ماتيس: إيران سبب زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي
جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي
TT

ماتيس: إيران سبب زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط

جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي
جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي

قال الجنرال جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي: إن إيران أكثر بلد مسبب لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والسبب في ذلك النظام الإيراني الذي يقف خلف أسباب مناطق الصراع، مشيراً إلى أنها كانت أكبر المشاكل التي مرّت عليه خلال عمله قائداً للقيادة المركزية العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وهي السبب في بقاء الأسد في السلطة في سوريا، إضافة إلى الفيتو الروسي.
جاء ذلك خلال لقاء هاتفي مع أحد طلبة مدارس ولاية واشنطن الثانوية استغرق 45 دقيقة، رد الوزير الأميركي لأول مرة بأسلوب بسيط على أسئلة الطالب في شرح دور الولايات المتحدة الأميركية في الأزمات التي تواجهها، والسياسة التي تتخذها الإدارة الأميركية الجديدة في التعامل معها.
وأكد ماتيس خلال الحوار، أن إيران هي السبب الوحيد في بقاء الأسد بالسلطة حتى الآن، ومساعدة روسيا في حق الفيتو ضد الأمم المتحدة. مضيفا أنه «لولا هذين الدعمين لما استمر في قتل مئات الآلاف من شعبه، والسماح للإرهابيين بمكان إقامة ومعسكر الملايين، والملايين حرفيا من الناس، أجبروا على الخروج من ديارهم مع أي شيء، ولكن ما يمكن أن يلتقط في سيارة أو وضعت على ظهرهم، كل شيء بسبب إيران».
وأوضح ماتيس، أنه «من المؤكد أن إيران هي أكثر التأثيرات زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وعندما أسافر إلى القاهرة أو الرياض و...، فإن جميع شعوب المنطقة، تتذمر من سياسة إيران وهذا رأيهم فيها. ومن المؤكد أنها كانت أكبر مشكلتي عندما كنت قائدا للقيادة المركزية الأميركية، لكن مرة أخرى، إنها ليست إيران، إنه النظام الإيراني. وليس الشعب الإيراني، لقد عرفت ما يكفي من الناس الإيرانيين أو تحدث مع الأميركيين الذين نشأوا في إيران». وذكر ماتيس، أنه لا يمكن خلق جو من الثقة بين السياسة الأميركية والإيرانية؛ لعدم وجود انتخابات نزيهة إنما المتحكم فيها المرشد الأعلى، يقرر من يحصل على الانتخاب، مبيناً أن النقطة هي أن إيران تتصرف أكثر مثل قضية ثورية، وليس لمصالح شعبها؛ لذا فمن الصعب جدا التعامل معها، على حد وصفه، مفيداً بأنه قتل الكثير من الشعب الإيراني، وسجن الكثير من الشباب الإيرانيين عندما تظاهروا ضدهم في الثورة الخضراء قبل بضع سنوات.
وأضاف أن: «الإيرانيين حاولوا قتل سفير عربي في وسط العاصمة واشنطن، ويمكنك أن ترى لماذا كان الرئيس أوباما حريصا جدا على محاولة منعهم من الحصول على سلاح نووي حتى يتمكن الشعب الإيراني من التخلص من هذه الثيوقراطية، ونظامهم نظام قاتل يستخدم بدائل أخرى في الخارج، مثل «حزب الله» اللبناني مما تسبب في فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أشد على إيران من الولايات المتحدة، وهي أشد ما وضعت على الإطلاق على إيران، وكذلك دعم الحوثيين في اليمن بنقل الصواريخ الباليستية إلى اليمن التي أطلقوها على السعودية، وترسل عملاء في جميع أنحاء لقتل السفراء في باكستان أو في واشنطن العاصمة، وسيكون من الصعب جدا التعامل مع إيران، وما عليك القيام به في نهاية المطاف هو ما فعلته بعد ذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بتحريك العقوبات الاقتصادية ضدهم وإجبارهم على طاولة المفاوضات؛ لأنهم يريدون البقاء في السلطة».
وأشار ماتيس إلى أن هناك الكثير من الأسباب للتعاون الروسي - الإيراني مع الأسد، أحدها القواعد الروسية العسكرية، والممتدة هناك لمدة 30 إلى 40 عاماً ماضية؛ لذلك هناك بعض القرابة، لافتاً أيضاً إلى أن روسيا اختارت الآن أن تكون منافسا استراتيجيا مع الناتو ومع الولايات المتحدة، على الرغم من الصراحة والتعاون بين الجيش الأميركي والجيش الروسي، في الحرب ضد «داعش» وتجنب وقوع أزمة هناك.
واعتبر أن الروس يتذرعون بوجودهم في سوريا لمحاربة «داعش»، إلا أنهم لم يقوموا بذلك على العكس، بل يدعمون الأسد: «من الصعب القول لماذا، لكن من الواضح أنها ليست في مصلحتهم، وأعتقد أن روسيا تدرك ذلك، بل إنهم يحاولون معرفة كيفية الخروج من هذه الأزمة الآن». وشرح ماتيس أن استراتيجية الولايات المتحدة أخيراً في منطقة الشرق الأوسط هي مهاجمة العدو من خلال دعم القوات المحلية الذين لديهم في نهاية المطاف حل المشكلة؛ إذ تقف أميركا معهم في القتال، لكن من خلالهم نحن نأخذ المعركة إلى العدو. وهناك أعداد متفاوتة من القوات التقليدية والقوات الخاصة في الأدوار الاستشارية، والأدوار المساعدة، «نحن نسميها تقديم المشورة والمساعدة والمرافقة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».