جولات الاستعداد للموسم الجديد... متعة للجماهير في مشارق الأرض ومغاربها

المعسكرات الخارجية لم تعد وسيلة لجلب الأموال وحسب بل للتواصل مع المشجعين حول العالم

مشجعو ليفربول في أستراليا يشاهدون فريقهم المحبب إليهم خلال إحدى جولاته الخارجية  -  تشامبرلين لاعب آرسنال والأسترالي بونيفاسيا في لقاء «المدفعجية» مع ويست سيدني
مشجعو ليفربول في أستراليا يشاهدون فريقهم المحبب إليهم خلال إحدى جولاته الخارجية - تشامبرلين لاعب آرسنال والأسترالي بونيفاسيا في لقاء «المدفعجية» مع ويست سيدني
TT

جولات الاستعداد للموسم الجديد... متعة للجماهير في مشارق الأرض ومغاربها

مشجعو ليفربول في أستراليا يشاهدون فريقهم المحبب إليهم خلال إحدى جولاته الخارجية  -  تشامبرلين لاعب آرسنال والأسترالي بونيفاسيا في لقاء «المدفعجية» مع ويست سيدني
مشجعو ليفربول في أستراليا يشاهدون فريقهم المحبب إليهم خلال إحدى جولاته الخارجية - تشامبرلين لاعب آرسنال والأسترالي بونيفاسيا في لقاء «المدفعجية» مع ويست سيدني

لم تعد أندية الصفوة في عالم كرة القدم هي وحدها التي تهتم بالتواصل مع جمهورها حول العالم في الجولات الخارجية التي تنظمها استعدادا لخوض منافسات الموسم الجديد، فحتى نادي مانسفيلد تاون يستعد لمنافسات دوري الدرجة الثانية الإنجليزي بإقامة معسكر تدريبي في مالطا، وأتاح لجمهور النادي فرصة السفر مع اللاعبين على متن طائرة خاصة، والاستمتاع بمأدبة طعام والإقامة في فندق خمس نجوم مقابل 3000 جنيه إسترليني فقط للفرد. وفاز مانسفيلد تاون على فريق يضم 11 لاعبا من الأندية التي تلعب في الدوري الممتاز في مالطا بخمسة أهداف مقابل لا شيء خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأصبحت الجولات التي تنظمها الفرق قبل انطلاق الموسم الجديد لحظة مهمة في خطة أي ناد، حيث يستغل المديرون الفنيون هذه الجولات لإعداد اللاعبين بدنيا للموسم الجديد وتوالي المباريات القوية على مدى أشهر مقبلة، ناهيك عن الناحية التسويقية التي تجعل الأندية تهتم بالتفاصيل الدقيقة لهذه الجولات ربما قبل حدوثها بسنوات. وتستغل أندية النخبة هذه الجولات لزيادة قاعدتها الجماهيرية على مستوى العالم وتحقيق ملايين الجنيهات ومنح الجهات الراعية فرصة أكبر يكون من الصعب الحصول عليها خلال الموسم.
وخلال الصيف الحالي، تمنحنا هذه الجولات الفرصة لمشاهدة تكرار للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي بين آرسنال وتشيلسي في بكين، وديربي مانشستر بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في هيوستن. كما سيستعد توتنهام هوتسبير للمشاركة في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا بخوضه مباريات ودية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي وروما الإيطالي. وتوجه ليفربول إلى هونغ كونغ، بينما يتوجه إيفرتون إلى تنزانيا في شرق أفريقيا لإرضاء شريكه الجديد «سبورتبيسا». وستشهد العاصمة التنزانية دار السلام عودة واين روني مرة أخرى إلى نادي إيفرتون.
قد يسخر البعض من تلك الجولات ويقول ما الفائدة من الذهاب إلى مكان هادئ في جبال الألب السويسرية في الوقت الذي يمكنك فيه أن تلعب في ملاعب كبيرة وسط أعداد هائلة من الجمهور وتحصل على مقابل مادي كبير نظير البث التلفزيوني لهذه المباريات؟... لكن الحقيقة هي أن تلك الجولات تتجاوز الجانب التجاري بكثير؛ فالعلاقة بين الجمهور واللاعبين تتجلى في أبهى صورها خلال تلك الجولات وتجعل اللاعبين يشعرون بمشاعر مختلفة تماما عن تلك التي تنتابهم خلال المباريات التي يكونون خلالها مشحونين ومتوترين بسبب المنافسة الشديدة في المباريات.
وتنتظر القاعدة الجماهيرية لتلك الأندية حول العالم هذه الجولات بفارغ الصبر من أجل تشجيع فرقها المفضلة عن قرب، فضلا عن أن الأجواء في تلك الجولات دائما ما تكون أكثر إشراقا وسعادة وبهجة وتسامحا بالمقارنة بالأجواء المشحونة للمنافسات الرسمية، وبالتالي تساعد تلك الأجواء على تنشيط ذهن اللاعبين وتخليصهم من الضغوط التي كانوا يعانون منها طوال الموسم.
ودائما ما يسافر جون جيبونز، أحد مشجعي نادي ليفربول، بانتظام مع نادي ليفربول في جولاته الخارجية استعدادا للموسم الجديد، ويعتقد أنه من المهم للغاية أن يتواصل الجمهور مع لاعبي النادي الذي يشجعه. يقول جيبونز: «دائما ما يتطلع المشجعون لمشاهدة مباريات فرقهم المفضلة ورؤية لاعبيهم عن قرب، لكن ما يتطلعون إليه حقا هو أن يكونوا بين لاعبي فرقهم المفضلة لفترة قصيرة من الوقت. هناك المئات من التجمعات الجماهيرية التي تعشق ليفربول في جميع أنحاء الولايات المتحدة الآن، وهي تتبع التقاليد الرياضية التي تراها في نادي ليفربول. ولذلك؛ سيتمكن جمهور ليفربول في الولايات المتحدة من رؤية لاعبي الفريق عن قرب والاستمتاع بوجبات الطعام وترديد أغاني ليفربول مع مجموعات مختلفة وتحاول كل مجموعة منهم التفوق على الأخرى في إظهار عشقها لنادي ليفربول».
