في أول تعليق له على خطط إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال في سبتمبر (أيلول) المقبل، طلب زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني تأجيل الاستفتاء.
وجاء كلام الصدر رداً على سؤال تقدم به أحد أتباعه عن تصريحات أدلى بها في وقت سابق عضو مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، واعتبرت «معادية» للأكراد عموماً، والكرد الفيلية (شيعة) على وجه الخصوص.
وقال في نص إجابته على مسألة استفتاء الإقليم: «أطالب الأخ مسعود بارزاني بتأجيل استفتاء الانفصال، ولا سيما ونحن على أبواب تحرير الموصل، ولو كخطوة أولى لإلغائه مستقبلاً»، معتبراً أن «العراق واحد وللجميع، لا نفرق بين أحد منهم ما داموا محبين لوطنهم لا يعملون بأجندات خارجية».
وتشير عبارة «إلغائه مستقبلاً» إلى أن الصدر ربما يتبنى القناعة ذاتها التي عبرت عنها شخصيات واتجاهات سياسية عربية مختلفة رافضة لموضوع الاستفتاء واستقلال إقليم كردستان عن العراق. غير أنه بحكم علاقاته الجيدة بغالبية الجهات السياسية في الإقليم، ومنها بارزاني، وبحكم ميله إلى الابتعاد عن سياسة التصعيد التي يتبناها غريمه نوري المالكي حيال الكرد، سعى منذ فترة إلى التعامل بهدوء وحذر مع مجمل الخلافات القائمة بين بغداد وأربيل.
واستنكر الصدر خلال إجابته على السؤال، التصريحات الداعية إلى إقصاء الكرد في بغداد، مشيراً إلى أنها تصدر عن «ناعقين بسوء الكلام لتعميق الشرخ الوطني». وأنهم يرمون من خلال ذلك إلى «تأجيج الأزمات والنعرات القومية، متصورين أنهم بذلك سيكسبون الأصوات لوجود سمّاعين لهم». واعتبر أن أصحاب تلك الدعوات «يعصون كل الشرائع السماوية ويخالفون كل عقل ويعاندون توجيه المرجعية والثوابت الوطنية».
وكان عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، قال قبل أسبوعين، تعليقاً على استفتاء إقليم كردستان: «إذا جرى الاستفتاء، لن يبقى كردي واحد في بغداد في أي مهمة حكومية، وستسحب جنسيته العراقية ويطرد خارج الحدود، وكل الأعمال الكردية ستعطل في بغداد».
في سياق آخر، كشف الصدر، أول من أمس، عن عزمه إصدار «وثيقة لحقن دماء العراقيين»، مؤكداً أنه يهدف إلى «حقن دماء كل عراقي شيعياً أم سنياً، مسلماً كان أم غير ذلك». وأجاب على سؤال آخر تقدم به أحد أتباعه عن مجاميع في محافظات شيعية تصفي مدنيين تحت ذريعة إقامة القصاص، عبر القتل أو الخطف أو الاعتقال، قائلا: إن «كل دم حرام، وعلى من ادعى الإذن مني فأنا بريء منه، وسأقاضيه أمام ربي وأمام الناس، وأنا لم ولن آمر بذلك... كل من قتل أو خطف أو ساوم أو جرح، مفصول من (التيار الصدري)». وأضاف أن «دم الإنسان على الإنسان حرام، ولولا الواجب الوطني لما مددت يدي متراً على الأميركي»، في إشارة إلى قتال أتباعه القوات الأميركية إبان سنوات احتلالها للعراق (2003 - 2011).
ويكشف سؤال السائل عن أن تلك الجماعات التي تسمي عملياتها «العمل المدني»، تدعي أنها حصلت على تفويض من الصدر أو الحاكم الشرعي. ويلاحظ مراقبون أن الصدر ربما سعى إلى تبرئة تياره من اتهامات يوجهها خصومه إليه بالمسؤولية عن بعض عمليات الخطف والقتل التي تقوم بها ميليشيات في بغداد وتستهدف الأشخاص والنشطاء المدنيين.
وكان آخر ضحايا تلك الجماعات الممثل المسرحي الشاب كرار نوشي الذي قتل قبل ثلاثة أيام وألقيت جثته في ساحة للنفايات في بغداد. ودعا الصدر الحكومة إلى التعامل مع من يرتكبون تلك الأفعال «ولو كانوا على صلة فعلية بنا»، مشدداً على أن «عليه تسليم نفسه للسلطات فوراً، ويستثنى من ذلك قتل الإرهابيين في ساحات الجهاد».
وختم الصدر تعليقه بالقول: «كفاكم تهاوناً بالدماء؛ فإنها غالية يغضب الرب لإراقتها، وإن لم ترتدع العصابات والميليشيات عن ذلك فسنقع بأيدي شرار الخلق، ولقد أعذر من أنذر».
8:17 دقيقة
الصدر يطالب بارزاني بتأجيل استفتاء الاستقلال
https://aawsat.com/home/article/967231/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%AA%D8%A3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84
الصدر يطالب بارزاني بتأجيل استفتاء الاستقلال
الصدر يطالب بارزاني بتأجيل استفتاء الاستقلال
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة