إسرائيل تكشف أن إيران تقيم مطاراً في وسط سوريا وتهدد برد عنيف

حذرت أوساط عسكرية إسرائيلية مما أسمته «تطوراً جديداً مقلقاً لتعزيز قوة إيران في سوريا والاقتراب من الحدود مع إسرائيل»، يتمثّل في قيام طهران باستئجار مطار عسكري في وسط سوريا من حكومة النظام. وقالت هذه الأوساط إن هذا المطار الذي توجد فيه طائرات قتالية، إلى جانب المفاوضات السورية - الإيرانية لإقامة قاعدة برية يرابط فيها مقاتلون شيعة يتبعون إيران، هي خطوات «لن تقبلها إسرائيل ولن تسكت عليها».
ويدور الحديث، وفق تلك الأوساط، عن «قاعدة ذات حكم ذاتي إيراني في وسط سوريا، حيث سيرابط بحسب الخطة الموضوعة نحو 5 آلاف من رجال الميليشيات المرتزقة من أفغانستان وباكستان ممن سيوجدون هناك في شكل دائم تحت قيادة الحرس الثوري. وإلى جانب ذلك تجري مفاوضات لإقامة جزء مستقل لإيران في ميناء طرطوس في شمال غربي سوريا». وتستهدف هذه الخطوات، وفق الأوساط نفسها، التثبيت على المدى البعيد للحضور الإيراني في سوريا و«تشكيل تهديد ضد إسرائيل»، كما يعتبرها الإسرائيليون «جزءاً من خطة للضم الإيراني الزاحف: السيطرة على مناطق في الشرق الأوسط، وخلق تواصل إقليمي بري وبحري من إيران إلى لبنان وبلدان أخرى في المنطقة، بالتوازي مع مسار إضافي يمر من العراق إلى الأردن وحتى حدود إسرائيل». وتنقل هذا الأوساط عن مصادر استخباراتية غربية أن «الخطوات الإيرانية تُذكّر بخطوة مشابهة نفذها الروس عام 2015: استئجار مطار حميميم، في سوريا، ومرابطة قوة جوية فيه، والإعلان عن المنطقة بوصفها خاضعة لحماية روسية».
وفي هذا الإطار، حذّر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من تثبيت الوجود الإيراني في سوريا. وقال، في حديث مع ممثلي وكالات الأنباء ومواقع الإنترنت المركزية في روسيا، إن «إقامة القواعد الجوية والبحرية، ومحاولة مرابطة 5 آلاف (مقاتل) شيعي على الأرض السورية بشكل دائم، ليست مقبولة من جهتنا وستؤدي إلى نتائج ثقيلة الوزن. إيران تجعل سوريا، وليس فقط جنوب غربي الدولة، قاعدة متقدمة ضد إسرائيل. لن نسلّم بذلك. نصرّ على ألا يبقى ذكر للوجود الإيراني على أرض سوريا، وعلى هذا الشرط نصر في كل تسوية».
وأكد ليبرمان في المقابلة، بشكل رسمي، الأنباء عن أن إيران تدفع لـ«حزب الله» كل سنة نحو 800 مليون دولار. وذكر بأن «حزب الله» يحاول هو أيضا أن يقيم في سوريا قاعدة متقدمة تهدد إسرائيل.
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي النقاب أيضاً عن أن مندوبين أميركيين وروساً سيلتقون قريباً في فيينا مع مندوبين إسرائيليين، لاطلاعهم على اتفاقات وقف النار في سوريا. وقال: «إذا كانت تفاصيل الاتفاق مرضية لنا فإننا سنرحب جداً بالمبادرة لتهدئة الوضع». وقال ليبرمان إن إسرائيل لا تتدخل ولن تتدخل في شؤون سوريا الداخلية، باستثناء الأوضاع التي يكون فيها انتهاك للسيادة الإسرائيلية من داخل الأراضي السورية، موضحاً: «نحن نرد حين تسقط قذائف من الجيش السوري في أراضينا، ولكننا لا نرد - على ما يبدو - بما يكفي من القوة. فالروس كانوا بالتأكيد سيردون بقوة أكبر بكثير في وضع مماثل... نحن نرد بالقوة أيضاً عندما نلاحظ إقامة قاعدة متقدمة تستهدف فتح جبهة أخرى ضدنا».