وأضاف: «لن أشكو مرة أخرى من موعد انطلاق المباريات بعدما سمعت عن المواعيد الغريبة التي يتعين على الجمهور في أستراليا وآسيا وأميركا الالتزام بها من أجل مشاهدة مباريات ليفربول. ولم يكتف هذه الجمهور بمشاهدة المباريات في تلك الأوقات الصعبة وحسب، لكنه أصر على مشاهدتها في حانات حتى يشاهدوها معا. إنه لأمر عظيم أن يصر هذا الجمهور على التنقل بصورة جماعية ولو على بعد أميال من أجل متابعة المباريات. وأتذكر أن رجلا من قاعدة (سياتل) الجماهيرية المحبة لنادي ليفربول قد أخبرني بأن صاحب إحدى الحانات قد مل من النزول من منزله في منتصف الليل لكي يفتح الحانة للجمهور الذي يرغب في مشاهدة المباريات؛ ولذا أعطى الجمهور نسخة من مفاتيح الحانة وطلب منهم أن يكونوا أمناء فيما يتعلق بالمشروبات التي يتناولونها».
ويعتقد جيبونز أن تلك الأجواء الرائعة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الفريق، قائلا: «أعتقد أنها طريقة رائعة، وبخاصة بالنسبة للاعبين المنضمين حديثا، لكي يروى عظمة بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد بدأ ليفربول موسمه الرائع 2013-2014 في ملبورن أمام 95 ألف متفرج. وأعتقد أن ذلك قد أعطى دفعة كبيرة لكل شخص في النادي».
وأصبح معظم المديرين الفنيين في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على قناعة تامة بأن الجولات الصيفية أصبحت أمرا حتميا، لكن نادي برايتون الصاعد حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز ما زال يقاوم هذا الإغراء. كان كيفين بيلز، أحد عشاق نادي برايتون، يذهب خلف الفريق في جميع الأماكن خلال السنوات الأخيرة، وسيتابع أيضا المباراة الودية لبرايتون أمام جيرونا الإسباني. يقول بيلز: «أصبح الأمر أكثر روعة من المعتاد. اعتدنا على خوض مباريات أمام فرق صغيرة جدا في أماكن لم نسمع بها من قبل. إنها فرصة نادرة أن يكون هناك مثل هذا العدد القليل من المشجعين، نحو 100. في مكان لا توجد به حواجز حقيقية بينك وبين اللاعبين. وإذا تحدثت بصوت مرتفع مع بضعة أشخاص فسوف يسمعك اللاعبون. لقد أصبح هناك مزيد من الترابط بين اللاعبين والمشجعين».
وأضاف: «ربما كان لدينا فرصة للمرة الأولى أن ننضم لقائمة الأندية التي تنظم جولات صيفية استعدادا للموسم الجديد، لكن النادي قرر عدم القيام بذلك لأنه يعتقد أن ذلك قد يؤثر على استعدادات الفريق للموسم الجديد. كنت أتمنى أن نذهب في جولة كبيرة، لكني أتفهم الأسباب التي منعت النادي من القيام بذلك. سوف أشعر بالدهشة لو كان الناس في الشرق الأقصى أو الولايات المتحدة يعرفون من هو نادي برايتون!».
ولا تعد تلك الجولات الصيفية جديدة على الأندية، حيث كنا نشاهدها منذ أن كان النجم الهولندي دينيس بيركامب يتألق أمام أعداد قليلة من المشاهدين في إحدى القرى بالنمسا. وخلال الأسبوع الحالي، هبطت طائرة آرسنال المزينة خصيصا في سيدني، التي لم يزرها النادي منذ 40 عاما. وبالنسبة لإيليا إليوبولو، الذي يعيش في أستراليا ويعشق نادي آرسنال، تعد هذه لحظة عظيمة، حيث يقول: «جولات ما قبل الموسم قد لا تروق للجميع، لكنه شيء رائع بالنسبة لنا نحن الذين يستيقظون حتى الثالثة صباحا في عطلة نهاية الأسبوع لمدة 10 أشهر من أجل متابعة النادي الذي نعشقه».
ووصف داني بيترز، أحد محبي آرسنال ويعيش الآن في ولاية كاليفورنيا الأميركية، تنظيم نادي آرسنال لجولة صيفية في الولايات المتحدة بأنها تجربة «جميلة»، قائلا: «لقد رأيت النادي وهو يلعب مباريات مهمة للغاية، ورأيته وهو يفوز بالبطولات والألقاب، لكن بصراحة لم يكن هذا أكثر إمتاعا من اصطحاب زوجتي الأميركية، وهي ترتدي قميص آرون رامزي بكل فخر، لكي تشاهد للمرة الأولى مباراة لآرسنال في سان خوسيه أمام فريق يضم نجوم الدوري الأميركي الممتاز. حالة الإثارة والحب التي شعر بها الناس عندما جاء آرسنال إلى نيويورك عام 2014 كانت حقيقية بنسبة 100 في المائة ومستمرة. وكانت هذا العاطفة أكثر قوة بالنسبة لمن يعيشون مثلي خارج المملكة المتحدة، كما كان الأمر رائعا بالنسبة للمشجعين الذين نشأوا في الولايات المتحدة ولم يسبق لهم مشاهدة مباراة كرة قدم من الملعب طوال حياتهم». وأضاف: «اليوم، أصبح الجميع يهتم كثيرا بالدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يعد أحد أهم وأبرز ما تقدمه بريطانيا للعالم. لا يهم أين تعيش الآن، لكن ما يهم هو ما تشعر به تجاه فريقك».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.