مفتي «داعش» المزعوم يصف مصر وفلسطين بأرض الميعاد

الإفتاء «المصرية»: الدعوة هدفها الإثارة وتؤكد انكسار معنويات عناصر التنظيم

TT

مفتي «داعش» المزعوم يصف مصر وفلسطين بأرض الميعاد

أكدت دار الإفتاء المصرية أن دعوة من يزعم أنه مفتي تنظيم داعش الإرهابي عناصره، للفرار إلى أرض الميعاد في مصر وفلسطين، تؤكد هزيمة التنظيم واندحاره في جميع المعارك التي خاضها التنظيم، فضلاً عن انكسار معنويات عناصره. ولفتت الدار إلى أن هذه الدعوة المزعومة تهدف إلى إيجاد متنفس جديد لعناصر «داعش» من الإرهابيين ليعيدوا لم شملهم في منطقة جديدة، ليذيقوا أهلها مزيداً من الفظائع والجرائم التي يرتكبها التنظيم باسم الدين وهو منه براء.
وكان موقع قناة «السومرية» العراقية قد ذكر أن مفتي تنظيم داعش دعا عناصره إلى الهجرة إلى ما وصفه أرض الميعاد في مصر وفلسطين... ونقل موقع القناة عن مصدر محلي في محافظة نينوى أن «غالبية عناصر التنظيم من (المهاجرين العرب) فروا من قضاء تلعفر غرب المحافظة».
وأعلن رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مؤخراً، السيطرة الكاملة على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية والمعقل السابق لتنظيم داعش. وشهدت الموصل في يونيو (حزيران) عام 2014 أول ظهور علني لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، الذي تحيط شكوك حول مقتله، عندما القى خطبته الشهيرة في جامع النوري.
وأكدت دار الإفتاء أمس أن تنظيم داعش الإرهابي بات يتخبط في قراراته وأفعاله في ظل هزائمه المتكررة، وما يتردد عن مقتل زعيمه البغدادي، فضلاً عن أن التنظيم بات لا يعرف كيف يتصرف بعد مقتل أغلب قادته، ولا يعلم من تبقى منهم، وإلى أين يفرون بعد قطع الحدود مع سوريا في ظل فرار غالبية عناصر التنظيم الإرهابي من المهاجرين العرب من قضاء تلعفر غرب المحافظة.
ويرى مراقبون أن «التنظيم يعاني من صعوبة التواصل بين قيادته وأفرعه بعد العمليات المتتابعة ضده من قبل قوات التحالف الدولي، والخسائر الكبيرة التي مني بها في سوريا والعراق».
وشددت دار الإفتاء في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أمس على أن من يدعون أنهم فقهاء «داعش» ومفتوه لا يعرفون من العلم الشرعي إلا تحريفه ولي أعناق نصوصه لتتوافق مع مصالح تنظيمهم الإرهابي، بما يخالف أبسط مبادئ العلم الشرعي.
وذكرت الدار أن مفتي «داعش» المزعوم أو أحد قيادات التنظيم لم يأت من قبل على ذكر فلسطين أو توعد إسرائيل بالحرب أو التدمير؛ بل إن إسرائيل استقبلت جرحاه في مستشفياتها، وقامت بعلاجهم وإمداد التنظيم بالدعم والسلاح.
مضيفة أن دعوته للهجرة إلى فلسطين إنما جاءت من أجل إثارة مشاعر المسلمين والمتاجرة بها، واستمالتهم إلى التنظيم، خاصة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية التي شهدتها مدينة القدس والمسجد الأقصى مؤخراً، إضافة إلى أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة الإسلامية، ولذلك يحاول التنظيم أن يُظهر نفسه زوراً وبهتاناً على أنه يدافع عن قضايا الأمة، وأنه نصير الضعفاء والمظلومين.
في السياق ذاته، قالت مصادر إن «غالبية عناصر تنظيم داعش المهاجرين العرب هربوا من ساحات القتال بسبب هزيمة التنظيم في معارك نينوى، ما أدى لانكسار معنويات عناصره».
وتابع تقرير دار الإفتاء أن عين التنظيم الإرهابي ما فتئت تتجه صوب مصر، لأنها تمثل بؤرة العالم الإسلامي وقلبه النابض؛ إلا أنها مستعصية على مخططاته الشيطانية لتفتيتها، وإحداث الفتنة الطائفية بين أهلها بفضل تماسك جيشها وشرطتها، والتحام شعبها بمؤسساته العسكرية والشرطية، مؤكداً أن التنظيم فشل وسيفشل في إحداث تلك الفتنة أو اختراق الصف المصري.
ودعت دار الإفتاء إلى أخذ الحيطة والحذر من تسلل تلك العناصر الإرهابية، إضافة إلى العمل على توحيد الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب وداعميه، لافتة إلى أن الطريقة الفعالة للتصدي لهذا الإرهاب العالمي تتمثل في اضطلاع جميع دول العالم - دون استثناء - بدورها في مواجهة هذا الخطر الداهم، الذي لا يقتصر على دولة بعينها، بل تمتد فداحته لتصيب العالم بأسره.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.