رندة كعدي: اكتفيت من تأدية شخصية الأم وسأتوجه إلى أدوار تتناول قضايا المرأة

رفضت رندة كعدي إجراء عمليات تجميل  لتستطيع التحكّم في ملامح وجهها أثناء التمثيل
رفضت رندة كعدي إجراء عمليات تجميل لتستطيع التحكّم في ملامح وجهها أثناء التمثيل
TT

رندة كعدي: اكتفيت من تأدية شخصية الأم وسأتوجه إلى أدوار تتناول قضايا المرأة

رفضت رندة كعدي إجراء عمليات تجميل  لتستطيع التحكّم في ملامح وجهها أثناء التمثيل
رفضت رندة كعدي إجراء عمليات تجميل لتستطيع التحكّم في ملامح وجهها أثناء التمثيل

قالت الممثلة رندة كعدي إن موسم رمضان هذه السنة أكرمها بشكل لافت من خلال مشاركتها في 3 أعمال درامية. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا أدري لماذا انقشعت الرؤية فجأة لدى المنتجين ورأوا في ممثلة بارعة تستأهل تلك الإطلالات. فأنا أعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة وعاصرت عمالقة التمثيل، إلا أنه شاءت الصدف أن أقطف ثمار نجاحاتي اليوم».
وكانت الممثلة اللبنانية قد برزت في رمضان هذه السنة في الأعمال المحلية بعد أن أطلّت على جمهورها في «أدهم بيك» و«لآخر نفس» و«وين كنتي» وهي أعمال لاقت نجاحا كبيرا في موسم رمضان التلفزيوني. «صحيح أنني جسّدت دور الأم في الأعمال الثلاث، ولكن الشخصيات مختلفة»؛ توضح رندة كعدي التي كان المسرحي يعقوب الشدراوي أحد الذين واكبوها في ورشات عمل مسرحية، وأضافت: «تراوحت طبيعة الأدوار بين اللايت كوميدي والتراجيديا والدراما العادية، وفيها جميعها تقمّصت الشخصية المطلوبة منّي بكلّ جوارحي، لأنني أنتمي إلى جيل قديم يتفانى في مهنته إلى حدّ أن ينسى نفسه». وماذا تعنين بذلك؟ تردّ: «آثرت الحفاظ على شكلي الخارجي كما هو، فرغم تعرّضي لحادث سير قوي في الماضي أدى إلى بعض التشوهات الخفيفة في وجهي؛ فإنني رفضت إجراء عملية تجميل كي لا تفقد ملامحي طبيعتها فلا تعود تنسجم مع أدواري التمثيلية مهما كانت طبيعتها. فأنا من ذلك الجيل الذي يؤمن بأن أدواتنا الحقيقية تكمن في لغة جسدنا وفي ملامح وجهنا، وأن مهمّة الماكياج تقتصر على تثبيت خطوط الشخصية وليس تشويه روحيتها».
وترى رندة كعدي التي شاركت في أعمال دراما ومسرحيات كثيرة أنه حتى الممثل الكومبارس يجب أن يشكّل عنصرا فعالا في العمل؛ «فلا يستخفّ بإطلالته، لأنها بالتأكيد تشكّل إضافة للعمل، وإلا لما تطلّب الأمر وجوده فيه... «برأيي أنه يجب عدم الاستخفاف بعقل المشاهد ولا بحبّه لنجومه، وفي المقابل علينا أن نطلّ عليه بأفضل مستوى مطلوب ولو كانت مدة إطلالتنا هذه لا تتعدى الدقائق القليلة».
