حسن معاذ... هل اختار الطريق الصحيح بالرحيل للفيحاء؟

سنوات من المفاوضات مع أندية كبرى انتهت دون تحقيق «آماله»

حسن معاذ خلال مشاركته في تدريبات فريق الفيحاء بمعسكر النمسا (المركز الإعلامي في نادي الفيحاء)
حسن معاذ خلال مشاركته في تدريبات فريق الفيحاء بمعسكر النمسا (المركز الإعلامي في نادي الفيحاء)
TT

حسن معاذ... هل اختار الطريق الصحيح بالرحيل للفيحاء؟

حسن معاذ خلال مشاركته في تدريبات فريق الفيحاء بمعسكر النمسا (المركز الإعلامي في نادي الفيحاء)
حسن معاذ خلال مشاركته في تدريبات فريق الفيحاء بمعسكر النمسا (المركز الإعلامي في نادي الفيحاء)

لم تتحقق أمنيات حسن معاذ، مدافع المنتخب السعودي الدولي، الذي فسخ عقده مع نادي الشباب بالانتقال إلى صفوف نادي الفيحاء، بعد سنوات من المفاوضات التي أجراها مع أندية عملاقة في البلاد مثل الهلال والاتحاد والأهلي، لكنه حط مسيرته الكروية في صفوف نادٍ صاعد جديد يريد أن يغير من الصورة النمطية للأندية الحديثة، بصفقات مالية تتجاوز ما تصرفه الأندية الكبرى في السعودية.
حسن معاذ اللاعب الذي خالف واقعه أمنياته، فبعد أن طلب الرحيل مراراً من الإدارات المتعاقبة على ناديه الشباب لم يتحقق له ذلك، وبعد أن تحولت رغبته في البقاء بين صفوف الليث الأبيض وجد نفسه خارج الأسوار مرتدياً قميص نادي الفيحاء للدفاع عنه في مشواره الأول في دوري المحترفين السعودي.
معاذ الذي بدأت رحلته في البحث عن الخروج من نادي الشباب قبل عدة سنوات، وذلك منذ بداية مفاوضات نادي الهلال معه قبل ما يزيد على ست سنوات لضمه للفريق الأزرق الذي كان يعاني في خانة الظهير الأيمن منذ رحيل لاعبه الأسبق أحمد الدوخي نحو فريق الاتحاد في موسم 2005، وهي المشكلة التي لم يتجاوزها الفريق الهلالي بشكل جاد، إلا بعد التوقيع مع ياسر الشهراني الذي تحول للظهير الأيمن ثم بروز محمد البريك اللافت في هذا المركز.
حسن معاذ والانتقال من ناديه الشباب قصة بدأت قبل عدة مواسم، فهو اللاعب الذي يتردد اسمه مع حلول كل فترة انتقالات صيفية وشتوية، ولكن سرعان ما تتبخر أحلامه وأحلام الأندية الراغبة في ضمه، والتي تجد رفضا شبابيا تارة، أو مطالبات مالية مبالغ فيها بحسب الأندية الباحثة عن كسب خدماته تارة أخرى.
اللاعب الدولي حسن معاذ ولد في العاصمة الرياض في أواخر يناير (كانون الثاني) 1986، وبدأ حياته الكروية مع نادي الشباب منذ صغر سنه، حتى برز وبدأ في لفت الأنظار كونه يجيد اللعب في خانة الظهير الأيمن، وهو المركز الذي تعاني منه كثير من الأندية في السعودية منذ عدة سنوات.
ساهم بروز حسن معاذ مع فريقه الشباب في انضمامه سريعا لقائمة المنتخب السعودي الأول، حيث خاض أولى مبارياته الدولية في ودية جمعت بين السعودية والكويت موسم 2004، بحسب موقع المنتخب السعودي، وذلك تحت إشراف المدرب الوطني ناصر الجوهر الذي زج بحسن معاذ في المباراة التي أقيمت على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض كلاعب بديل لجابر حقوي.
منذ ذلك العام لم يبتعد حسن معاذ طويلاً عن المنتخب الذي خاض معه حتى الآن 63 مباراة دولية، حيث كان ينضم لفترة ثم يبتعد، ولكنه بصورة عامة كان خيارا مفضلا لكل المدربين الذين أشرفوا على الأخضر السعودي حتى اليوم، وشارك في قميص المنتخب الوطني بعدة محافل وبطولات إقليمية وعالمية.
ومع ناديه الشباب، نجح حسن معاذ في حجز خانته مبكرا في قائمة فريقه الأساسية حتى الموسم المنصرم، قبل أن يودع صفوف الليث متجهاً لخوض تجربة مثيرة وتحدٍ جديد مع نادي الفيحاء، وعلى الرغم من حدوث أي مستجدات في علاقته مع ناديه الشباب بشأن رغبته في رحيله عن الفريق فإنه ظل محافظاً على مركزه وإن ابتعد قليلاً لأسباب غير فنية. وفيما يخص مفاوضات الأندية مع النجم الدولي حسن معاذ، فقد كان نادي الهلال من أوائل الأندية الباحثة عن كسب خدماته، وتدعيم صفوف الفريق بلاعب مميز يجيد المساندة الهجومية بشكل كبير، في ظل الحاجة الماسة في الفريق الأزرق للاعب يرتق خانة الظهير الأيمن التي ظلت شاغرة منذ رحيل أحمد الدوخي حتى التعاقد مع ياسر الشهراني الذي يجيد اللعب في الظهيرين الأيمن والأيسر.
ورغم طيلة المدة الزمنية في المفاوضات بين الهلال واللاعب حسن معاذ التي بدأت منذ عدة سنوات، ولم تنتهِ إلا قبل موسمين وهي المفاوضات التي كانت تحمل جدية أكبر عما حدث مؤخراً من أحاديث إعلامية لم تتحول لمسار الجدية، خاصة أن الهلال برز لديه اللاعب محمد البريك، إلا أن هذه المفاوضات لم يكتب لها النجاح.
اختلفت مسببات عدم رحيل حسن معاذ من الشباب للهلال بين رغبة الإدارة الشبابية بقيادة خالد البلطان حينها في المحافظة على مكتسبات الفريق، وهي الخطوة التي كانت هدفاً أساسياً لتلك الإدارة، على عكس ما كان يحدث قبل وصولها من انتقالات كبيرة للاعبي الشباب، وهو الأمر الذي عاد للواجهة من جديد في الموسمين الماضيين.
مفاوضات الهلال ومعاذ هي صفحة من تاريخ المفاوضات الطويلة التي كانت تلازم نجم الشباب حسن معاذ بين فينة وأخرى، فلقد انضم لقائمة الباحثين عن كسب خدماته نادي الاتحاد وغريمه التقليدي الأهلي الذي كان أكثر جدية في ذلك، قبل أن تبطل الصفقة في اللحظات الأخيرة من جانب إدارة نادي الشباب حينها برئاسة الأمير خالد بن سعد.
نادي الشباب شهد في سنواته الأخيرة انتقال كثير من لاعبيه لأندية منافسة، ويأتي على قائمتها نادي الهلال رغم سياسية إدارته بقيادة خالد البلطان، إلا أنه أكد في ذات مرة أن المصلحة هي من تحدد التعامل في الموقف، كما حدث في صفقة انتقال ناصر الشمراني للفريق الأزرق، وقبله انتقال الكوري كواك تاي هي، ومن ثم الحارس حسن شيعان على سبيل الإعارة لنصف موسم.
وحتى مع انتقال الكثير من لاعبيه لأندية متعددة كما حدث لنايف هزازي الذي انتقل للنصر ومهند عسيري للأهلي، وعبد الملك الخيبري للهلال، وثنائي حراسة المرمى محمد العويس ووليد عبد الله، اللذين انتقلا في الموسم المنصرم لناديي الأهلي والنصر، إلا أن الموافقة على انتقال حسن معاذ ظلت عالقة دون إتمامها حتى نهاية رحيله عن الفريق مع نهاية عقده الأخير.
حسن معاذ الذي أكد في تصريحات إعلامية متعددة ندمه على خطوات اتخذها في مسيرته الرياضية، وحتما سيكون عدم انتقاله للهلال، والتجديد مع ناديه الشباب «عقده الأخير» في مقدمة هذه الأمور، وتوديع فريقه الشباب بصورة غير منتظرة ومرتقبة، وذلك بعدما دخل الفترة الحرة من عقده دون التوصل لاتفاق مع إدارة ناديه، ليتوصل الطرفان إلى توقيع مخالصة مالية تنهي علاقته بقميص الشباب التي دامت لأكثر من 10 مواسم.
اللاعب الدولي حسن معاذ انضم لصفوف نادي الفيحاء العملاق الصغير الذي يصرف بشراهة على صفاقته المحلية والأجنبية، رغم أن هذه هي مشاركته الأولى عبر تاريخه في دوري المحترفين السعودي، إلا أن الدعم الشرفي الكبير للنادي قاده لإتمام كثير من الصفقات البارزة التي ستظهره بصورة مغايرة في الموسم الجديد.
توقيع حسن معاذ مع نادي الفيحاء تحدٍ قوي، واختبار صعب للنجم الدولي حسن معاذ، الذي سيبحث عن إظهار نفسه بصورة متميزة رغم بلوغه العام الواحد والثلاثين، إلا أنه سيحاول كتابة صفحة جديدة من تاريخه الرياضي الذي بدأ مع نادي الشباب، وامتد للمنتخب السعودي الذي ما زال يدافع عن ألوانه، ويحضر في قائمة الهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الوطني.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».