الدعاوى القضائية تلاحق مسلسلات رمضان رغم انتهاء العرض

مسلسل «في إل لا لا لاند» - مسلسل «كلبش» - مسلسل «وضع أمني»
مسلسل «في إل لا لا لاند» - مسلسل «كلبش» - مسلسل «وضع أمني»
TT

الدعاوى القضائية تلاحق مسلسلات رمضان رغم انتهاء العرض

مسلسل «في إل لا لا لاند» - مسلسل «كلبش» - مسلسل «وضع أمني»
مسلسل «في إل لا لا لاند» - مسلسل «كلبش» - مسلسل «وضع أمني»

رغم انتهاء العرض الرمضاني للأعمال الدرامية فإن الانتقادات والدعاوى القضائية ما زالت مستمرة، وذلك لتضمنها نقدا لبعض أصحاب المهن، وهو ما يعتبره العاملون بهذه المهن إهانة لهم، كون المسلسل تناول الجوانب السلبية فقط، وواجه هذا الماراثون أكثر من عمل ملاحقات قانونية وغضب أصحاب أكثر من مهنة، يأتي في مقدمة هذه الأعمال مسلسل أرض جو للفنانة غادة عبد الرازق، التي جسدت فيه دور مضيفة طيران سيئة السمعة، وتطرق المسلسل إلى عمل المضيفات بشكل عام، ولذلك اعتزمت النّقابة العامة للضيافة الجوية المصرية باتخاذ إجراء قانوني ضد المسلسل، وفي نفس السياق الفنانة دينا سمير غانم التي لعبت أيضاً دور مضيفة جويّة في مسلسلها الكوميدي «في إل لا لا لاند» وعرّضها فقط لبعض الانتقادات من دون أن يصل الموضوع إلى الدّعاوى والقضاء.
أما مسلسل كلبش للفنان أمير كراره فقدم بعض المحامين بلاغا رسميا ضد العمل زاعمين إهانة مهنة المحاماة لوصف بطل العمل المحامين في أحد المشاهد بأنه «يتم تأجيرهم بثلاثة صاغ».
كما أصدرت نقابة التمريض بيانا تعلن فيه رفضها للتجاوزات والإساءة بحق قطاع التمريض، واشتمل البيان على أسماء الأعمال التي تعتبرها أهانت مهنة التمريض وهي ثلاثة مسلسلات هي «وضع أمني» للفنان عمرو سعد، و«ازاي الصحة» للفنان أحمد رزق، «وشاش في قطن» للفنان بيومي فؤاد، وقاموا برفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة وطالبت النقابة بوقف استمرار عرض هذه المسلسلات.
في البداية يقول المؤلف «محمد عبد المعطي» مؤلف أرض جو لـ«الشرق الأوسط»: قمنا كفريق عمل بإصدار بيان صحافي للاعتذار إلى الضيافة الجوية على سوء الفهم والعمل لم يقصد الإساءة للمضيفات وهي من المهن المحترمة بالمجتمع، مشيرا إلى أن المسلسل يدور في قالب درامي ولم يتطرق لتفاصيل مهنة الضيافة ولم يناقش العمل الأمور الموجودة بالمهنة بصورة تفصيلية ولم يركز على مناقشة المهنة، مؤكدا أن نقابه الضيافة الجوية لم تنوِ إقامة دعوى قضائية كما أشيع.
وفي نفس السياق قال بطل مسلسل «وشاش في قطن» الفنان بيومي فؤاد قال: هذه القضايا تقام من أجل الشهرة خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها بعض المسؤولين عن المهن ليشنوا هجوما على الأعمال الدرامية، وفي كل عام نجد أصواتا تدافع عن مهن بعينها رغم أن الجميع يعلم أن كل المهن بها الصالح والطالح، واستغربت من الهجوم على المسلسل وأننا جميعا نعلم أن التمريض ضعيف بمصر، وأضاف: فقد قدمت مسلسلا كوميديا ليس له علاقة بأي شيء يحدث على أرض الواقع، وكان المفروض أن يغضب من محتوى المسلسل فئة الأطباء لأن أحداث العمل قدمت نماذج سيئة للأطباء، وهناك مبالغة كبيرة بالمسلسل في تناول الموضوعات لأنني أبحث عن الكوميديا وإبعاد الجمهور عن الهموم والمشاكل، والنماذج التي قدمت بالمسلسل أغلبها من وحي خيال المؤلف والهدف منها إضحاك الجمهور لا نقصد إهانة نقابة التمريض ولها كل الاحترام والتقدير.
أما الناقد الفني «كمال رمزي» يرى: بالتأكيد هناك ما يمكن أن نسميه مرض الحساسية المزمن، فيكفي نظرة واحدة في أي جريدة لنكتشف أننا مجتمع إنساني مثل كل المجتمعات في العالم فيه الصالح وفيه الفاسد، والفاسد يصيب الجميع ولكن هذا لا يعني أن كل المجتمع في حالة من التدني الأخلاقي والسلوكي، أما عن أبطال الجرائم هم من جميع الفئات حتى من أصحاب المهن الرفيعة فكم قاضٍ تم ضبطه يهرب مخدرات، وكم ضابط شرطة تم ضبطه يوجه مسدسه وقتل طفلاً، أيضاً هناك مهندسون ومقاولون ومسؤولون كبار في أجهزة الدولة وافقوا على إقامة أبراج سكنية سرعان ما تهاوت وآخرها عمارة محافظه الإسكندرية الأخيرة.
