جراحة لماكين ترجئ تصويت الكونغرس على إلغاء «أوباماكير»

TT

جراحة لماكين ترجئ تصويت الكونغرس على إلغاء «أوباماكير»

أرجأ مجلس الشيوخ الأميركي أعماله بشأن إلغاء قانون الرعاية الصحية «أوباماكير» واستبداله بانتظار تعافي السناتور جون ماكين من جراحة لإزالة تخثر في الدم، حسب ما أعلن زعيم الجمهوريين في الكونغرس الليلة قبل الماضية. وإصلاح نظام الرعية الصحية الذي شكل عنوانا رئيسيا في حملة الرئيس دونالد ترمب وكثير من الجمهوريين، على وشك الانهيار بإعلان سناتورين جمهوريين معارضتهما له، ويرجح سقوطه إذا جرى التصويت بغياب ماكين.
وقال زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونيل في بيان تمنى فيه لنائب أريزونا التعافي «هناك قلة قليلة من الناس أكثر صلابة من صديقي جون ماكين، وأنا واثق من انه سيعود إلينا قريبا». وتابع ماكونيل: «ريثما يتعافى جون، سيتابع مجلس الشيوخ النظر في قضايا التشريع والتعيينات وسيؤجل البت في قانون الرعاية الصحية».
وأعلن مستشفى مايو كلينيك حيث أجرى ماكين جراحة إزالة تخثر للدم فوق عينه اليمنى أن تخثراً بحجم خمس سنتيمترات تمت «إزالته بنجاح» خلال «عملية جراحية بسيطة». ومن المتوقع صدور نتائج تحليل الخلايا في الأيام المقبلة.
من جهته، أعلن مكتب ماكين أن السناتور الجمهوري «معنوياته عالية ويتعافى في منزله بين أفراد عائلته» في أريزونا على مدى الأسبوع المقبل. وسعى ترمب جاهدا في الأشهر الستة الأولى من ولايته إلى إلغاء الإصلاحات التي أقرها سلفه باراك أوباما في 2010. وعبر كثير من الجمهوريين ولا سيما في الجناحين المحافظ والمعتدل في الحزب عن قلق بالغ حيال مسودة القانون المعدلة للرعاية الصحية التي كشف عنها الخميس.
وتنص المسودة على الإبقاء على أجزاء من برنامج «أوباماكير» وإلغاء جزء كبير من تمويله، وكذلك تقليص برنامج «ميديك إيد» للرعاية الصحية الفيدرالية للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة. وفي الجهة المقابلة يتكتل الديمقراطيون ضد المشروع. وبذلك يحتاج ماكونيل إلى دعم 50 من أصل 52 سيناتوراً جمهورياً لإقرار المشروع في مجلس الشيوخ الذي يتألف من 100 عضو. وفي حال الوصول إلى تعادل في الأصوات بنسبة 50 إلى 50، تعود الكلمة الفصل إلى نائب الرئيس مايك بنس.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.