أمس، مع رؤساء حكومات مجموعة «فيزيغراد»، التي تضم كلا من هنغاريا (فيكتور أوروبان)، وتشخيا (بوهوسلاف سوبوتكا) وبولندا (بياتا سيدلو) وسلوفاكيا (روبرت فيتسو). وتبين لاحقا، أن ما يقوله نتنياهو يسمع في قاعة انتظار الصحافيين. وقد لاحظ أحد مساعدي نتنياهو ذلك، فسارع ليخبر المنظمين المجريين فأغلقوا السماعات فورا.
ومما سمع من كلمة نتنياهو قوله: «الاتحاد الأوروبي هو الجسم السياسي الوحيد في العالم الذي يضع شروطا على إسرائيل في التعامل الثنائي معها، ويربط بين هذه العلاقات وبين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. نحن نعطيهم تكنولوجيا وهم يعطوننا قيودا ومعايير سياسية. لا يفعل هذا معنا أي جسم آخر. توجد لنا علاقات ممتازة مع الصين، ولكنها لا تشترط علينا شيئا ولا تكترث للمواضيع السياسية. توجد لنا علاقات ممتازة مع الهند. رئيس الوزراء مودي قال لي إنه يرى واجبه في الاهتمام بمصالح الهند. فأين يجد هذه المصالح؟ في رام الله؟ روسيا أيضا لا تفرض علينا شروطا. ولا أفريقيا. فقط الاتحاد الأوروبي يفعل ذلك. وهذا جنون من طرفهم. بل إن هذا الموقف الأوروبي يتعارض مع مصالح أوروبا نفسها».
وتوجه نتنياهو إلى رؤساء الحكومات المذكورين في مجموعة «فيزيغراد» قائلا: «انقلوا هذه الرسالة إلى نظرائكم في أوروبا. قولوا لهم إن عليهم ألا يتآمروا ضد إسرائيل، فنحن الدولة الوحيدة الحريصة على مصالح أوروبا في المنطقة، وهم يعرفون ماذا أقصد. قولوا لهم أن يدعموا إسرائيل. اطلبوا منهم. الفتوا نظرهم إلى أن سياستهم تجعلهم منسلخين عن العصر. فأي منطق يرشدهم؟ إن التآمر على إسرائيل يفضي في النهاية إلى المساس بأمن أوروبا».
وراح نتنياهو أبعد من ذلك حين قال بلهجة تعليمية لا تخلو من غرور: «على أوروبا أن تقرر، فإما أن تعيش وتزدهر وإما أن تذوب وتندثر. أنا أعرف أنكم مصدومون من كلامي، فماذا أفعل. أنا لست سياسيا محضا، بل قائدا للشعب اليهودي وجزءا من العالم الحديث المتحضر. لكن اعلموا: إن فعلتم ما أطلبه منكم اليوم فسوف يفيدكم أنتم أولا ثم يفيد أوروبا برمتها. نحن وإياكم نعتبر جزءا من الثقافة الأوروبية. أوروبا تنتهي عند إسرائيل. لا يوجد أوروبا من شرقنا. شعوبها المسيحية تقيم علاقات ممتازة معنا، بل تدعمنا في العالم. لكن لدينا علاقات أقوى مع المسيحيين في العالم. لو توجهت إلى البرازيل اليوم لاستقبلوني أفضل مما يستقبلني أعضاء مركز حزبي الليكود».
وردا على أقوال نتنياهو، قال رئيس حكومة هنغاريا، فيكتور أوروبان، إن الاتحاد الأوروبي يفرض شروطا حتى على دول الاتحاد، ولكن نتنياهو قاطعه قائلا: «هنا توجد مسألة ثقافة. لا يجوز لهم عمل ذلك. نحن في إسرائيل نقيم علاقات مع دول عربية. حتى العرب يتحدثون مع إسرائيل. يتحدثون عن التكنولوجيا، وعن كل ما نتحدث به هنا».
وتابع نتنياهو هجومه الجارف فتكلم بروح عدائية عن سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، وقال إنه «كانت لإسرائيل مشكلة كبيرة مع الولايات المتحدة في عهده. أما الآن فالأمر مختلف، فهناك موقف متصلب تجاه إيران، ووجود أميركي متجدد في المنطقة، وقصف أميركي أكثر، وهذا أمر إيجابي».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT
20

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.