أشهر طرق العالم للرحلات بالسيارة

إيطاليا والولايات المتحدة من بين أجملها

طريق ساحل أمالفي في إيطاليا
طريق ساحل أمالفي في إيطاليا
TT

أشهر طرق العالم للرحلات بالسيارة

طريق ساحل أمالفي في إيطاليا
طريق ساحل أمالفي في إيطاليا

لا يقتصر جمال الرحلات السياحية بالسيارة في أوروبا على بلدان بعينها فكل بلد لديها ما تقدمه. ولكن إيطاليا على وجه الخصوص تقدم من التنوع وجمال الطبيعة ما يقتصر عليها دون كثير من الدول الأخرى. وهي تتميز بشبكة طرق جيدة وتوفر للسائق كل عناصر القيادة المثيرة من طرق جبلية وساحلية ومتعرجة بالإضافة إلى مسالك ريفية بين المزارع وشوارع فارهة داخل المدن.
ولكن لكل بلد أوروبي طرقه السياحية التي تجذب السائحين عاما بعد عام مثل ممر كلاوسين في سويسرا وطريق ساحل اسيتوريل في البرتغال وطريق الألب في فرنسا، بالإضافة إلى القيادة على كورنيش الريفييرا جنوبي فرنسا. هناك أيضاً الطريق 500 في ألمانيا والطريق الدائري المسمى كيري في آيرلندا وأخيرا طريق أمالفي الإيطالي، وهو أصعب الطرق الإيطالية على الإطلاق ولا يقبل عليه إلا المحترفون. فهو يسير بحذاء ممر جبلي يطل مباشرة على البحر بتعرج شديد لا يقبل الخطأ في المناورة بالإضافة إلى أنه مليء بكل أنواع المواصلات من الباصات السياحية التي تسد الطريق تماما عند تخطيها المنعطفات وإلى الدراجات النارية التي تنطلق من كل حدب وصوب.
ويبدأ طريق أمالفي من مدينة ساليرنو ويتجه غربا إلى فيتري سول ماري وهي قرية ساحلية تشتهر بالفخاريات النحتية التي تبيعها للسياح ومنها يبدأ الطريق الساحلي الذي يضيق رويدا ويرتفع عن سطح البحر مضطردا. وبعد نحو 20 كيلومترا يصل السائق إلى مدينة أمالفي الرئيسية التي يقرر بعدها عما إذا كان يفضل أن يعود أدراجه أو يستمر في الارتفاع إلى قمة التل حيث قرية رافيللو الهادئة التي يمكن تناول الغذاء فيها بهدوء بإطلالة بانورامية رائعة على البحر.
ويمكن بعد ذلك استكشاف الكثير من المدن الصغيرة المنمقة مثل بوسيتانو وسورينتو وكلها مناطق سياحية تكون مكتظة بالسياح على مدار العام. والمنطقة كلها قريبة من البركان الخامل فيسوفيوس الذي يعتبر مزارا سياحية مهما في جنوب إيطاليا.
ولكن ليست كل الطرق الإيطالية بها تحديات قاسية للسائق فهناك مثلا مناطق مثل توسكاني المرصعة بالمدن التاريخية القديمة التي تربط بينها طرق زراعية هادئة تستحق الاستكشاف. والرحلات بالسيارة من فلورنسا إلى شيانتي ومنها إلى منطقة أومبريا المجاورة توفر تجربة سياحية متميزة بالسيارة. ولعل دخول الميدان التاريخي في مدينة سيينا الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر تجربة تستحق القيادة عبر إيطاليا من أجلها.
وفي أقصى الجنوب حيث جزيرة صقلية يمكن استكشاف طرق تعتبرها منظمة اليونيسكو طرقا تاريخية، بداية من مدينة كاتانيا وسوق السمك الشهير فيها وحتى منطقة الآثار الرومانية في سيراكيوز.
ومن مدينة موديكا التي تشتهر بصناعة الشوكولاته وإلى المنطقة الجبلية راغوسا يمكن التجول على طرق بلا ازدحام مروري واختيار أحد المطاعم المنتشرة على الجانبين من أجل الاسترخاء قليلا قبل مواصلة الرحلة.
وفي وسط إيطاليا تشتهر منطقة بحيرة كومو بطرقها الخضراء المتعرجة حول البحيرة حيث تصطف فلل تاريخية وغابات الصنوبر في أجمل بقاع البحيرات الإيطالية. ويزداد الإقبال على الرحلات بالطرق البرية في هذه البقاع خلال فصل الصيف حيث تغطي المنطقة الخضرة والزهور بأنواعها.
وتبدأ الرحلات في هذه المنطقة من مدينة كومو وحول البحيرة إلى مدينة بيلاجيو حيث يمكن التوقف فيها للغذاء والتنزه بقارب في البحيرة. ومن بيلاجيو إلى مدينة بيرغامو حيث يمكن قضاء ليلة فيها قبل مواصلة الرحلة.
وعلى مقربة ساعة من روما يمكن التجول بالسيارة في منطقة غير معروفة سياحيا اسمها أبروزو حيث تنتشر بها الوديان والطرق الجبلية نادرة السكان. ويمكن اختيار الطريق السريع رقم 24 من روما وهو ينطلق صاعدا وملتويا إلى فونتي سيراتو ثم إلى كامبو أمبراتوري حيث أعلى نقطة في المنطقة وهي كورنو غراندي.
ومن إيطاليا إلى اليونان حيث يمكن القيادة من العاصمة أثينا إلى عدد من المدن الإغريقية التاريخية مثل ميسينا وكورينثوس ومنطقة أوليمبيا بالقرب من آثار منطقة ديلفي. وهي مدن ترتبط بالأساطير اليونانية القديمة وتنتشر بها الآثار الإغريقية ويمكن قضاء أسبوع من القيادة الممتعة فيها.
وفي ألمانيا يعتبر الطريق الصنوبري الجبلي في بافاريا من أفضل طرق القيادة في ألمانيا. وهو يمتد على ارتفاعات شاهقة في غابات وجبال المنطقة وتحيطه البحيرات العذبة الشفافة الناتجة عن ذوبان الجليد. ويبدأ الطريق من مدينة ليندو بجوار البحيرات ويستمر بين الوديان والأنهار والجبال حتى بلدة فوسن المشهورة بصناعة آلات الكمان. وهي منطقة تشتهر بالقلاع التاريخية التي يشبه بعضها قلعة والت ديزني الشهيرة في فلوريدا. وتنتهي رحلة السيارة في عاصمة الإقليم ميونيخ أو في مدينة سالزبرغ التاريخية القريبة.
ومن الطرق المألوفة لبعض السياح المغامرين السفر بمحاذاة شاطئ البرتغال على المحيط الأطلسي ثم الاتجاه جنوبا إلى منطقة الغارف ومنها إلى عبور الحدود الجنوبية إلى إسبانيا حيث منطقة الجزيرة الخضراء ومنها يمكن العبور إلى المغرب في معدية تستغرق أقل من ساعة بحيث يمكن بلوغ الصحراء المغربية في اليوم نفسه. وهي أيضا من ارخص الرحلات البرية السياحية التي يمكن القيام بها في أوروبا.
المغامرون الذين يتطلعون إلى آفاق قيادة جديدة يمكنهم استكشاف شرقي أوروبا في رحلة تمتد من بوخارست إلى ترانسلفانيا ثم بودابست وبراتسيلافا لكي تنتهي في فيينا. وتبدأ الرحلة من بوخارست وتتجه شمالا نحو جبال ترانسلفانيا حيث قلعة بران التي تشتهر بشخصية دراكولا الأسطورية. ويعد الطريق الجبلي في ترانسلفانيا من أجمل الطرق الأوروبية ويمر بكثير من المدن التاريخية والقلاع غير المعروفة للعالم الخارجي.
ويستمر الطريق حتى بودابست في المجر التي يمكن قضاء بضعة أيام فيها قبل مواصلة الرحلة إلى براتيسلافا التي لا تبعد أكثر من ساعة عن عاصمة الثقافة والإبداع، فيينا.
وفي فرنسا يمكن التمتع برحلة برية بين العاصمة باريس وبرلين عبر لوكسمبورغ عن طريق مناطق شامبين وريم. ومع الاستمرار على الطريق شمالا وشرقا يبلغ السائق الحدود الألمانية حيث يمر على مدن ترير ورايسلنغ ونورمبرغ ولايبزغ. وتنتهي الرحلة في مدينة درسدن التي أعيد بناؤها بالكامل بعد الحرب العالمية الثانية ثم العاصمة الألمانية برلين، واحدة من أكثر مدن أوروبا ابتكارا وثقافة. ويمكن بداية هذه الرحلة من لندن إلى برلين عبر الطريق نفسه ولكن عبر نفق المانش.
هناك أيضاً رحلة برية ينشدها بعض السياح في شمالي إسبانيا حيث منطقة الباسك وهي تبدأ من مدينة بلباو ومنها يتخذ السائق طريقه بمحاذاة الساحل حتى مدينة سان سباستيان. ويدخل السائق بعد ذلك منطقة البيرينيز الطبيعية لكي يقضي بضعة أيام بين مدن فرنسية خلابة مثل بياريتز وبوردو.
* رحلات أميركية
من الطموحات التي يتطلع إليها كثير من السياح قيادة السيارة من الشاطئ الأميركي الشرقي إلى الغربي عبر شبكة الطرق الأميركية. ولكن اختيار القيادة على طرق بعينها أو في ولايات غربية خالية من الازدحام المروري يوفر تجربة سياحية متميزة لا تنسى.
من أشهر طرق القيادة في أميركا الطريق 66 الذي يعبر المنطقة من ولاية الينويز إلى كاليفورنيا وهناك كثير من الطرق الشهيرة مثل «هيل كونتري هايدواي» في تكساس و«غريت ريفر واي» من مينيسوتا إلى لويزيانا والطريق الموازي للمحيط الهادئ المسمى «باسفيك كوست هايواي». وأخيراً هناك الطريق الممتد على سلسة جزر «كي وست» جنوبي فلوريدا.
واشتهر الطريق 66 السريع بين عامي 1926 و1985 لمسافة 2500 ميل بين شيكاغو وعبر ميسوري وأوكلاهوما وتكساس ونيومكيسكو وأريزونا حتى ينتهي في لوس أنجليس. أما الآن فهناك فقط علامات الطريق التي تشير إلى مسار الطريق التاريخي.
ولا يلجأ السياح إلى قيادة كل الطريق في الوقت الحاضر وإنما مقاطع منه تمر بالولايات المختلفة خصوصا في المناطق السياحية مثل فلاغستاف وسان لويس.
وهناك أيضاً الطريق رقم واحد الممتد من ميامي إلى جزر «كي وست» جنوبي فلوريدا عبر 545 ميلا يمكن أن تمتد إلى ثلاثة أيام من القيادة. ويقضي السائق معظم فترات الرحلة على مشاهد بحرية أو بالقيادة فوق مياه المحيط الأطلسي. وفي نهاية الرحلة يمكن قضاء ليلة أو ليلتين في معسكر سياحي يوفر إقامة رخيصة.
أما أشهر ثالث طريق للقيادة في أميركا فهو الموازي لساحل المحيط الهادئ المعروف رسميا باسم الطريق رقم واحد في كاليفورنيا. وأجمل قطاع في هذا الطريق يقع بين مونتراي وبيغ سور، حيث يمكن من مقاطع على الطريق مشاهدة الحيتان وأسود البحر من مواقع للمشاهدة مثل جسر ديكسبي أو «بوينت سور». ولا يمتد هذا القطاع من الطريق لأكثر من 24 ميلا ولذلك يمكن قيادته بسهولة في يوم واحد.
* قواعد وأصول رحلات الطرق السياحية
القيام بالرحلات البرية السياحية بالسيارة يلزمها بعض الاستعدادات خصوصاً لو كانت بصحبة العائلة والأطفال.
فلا بد من تخزين بعض الطعام والشراب في السيارة لحين الضرورة واصطحاب أدوات الإسعاف الأولية والتأكد من صلاحية السيارة للرحلات الطويلة والالتزام بكافة معايير الأمان المطلوبة في الدول التي تمر بها هذه الرحلات.
وقبل القيام بالرحلة لا بد من بعض التخطيط حول المسافة المزمع قطعها خلال اليوم والإقامة الليلية بعد رحلة النهار. أيضاً لا بد من متابعة كميات الوقود في السيارة والتأكد من وجود محطات تزود بالوقود على خط الرحلة.
ويجب التوقف للاستراحة كل ساعتين أو عند الشعور بالتعب كما يجب التحلي بالصبر حتى لو اقتضى الأمر الوصول المتأخر بعض الشيء.



مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
TT

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

وسط مسعى السعودية لتنمية مدنها والارتقاء بمعايير جودة الحياة العصرية وتوسيع نطاق العروض السياحية، أبرم عدد من الجهات في القطاعين الخاص والحكومي اتفاقيات بارزة مؤخّراً في هذا الإطار، وشهد معرض «سيتي سكيب» العالمي في الرياض توقيع عدد من هذه الاتفاقيات.

وبهدف تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية، أعلنت «أسفار»، الشركة السعودية للاستثمار السياحي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع «وزارة البلديات والإسكان»، ووفقاً للمسؤولين، سيوفّر هذا التعاون الاستراتيجي فرصاً ترفيهية وثقافية ورياضية جديدة في الأماكن العامة غير المستغلة، ما يسهم في نمو قطاع السياحة في البلاد.

تعزيز الثقافة المحلية والجمال الطبيعي للمناطق

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية من خلال استثمارات استراتيجية تعزز الثقافة المحلية، وتبرز الجمال الطبيعي الفريد لكل منطقة». وأضاف أن هذه المبادرات «تمثِّل خطوة مهمة في رحلتنا المستمرة نحو بناء شراكات قوية وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة السياحة في السعودية».

جانب من التوقيع بين «وزارة البلديات والإسكان» و«أسفار» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الشرق الأوسط)

وبحسب ابن مشيط، تتطلّع «أسفار» إلى تعزيز علاقتها مع البلديات وهيئات تطوير المناطق التي تستثمر فيها لتحقيق مهمتها، كاشفاً عن التزام بـ«ترسيخ مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، وأن نكون جسراً نحو نمو مستدام يحقق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات السعودية عبر كافة مناطق السعودية وإثراء تجارب الزوار».

تحويل المساحات إلى وجهات حيوية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعاون الاستراتيجي يستهدف أيضاً تحويل المساحات غير المستغلة إلى وجهات مجتمعية حيوية، ما يساعد في تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر، وذلك تماشياً مع مشروع «بهجة» المبادرة الوطنية للوزارة، بهدف تنمية المدن وتعزيز رفاهية سكانها وتجربة زوارها نحو تحقيق مفهوم جودة الحياة، كما يتناغم مع ما تلتزم به «أسفار» من تحويل المدن الواعدة إلى وجهات سياحية بارزة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

8 مدن واعدة

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، جاءت الـ8 مدن الواعدة، التي ستعمل «أسفار» على تحويلها إلى وجهات سياحية بارزة كالتالي: الأحساء، الباحة، الجوف، حائل، الخبر، ينبع، الطائف، الدمام.

وفي الإطار ذاته، أُبرمت الاثنين اتفاقية ثلاثية، جمعت أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وشركة «أسفار»، بحضور خالد البكر الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز الاستثمار السياحي في مدينة الخبر، ودعم أهداف برنامج جودة الحياة في السعودية، وتضمّنت الاتفاقية إلى جانب تعزيز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الخُبر، تطوير موقع «الكورنيش الجنوبي» ليصبح وجهة سياحية متكاملة ورائدة في القطاع السياحي للمواطنين، المقيمين والزوار على حد سواء.