الأندية الإنجليزية تستعد لكسر الأرقام القياسية في سوق الانتقالات

ارتفاع أسعار اللاعبين المبالغ فيه يوضح الفجوة بين عالم كرة القدم والعالم الحقيقي

لاكازيت يستعرض قميص آرسنال بعد الانتقال من ليون الفرنسي - الفرنسي مونييه أحد الوجوه المنضمه حديثاً إلى هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
لاكازيت يستعرض قميص آرسنال بعد الانتقال من ليون الفرنسي - الفرنسي مونييه أحد الوجوه المنضمه حديثاً إلى هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
TT

الأندية الإنجليزية تستعد لكسر الأرقام القياسية في سوق الانتقالات

لاكازيت يستعرض قميص آرسنال بعد الانتقال من ليون الفرنسي - الفرنسي مونييه أحد الوجوه المنضمه حديثاً إلى هيدرسفيلد (أ.ف.ب)
لاكازيت يستعرض قميص آرسنال بعد الانتقال من ليون الفرنسي - الفرنسي مونييه أحد الوجوه المنضمه حديثاً إلى هيدرسفيلد (أ.ف.ب)

بدأ ليفربول وإيفرتون كسر الأرقام القياسية لكل منهما من حيث أعلى الصفقات في تاريخ الناديين وسرعان ما انضم إليهما آرسنال، ثم هيدرسفيلد الذي كسر رقمين قياسيين لأعلى صفقة في تاريخ النادي مرتين متتاليتين في غضون أسبوع فقط. لم تصل فترة الانتقالات الصيفية للمرحلة الحاسمة بعد، ولم تدخل الأندية الكبرى سوق انتقالات اللاعبين بقوتها حتى الآن، لكن يبدو أن كل ناد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز سوف يكسر الرقم القياسي الخاص به من حيث أعلى الصفقات في تاريخه.
قد يكون هذا تطورا منطقيا وطبيعيا للارتفاع الكبير في عائدات البث التلفزيوني، الذي جعل الأندية الإنجليزية أغنى كثيرا عن ذي قبل. وقد يكون ذلك ناجما عن التضخم، ليس فقط بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار اللاعبين ولكن بسبب التداعيات الناجمة عن انتقال لاعب لنادٍ آخر بمقابل مادي كبير وهو ما يزيد بالتالي أسعار اللاعبين الآخرين، مثل ارتفاع قيمة المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو إلى 75 مليون جنيه إسترليني.
ويعد نادي هيدرسفيلد مثال على أنه حتى الأندية الصاعدة حديثا للدوري الإنجليزي الممتاز باتت تنفق بصورة أكبر على التعاقد مع اللاعبين الجدد، حيث ضم النادي ستيف مونييه من نادي مونبلييه الفرنسي مقابل 11 مليون جنيه إسترليني، بعد أن ضم آرون موي وتوم إنس مقابل 8 مليون جنيه إسترليني، كما ضم سكوت مالون وماثياس غورغينسن بمقابل مادي أقل. ويجعلنا ذلك نتساءل: ما هي الخيارات المتاحة أمام الأندية الصغيرة بعدما رفعت الأندية الكبرى سقف انتقالات اللاعبين إلى نحو 100 مليون جنيه إسترليني؟.
وحتى نادي مثل بيرنلي، المعروف بأنه لا ينفق كثيرا على انتقالات اللاعبين، قام بدفع 13 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع روبي برادي، وبات أمام خيارين، فإما ينضم إلى السباق المحموم لضم اللاعبين بمبالغ مالية طائلة وإما يكون خارج المنافسة. وقد انتعشت خزينة بيرنلي بـ30 مليون جنيه إسترليني نتيجة بيع لاعبه مايكل كين إلى إيفرتون وسيكون بحاجة إلى التعاقد مع مدافع جيد يحل محله.
وقد يصبح كسر الأرقام القياسية في سوق انتقالات اللاعبين كل عام في الدوري الإنجليزي الممتاز سمة ثابتة نشهدها كل عام. صحيح أن نادي ريال مدريد الإسباني سوف يتصدر قائمة الأندية العالمية من حيث الإنفاق على التعاقدات الجديدة - ويبدو النادي مستعداً للتفوق على آرسنال في الصراع الدائر من أجل ضم النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي مقابل نحو 100 مليون جنيه إسترليني - لكن الأندية الإنجليزية مجتمعة تنفق أكثر من أي أندية أخرى في أي مكان في العالم على انتقالات اللاعبين.
وفيما يتعلق بصفقات انتقالات اللاعبين ورواتبهم، تعد الأندية الإنجليزية هي الأكثر إنفاقا على الرغم من أن ناديين فقط أو ثلاثة أندية على الأكثر هي التي تحصل على البطولات، كما أن الأندية الإنجليزية باتت في الآونة الأخيرة تواجه صعوبة كبيرة في المنافسة في بطولة دوري أبطال أوروبا.
ومن الناحية الاقتصادية، يبدو أن الدوري الإنجليزي الممتاز غير قابل للاستمرار، لكن الإثارة التي يقدمها وعدم قدرة أي شخص على التنبؤ بالنتائج يجعل جميع عشاق كرة القدم حول العالم يستمتعون بمشاهدته، وهو ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع عائدات البث التلفزيوني.
إن تراجع قوة المنتخب الإنجليزي في عالم كرة القدم يجعل استمرار الدوري الإنجليزي الممتاز بهذا الشكل غير قابل للاستمرار، من الناحية الرياضية، ففي الوقت الذي لم يجد فيه المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت سوى جيرمين ديفو لكي يحل محل واين روني في خط الهجوم، كان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب يعاني من كثرة المتاحين أمامه في خط هجوم منتخب نتيجة وجود كوكبة من اللاعبين الشباب الرائعين في الدوري الفرنسي، الذي لا يحظى بالتأكيد بمتابعة كبيرة مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.
وهناك مقولة شائعة تقول إن كرة القدم على مستوى العالم تكون مثيرة لمدة أسبوعين كل عامين، لكن بمجرد أن يبدأ الدوري الإنجليزي الممتاز فإن الإثارة لا تتوقف كل أسبوع. وتكمن المشكلة في هذه «الفقاعة»، إن جاز التعبير، في أنه من السهل للغاية أن تبالغ في تقدير شعبية أي شخص بالمقارنة بمن حوله خارجها.
ولكي تدركوا ذلك يتعين عليكم أن تسألوا رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فمنذ الانتخابات العامة، تركز الأخبار في بريطانيا على قصص عدم المساواة في الأجور والمصاعب المالية والفجوة بين القطاعين العام والخاص وعدم كفاية خطط المعاشات التقاعدية، والانخفاض المطرد للدخل في ظل ارتفاع التضخم، أو بعبارة أخرى التقشف، وكل ما يترتب على ذلك في نهاية المطاف.
قد تكون كرة القدم مفيدة للهروب من مشكلات الحياة اليومية، وقد أدت هذه المهمة على النحو الأمثل على مدى أكثر من قرن من الزمان، على الرغم من أنها نجحت خلال معظم هذه الفترة في البقاء بالقرب من جذور المجتمع. لكن الآن تحول الشيء الذي كان ملموسا وسهل الوصول إليه إلى شيء حصري وبعيد عن المجتمع. ولذا فإن السؤال الآن هو: لماذا تتنافس الأندية في الوقت الراهن فيما بينها على دفع مقابل مادي أكبر للاعبين يحصلون بالفعل على مبالغ خيالية بعيدة كل البعد عن العالم الحقيقي؟
وفي استطلاع للرأي حول مدى إعجابنا بكرة القدم وثقتنا فيها، قال واحد من الجمهور: «إنهم مجموعة من القراصنة الذين يحصلون على أموال بصورة مبالغ فيها. لقد نشأت على رؤية مجموعة من الشباب المحليين الذين جاءوا من مناطق فقيرة، أما الآن فهم ليسوا محليين، ولا يهتمون بما يحدث». وقال مشجع آخر إنه ربما لن يذهب مرة أخرى لمشاهدة مباريات كرة القدم، مضيفا: «عندما كنت أذهب لمشاهدة المباريات وأنا طفل كانت الأجواء ساخنة للغاية، أما الآن فقد استحوذت الأموال على كل شيء، وتشعر وكأن الأمر لا يمت للعالم الحقيقي بصلة».
قد لا تكون هذه الآراء نموذجية، علاوة على أنها قد تكون قاسية للغاية في بعض الأمور. وقد يكون لاعبو كرة القدم أكثر حصولا على الأموال ممن يعملون في الوظائف العادية أو مقارنة بأية مستويات للأجور، لكن هؤلاء اللاعبين لم يبدأوا كقراصنة. أما سلوكهم بمجرد أن ينعزلوا عن بقية المجتمع نتيجة للثروة والشهرة فهذا أمر مختلف تماما، فمعظمهم لم يطلبوا العيش في قصور، لكنهم وجدوا أنفسهم في هذه المكانة نتيجة للرغبة الطبيعية في تحقيق الاستفادة القصوى من مواهبهم.
هذا هو وضع كرة القدم في الوقت الراهن، حيث تشعر أنها باتت بعيدة عن أرض الواقع، وبات المشجعون يشعرون بالإحباط أو يحسدون اللاعبين على ما يحصلون عليه من أموال. أو قد يتمثل الأمر في أن الحياة هي التي بدت لنا صعبة بصورة أكبر أو أكثر سوءاً نتيجة لإجراءات التقشف، في الوقت الذي تتفنن فيه كرة القدم في تبديد الأموال. وخلاصة القول إن هناك فجوة هائلة وخطيرة بين أندية كرة القدم والمجتمع. تعرف الأندية ذلك جيدا، ولذا بدأ كثير منها مبادرات أو جمعيات خيرية مجتمعية في محاولة لتقديم أنفسها على أنها أكثر من مجرد كيان ثري جاء من كوكب آخر.
يمكننا أن نشكو من أن هناك الكثير من الأموال في هذه الرياضة، وسيكون من الصعب التنبؤ بحدوث انهيار وشيك، لكن دائما ما كانت كرة القدم تعتز وتفتخر بأنها لعبة الشعب. ومن الصعب للغاية الآن أن يزعم الدوري الإنجليزي الممتاز ذلك، بعدما أصبحت الأندية تتبارى فيما بينها على كسر الأرقام القياسية في انتقالات اللاعبين بدلا من أن تجعل أسعار تذاكر حضور المباريات في متناول الجميع. ولن تكون تلك الأندية في مأمن إذا ما قرر الجمهور العودة إلى الحياة الحقيقية ومقاطعة المباريات.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.