تونس تتسلم جثمان العامري منفذ هجوم برلين الإرهابي

دفن وسط تكتم شديد... وأهالي القيروان آثروا عدم الخروج إلى الجنازة

أنيس العامري («الشرق الأوسط»)
أنيس العامري («الشرق الأوسط»)
TT

تونس تتسلم جثمان العامري منفذ هجوم برلين الإرهابي

أنيس العامري («الشرق الأوسط»)
أنيس العامري («الشرق الأوسط»)

بعد فترة طويلة من المد والجزر بين وزارة الخارجية التونسية وعائلة الإرهابي التونسي أنيس العامري، منفذ هجوم برلين الألمانية، تسلمت عائلته أول من أمس الجثة غير المرغوب فيها لصبغتها الإرهابية، وتمت عملية الدفن في مقبرة الوسلاتية من ولاية (محافظة) القيروان مسقط رأسه، في ظل تكتم شديد من قبل السلطات التونسية، وبحضور قوات أمن في المكان؛ خشية تطورات محتملة سواء من قبل مناهضي التنظيمات الإرهابية ومن يقف وراءها أو من قبل العائلة التي انتظرت أشهرا طويلة لتسلم الجثة ولدفعها معلوم نقلها إلى تونس.
وتمت عملية الدفن تحت إشراف مباشر من وزارة الخارجية التونسية بطلب من السلطات الإيطالية التي اشترطت الدفع المسبق لمبلغ مقابل تسلم الجثمان.
وقدمت عائلة العامري التي تعاني بدورها نقص الموارد المالية مبلغ 12 ألف دينار تونسي (نحو 5 آلاف دولار أميركي) مقابل الاحتفاظ بالجثمان بقسم الأموات في إيطاليا.
وحضر عملية الدفن عدد قليل من الناس، أغلبهم من عائلته المقربة، على الرغم من عدم وجود تعليمات رسمية بعدم حضور الجنازة، لكن خشية سكان المدينة من إمكانية توجيه اتهامات إرهابية لمن يحضر عملية الدفن أرهب الكثير من أفراد عائلته الذين آثروا عدم الخروج في الجنازة.
وتتهم عائلته الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية بالوقوف وراء انحراف ابنها وانضمامه إلى التنظيمات الإرهابية.
وعبّر شــــقيقه عبد القادر العمري عن وجود عائلته تحت طائلة الصدمة إلى حد الآن، فهي لا تستوعب فكرة أن ابنها قتل عشرات الأشخاص، وبخاصة أنه عندما غــادر تونس لم تكن له ميول إرهابية آو انتماءات متطرفة.
واعتبرت عائلته أن ابنها كان بدوره ضحية الإرهاب الذي استقطبه وتم خداعه والتغرير به من أجل ارتكاب جريمة وقتل أبرياء.
وبشأن عملية تسلم الجثة ودفنها، أكدت نجوى العامري، شقيقة أنيس العامري، أن الجثمان وصل إلى تونس قادما من إيطاليا، حيث لقي حتفه بعد عملية الدهس في العاصمة الألمانية برلين، وأشارت إلى أن الجثة أحيلت إلى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة التونسية لتنفيذ عملية التشريح قبل تسليمها لعائلته لدفنها في مقبرة مدينة الوســـلاتية.
ونفذ الإرهابي التونسي العامري، الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي في شريط مصور، اعتداء بواسطة شاحنة في برلين يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2016؛ مما خـــلف 12 قتيلا ونحو خمســــين جريحا.
وقتل العامري يوم 23 ديسمبر (كانون الأول) في مدينة ميلانو الإيطالية من قبل الشرطة بعد عبوره أربعة بلدان أوروبية.
ومنذ شـــــهر مارس (آذار) الماضي طالبت عائلته السلطات التونسية بترحيل جثة ابنها لدفنــــه بتونس بعد الاعتداء الذي نفذه بشاحنة، غير أن القوانين التونسية تمنع السلطات الرسمية (وزارة الخارجية التونسية في هذه الحالة) من جلب جثامين العنــــــاصر الإرهابية والتكفـــل بمصاريف نقلـــها من أي بلد إلى تونس.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.