وفاة بلايزر المتهم الأول ومفجر فضيحة فساد الفيفا

«رجل العشرة في المائة» رحل بعد أن تسبب في اعتقال نحو 40 مسؤولاً بالاتحاد الدولي

بلايزر المدعوم من بلاتر كشف فساد الفيفا (أ.ف.ب)
بلايزر المدعوم من بلاتر كشف فساد الفيفا (أ.ف.ب)
TT

وفاة بلايزر المتهم الأول ومفجر فضيحة فساد الفيفا

بلايزر المدعوم من بلاتر كشف فساد الفيفا (أ.ف.ب)
بلايزر المدعوم من بلاتر كشف فساد الفيفا (أ.ف.ب)

توفي الأميركي تشاك بلايزر، العضو السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والرجل النافذ في منطقة الكونكاكا، والذي تحول من متهم إلى المخبر الرئيسي في فضائح الفساد التي ضربت الهيئة الدولية، عن 72 عاما.
ووضعت المعاناة مع السرطان حدا لحياة بلايزر، الموقوف منذ عام 2015 عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بعد أعوام طويلة طبعها أسلوب حياة باذخ وأسفار حول العالم... وحب للقطط.
وقال محامو الأميركي في بيان: «إننا نشعر بالحزن الشديد لوفاة موكلنا وصديقنا، تشاك بلايزر».
وأضاف البيان أن «سوء تصرفه، وهو الذي قبل تحمل مسؤوليته كاملة، يجب ألا يحجب تأثير تشاك الإيجابي على كرة القدم الدولية».
ويعد بلايزر أحد أبرز أسباب كشف فضائح الفساد في الفيفا؛ إذ كان المخبر الرئيس الذي لجأ إليه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) لكشف خفايا المخالفات المالية في اتحاد أكثر لعبة شعبية عالميا، التي أطاحت برؤوس كبيرة أبرزها الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر.
وجنى بلايزر الملايين من كرة القدم، وعاش أسلوب حياة باذخ شمل السفر على متن طائرة خاصة، واستئجار شقة مقابل 18 ألف دولار شهريا في «برج ترمب» الشهير بمدينة نيويورك، وشقة أخرى في المبنى نفسه لقاء 6 آلاف دولار شهريا، مخصصة لقططه.
وتفجرت الفضيحة في مايو (أيار) 2015 عشية الجمعية العمومية للاتحاد، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في زيوريخ 7 مسؤولين بارزين في الفيفا بطلب من القضاء الأميركي الذي اتهمهم بتلقي رشى وعمولات بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينات القرن الماضي.
وأدت سلسلة الفضائح إلى اعتقال واتهام نحو 40 مسؤولا سابقا في الفيفا، وإلى إيقاف بلاتر الذي اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد إعادة انتخابه في العام نفسه. وأوقف بلايزر عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم مدى الحياة في 9 يوليو (تموز) 2015 لاعترافه بتلقي رشى وغسل أموال.
وشدد محامو بلايزر على أن «تشاك شعر بحزن عميق وندم على أفعاله. أعرب عن ندمه الصادق تجاه ناخبيه وزملائه السابقين وجميع لاعبي كرة القدم والمشجعين الذين شعروا بخيبة أمل بسبب سلوكه».
وشغل بلايزر منصب الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بين 1990 و2011، وعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بين 1996 و2013، وكان من النافذين في كرة القدم العالمية.
ولطالما اعتبر بلايزر من أبرز مسؤولي اللعبة في القارة الأميركية إلى جانب الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد الكونكاكاف السابق، والذي كان حليفا سابقا لبلاتر. وهو اعترف للمحققين بالحصول على أكثر من 11 مليون دولار رشى بين عامين 2005 و2010.
وكشفت تقارير سابقة أن اتفاق التعاون بين بلايزر والقضاء الأميركي في نيويورك بدأ في ديسمبر (كانون الأول) 2011، عندما كان لا يزال عضوا في لجنة الفيفا؛ إذ وافق على المشاركة في نشاطات سرية وفقا لتعليمات محددة من الوكلاء القانونيين ومكتب المدعي العام.
وتحدثت تقارير إعلامية عن تلقيه مبالغ باهظة خلال توليه مسؤولياته في اتحاد الكونكاكاف. وأشار تقرير للجنة النزاهة في الاتحاد عام 2013، إلى أن بلايزر حصل على أكثر من 20. 6 مليون دولار عمولاتٍ وبدلات إيجار وغيرها، بين 1996 و2011.
وبين عامين 2004 و2011 جرى تحويل نحو 26 مليون دولار من مصاريف الكونكاكاف إلى حساب مصرفي خاص تابع له.
وعقد بلايزر اتفاقا مع القضاء الأميركي أقر بموجبه بالتهم الموجهة إليه طوال سنوات هيمنته على اتحاد الكونكاكاف مع وارنر، وبالتعاون مع التحقيق والإدلاء بشهادته، مقابل خفض عقوباته.
وأقر بالذنب بتهم تتضمن الابتزاز، والتهرب من الضرائب، والاحتيال المالي الإلكتروني، ومؤامرات لغسل الأموال، وتلقي رشى لتغيير مسار التصويت في عمليات اختيار البلدان المستضيفة لكأس العالم.
وعرف بلايزر بلقب «مستر (السيد) 10 في المائة»، في إشارة إلى اتفاق مع الكونكاكاف ضمن له الحصول على 10 في المائة من عائدات الاتحاد، إلا أن بلايزر دافع عن نفسه وعدّ أن هذه العائدات مكافأة على عمله في المساعدة على تعزيز صورة كرة القدم في الكونكاكاف.
وقال في تصريح سابق: «أنا مرتاح تماما لأنني قمت بعمل ممتاز. أمضيت 21 عاما في بناء اتحاد الكونكاكاف ومسابقاته وعائداته، وأنا كنت المسؤول عن المستوى الجيد لدخله».
ينسب البعض للرجل البدين ذي الشعر الأبيض واللحية الطويلة الكثة، الفضل في تعزيز اللعبة في القارة الأميركية رغم أنه لم يركل كرة في حياته. إلا أن حظه بدأ ينفد في الأعوام الأخيرة، لا سيما مع مفاخرته بأسلوب حياته الباذخ، وأطلق مدونة خصصها لسرد رحلاته وإجازاته حول العالم وصوره مع المشاهير والسياسيين، من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملكات الجمال.
من الأسباب التي أدت إلى انكشاف فساده ومحاولاته لإخفاء مستوى دخله الحقيقي، فشله في تقديم عائداته الضريبية بين 2005 و2010.
وبحسب التقارير، أوقف بلايزر من قبل عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي وآخر من سلطات الضرائب الأميركية عام 2011، وهو في طريقه إلى أحد مطاعمه المفضلة في مدينة نيويورك الأميركية. ويروى أن العنصرين قالا له: «يمكننا أن نوقفك مكبل اليدين الآن، أو يمكنك أن تتعاون معنا».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.