بحث قضية اللجوء السوري مع ممثلة الأمم المتحدة وبلدية عرسال

المرعبي دعا إلى تطبيق القانون بما يضمن أمن النازحين وكرامتهم

TT

بحث قضية اللجوء السوري مع ممثلة الأمم المتحدة وبلدية عرسال

دعا وزير الدولة لشؤون اللاجئين معين المرعبي إلى «العمل مع السلطات المكلفة تطبيق القوانين بما يضمن أمن النازحين وكرامتهم»، مشددا على «أهمية منع تغلغل الإرهابيين بين السوريين المدنيين وأهالي عرسال».
وجاء كلام المرعبي خلال لقائه ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ميراي جيرار ووفد من بلدية عرسال في مقر الوزارة، حيث تم البحث في قضية النازحين السوريين بشكل عام، والتحديات الناجمة عن الأحداث الأخيرة في عرسال، وتم التأكيد على «أهمية حماية النازحين المدنيين والحؤول دون استخدامهم كدروع بشرية وفريسة للإرهاب».
وقال المرعبي: «همنا الأساسي حماية أهالي عرسال وضيوفنا السوريين ومنع تغلغل الإرهابيين بينهم، والجيش هم أبناؤنا الذين يقومون بحماية الوطن والسهر على أمنه».
وقد أطلع وفد بلدية عرسال برئاسة باسل الحجيري ونائب الرئيس ريما كرنبي الوزير المرعبي على التحديات التي يواجهها الأهالي، مطالبين بمشاريع إنمائية من شأنها أن تريح أبناء عرسال والنازحين السوريين لا سيما لجهة الصرف الصحي وموضوع النفايات، وتسريع تسجيل النازحين غير المسجلين لتجنيبهم التوقيف.
واقترح وفد بلدية عرسال أن يتم تشكيل لجنة خاصة بكل مخيم تتولى التنسيق مع وزارة الدولة لشؤون النازحين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والجيش اللبناني لتسهيل حياة النازحين والمجتمعات المضيفة، ولتفادي أي احتقان أو اختراق أو استغلال يسيء للجميع.
من جهته قال الحجيري إن «النازحين السوريين طلبوا رفع صوتهم إلى الحكومة اللبنانية، وشكلوا لجنة لهذه الغاية، وهم يؤكدون أنهم يحترمون القانون والجيش اللبناني وتحت سيادة الدولة اللبنانية، ويرفضون التطرف وينبذون الإرهاب، وطالبوا بحماية الدولة اللبنانية ومحاسبة من تسبب بالإخلال بالأمن، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب قيادة الجيش».
إلى ذلك، بحث المرعبي مع السفير الفنلندي ماتي لاسيلا أوضاع النازحين السوريين والمجتمعات المضيفة، وحاجاتهم وضرورة العمل على مساعدة المجتمعات المضيفة والنازحين وتنفيس الاحتقان، فضلا عن العملية الأخيرة التي نفذها الجيش اللبناني في عرسال في مواجهة الإرهاب.
وفي سياق متصل، ناقش الوزير المرعبي مع محافظ عكار عماد لبكي المواضيع التي تمس المواطن اللبناني والنازح السوري وخصوصا موضوع النفايات في عكار، وكيفية مساعدة البلديات في تلبية حاجاتها من خلال مساندة هيئات الأمم المتحدة المعنية بذلك، كونها تتحمل أعباء النزوح بشكل هائل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.