الفلسطينيون يتهمون إسرائيل بدفع رواتب ليهود قتلوا مدنيين فلسطينيين

قراقع: حكومة تل أبيب هي التي تمول الإرهاب وتشرعنه

TT

الفلسطينيون يتهمون إسرائيل بدفع رواتب ليهود قتلوا مدنيين فلسطينيين

هاجمت السلطة الفلسطينية إسرائيل، بطريقتها، واتهمتها بدفع رواتب سجناء يهود متهمين بقتل فلسطينيين. وقال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بصرف رواتب شهرية منتظمة وعالية، تصل إلى 3 آلاف دولار، للسجناء والمجرمين الإسرائيليين الذين ارتكبوا مجازر وعمليات قتل بحق مدنيين فلسطينيين، كما توفر لهم ولعائلاتهم العناية الاجتماعية والدعم والمتابعة القانونية وأي متطلبات أخرى. وقدم قراقع مثلا على ذلك، بصرف «راتب شهري منتظم للقاتل الإسرائيلي عامي بوبر، الذي ارتكب مجزرة دموية بحق 7 عمال فلسطينيين يوم 20-5-1990، في منطقة ريشون ليتسيون قرب تل أبيب، وأعدمهم جميعا بينما كانوا ينتظرون وصول أصحاب العمل الإسرائيليين». وقال قراقع: «كان يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي عندما أطلق النار عليهم، لقد أعدمهم جميعا. حوكم بعدها بالسجن المؤبد، ثم جرى تخفيض حكمه، وسيطلق سراحه الشهر المقبل، لكنه ظل يعيش حياة الترف داخل سجنه، لقد ظل يحصل على راتب يصل إلى 11 ألف شيقل، وسمح له بأن يتزوج وينجب وهو داخل السجن، وبزيارة بيته مرات عدة».
وأردف: «هذه الحكومة (الإسرائيلية) هي التي تمول الإرهابيين اليهود ومنظماتهم المتطرفة ماليا واجتماعيا وقانونيا، ومن خلال جمعيات مرخصة، مثل جمعية حنينو، وجمعية اليد اليمنى، وغيرها. المسألة ليست مسألة دفع رواتب فقط».
وجاءت أقوال قراقع ردا على الهجوم الإسرائيلي الأميركي على السلطة الفلسطينية، بسبب دفعها رواتب أسرى فلسطينيين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أطلقت حملة ضخمة، اتهمت فيها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بـ«تمويل الإرهاب»، في فعل «يتناقض مع أقواله حول السلام».
وهاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الرئيس عباس أكثر من مرة، وقال: «إنه يعمل وفق منطق كلما قتلت أكثر تحصل على راتب أعلى»، وطالبه بوقف دفع رواتب لعائلات «معتقلين وقتلى فلسطينيين».
ونجح الإسرائيليون في إقناع الإدارة الأميركية بوجه نظرهم، وطالبوهم بضرورة أن يتوقف عباس عن دفع رواتب الأسرى.
وضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومبعوثاه على عباس مرارا، وأبلغوه بأنهم يتبنون الراوية الإسرائيلية في هذا الصدد، وأن قيامه بالأمر (أي وقف الرواتب) هو دليل على رغبته في تحقيق السلام.
وقال وزير الخارجية ريكس تيلرسون، إنهم يمارسون الضغط على عباس «لإنهاء التحريض على العنف ضد إسرائيل ووقف دفع الرواتب لعائلات الأسرى الأمنيين ومنفذي الهجمات».
كما سلم الأميركيون عباس قائمة بأسماء مئات الأسرى قيل إنهم قتلة، وعلى السلطة أن تتوقف عن دفع رواتب لذويهم. لكن عباس رفض الأمر، وعد مسألة الرواتب شأنا داخليا ولها بعد اجتماعي.
وقال قراقع: «حكومة إسرائيل هي أكبر ممول للإرهاب الرسمي في منطقة الشرق الأوسط، وهي تشكل لأعمال الإرهابيين اليهود غطاء قانونيا واجتماعيا، وتمارس الدفاع عنهم وتحميهم، وتشرعن أعمالهم الإرهابية».
وأكد تصدي القيادة الفلسطينية لكل المحاولات «التي تريد وضع نضال الشعب الفلسطيني في إطار الإرهاب والجريمة»، مضيفا: «إن نضال شعبنا هو نضال مشروع ضد الاحتلال ومن أجل تقرير المصير، وقد كفلته قرارات الأمم المتحدة والشرائع الدولية والإنسانية».
وعد مسؤول ملف الأسرى طلب التوقف عن دفع الرواتب وصفة لتفكيك السلطة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.