بين الخطأ والصواب

مضاعفات وحدات العناية المركزة
يتم غالبا تنويم بعض الحالات المرضية الجراحية في وحدات العناية المركزة (ICUs) إما لحاجتهم للتنويم في هذا القسم طبياً وإما استجابة من الطبيب المعالج لطلب ذوي المريض معتقدين أن مريضهم سيحظى بعناية أفضل في هذه الوحدة.
ومما يلاحظ أن مرضى ما بعد العمليات الجراحية المنومين في وحدات العناية المركزة يعانون من زيادة معدلات المضاعفات المرضية بنسبة أكبر من غيرهم من المرضى الذين تم تنويمهم في وحدة الرعاية المنزلية المعينة لهم تمهيدا لخروجهم إلى منازلهم.
وقد وجدت دراسة حديثة نشرت في المجلة الأميركية للجراحة The American Journal of Surgery في أوائل شهر يونيو (حزيران) 2017 ونشرت نتائجها في موقع يونيفاديس الطبي، أن الممارسة التي تعود عليها كثير من الأطباء بوضع مرضاهم في وحدات العناية المركزة سواء من تلقاء أنفسهم أو استجابة لطلبات أهل المرضى في حين أن حالاتهم المرضية لا تتطلب ذلك، قد تؤدي إلى نتائج أسوأ.
ولتحقيق هذه الدراسة، أجرى الباحثون القائمون عليها، بشكل منهجي منتظم، أكثر من 500 مقابلة سريرية روتينية بين مقدمي الرعاية والمرضى المنومين في وحدات العناية المركزة الجراحية.
ولوحظ أيضا أن الأطباء أثناء مرورهم على مرضى العناية المركزة يبدأون بالحالات الحرجة التي تخضع للعلاج تحت الأجهزة القلبية والتنفسية المساعدة، بينما يمرون على مرضى العمليات الجراحية في نهاية الجولات في وقت متأخر من اليوم العملي، وحتى الوقت الذي يمنحونه لهؤلاء المرضى يكون أقل من سواهم. وبالفعل أثبتت نتائج هذه الدراسة أنه من المرجح جدا أن فريق الرعاية الطبية يقوم بزيارة مرضى العناية المركزة في نهاية الجولات اليومية، وأنهم يقضون وقتا أقل بنحو 16 في المائة مع هؤلاء المرضى مقارنة مع باقي المرضى الآخرين بسبب كثرة أعداد المرضى المنومين وتزاحمهم، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على الاتصالات الهاتفية، وضعف الاهتمام من فرق مقدمي العناية المركزة.
وقد تبين من الدراسة أن مرضى الجراحة الذين ينومون في وحدات العناية المركزة بخلاف الوحدات المنزلية المعينة لهم يعانون من زيادة معدلات المضاعفات. وأوصى رئيس الفريق الطبي في هذه الدراسة الدكتور أندريو م. نون Nunn أن من الضروري أن يكون مقدمو الرعاية الطبية الحرجة على بينة باحتياجات مرضى العناية المركزة ليتلقى كل منهم الاهتمام الواجب منحه له لتقليل المضاعفات بشكل جيد.

درء الأمراض الوراثية
تعتبر أمراض الدم الوراثية في منطقة الخليج وتحديدا السعودية من الأمراض التي تبقى ملازمة للشخص المصاب مدى الحياة، ويرجع السبب فيها إلى وجود خلل في تركيب كريات الدم الحمراء ينتقل من الوالدين إلى الأبناء عن طريق الوراثة.
وكمحاولة للقضاء على هذه الأمراض أو الوقاية من مضاعفاتها فقد تم إلزام المتقدمين للزواج بعمل «الفحص الطبي لما قبل الزواج» والذي يتم فيه الكشف عن مجموعة من الأمراض الوراثية والمعدية وتأتي في مقدمتها الأمراض الوراثية التي قد يكون الطرفان حاملين لها في جيناتهم وبالتالي سوف يورثونها لأجيالهم المقبلة. ولقد أثبت تطبيق البرنامج الوطني للكشف عن الأمراض الوراثية إمكانية تقليص عدد الإصابات بتلك الأمراض الوراثية بفضل عمل الفحوصات الطبية والتأكد من أن أحد الزوجين لا يحمل جينات المرض.
إن خطر هذه الأمراض يكمن في عدم إمكانية معالجتها والشفاء التام منها، حيث يقتصر العلاج في الغالب على تخفيف المضاعفات المصاحبة للمرض فقط وذلك لتحسين حالة المصاب.
وينصح المريض المصاب أن يظل تحت المتابعة المستمرة لدى اختصاصي أمراض الدم أو الطبيب المشرف على علاجه وذلك للأهداف التالية:
- لمتابعة حالته مع الطبيب المعالج.
- للمحافظة على سلامته ووقايته من أي مضاعفات قد لا تحمد عقباها تحدث نتيجة الإهمال.
- لعمل الفحوصات الدورية اللازمة.
- الالتزام بتناول الأدوية التي تعطى تحت إشراف الطبيب المعالج ومتابعته.
- أخذ التطعيمات الإضافية الخاصة للوقاية من بعض الأمراض الخطيرة.
- الالتزام بالتغذية السليمة والمتوازنة.
- عدم التعرض لمجهود شديد أو شاق مثل أنواع الرياضة العنيفة.
إن الوقاية من الإصابة بالأمراض الوراثية المتنحية يتم عن طريق منع زواج الأقارب إذا ما ظهر في أحد أفراد الأسرة مرض وراثي، فمن خلال دراسة التاريخ العائلي والتاريخ المرضي لكافة أفراد الأسرة يمكن تحديد طريقة وراثة هذا المرض وتقديم النصح الوراثي لهذه العائلات لتجنب إصابة أجيالهم بهذه الأمراض.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة

a.khojah@asharqalawsat.com