شكري يصل إلى العراق اليوم ويبحث تنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب

TT

شكري يصل إلى العراق اليوم ويبحث تنسيق الجهود في مواجهة الإرهاب

يبدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم (الأربعاء)، زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد، يبحث فيها القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتنسيق الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك تهنئة الحكومة العراقية بتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، إن الوزير شكري سيلتقي خلال الزيارة بكل من رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، وإياد علاوي نائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، بالإضافة إلى عدد من القيادات والرموز السياسية العراقية.
وأشار أبو زيد إلى أن هذه الزيارة تأتي في توقيت هام، تواجه فيه الأمة العربية كثيراً من التحديات التي تتطلب توحيد الصف العربي لمواجهتها، بعد أن باتت تمثل خطراً محدقاً على الأمن القومي العربي، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب والتطرف. وفى هذا الإطار، أوضح المتحدث أن «الزيارة سوف تشهد انعقاد جلسة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، على مستوى وزيري الخارجية، كما سيقدم خلالها وزير الخارجية التهنئة إلى الحكومة العراقية بمناسبة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، والتأكيد على دعم مصر للعراق الشقيق في حربه ضد الإرهاب، وعلى استعدادها للمساهمة في جهود إعادة إعمار العراق».
وأضاف أن الوزير شكري سوف يبحث خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين سبل دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب في شتى المجالات، بما يتناسب مع حجم وطبيعة العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تربط البلدين، ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين، مشيراً في هذا السياق إلى أنه من المقرر أن يتم خلال الزيارة الاتفاق على تفعيل اللجنة المصرية/ العراقية العليا المشتركة، برئاسة رئيسي مجلسي وزراء البلدين، وعقد أولى اجتماعاتها في العاصمة العراقية بغداد قريباً.
وتابع: «الزيارة سوف تتيح الفرصة للجانبين المصري والعراقي للتشاور حول أبرز مستجدات الأوضاع، فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، والموضوعات المتعلقة بحماية وصون الأمن القومي العربي».
إلى ذلك قال السفير العراقي في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية، الحبيب الصدر، إن زيارة شكري للعراق تناقش كل موضوعات العلاقات الثنائية والاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال اجتماعات اللجنة العليا والقضايا العربية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».