«يوناميد» تعلن الانسحاب من 11 موقعاً في دارفور

رئيس بعثة حفظ السلام يؤكد هشاشة الأوضاع الأمنية في الإقليم

TT

«يوناميد» تعلن الانسحاب من 11 موقعاً في دارفور

أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) الشروع في تطبيق المرحلة الأولى من هيكلتها، وذلك بالانسحاب من 11 موقعاً بالإقليم، وخفض عدد القوات العسكرية من 13 ألف جندي إلى 11 ألفاً.
وأعلن رئيس بعثة حفظ السلام المشتركة جيرميا ماما بولو في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس، انطلاق المرحلة الأولى من هيكلة بعثته منذ يونيو (حزيران) الماضي، وقال إنه من المنتظر الانتقال للمرحلة الثانية في يناير (كانون الثاني) 2018 المقبل، وذلك بخفض عدد القوات من 11 ألف جندي إلى 8 آلاف، موضحاً أن قوات حفظ السلام ستنسحب من مناطق «تلس ومهاجرية ومليط وأم كدادة وعد الفرسان، وزمزم وأبو شوك وهبيلة وخور برنقا»، وأن سحب الجنود من هذه المناطق يعود إلى تحسن الأوضاع الأمنية.
وأضاف ماما بولو أنه «لا يمكن أن نترك كتيبة عسكرية في منطقة لا تشهد حوادث إطلاق نار لعام كامل»، مشيراً إلى أن عملية السحب لا تعني التخلي عن إجراءات المراقبة للمناطق التي أخليت من القوات.
بيد أن ماما بولو عاد ليقول إن الأوضاع الأمنية في الإقليم لا تزال «هشة»، وإن حركة جيش تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور توجد في مناطق غرب جبل مرة، وتابع مبرزاً أن «الاستقرار نسبي في إقليم دارفور، ووقف العدائيات لا يعني زوال الأسباب الجذرية للصراع المسلح».
كما كشف ماما بولو أن خطة إعادة الهيكلة تشمل توسيع التنسيق مع الحكومة السودانية والأمم المتحدة، ومواصلة مساري الإغاثة وحفظ السلام وبنائه، وأن البعثة ستركز على الإغاثات، لا سيما في مناطق جبل مرة، مؤكداً أن مساعيه في الوساطة بين الحكومة والحركات المسلحة ستتواصل، وأن الحوار للوصول لسلام لن يتوقف، قاطعاً بأن «التسوية السياسية هي الحل النهائي في إقليم دارفور».
وخلف الصراع في دارفور وفقاً لرئيس بعثة حفظ السلام نحو 2.2 مليون نازح يعيشون في المعسكرات، وكانت تقارير دولية قد ذكرت أن القتال الذي نشب في الإقليم منذ قرابة 15 عاماً أدى لمقتل 300 ألف، اعترفت منهم الحكومة السودانية بزهاء العشرة.
واتهمت محكمة الجنايات الدولية مسؤولين سودانيين بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية على خلفية الحرب في دارفور. وأصدرت مذكرات قبض بحق عدد من المسؤولين أبرزهم الرئيس البشير، وحاكم ولاية شمال كردفان الحالي أحمد هارون، وقادة ميليشيات موالية للحكومة، لكن مذكرات القبض تواجه صعوبات جمة، إذ إن دولاً أعضاء في المحكمة ودولاً غير أعضاء رفضت تنفيذ تلك المذكرات.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».