قالت حركة حماس إن علاقتها بمصر تمضي نحو الأفضل، ولم تتأثر بهجوم سيناء الأخير. وأصدر المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، بيانا قال فيه، إن مصر تقدر عمق العلاقة مع حماس وأهميتها.
وأضاف، أن الاتصالات بين مصر وحماس قطعت شوطا مهما.
وجاء بيان حماس بعد أيام قليلة على هجوم في سيناء أودى بحياة 23 جنديا مصريا، وأعلن أن غزيين متشددين شاركوا به.
وقد اتخذت حماس إجراءات مشددة على الحدود، وأخرى داخلية، وشنت حملة اعتقالات ضد متشددين موالين لـ«داعش»، في رسالة طمأنة لمصر بعد تحسن لافت في العلاقة بين الطرفين توجت بتفاهمات أمنية واقتصادية.
وشوهدت قوات إضافية من حماس تنتشر على الحدود مع مصر. كما شوهد عناصر الأمن في غزة يخضعون المارة وجميع السيارات في شوارع رئيسية وفرعية وعلى مفترقات الطرق لتفتيش دقيق.
وفيما كانت قوات حماس الأمنية تعمل على الأرض في غزة، واصل وفد من الحركة في مصر مباحثات أمنية واقتصادية، وعاد أمس إلى قطاع غزة.
ووصل الوفد الذي ضم مسؤولين من حماس ومن اللجنة الإدارية، إلى القطاع عبر معبر رفح، بعد أسبوع من اللقاءات في القاهرة، تركزت حول إقامة منطقة عازلة على الحدود، وتوقيع اتفاقات اقتصادية، وبحث وضع معبر رفح، وإمكانية إقامة تبادل تجاري.
وترأس وفد حماس عضو المكتب السياسي، روحي مشتهى، وضم ممثلين من وزارات الداخلية، والمالية، والأشغال، والاقتصاد، وسلطة الطاقة.
وكانت مهمة الوفد مناقشة آلية وضع اتفاقات كان توصل لها وفد سابق لحماس، ترأسه رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وهو الوفد الذي التقى بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان وتوصل معه إلى تفاهمات بشأن غزة.
ويفترض أن يصل ذراع دحلان الأيمن، سمير مشهرواي إلى قطاع غزة، خلال الشهر الحالي، بحسب مقربين من دحلان. وسيشرف مشهرواي، الذي كان مطلوبا لحماس إبان الاقتتال الداخلي، على تنفيذ اتفاقات بين حماس ودحلان، لها علاقة بالمصالحة المجتمعية وتخفيف بعض أزمات القطاع.
كما يتوقع أن يصل دحلان نفسه إلى غزة في وقت غير معلوم بهدف الزيارة، على ما قال الوزير السابق سفيان أبو زايدة، وهو من المقربين منه.
وكانت هذه التفاهمات، أثارت حفيظة السلطة الفلسطينية، إلى الحد الذي اضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مناقشتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وسمع عباس من السيسي دعمه الكامل للشرعية الفلسطينية، بعد أن شرح ضرورة إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق من القيام بعملها هناك، وهو ما سيساعد على حل أزمات القطاع.
وأبلغ السيسي عباس أن التفاهمات مع حماس هي أمنية لحماية الحدود، وأنه يلقى كل دعم سياسي مصري.
لكن عباس كان يأمل بوقف أي «تنفيس» من قبل مصر «للإجراءات» التي بدأها في غزة، وشملت قطع وتقليص رواتب ووقف تمويل وقود وكهرباء.
وقال القيادي في حركة فتح وعضو اللجنة المركزية محمد شتية، إن عباس زار مصر للاستيضاح حول ما يشاع من ترتيبات معينة في قطاع غزة، مؤكدا في لقاء مع التلفزيون الرسمي، أنهم في السلطة لا يريدون من مصر تنفيس إجراءاتهم في غزة.
وطالب شتية مصر بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية في أي إجراء تتخذه ويخص غزة، «حتى لا يظهر أننا نجدف في اتجاهين».
وأدخلت مصر بعد لقاء عباس والسيسي مزيدا من الوقود إلى قطاع غزة في إشارة إلى أنها ماضية في إجراءاتها هناك.
وجاء التوجه المصري بعدما منع البنك المركزي التابع للسلطة أي حوالات من قطاع غزة إلى مصر مقابل شراء الوقود، بحسب ما أعلنت وزارة الطاقة في غزة. وعد القيادي في حماس موسى أبو مرزوق أن ذلك أبلغ رسالة للكثيرين.
وقال عضو المكتب السياسي، إن وصول السولار المصري لمحطة كهرباء غزة أبلغ رسالة مصرية في هذا التوقيت.
وحتى الآن لم يلاحظ أثر الوقود على تحسين حياة الناس فيما يخص الكهرباء، التي يستفيد منها الناس 4 ساعات فقط في اليوم. فيما اتهم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، الجنرال يوآب مردخاي، اتهم حماس بـ«سرقة أموال شركة الكهرباء في غزة». وكتب مردخاي باللغة العربية، على صفحته التي تحمل اسم «المنسق» في «فيسبوك»، أنه «خلال الثمانية عشر يوما الأخيرة، اشترت شركة كهرباء غزة مليون لتر من السولار مقابل 21.1 مليون شيكل، أي 3 شواكل للتر الواحد. وصل إلى الشركة 65 في المائة من الكمية، أما الباقي 32.5 في المائة (2.64 مليون لتر) فقد صادرتها حماس، وباعتها للمواطنين الغزيين. وبدلا من بيع اللتر بسعره الحقيقي، أي 3 شواكل، باعته بـ4.37. وهكذا جنت أرباحاً بقيمة 10.8 مليون شيكل.
«حماس» تؤكد تحسن علاقاتها مع مصر: تسير نحو الأفضل
«حماس» تؤكد تحسن علاقاتها مع مصر: تسير نحو الأفضل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة