قال الأمير زيد بن رعد بن الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس، إن 173 مدنيا، على الأقل، قتلوا في مدينة الرقة السورية في يونيو (حزيران) الحالي في عمليات برية وجوية ضد تنظيم داعش، ووصف الأرقام بأنها تقديرات متحفظة. وحث المفوض الدولي جميع الأطراف المشاركة في المعركة «بما فيها القوات الدولية» على اتخاذ جميع الاحتياطات المناسبة لحماية أرواح ما لا يقل عن مائة ألف مدني لا يزالون محاصرين. وأضاف في بيان صدر في جنيف: «يجب عدم التضحية بالمدنيين من أجل انتصارات عسكرية سريعة».
ميدانيا، بقيت أحياء مدينة الرقّة مسرحاً للمواجهات العنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وبين تنظيم داعش، حيث شهدت محاور القتال كافة، معارك كرّ وفرّ بين الطرفين، وتمكنت قوات عملية «غضب الفرات»، من تحقيق تقدم طفيف في الجانب الغربي للمدينة، في حين قتل عشرات المدنيين في محافظة دير الزور، جراء قصف جوي لإحدى القرى، وأكد معارضون أن «الطيران الروسي هو من ارتكب المجزرة، جراء قصفه سوقاً شعبية بالقنابل العنقودية».
وشهدت شوارع الرقة وأحياؤها أعنف المعارك بين «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية، من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور مساكن حوض الفرات بشمال غربي حي النهضة الواقع غرب مدينة الرقة، في محاولة من القوات لتحقيق مزيد من التقدم والتوغل إلى عمق المدينة. وتزامنت الاشتباكات مع قتال بين الطرفين على أطراف حيي حطين والبريد، وعلى محاور حي القادسية الواقع في القسم الغربي من الرقة الذي سيطرت قوات عملية «غضب الفرات» على أكثر من نصفه خلال الساعات الماضية.
وفي موازاة المعارك على الأرض، اجتمع مبعوث الرئيس الأميركي الخاص في التحالف الدولي بريت ماكغورك، والجنرال جونس، نائب قائد قوات التحالف الدولي وقائد القوات البريطانية في التحالف الدولي ضد «داعش»، مع مجلس الرقة المدني.
وصرح قيادي كردي، لـ«الشرق الأوسط» بأن الطرفين «بحثا السبل الكفيلة بتعزيز استقرار المنطقة ومستقبل الرقة بعد تحريرها من (داعش) ومعرفة حاجاتها الإنسانية». وقال إن «المجتمعين ركزوا على مساعدة المناطق التي يتدفق إليها النازحون من المناطق التي تعمل (سوريا الديمقراطية) على تحريرها من الإرهابيين»، مشيراً إلى أن «مبعوث الرئيس الأميركي جدد التزام بلاده بدعم هذه القوات، بوصفها شريكا قويا في الحرب على الإرهاب».
إلى ذلك، شيّعت «قوات سوريا الديمقراطية» 13 من مقاتليها في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشمالي الشرقي، ممن قضوا في قصف وتفجيرات واشتباكات خلال اليومين الماضيين في مدينة الرقة.
وليس بعيداً عن جبهات الرقة، سقط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، جراء قصف جوي على إحدى بلدات دير الزور، وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ«سقوط 30 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى جراء غارات نفذتها طائرات استهدفت مناطق بريف دير الزور الشرقي». وقال إن الغارات «استهدفت منطقة الدبلان ومحيطها، الواقعة على بعد نحو 20 (كيلومترا) كلم، شرق مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ما تسبب بسقوط 30 قتيلا على الأقل وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة».
لكن مؤسس موقع «فرات بوست» أحمد الرمضان، أكد أن «عدد قتلى هذه المجزرة يفوق الـ50 قتيلاً، عدا المفقودين تحت الأنقاض». وكشف لـ«الشرق الأوسط» أن «الطائرات الروسية هي التي ارتكبت المجزرة في بلدة دبلان»، مشيراً إلى أن «القصف استهدف السوق الشعبية في المدينة، بالقنابل العنقودية، وأن كل الضحايا من المدنيين». وقال: «ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها الطيران الروسي مجزرة من هذا النوع، فخلال الأسبوعين الماضيين ارتكب مجزرتين في منطقتي المحيميد وخشام في دير الزور».
وبلغ عدد المدنيين الذين قضوا في دير الزور جراء القصف الجوي للطيران الروسي وطيران التحالف الدولي، أكثر من 120 قتيلاً في أسبوع واحد، وفق تقديرات أحمد الرمضان، الذي قال: «للأسف السباق في دير الزور ليس القضاء على الإرهاب، إنما على قتل المدنيين»، مذكراً بأن طيران التحالف الدولي ارتكب قبل يومين مجزرة في الميادين عندما قصف سجناً لـ«داعش»، قتل فيه 43 مدنياً، و20 عنصراً من التنظيم، كما أن المدنيين هم دائماً هدف لقذائف (الهاون) التي يطلقها تنظيم داعش على المناطق السكنية».
وكانت طائرات التحالف الدولي قصفت فجر الاثنين الماضي أحد سجون تنظيم داعش في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، ما أدى إلى مقتل 42 مدنياً من المعتقلين لدى التنظيم، و15 عنصراً من التنظيم؛ من ضمنهم 11 عنصراً كانوا معتقلين في السجن ذاته، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، وفقدان آخرين.
8:18 دقيقة
الأمم المتحدة: مائة ألف مدني محاصرون في الرقة
https://aawsat.com/home/article/962841/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%A6%D8%A9-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D8%A9
الأمم المتحدة: مائة ألف مدني محاصرون في الرقة
كرّ وفرّ في أحياء المدينة وتقدم بطيء لـ«سوريا الديمقراطية»
- بيروت: يوسف دياب
- بيروت: يوسف دياب
الأمم المتحدة: مائة ألف مدني محاصرون في الرقة
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة