عودة روني إلى إيفرتون قصة خيالية قد تنتهي بالدموع

هل النادي في حاجة حقاً إلى لاعب فقد بريقه وانخفض مستواه بشكل ملحوظ قبل سنوات؟

TT

عودة روني إلى إيفرتون قصة خيالية قد تنتهي بالدموع

دائما ما كان يجري الحديث عن الفراغ الكبير الذي سيتركه النجم البلجيكي، روميلو لوكاكو، في حال رحيله عن نادي إيفرتون الإنجليزي، وعن اللاعب القادر على ملء هذا الفراغ، لكن لم يتوقع كثيرون أن واين روني وأوليفر جيرو قد يحلان سويا محل لوكاكو في الخط الأمامي لإيفرتون في حال رحيله.
ويبدو الحديث عن انتقال جيرو من آرسنال إلى إيفرتون منطقيا، فهو هداف رائع يعرف طريق المرمى جيدا، ولديه خبرة كبيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وما زال قادرا على العطاء لسنوات أخرى، لأنه ما زال في الثلاثين من عمره، فضلا عن أنه لم يعد قادرا على حجز مكان أساسي في التشكيلة الأساسية لآرسنال تحت قيادة المدير الفني الفرنسي أرسين فينغر. أما أولئك الذين يعتقدون أن إيفرتون سوف يتعاقد مع لاعب بنفس القدرات البدنية والفنية الهائلة لتعويض الرحيل المحتمل للوكاكو فيتعين عليهم التفكير في هذا الأمر مرة أخرى. وفي حال انتقال جيرو لإيفرتون فسيقود الخط الأمامي للفريق ويعمل على إنهاء الهجمات التي يشنها لاعبو الفريق بسرعة كبيرة، بالشكل الذي يخطط له المدير الفني لإيفرتون رونالد كومان.
أما بالنسبة لروني فالوضع مختلف تماما، فقد كان ذات يوم يقود الخط الأمامي لإيفرتون بشكل رائع، لكنه قضى وقتا طويلا في السنوات الأخيرة على مقاعد البدلاء، وبات بعيدا عن المشاركة في المباريات مع ناديه الحالي، ومن المفهوم تماما أنه يبحث عن المشاركة في عدد أكبر من الدقائق مع النادي الذي شهد انطلاقته في عالم كرة القدم، رغم أن هناك أسبابا مقنعة لعدم مشاركة روني في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد.
وسواء كان يتم الاعتماد عليه كمهاجم صريح أو كصانع ألعاب خلال السنوات الأخيرة، كان المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو، ومن قبله لويس فان غال، يجد صعوبة كبيرة في دمج روني في المنظومة التي يعمل بها الفريق. وبدأ مورينيو ولايته بالحديث عن أنه يثق تماما بالقدرات الهجومية لروني ويرفض أي إغراءات للدفع به في وسط الملعب، لكن بمرور الوقت بدا من الواضح تماما أن المدير الفني البرتغالي قد أسقط روني من حساباته تماما، سواء في الخط الأمامي أو حتى في منتصف الملعب، رغم أنه لم يعترف بذلك على الملأ مطلقا.
ويبلغ روني من العمر 31 عاما، أي أكبر من جيرو بعام واحد فقط، وأصغر من المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بأربع سنوات، لكنه بدأ انطلاقته القوية في عالم الساحرة المستديرة وهو صغير في السن. وتفوق إبراهيموفيتش على جميع مهاجمي مانشستر يونايتد وحجز مكانه في التشكيلة الأساسية، وسجل كثيرا من الأهداف الحاسمة، بينما لم يشارك روني إلا في دقائق معدودة، في حين فقد جيرو مكانه في التشكيلة الأساسية لآرسنال وظل حبيسا لمقاعد البدلاء، لكنه دائما ما كان يصنع الفارق عندما يشارك كبديل.
ولم يكن لروني تأثير يذكر مع مانشستر يونايتد خلال السنوات القليلة الماضية، ولهذا السبب قد يشكك كثيرون في جدوى انتقاله لإيفرتون، ليس فقط بسبب المقابل المادي الكبير الذي سيحصل عليه الفريق من بيع لوكاكو والذي يمكن استغلاله في التعاقد مع لاعب آخر، ولكن أيضا بسبب مستوى روني في الآونة الأخيرة، والذي يجعل كثيرين يشككون في قدرته على حجز مكان له في التشكيلة الأساسية لإيفرتون.
والسؤال الآن هو: هل سيدفع إيفرتون بروني في مركز صانع الألعاب في ظل وجود اللاعب الرائع روس باركلي؟ رغم أن روني فقد كثيرا من سرعته، فإنه يملك القدرة على التمرير الرائع للأمام والقدرة على التسجيل من الركلات المباشرة، مثل الهدف الرائع الذي سجله من ركلة حرة مباشرة في مرمى ستوك سيتي الموسم الماضي الذي كان الهدف رقم 250 في مسيرته مع مانشستر يونايتد لكي يصبح الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد عبر التاريخ متفوقا على أسطورة النادي بوبي تشارلتون. ومع ذلك، كان مورينيو يعمل على تسريع وتيرة الهجمات، ولذا فضل في النهاية الاعتماد على أندير هيريرا أو خوان ماتا.
وهناك حالة جدل كبيرة بشأن ما إذا كان روني هو الخيار الأفضل لإيفرتون في مركز صانع الألعاب على حساب باركلي، حتى لو كانت هناك بعض المشكلات في عقد باركلي مع النادي. ويسعى كومان للتعاقد مع لاعب سوانزي سيتي الآيسلندي غيلفي سيغوردسون لتدعيم صفوف الفريق في المركز نفسه، وفي حال إتمام تلك الصفقة فسيكون من الصعب على روني أن يجد مكانا له في التشكيلة الأساسية للفريق.
وعلى الجانب الآخر، يسعى إيفرتون للتعاقد مع لاعبين من ذوي الخبرات الكبيرة والقادرين على قيادة الفريق داخل الملعب، علاوة على أن النادي سيشارك في البطولات الأوروبية خلال الموسم الجاري، ومن المرجح للغاية أن يعتمد على تشكيلة مختلفة في مسابقات الكأس عن التشكيلة التي سيخوض بها مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. ولا توجد مشكلة الآن فيما يتعلق بعداوة جمهور إيفرتون تجاه روني، الذي رحل عن النادي بحثا عن الشهرة والمال والبطولات، حيث بات جمهور إيفرتون يدرك أكثر من غيره طبيعة عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة.
وأنهى كثير من لاعبي مانشستر يونايتد مسيرتهم في إيفرتون خلال السنوات الأخيرة، مرورا بفيل نيفيل ووصولا إلى تيم هاوارد وتوم كليفرلي ومورغان شنايدرلين، وبات من الطبيعي أن يفضل لاعب الانتقال إلى شمال غربي إنجلترا على الانتقال إلى أندية منافسة مثل مانشستر سيتي أو ليفربول. ومع ذلك، لم يكن مانشستر سيتي وليفربول مهتمين بالتعاقد مع روني على أي حال، أما نيفيل وهاوارد وشنايدرلين وآخرون فكان أمامهم سنوات كثيرة في ملاعب كرة القدم عندما لجأوا لتلك الخطوة. ولا يمكن لجميع اللاعبين أن يتحملوا ضغوط اللعب في مانشستر يونايتد لسنوات طويلة، وأثبت إيفرتون أنه بديل مناسب للاعبين الذين يقل مستواهم بعض الشيء مع أندية القمة. ويرى البعض أن روني سيكون مفيدا لإيفرتون، في حين يشكك آخرون في جدوى انتقاله لناديه القديم.
لقد قدم واين روني أفضل مستوياته على الإطلاق مع مانشستر يونايتد، وقد يرى البعض أنه لم يعد لديه ما يقدمه بعد الآن، لكن ربما يرى كومان ما لا يراه الآخرون. دعونا جميعا نتمن أن يتألق روني مع إيفرتون، لأنها ستكون قصة رائعة أن يعود اللاعب إلى التألق مع النادي نفسه الذي رحل عنه قبل 13 عاما من الآن، وسيكون من الرائع أن نرى روني بالقميص الأزرق مرة أخرى بدلا من الرحيل إلى الصين أو سماع الأخبار التي تتحدث عن معاناته مع مانشستر يونايتد بسبب عدم اشتراكه في المباريات.
«الغارديان» اعتبرت أن رحيل روني الذي فقد أيضا مكانه في المنتخب الإنجليزي رغم أنه ما زال في الحادية والثلاثين من عمره، سيخفف عبء الرواتب على يونايتد بنحو 13 مليون جنيه سنويا. وتتحدث وسائل الإعلام عن رغبة يونايتد وروني بصفقة نهائية مع إيفرتون عوضا عن الانتقال إلى الأخير على سبيل الإعارة. ورأت أن عودة «الفتى الذهبي» إلى إيفرتون قد تكون ضمن صفقة تخلي الأخير عن لوكاكو الذي وضع على أعلى لائحة اللاعبين الذين يسعى تشيلسي أيضا لضمهم هذا الصيف، لا سيما في ظل احتمال رحيل الهداف الإسباني دييغو كوستا عن بطل الدوري الممتاز.
وواصل إيفرتون تدعيم صفوفه قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز، وبات أكثر أندية أوروبا إنفاقا في فترة الانتقالات الصيفية. ودفع إيفرتون نحو 30 مليون جنيه إسترليني (38.81 مليون دولار) لضم مايكل كين مدافع بيرنلي، ليصل إجمالي ما أنفقه خلال الصيف الحالي إلى أكثر من 90 مليون جنيه إسترليني، على أمل أن يبني تشكيلة قادرة على الوجود في المربع الذهبي للدوري بالموسم الجديد.
وتعاقد إيفرتون أيضا مع دافي كلاسن من أياكس أمستردام (23 مليون جنيه إسترليني)، وجوردان بيكفورد حارس سندرلاند (25 مليون إسترليني)، وهنري أونيكورو (6.8 مليون إسترليني من أوبن مع إعارته لأندرلخت البلجيكي)، إضافة إلى ساندرو راميريز مهاجم ملقة ومنتخب إسبانيا تحت 21 عاما (5.3 مليون إسترليني).



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.