القدرة على العدو... هل ترتبط بالجهد أم بالجينات؟

شركات تعرض اختبارات «دي إن إيه» لتحديد حجم الإمكانات الرياضية للإنسان

سباق الماراثون يتطلب طاقة تنفسية عالية (أ.ف.ب)
سباق الماراثون يتطلب طاقة تنفسية عالية (أ.ف.ب)
TT

القدرة على العدو... هل ترتبط بالجهد أم بالجينات؟

سباق الماراثون يتطلب طاقة تنفسية عالية (أ.ف.ب)
سباق الماراثون يتطلب طاقة تنفسية عالية (أ.ف.ب)

خلال فترة صباي، لطالما كنت نموذج الفتى القصير البدين غير الرياضي. في المقابل، كان شقيقي الأكبر، مات، نموذج الفتى الرشيق الذي يمارس العدو والقفز وأي شيء يتطلب السرعة والتنسيق. وبدا قادرا على التفوق بمجال الرياضة بسهولة، بينما كنت أناضل أنا بصعوبة كي أشق طريقي نحو تقديم أداء رياضي لا يتجاوز المستوى المتوسط. واستمر الحال على هذا المنوال حتى سنوات المراهقة الأخيرة. وعندما سافر أخي لمدة عام في جولة حول العالم، بدأت الاهتمام برياضة العدو بجدية، وبدا أن الوقت قد حان لقلب الطاولة وتبديل الأماكن.
وبحلول وقت عودة مات، كنت قد انضممت إلى نادٍ محلي للجري وكنت أتدرب يومياً. واتضح لي أن تحول المرء إلى عداء كفء لا يتطلب مهارة خاصة، وإنما فقط قطع الكثير من الأميال بدافع من رغبته في التفوق على نفسه في صورة سابقة لها. أما مات، فيبدو أنه صدم بالتحول الذي طرأ علي، مما دفعه للانهماك في التدريب للحاق بي، لكن أعاقه وزنه الزائد في منطقة البطن.
ودعونا نتجاوز التفاصيل المثيرة هنا والتي تتضمن خوضنا عشرات السباقات التي نجحت خلالها في التفوق على مات بسهولة، لننتقل بسرعة إلى عام 2012. بحلول هذا العام، كنت قد انتظمت في التدريب على مدار ستة أعوام. ورغم أن مات بدأ في التحرك نحو اللحاق بي سريعاً، لكن ظل تفوقي عليه واضحاً في أي سباق يتجاوز 10 أميال. وعليه، قررت الانتقال إلى الخطوة التالية والمشاركة في ماراثون. وبعد أن بذلت أقصى جهد ممكن لدي على مدار ثلاثة شهور كانت الأصعب في حياتي على مستوى التدريب، خرجت بأفضل رقم قياسي لي بساعتين و28 دقيقة و46 ثانية.
ولست أقصد هنا التباهي بما حققته من أمجاد، خاصة وأن هذا الرقم القياسي كان جيداً بالنسبة للأندية المحلية للعدو، لكنه لا يحمل قيمة تذكر في أوساط عدائي الماراثون البريطانيين البارزين، ناهيك بالعدائين الأفارقة. الفكرة الرئيسية التي أود طرحها هنا أن الأمر كان مثيراً للغاية بالنسبة لي، بالنظر إلى ما اشتهرت به من ضعف البنية. وكم كنت أتمنى لو أنني أدركت في وقت مبكر أنه بإمكاني تحسين أدائي وقدراتي.
تخيل لو أن شخصاً أجرى اختباراً لتركيبي الجيني وأنا طفل وقال لي: «لا تقلق، فأنت تحمل بداخلك رياضياً حقيقياً، ولا شيء يعوقك سوى أوهامك التي لا أساس لها.» لا بد وأن هذا كان سيثير طمأنينة بالغة في نفسي ويقوي الحافز بداخلي. لكن في المقابل، كان من الممكن أن يخبرني أحدهم بعد إجراء الاختبار الجيني: «عذراً، أداؤك الرياضي الواهن لا يعود لضعف المجهود الذي تبذله، وإنما يمثل نتيجة طبيعية للحامض النووي لديك»، كيف كان سيصبح الحال حينها؟
لقد ذهلت باكتشافي أن ثمة شركات تعرض اختبارات للحامض النووي لتحديد حجم الإمكانات الرياضية للمرء، فهل يمكن أن تنجح هذه الاختبارات بالفعل في ذلك؟ شخصياً، قررت محاولة الوصول للإجابة. وبالفعل، اتصلت بشركة «دي إن إيه فيت» الرائدة بهذا المجال، وطلبت من المسؤولين هناك إجراء اختبارات للحامض النووي الخاص بي بجانب بضعة عينات أخرى، واندهشت بموافقتهم على طلبي. ونجحت بفضل اتصالاتي بالمجال الرياضي في الحصول على عينة من رياضي بارز بالألعاب الأوليمبية وعداء حاصل على ميداليات ذهبية عالمية (شريطة ألا أكشف هويته)، لذا دعوني أطلق عليه اسم «سويفت» - وأخرى من قائد الدراجات جيمس مكلوفلين. ورأيت أنه إذا ما جاءت نتائج اختبارات الحامض النووي لهما متوافقة مع إنجازاتهما الرياضية، فإن هذا يعني أنه من الواجب وضع اختبارات الحامض النووي في الاعتبار.
وفي غضون بضعة أسابيع، صدرت النتائج. وجاءت نتيجة اختبار «سويفت» على النحو التالي: الطاقة التنفسية: متوسطة. ومع هذا، فإنه تبعاً لاختبار «فو أو2 ماكس» حصل «سويفت» على «أعلى من 77» - نتيجة غير متوسطة على الإطلاق.
إضافة لذلك، ذكر التقرير أن «سويفت» يميل للقوة عن القدرة على التحمل والجلد بنسبة 70 / 30، رغم أنه في واقع الأمر يعتبر «سويفت» واحداً من أعظم العدائين عالمياً في تاريخ رياضة العدو من حيث القدرة على التحمل. أما مخاطرة التعرض للإصابة، فجاءت «متوسطة»، الأمر الذي يتناقض أيضاً مع الأدلة الفعلية القائمة على الأرض. وقد أخبرني الطبيب الخاص لـ«سويفت» أنه: «سبق له التعرض لإصابات كثيرة للغاية، مما يجعله يعتقد أن مخاطرة الإصابة لديه مرتفعة على نحو غير اعتيادي».
وبالمثل، جاءت نتائج مكلوفلين متعارضة مع سجله الرياضي، حيث جاء تقدير طاقته التنفسية متوسطاً، مع ميل طفيف باتجاه القوة عن التحمل والجلد. وفي تعليقه على النتيجة، قال لي مكلوفلين: «لا يبدو هذا الأمر صائباً بالنسبة لي على الإطلاق. إن نتائج اختبار «في أو 2 ماكس» الخاصة بي مرتفعة للغاية، تقترب من 82، بجانب أنني أميل تماماً نحو القدرة على التحمل - وأحقق أداء أفضل بكثير في الجهود الطويلة المستمرة عن الأخرى المتقطعة».
بجانب ذلك، توحي النتائج الخاصة بي بوجود ميل للقوة عن القدرة على التحمل، 56 / 47، الأمر الذي يتعارض مع خبرتي بمجال الجري: فأنا أقدم أداء رديئاً للغاية في المسافات القصيرة المعتمدة أكثر على القوة، وكلما زادت مسافة السباق جاء أدائي أفضل (مقارنة بالآخرين). أما صدمتي الكبرى فتمثلت في نتيجة الطاقة التنفسية لدي، ذلك أنها جاءت «منخفضة». حسناً، رغم أنني لا أعتبر نفسي واحداً من العدائين الأسطوريين، لكن قطعاً أمتلك طاقة تنفسية متوسطة على الأقل، وإلا كيف تمكنت من المشاركة في ماراثون وقطع المسافة في أقل من ساعتين ونصف الساعة؟
في الحقيقة، تملك «دي إن إيه فيت» كل الحق في الرد وشرح النتائج - خاصة وأن مسؤوليها أبدوا كرماً كبيراً بقبولهم إجراء نتائج لعينات مجهولة المصدر بالنسبة لهم وتعريض أنفسهم للتحقيق الصحافي. جدير بالذكر أن رئيس شؤون العلوم الرياضية بالشركة العداء الأوليمبي السابق كريغ بيكرينغ الذي كشفت أمامه التناقضات بين نتائج الاختبارات والسجلات الرياضية للأشخاص أصحاب العينات.
ومن جانبه رد على ذلك بالقول: «بالتأكيد ليس بمقدورك الاعتماد على الجينات في تحديد من سيكون رياضياً ناجحاً ومن لن يحالفه الحظ في ذلك، لأنها لا تقيم مستوى الموهبة». ويبدو هذا الرد منطقياً، لكن هذا لا ينفي أن عداءً عالمياً يشارك في سباقات ماراثون جرى تقييم طاقته التنفسية باعتبارها «متوسطة.» وقال بيكرينغ: «هذا مثال رائع على فكرة أنه ليس باستطاعتك استخدام الجينات في تحديد أي الرياضيات يمكنك التفوق بها». حسناً، فما الذي يمكن للجينات إخبارنا به إذن؟ أجاب بيكرينغ: «إن ما توفره لك الاختبارات والتقارير معلومات تعينك على كيفية صياغة شكل التدريب الذي تخوضه، بحيث يمكنك وضع برنامج تدريبي أفضل».
وأشار بيكرينغ إلى دراسة مدعومة من «دي إن إيه فيت» أجريت على مجموعة صغيرة من الرياضيين، وقال إن النتائج وفرت معلومات كافية لتوجيه التدريب بالاتجاه الصحيح، بمعنى إما نحو تعزيز القوة (عبر جلسات تدريب قصيرة حادة) أو القدرة على التحمل (عبر جلسات تدريب طويلة وبطيئة).
وأوضح أن هذا يعني صياغة برامج التدريب على المعلومات الجينية المتاحة. ومع ذلك، فإن هذا لم يكن الانطباع الذي تولد داخلي عندما اطلعت على التقارير، وخصوصاً كلمة الطاقة التي حملتها في مقدمتها.
وقد أكدت على قلقي أمام بيكرينغ إزاء فكرة أنه حال تلقي شخص يتأهب لاقتحام رياضة العدو نتائج سلبية، فإن هذا الأمر قد يقضي على آماله الرياضية تماماً. إلا أنه رأى أنني بمخاوفي تلك أتجاهل ثمة أفكار فرعية للقضية، وقال: «امتلاك المرء طاقة تنفسية منخفضة... يعني أنه لا تزال أمامه خيارات وبإمكانه التركيز على مجالات أخرى وتعزيزها».
والتساؤل هنا: هل هذا ممكن حقاً في ظل وجود طاقة تنفسية ضعيفة؟ نحن جميعاً نعلم أن عدائي الماراثون يعتمدون على قدرتهم التنفسية. وعليه، فإن مثل هذه النتيجة تشير ضمنياً إلى محدودية إمكانات الشخص صاحب العينة. وأجاب بيكرينغ: «لا، ليس هذا ما تشير إليه ضمنياً. أنا أعترف أن كلمة «طاقة» لا تشير ضمنياً إلى ذلك. وأعتقد أن العنوان ينبغي تغييره إلى المجالات التي تحتاج للتدريب لتحسين القدرات على التدريب.
عند هذه النقطة، أعترف أن الأمر أصبح غير مقنع بالنسبة لي. وتعمقت شكوكي عندما قرأت الإجماع الذي خلص إليه القائمون على «مشروع أثلوم» حول اختبارات الحامض النووي، وجاءت على النحو التالي: «المعلومات التي قدمتها شركة دي تي سي لا قيمة لها مطلقاً للتوقع أو تعزيز الأداء الرياضي. ولا يتوافر دليل حالياً على أن الاختبارات الجينية القائمة بمقدورها توفير معلومات مفيدة فيما يخص الميل نحو رياضة بعينها، أو توقع الاستجابة لبرنامج تدريبي بعينه، أو الميل للتعرض للإصابة حال ممارسة رياضة معينة».
وجاء تقييم مؤسس «مشروع أثلوم»، بروفسور يانيس بيتسيلاديس، أكثر حدة، ذلك أنه قال: «لا تحمل تلك النتائج أي قيمة تذكر، ولا تستحق سوى التجاهل، فليس هناك أساس حقيقي لأي منها». وأضاف بيتسيلاديس أنه رغم وجود مجال واسع ومثير لجهود التدريب الموجهة جينياً، فإن العلم الكامن وراءها لا يزال أمامه شوط طويل للغاية ليقطعه. وقال: «نحن لا نزال في بداية الطريق نحو فهم كيف تحدد مئات وربما الآلاف من الجينات المتفاعلة الأداء الرياضي.
وحتى بمجرد أن نتوصل لهذا الإدراك، فإننا ربما نبقى عاجزين عن طرح تكهنات بناءً على الجينات، لأنه سيتعين علينا حينها أخذ العوامل البيئية في الاعتبار».
في المقابل، وجه بيكرينغ إلى بيتسيلاديس وزملائه في «مشروع أثلوم» اتهاما بأنهم: «ناقمون علينا لنجاحنا في التوصل لهذا الإنجاز قبلهم، لهذا يتعمدون اختلاق المشكلات. لقد كان هدفهم الرئيسي بيع الاختبارات الجينية للناس، لكنهم محبطون الآن لأننا متقدمين عليهم بفارق عاماً أو عامين».
من ناحيته، لم ينف بيتسيلاديس سعيه وراء تحقيق مصالح تجارية من وراء الاختبارات الجينية، لكنه شدد على أنه يشارك فحسب في المجالات التي تثبت فاعلية واضحة.



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».