وتشير رندة كعدي إلى أن دورها في «أدهم بيك» تطلّب منها أداء مسرحيا، وأنها في حلقته الأخيرة قدّمت مشهدا صعبا جدا، «ارتكز على الصمت ومخاطبة المشاهد بلغة العيون وملامح الوجه.... لقد سرى الدور في شراييني تماما كما كتبه طارق سويد الذي يعدّ كاتبا مميزا؛ إذ يضع على الورق المشاعر المطلوبة في الدور، فنفّذتها بأداء قوي انطبع في مخيّلة المشاهد. أما في مسلسل (لآخر نفس)، فلعبت دور الأم خفيفة الظل التي قدّمت حياتها من أجل إسعاد أولادها، فجاء تلقائيا يجسّد واقعاً نعيشه. وفي مسلسل (وين كنتي) كنت الأم المعنّفة التي حبست معاناتها في قلبها إلى حدّ الاختناق». وتؤكّد كعدي، التي نجحت في تأدية دور الأم في غالبية أعمالها، أن للأم وجوها كثيرة تختلف بين امرأة وأخرى، وأنها تبحث دائما عن التجدد في تلك الأدوار، فتبتعد عن التكرار كي لا تقع في الفشل... «في الحقيقة لقد اكتفيت من تأدية دور الأم، خصوصا المسالمة والحنون، فأنا في النهاية امرأة، وهناك أدوار أخرى يمكنني مقاربتها من هذا المنطلق، لا سيما أن هناك قضايا اجتماعية كثيرة تعاني منها المرأة في مجتمعاتنا، وأتطلّع إلى تناولها في أدواري المستقبلية». ولا تستبعد رندة كعدي رغم بلوغها العقد الخامس من العمر تأدية أدوار المرأة العاشقة: «الحبّ لا عمر محدّدا له، صحيح أنني لن أجسّد دور البطولة المطلقة لشابة عاشقة بالتأكيد، ولكن أستطيع أن ألوّن الشخصية بالرومانسية المطلوبة. لقد سبق أن شاركت منذ فترة قصيرة في مسرحية (صوته) للينا أبيض المقتبسة عن رائعة أدبية للفرنسي جان كوكتو (la voix humaine) فقمت بدور المرأة العاشقة الذي صفّق له روّاد مسرح المدينة بحماس كبير».
ورندة التي عاشت وتربّت في بيت فني (والدها كاتب مسرحي) يعود فضل شهرتها إلى زوجها، كما ذكرت لنا، الذي شجّعها لدخول كلّية الفنون في الجامعة اللبنانية بعد زواجهما... «لولاه لما كنت هنا، فهو الذي ساندني ودفع بي لأصل إلى ما أنا عليه اليوم».
وعن الممثلات اللاتي تأثرت بهنّ من الجيل الماضي فجسّدن هنّ أيضا دور الأم ببراعة، قالت: «الراحلة علياء نمري تأتي في الطليعة؛ إذ تميزت بأداء الأم الحنون والمتفانية، بطبيعية دون أي مبالغة، وكذلك الراحلات لمياء فقالي وناديا حمدي وسلوى حداد، فلعبت كلّ منهن دور الأم على طريقتها. وأنا عاتبة اليوم على شركات الإنتاج التي أهملت زميلات قديرات أمثال وفاء طربية وهند طاهر وألفيرا يونس، ولجأت إلى أخريات لا تتناسب أعمارهن ولا ملامح وجوهنّ مع الدور الذين يؤدّينه».
وتحدّثت رندة كعدي عن الحقبة الذهبية للتمثيل، وقالت: «هناك ناموس خاص بالتمثيل درسناه في الجامعة وحفره فينا أساتذة المسرح في لبنان، أمثال يعقوب الشدراوي وأنطوان ولطيفة ملتقى. فتقنية الممثل لا تأتي من العبث، بل هي تضاف للموهبة التي يتمتع بها. فعندما أضحك في دور ما أطبّق هذه التقنية التي أتحدّث عنها، فلا تأتي مشابهة لأي ضحكة أخرى؛ بل تكملة للشخصية التي أمثلها».
لا تقول الممثلة اللبنانية «رزق الله» على أيام زمان؛ بل تؤكّد أن كل ما يحيط بنا يعيش تطورات لافتة... «بالتأكيد لن أردد هذه العبارة، لأن أقلامنا تطوّرت وإنتاجاتنا توسّعت، فبتنا نعيش تجربة مغايرة تماما عن تلك التي خضناها في الماضي، والأهم أنها تصبّ في مصلحتنا، ولكن هذا الأمر يجب ألا ينسينا أصول اللعبة التمثيلية وقوانينها».



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».