بشرة سول كامبل السمراء تجبره على ممارسة مهنة التدريب خارج إنجلترا

الشعور بالتمييز أصابه بالإحباط لدرجة جعلته على استعداد لعرض خدماته مجاناً على الأندية

كامبل حصد مع آرسنال الكثير من الألقاب («الشرق الأوسط»)
كامبل حصد مع آرسنال الكثير من الألقاب («الشرق الأوسط»)
TT

بشرة سول كامبل السمراء تجبره على ممارسة مهنة التدريب خارج إنجلترا

كامبل حصد مع آرسنال الكثير من الألقاب («الشرق الأوسط»)
كامبل حصد مع آرسنال الكثير من الألقاب («الشرق الأوسط»)

خلال أيام مشاركته داخل ملاعب كرة القدم، لطالما اهتم سول كامبل بشؤونه داخل وخارج الملعب بثقة وهدوء شديدين. لذا، كان من المثير للدهشة الاستماع إليه وهو يتحدث بغضب عارم ظهيرة أحد الأيام الدافئة في غرب لندن عن رغبته في اقتحام مجال التدريب. ورغم أن المدافع السابق في صفوف المنتخب الإنجليزي ربما بدا هادئاً عندما كان يرتشف «الكابتشينو» خارج أحد المطاعم الإيطالية في كينغز رود، فإنه سرعان ما بات واضحاً أنه على وشك أن يفقد صوابه إزاء، حسبما قال، «بناء مهنة جديدة». المؤكد أن كامبل يملك مؤهلات ومكانة وخبرة تؤهله تماماً للعمل بمجال التدريب، لكن المشكلة حالياً تكمن في عجزه عن تحقيق خطوة كبرى بهذا المجال، الأمر الذي أثار داخله شعوراً عارماً بالإحباط لدرجة جعلته في سن الـ42 على استعداد لعرض خدماته مجاناً.
وعن ذلك، قال كامبل: «بمرور الوقت، تتضح صعوبة الأمر، وإذا ما وجدت نفسي مضطراً للبدء من القاع، سأفعل. الناس يعتقدون أنني أرغب في تدريب أحد أندية الدوري الممتاز، لكنني حقيقة الأمر على استعداد للعمل مع أحد أندية الهواة، وإذا لم يكن بمقدورهم دفع راتب لي، سأكتفي بتقاضي مكافأة فوز. إنني على استعداد لذلك... إنني أتحرق شوقاً للبدء في العمل، وكل ما أرغبه الحصول على فرصة، أو حتى مقابلة بحيث يمكنني أن أقول خلالها: «اقبلوا عملي لديكم مجاناً وسأريكم ما يمكنني تحقيقه».
في مايو (أيار) 2012، أعلن كامبل اعتزاله كرة القدم بعد أن شارك في 73 مباراة مع المنتخب ونال بطولتين للدوري الممتاز في صفوف آرسنال. وعلى امتداد الأعوام الخمس التالية، قضى كامبل جل وقته في الاستعداد للعمل بمجال التدريب. وبالفعل، خاض دورة تدريبية نظمها اتحاد كرة القدم في ويلز ليحصل بذلك على ترخيص لمزاولة مهنة التدريب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وفي فبراير (شباط)، تلقى دعوة للعمل مساعد مدرب في ترينيداد وتوباغو، حيث عمل إلى جوار دينيس لورانس، لاعب خط الوسط السابق لدى كل ريكسام وسوانزي سيتي وترينيداد وتوباغو، وذلك في إطار محاولة الجزيرة التأهل لبطولة كأس العالم الصيف القادم.
وعن هذه التجربة، قال كامبل: «يسير الأمر على نحو طيب بالنظر إلى محدودية الميزانية والبنية التحتية المتاحة. وفي ظل وجود دينيس في منصب المدرب، وستيرن جون زميله بمنصب مساعد المدرب والمهاجم السابق في صفوف ترينيداد وتوباغو وعدد قليل من المسؤولين الآخرين، أصبح مستوى التدريب ممتازاً وتحولنا إلى ندٍ حقيقي لبعض الدول الكبرى، لكننا تعرضنا للخذلان نهاية الأمر جراء بعض القرارات الغريبة التي أصدرها مسؤولون». وأضاف: «عادة ما أوجد قبل المباراة التي نستعد لخوضها بثمانية أيام. وأعمل بصورة أساسية على الجانب الدفاعي، لكنني أيضاً حاولت إضافة مستوى من الجودة على الجهاز التدريبي بوجه عام. وقد استمتعت كثيراً بخوض هذا التحدي».
وبجانب عمله بمنطقة الكاريبي، زار كامبل أيضاً إيطاليا لمشاهدة تدريبات سامبدوريا وميلان. وسافر أيضاً إلى الولايات المتحدة لمشاهدة زميله السابق في صفوف آرسنال باتريك فييرا أثناء تدريبه نادي نيويورك سيتي. الواضح أن كل من هذه التجارب كانت ثرية وعززت ليست رغبة كامبل في العمل بمجال التدريب فحسب، وإنما كذلك انفتاحه على فكرة الاضطلاع بذلك في الخارج. ومن أجل الوصول لهذه الغاية، يعمد كامبل حالياً إلى تنمية مهاراته بمجال اللغات. وفي هذا الصدد، قال: «أحاول تعلم قليل من الإيطالية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية، بحيث تصبح لدي قاعدة يمكنني العمل بالاعتماد عليها».
ومع هذا، يبقى السيناريو المثالي بالنسبة لكامبل العمل داخل إنجلترا نظراً لظروف أسرته ولرغبته في الاستمرار في عمله التمثيلي داخل آرسنال الذي قضى فيه الجزء الأكبر من مسيرته الكروية التي بدأت داخل توتنهام هوتسبير عام 1992 وانتهت في نيوكاسل يونايتد في مايو 2011. وخلال هذه المسيرة، نجح كامبل في بناء سمعة له كواحد من أفضل لاعبي مركز قلب الدفاع على مستوى جيله. ورغم ميله للعمل داخل إنجلترا باعتبار أنه يألفها أكثر عن أي بلد آخر، مما سيخلق بداخله قطعاً شعوراً بالاطمئنان، عانى كامبل من مشاعر إحباط متنامية في خضم بحثه عن فرصة للتدريب داخل البلاد.
وقال: «تحدثت إلى بعض الوكلاء لمعاونتي على نشر أنباء بحثي عن فرصة عمل بمجال التدريب، لكن حتى الآن لم أتلق عرضاً ملموساً. قد يقرر مسؤولو بعض الأندية أنه: «لا نود الحديث إلى سول نظراً لتاريخه الكبير»، لكن من أجل هذا تحديداً ابتكرت فكرة عقد مقابلات - كي تلتقي الشخص وتعرفه عن قرب. وأتمنى أن يمنحوني هذه الفرصة على الأقل - هذا كل ما أوده، أن أتحدث إلى رئيس أو مالك نادي حول فلسفتي وما يمكنني عمله مع فريقه. إنني شخص أسعى بطبعي وراء الفوز، وأحمل أفكارا رائعة وشغفا قويا، إضافة لأنني شخص مثابر للغاية وحال حصولي على الفرصة سأبذل قصارى جهدي للوصول إلى النجاح».
الملاحظ أن كامبل يحمل بداخله عاطفة متقدة، بجانب أن ذكره لكلمة «تاريخ» يلفت الانتباه ويشير على ما يبدو إلى صراحته الشديدة في تناول توجه كرة القدم البريطانية إزاء القضايا العنصرية. يذكر أنه خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة الـ«غارديان» في سبتمبر (أيلول) 2013، ألمح كامبل إلى وجود توجهات «قديمة» إزاء اللاعبين أصحاب البشرة السمراء داخل هذه البلاد، الأمر الذي سيجبره على بدء مسيرته بمجال التدريب في الخارج. وبعد ستة شهور، اتهم كامبل في مقتطف من سيرته الذاتية نشرته صحيفة «صنداي تايمز» اتحاد كرة القدم بأنه «عنصري على نحو مؤسسي».
في كلتا الحالتين، يمكن القول إن لكامبل وجهة نظر سديدة، خاصة وأنه بالنسبة للمدربين أصحاب البشرة السمراء ازداد الوضع سوءاً. في سبتمبر 2013، كان هناك أربعة مدربين بريطانيين وآيرلنديين من أصحاب البشرة الداكنة وأبناء الأصول الآسيوية والأقليات العرقية على مستوى الأندية المحترفة الـ92 بمختلف أرجاء إنجلترا - اليوم، تراجع هذا الرقم إلى اثنين: كريس هوتون في برايتون آند هوف ألبيون وكيث كيرل في كارليسل يونايتد. جدير بالذكر أنه في الشهر الماضي، تقدمت هيذر راباتس باستقالتها كمديرة غير تنفيذية باتحاد كرة القدم بسبب إحباطها إزاء نقص عدد المدربين البريطانيين أصحاب البشرة السمراء بمجال كرة القدم.
ورغم أن هذا الموقف يدعم آراء كامبل، فإنه يفضل البقاء بمنأى عن هذا الجدال. وقال: «لا أريد استفزاز أي شخص... إنني رجل أفعال وأرغب في القيام بما أوده على النحو الصحيح فحسب. وبغض النظر عن التوجهات ومشاعر التحامل والأفكار النمطية التي أواجهها، سأعمل على تحطيمها. إلا أن السبيل الوحيد أمامي لتحطيمها يتمثل في نيل وظيفة، وإذا ما اضطررت للبدء من الصفر، سأفعل وأشق طريقي نحو الأعلى، فالمال ليس القضية هنا».
وفي سؤال له حول ما الأسلوب الذي سيلعب به فريق يتولى سول كامبل تدريبه، سواء هنا أو بالخارج، أجاب: «على نحو دفاعي للغاية، لكن مع براعة في شن الهجمات المرتدة». ومع هذا، من الواضح أن كامبل يدرك تماماً أن محاكاة أسلوب اللعب الذي جعله هو وفييرا وآخرين أبطالاً وحاملي بطولات تحت قيادة المدرب آرسين فينغر، أمر يسهل قوله أكثر عن فعله.
ومع ذلك، فإن كامبل جاد للغاية حيال السبب الذي يدفعه للنضال لاقتحام مجال التدريب: وجهة النظر السائدة بأن اللاعبين النجوم يخفقون عادة في تكرار هذه النجومية على صعيد التدريب. وعن ذلك، قال: «انظر إلى زيدان وكرويف وريكارد وغوارديولا، بل وديشامب - لقد حققوا جميعاً الكثير من الإنجازات كمدربين بعد أن كانوا لاعبين عظاماً. لذا، لست مقتنعاً بهذه الفكرة السائدة. واليوم، أسعى لنيل هذا، فهذا «كل ما أرغبه. وبمجرد أن أنالها، سأحلق في سماء النجاح».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