دراسة: 70 % من الطلاب الموهوبين في إسبانيا يرسبون في الامتحانات

عدم اكتشاف الطفل المتميز مبكراً يسبب له مشكلات نفسية واجتماعية

دراسة: 70 % من الطلاب الموهوبين في إسبانيا يرسبون في الامتحانات
TT

دراسة: 70 % من الطلاب الموهوبين في إسبانيا يرسبون في الامتحانات

دراسة: 70 % من الطلاب الموهوبين في إسبانيا يرسبون في الامتحانات

أوضحت دراسة تربوية إسبانية نُشِرت أخيراً أن 70 في المائة من الطلاب الموهوبين قد رسبوا في الامتحانات. وحسب هذه الدراسة، فإن 3 في المائة فقط هم من يتم اكتشاف موهبتهم منذ الصغر.
وحسب القوانين الإسبانية، فإنه من واجب الدولة العمل على اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين، ولكن الواقع شيء آخر، إذ لا تتوفر الإمكانيات لاكتشافهم وذلك لأسباب كثيرة، أهمها عدم توفر الكادر التربوي المختص وقلة المخصصات المالية لهذا الشأن.
وتشير الإحصائيات إلى أن 70 في المائة من الطلاب رسبوا في دراستهم بسبب عدم انسجامهم مع المناهج الدراسية، مما سبب لهم مشكلات مع عائلاتهم وزملائهم. وأشارت الدراسة إلى أن عدم اكتشاف الطفل الموهوب مبكراً يسبب له مشكلات نفسية واجتماعية كثيرة، تودي به إلى عدم متابعة دراساته، وملله من المدرسة ومن ثم رسوبه.
إن كثيراً من هؤلاء الطلاب الموهوبين ينجحون في المراحل الأولى من دراستهم، المرحلة الابتدائية، لأن المواد سهلة جدّاً بالنسبة لهم، فيشعرون بأن النجاح عملية سهلة، وهو ما يشكِّل عندهم شعوراً بأن الدراسة عملية سهلة تنتهي بالنجاح، ولهذا لا تخلق عندهم روح الاندفاع ومتابعة الدروس.
لكنه بمرور السنين، بعد أن يتقدموا في دراستهم، يصطدمون بواقع آخر، وهو أن عليه أن يدرسوا ويتنافسوا، الأمر الذي لم يتعودوا عليه سابقاً مما يودي بهم إلى الرسوب.
وتُنبِّه الدراسة إلى أن كل ذلك يحدث بسبب عدم قدرة العائلة والمعلمين والتربويين اكتشاف قدرات الطفل الموهوب في وقت مبكر. وحسب وزارة التربية الإسبانية فإن 3 في المائة فقط من الموهوبين يتم اكتشافهم، وهو ما يعتبر خسارة كبيرة لهؤلاء الطلاب وللمجتمع ككل.
بدورها، تقول الباحثة التربوية إليثيا رودريغيث مديرة الجمعية الإسبانية للموهوبين: «تشير الإحصاءات إلى فشل إسبانيا في اكتشاف قدرات الأطفال الموهوبين، فالكثير منهم لا ينجحون في دراستهم بسبب عدم اكتشاف قدراتهم».
وتؤكد أن «ترك الأطفال الموهوبين دون رعاية خاصة، منذ الصغر، سيسبب لهم فشلاً كبيراً ليس فقط في دراستهم، وإنما في علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية أيضاً».
وتلحّ مايتي غارنيكا صاحبة كتاب «كيف تعرف الطفل الموهوب؟» على ضرورة اكتشاف هؤلاء الأطفال منذ الصغر، ومشكلة إسبانيا مع هؤلاء الأطفال تكمن في أن العدد الذي يتم اكتشافه قليل جدّاً.
كما تقول الباحثة التربوية خيما بيريبانيث: «إننا أمام تحدٍّ كبير، وهو الاكتشاف المبكر للطلاب الموهوبين، وهي عملية لا بد من حدوثها مبكراً، ذلك أن اكتشافهم في عمر الطفولة سيساعدنا كثيراً على تربيتهم وإعدادهم بشكل صحيح».
وتشير باحثة أخرى، استير بيلو، إلى أن الأطفال من ذوي القدرات العالية والموهوبين يعانون كثيراً بسبب عدم انسجامهم مع المناهج المقررة، ولهذا يلاحظ، بصورة عامة، أن البنات في بعض الأحيان يحاولن الحصول في الامتحان على درجات عادية أو منخفضة، مع قدرتهن على الحصول على درجات عالية، وذلك كي لا يبرزن أمام زميلاتهن ولا يصبحن متميزات، بينما يختلف ذلك بالنسبة للذكور فهم يميلون في الغالب إلى المنافسة وتحدي زملائهم.
وتلخص المنسقة التربوية بيلار رودريغيث ما تعانيه إسبانيا حالياً في هذا المجال بأن «هناك نقصاً في الكادر بهذا المجال، ليس فقط من ناحية عدد الأساتذة وإنما أيضاً من المنسقين ومن المختصين في علم النفس والتربويين، هذا فضلاً عن الروتين في المعاملات الرسمية».



جامعة آخن الألمانية مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

جامعة آخن الألمانية  مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي
TT

جامعة آخن الألمانية مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

جامعة آخن الألمانية  مركز لـ«وادي سيليكون» أوروبي

تعد الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن هي أكبر جامعة للتكنولوجيا في ألمانيا وإحدى أكثر الجامعات شهرة في أوروبا. وفي كل عام، يأتيها الكثير من العلماء والطلاب الدوليين للاستفادة من المناهج ذات الجودة الفائقة والمرافق الممتازة، والمعترف بها على المستوى الأكاديمي الدولي.
تأسست الجامعة في عام 1870 بعد قرار الأمير ويليام أمير بروسيا استغلال التبرعات في إقامة معهد للتكنولوجيا في موضع من المواضع بإقليم الرين. وكان التمويل من المصارف المحلية وإحدى شركات التأمين يعني أن يكون موقع الجامعة في مدينة آخن، ومن ثم بدأت أعمال البناء في عام 1865 افتتحت الجامعة أبوابها لاستقبال 223 طالبا خلال الحرب الفرنسية البروسية. وكان هناك تركيز كبير على مجالات الهندسة ولا سيما صناعة التعدين المحلية.
على الرغم من استحداث كليات الفلسفة والطب ضمن برامج الجامعة في ستينات القرن الماضي، فإن الجامعة لا تزال محافظة على شهرتها الدولية كأفضل أكاديمية للعلوم الطبيعية والهندسة - ومنذ عام 2014، تعاونت الجامعة مع المدينة لمنح جائزة سنوية مرموقة في علوم الهندسة إلى الشخصيات البارزة في هذه المجالات.
يرتبط التركيز الهندسي لدى الجامعة بالعلوم الطبيعية والطب. وترتبط الآداب، والعلوم الاجتماعية، وعلوم الاقتصاد هيكليا بالتخصصات الأساسية، الأمر الذي يعتبر من المساهمات المهمة لبرامج التعليم الجامعي والبحث العلمي في الجامعة. ومن خلال 260 معهدا تابعا وتسع كليات، فإن الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن تعد من بين المؤسسات العلمية والبحثية الكبيرة في أوروبا.
حظيت الجامعة على الدوام بروابط قوية مع الصناعة، مما أوجد نسخة مماثلة لوادي السليكون الأميركي حولها، وجذب مستويات غير مسبوقة من التمويل الأجنبي لجهود البحث العلمي فيها. ومن واقع حجمها ومساحتها، تعتبر مدينة آخن المدينة الألمانية المهيمنة على الشركات والمكاتب الهندسية المتفرعة عن الجامعة.
ولقد تم تطوير أول نفق للرياح، وأول مسرع للجسيمات في العالم في الجامعة الراينية الفستفالية العليا بآخن. ومن بين الابتكارات الكبيرة التي تم تطويرها داخل حرم الجامعة هناك طائرة رائدة مصنوعة بالكامل من المعدن، إلى جانب جهاز لترشيح سخام الديزل.
وبالنسبة لاستراتيجيتها لعام 2020 تعرب جامعة آخن عن التزامها بالأبحاث العلمية متعددة التخصصات، والتي، إلى جانب تنوعها، ودوليتها، والعلوم الطبيعية لديها، تشكل واحدة من التيمات الأربع الرئيسية للأعمال التي يجري تنفيذها في حديقة الأبحاث العلمية بالجامعة. كما تهدف الجامعة أيضا إلى أن تحتل المرتبة الأولى كأفضل جامعة تكنولوجية ألمانية وواحدة من أفضل خمس جامعات أوروبية في هذا المجال.
ومن بين أبرز خريجي الجامعة نجد: بيتر جوزيف ويليام ديبي، الزميل البارز بالجمعية الملكية، وهو عالم الفيزياء والكيمياء الأميركي من أصول هولندية. والمهندس الألماني والتر هوهمان الحائز على جائزة نوبل والذي قدم إسهامات مهمة في إدراك الديناميات المدارية. بالإضافة إلى فخر الدين يوسف حبيبي، زميل الجمعية الملكية للمهندسين، ورئيس إندونيسيا في الفترة بين عامي 1998 و1999.