ويضيف الناقد: الفساد يشمل كل المهن الرفيعة وغير الرفيعة فهذه القضايا الملموسة التي نراها كلنا في صفحات الجرائد كل يوم، فالمشاهد عندما يجد شيئا من هذا في مضمون مسلسل تلفزيوني يظهر من يقول: إنه أهان المهنة بينما هذه الإهانة تعبر عن واقع شخصيات بعينها وليس عن كل المهنة، لم نشاهد في كل أفلامنا فساداً كاملاً يشمل كل المحامين بل من الممكن أن نرى هناك محاميا فاسدا أو محاميا يتلاعب بالقانون وهذا شيء واقعي، وعندما يثور أحد المحامين على هذا الأمر فإنه بالتأكيد كمن يطالب بإخفاء «القاذورات» تحت السجاد.
ويوضح: لذلك أرى أنه من الشجاعة إبراز الفاسدين في كل مهنة وكذلك أرى أنه من العار أو على الأقل التواطؤ فيمن يرفع القضايا على هذا أو ذاك بادعاء أنه أهان هذه المهنة.
وفي نفس السياق قالت الناقدة الفنية «ماجدة موريس»: بالفعل أرى أن هناك خطأ كبيرا يحدث كل عام حيث نجد أصحاب هذه المهن الحرة ينتظرون الحلقات الأولى من كل مسلسل لكي يذهبوا ويرفعوا القضايا مع أنه من المنطقي أن ينتظروا حتى يروا المسلسل حتى نهايته، لكي يتم تقييم هذا التناول لهذه المهنة بشكل صحيح وكامل، والحكم الحقيقي يأتي عندما نرى الصورة واضحة وكاملة ولكن أن نذهب من البداية ونجري لكي ننتقد مشهدا أو بعض الكلمات لدكتور مثلاً غير متعاون أو سيئ ثم يظهر في النهاية أنه كان لديه أزمة حقيقية جعلته يظهر بهذا الشكل، أو أنه لم يأخذ تدريباً جيداً أو لديه أخطاء تسبب عنها رؤساؤه أو غير ذلك من الأسباب، واستطردت: يجب أن يعلم هؤلاء أن هناك فرقا بين المهني صاحب المهنة وتناول المسلسل لنموذج من هذه المهنة وبين المهنة نفسها، أي هناك فرق بين ضابط شرطة وبين جهاز الداخلية أو الشرطة بوجه عام، والسيئة لا يجب أن تعم على جميع أصحاب هذه المهنة لكنها تخص صاحبها فقط، وهذا هو الخطأ فأصحاب هذه القضايا لا يفرقون بين المهني الذي يزاول المهنة واحترام المهنة نفسها بشكل عام هذا من ناحية، ومن جهة أخرى هذا هو واقع الحياة التي نعايشها أي أن هذا التناول واقعي ويحدث في الحقيقة فهل مطلوب من صناع الدراما والمسلسلات أن يتحدثوا عن ناس موجودين في أميركا مثلاً أو مشاكل في مجتمعات أخرى، ففساد أي مهنة موجود في الحياة وفي واقعنا المعيشي.
وتكمل: وهناك قضايا كبيرة نراها كل يوم على صفحات الجرائد ومواقع السوشيال ميديا تشمل الكثير من القضايا لأصحاب مهن كثيرة منها الدكاترة والمحامين وضباط الشرطة والمهندسون وغيرهم من أصحاب المهن، فكل مهنة فيها الجيد والرديء ويجب أن نعترف بهذا وإلا نصبح ملائكة ولسنا بشراً، فلماذا دائماً يتناسى المهنيون هذه الحقيقية!!
وأضافت الناقدة: لذلك فلا بد أن لا يكون عند هؤلاء هذه الغيرة الغير حقيقية على المهنة التي يزاولونها ونحن نعلم جيداً أن كل المهن فيها العظيم والخسيس وطالما أن المجتمع لا يناقش ولا يتناول ويبرز هذه المشاكل داخل كل هذه المهن ويلقي الضوء عليها فلن يستطيع المجتمع أن يتقدم أو يصلح من تدهور سلوكيات أصحاب هذه المهن.
وكشفت عن سبب الهجوم على مسلسل أرض جو الذي يناقش الضيافة الجوية قائلة: لأن مهنة الضيافة هي مهنة خاصة بالمرأة ودائماً ما يخص المرأة وحدها في مصر والعالم العربي هناك حساسية أشد بكثير مما يحدث مع المهن الخاصة بالرجال، وبرغم أن المسلسل أظهر شخصية الطيار بمنتهى الانحطاط وهذه سلوكيات تسيء لمهنة محترمة مثل الطيار ولكن لم يتم رفع قضايا من الطيارين، ولكن من يجري وراء هذه القضايا كان المضيفات وأصحاب مهنة التمريض، وفي النهاية ما يظهر على الشاشة أقل بكثير مما يظهر في الحقيقة وعلى صفحات الجرائد من جرائم وفساد لهذه المهن.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم