متحف لندن يدوّن تاريخ المدينة الثري

معلم ومعلومة

مبنى المتحف من الخارج
مبنى المتحف من الخارج
TT

متحف لندن يدوّن تاريخ المدينة الثري

مبنى المتحف من الخارج
مبنى المتحف من الخارج

نظرا لكون لندن عاصمة إنجلترا منذ العصر الروماني، فلديها تاريخ ثري جدير بالتسجيل والعرض. قال صامويل جونسون، الكاتب الإنجليزي الشهير، الذي عاش في القرن السابع عشر، ذات مرة: «عندما يسأم المرء لندن، فقد سئم الحياة لأن في لندن كل ما يمكن أن تقدمه الحياة».
لا تزال الحياة في لندن تتسم حتى اليوم بهذه الجاذبية والحيوية. أي شخص يستمتع بالحياة في لندن فسوف يرغب في معرفة كيف أصبحت لندن المدينة التي نراها اليوم؛ وفي هذه الحالة المكان المناسب هو متحف لندن. يسجل المتحف مسار تطور مدينة لندن منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الحالي. ويقع المتحف حاليًا بالقرب من كاتدرائية القديس بول في قلب لندن، داخل مبنى على أطراف منطقة عصرية ذات مساحة كبيرة تضم عددا كبيرا من المساكن وتعرف باسم باربيكان. تم افتتاح المتحف في عام 1976، وترتيب المعروضات به، حيث يبدأ الزائر من قاعة تستعرض شكل لندن في عصور ما قبل التاريخ، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الحقبة الرومانية، ثم إلى العصور الوسطى، وصولا إلى العصر الحديث.
هناك سلسلة متغيرة من العروض الخاصة، وتسع قاعات دائمة. من تلك القاعات الدائمة قاعة توضح المآسي الفظيعة لوباء الطاعون في لندن خلال القرنين الثالث عشر والسادس عشر، الذي أعقبه حريق لندن الكبير الذي أدى إلى دمار جزء كبير من مدينة لندن القديمة بما فيها كاتدرائية القديس بول الأولى. كذلك هناك قسم يتضمن عرضا صوتيا لأحداث الطاعون، والحريق الكبير باستخدام تقنية الغرافيكس لتوضيح كيفية انتشار كل من وباء الطاعون، والحريق، وعواقب ذلك. من أكبر المشكلات في حريق لندن الكبير أن أكثر المنازل الموجودة في لندن قبل القرن السابع عشر كانت مبنية من الخشب، مما أدى إلى انتشار النيران سريعا بين المنازل وفي الشوارع. نتيجة لذلك بعد حريق لندن الكبير أصبح بناء المنازل في لندن يتم باستخدام الطوب.
يضم المتحف على ما يبدو ستة ملايين قطعة، بعضها باهر للغاية، مثل العربة الخشبية التي تستخدم كل عام عند تعيين العمدة الجديد لمدينة لندن. وهي عربة مطلية باللونين الذهبي والأحمر وتعرض بشكل مميز. هناك قطع أخرى مثيرة للفضول ومنها جدار خشبي طويل وضخم تم وضعه في نهر التيمز إبّان العصر الروماني لإنشاء مرفأ بمحاذاة النهر. تم إعادة اكتشاف هذا الجدار الخشبي، وإنقاذه بعد إعادة تطوير واجهة النهر في نهاية القرن العشرين.
يوجد في المتحف أيضًا نماذج رائعة من المباني التي تعود إلى الحقبة الرومانية تبهر الزائرين بحجمها، وجمال تركيبها. للأسف لا يوجد سوى عدد قليل من الآثار الرومانية المميزة «على سطح الأرض» في لندن، على عكس مدينة مثل روما، التي لا يزال يوجد بها «الكولوسيوم» أو المدرج الكبير. لحسن الحظ يوجد بالقرب من متحف لندن بعض أجزاء من جدار شيده الرومان للدفاع عن لندن. عندما يشاهد زائرو المتحف القسم الروماني، يمكنهم النظر من النافذة لرؤية جزء من ذلك الجدار.
كذلك ينصح بزيارة القسم الخاص بلندن المعاصرة، حيث يتضمن جزءا خاص بالصيحة المعاصرة، فمن المثير للاهتمام تذكر كيف تغيرت الأذواق والأفكار سريعا خلال السنوات القليلة الماضية.
وقد تقدم المتحف بطلب لتغيير موقعه، ونقله إلى موقع مساحته أكبر بالقرب من سوق «سميثفيلد» في عام 2021. المتحف حاليًا مفتوح للزوار مجانا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الخامسة والنصف مساءً طوال أيام الأسبوع. كذلك ينظم المتحف أنشطة خاصة للأطفال خلال إجازات المدارس. للمزيد من التفاصيل أقترح زيارة الموقع الإلكتروني www.museumoflondon.org.uk. هناك مساحة انتظار سيارات محدودة في المنطقة، لذا من الأفضل الذهاب إلى المتحف باستخدام وسائل النقل العام. هناك نفق مشاة على مستوى الطابق الأول من محطة أنفاق «باربيكان». وهو يقع على بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام عبر «باربيكان». السير ممتع للغاية في هذه المنطقة حيث تمثل نموذجا للمنازل العصرية الراقية.



ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
TT

ما أجمل المباني السياحية في بريطانيا؟

«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)
«قصر باكنغهام»... (إنستغرام)

أجرى باحثون استطلاعاً للرأي على مستوى البلاد لاكتشاف أجمل المباني وأبرزها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث جاء كل من: «كاتدرائية القديس بول» (بنسبة 21 في المائة)، و«كاتدرائية يورك» (بنسبة 18 في المائة)، و«دير وستمنستر آبي» (بنسبة 16 في المائة)، و«قصر وارويك» (بنسبة 13 في المائة)، جميعها ضمن القائمة النهائية.

مع ذلك جاء «قصر باكنغهام» في المركز الأول، حيث حصل على 24 في المائة من الأصوات. ويمكن تتبع أصوله، التي تعود إلى عام 1703، عندما كان مسكناً لدوق باكنغهام، وكان يُشار إليه باسم «باكنغهام هاوس».

وفي عام 1837، أصبح القصر البارز المقر الرسمي لحاكم المملكة المتحدة في لندن، وهو اليوم المقر الإداري للملك، ويجذب أكثر من مليون زائر سنوياً.

يحب واحد من كل عشرة (10 في المائة) زيارة مبنى «ذا شارد» في لندن، الذي بُني في عام 2009، بينما يرى 10 في المائة آخرون أن المناطق البيئية لمشروع «إيدن» (10 في المائة) تمثل إضافة رائعة لأفق مقاطعة كورنوول.

برج «بلاكبول» شمال انجلترا (إنستغرام)

كذلك تتضمن القائمة «جناح برايتون الملكي» (9 في المائة)، الذي بُني عام 1787 على طراز المعمار الهندي الـ«ساراكينوسي»، إلى جانب «ذا رويال كريسنت» (الهلال الملكي) بمدينة باث (9 في المائة)، الذي يضم صفاً من 30 منزلاً مرتبة على شكل هلال كامل، وبرج «بلاكبول» الشهير (7 في المائة)، الذي يستقبل أكثر من 650 ألف زائر سنوياً، وقلعة «كارنارفون» (7 في المائة)، التي شيدها إدوارد الأول عام 1283.

وتجمع القائمة التي تضم 30 مبنى، والتي أعدتها مجموعة الفنادق الرائدة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند»، بين التصاميم الحديثة والتاريخية، ومنها محطة «كينغ كروس ستيشن»، التي جُددت وطُورت بين عامي 2006 و2013، وساحة «غريت كورت» المغطاة التي جُددت مؤخراً داخل المتحف البريطاني، جنباً إلى جنب مع قلعة «هايكلير» في مقاطعة هامبشاير، التي ذاع صيتها بفضل مسلسل «داونتون آبي».

ليس من المستغرب أن يتفق ثلثا المستطلعة آراؤهم (67 في المائة) على أن المملكة المتحدة لديها بعض أجمل المباني في العالم، حيث يعترف 71 في المائة بأنهم أحياناً ما ينسون جمال البلاد.

ويعتقد 6 من كل 10 (60 في المائة) أن هناك كثيراً من الأماكن الجديرة بالزيارة والمناظر الجديرة بالمشاهدة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المناظر الخلابة (46 في المائة)، والتراث المذهل والتاريخ الرائع (33 في المائة).

«ذا رويال كريسنت» في مدينة باث (إنستغرام)

وقالت سوزان كانون، مديرة التسويق في شركة «ليوناردو هوتلز يو كي آند آيرلاند» البريطانية، التي أعدت الدراسة: «من الواضح أن المملكة المتحدة تضم كثيراً من المباني الرائعة؛ سواء الجديدة والقديمة. ومن الرائع أن يعدّها كثير من البريطانيين أماكن جميلة لقضاء الإجازات في الداخل. بالنسبة إلى أولئك الذين يخططون للاستمتاع بإجازة داخل البلاد، فلن تكون هناك حاجة إلى كثير من البحث، حيث تنتشر فنادقنا الـ49 في جميع أنحاء المملكة المتحدة بمواقع مثالية في مراكز المدن، وعلى مسافة قريبة من بعض المباني المفضلة لدى البريطانيين والمعالم الشهيرة البارزة، مما يجعلها المكان المثالي للذين يبحثون عن تجربة لا تُنسى حقاً. ويمكن للضيوف أيضاً توفير 15 في المائة من النفقات عند تمديد إقامتهم لثلاثة أيام أو أكثر حتى يوليو (تموز) 2025».

مبنى «ذا شارد» شرق لندن (إنستغرام)

كذلك كشف الاستطلاع عن أن «أكثر من نصفنا (65 في المائة) يخططون لقضاء إجازة داخل المملكة المتحدة خلال العام الحالي، حيث يقضي المواطن البريطاني العادي 4 إجازات في المملكة المتحدة، و74 في المائة يقضون مزيداً من الإجازات في بريطانيا حالياً مقارنة بعددهم منذ 3 سنوات.

وأفاد أكثر من الثلث (35 في المائة) بأنهم «يحبون استكشاف شواطئنا الجميلة، حيث إن التنقل فيها أسهل (34 في المائة)، وأرخص (32 في المائة)، وأقل إجهاداً (30 في المائة)».

بشكل عام، يرى 56 في المائة من المشاركين أن البقاء في المملكة المتحدة أسهل من السفر إلى خارج البلاد.