الطيران الحربي يكثف غاراته على درعا ويقتل 6 من عائلة واحدة

معركة القنيطرة مستمرة... والنظام يستأنف هجماته قرب جوبر

الطيران الحربي يكثف غاراته على درعا ويقتل 6 من عائلة واحدة
TT

الطيران الحربي يكثف غاراته على درعا ويقتل 6 من عائلة واحدة

الطيران الحربي يكثف غاراته على درعا ويقتل 6 من عائلة واحدة

كثّف الطيران الحربي التابع للنظام السوري قصفه على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة درعا، وأدى القصف إلى مقتل ستة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال في ريف درعا، في وقت أعلنت فيه فصائل المعارضة أنها صدّت هجوماً كبيراً لقوات النظام والميليشيات الموالية له في ريف القنيطرة، وكبّدته خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات النظام «قصفت بصواريخ أرض - أرض، درعا البلد ومناطق أخرى في مدينة درعا». وقال إن «القصف على بلدة الحارة في ريف درعا الشمالي، أدى إلى مقتل رجل واثنين من أطفاله وسيدة أخرى وطفلتها من العائلة ذاتها، ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة». وأعلن المرصد أن «الطيران المروحي ألقى أكثر من 15 برميلاً متفجراً على درعا البلد»، مشيراً إلى أن طائرات حربية نفذت، فجر أمس، ثلاث غارات على الأقل استهدفت بلدة طفس بريف درعا الغربي، فيما قصفت الطائرات الحربية مناطق في بلدة المزيريب بريف درعا، وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية الجسري بمنطقة اللجاة بريف درعا الشمالي الشرقي.
في المقابل، قالت فصائل المعارضة، إنها «تصدت لمحاولات تقدم قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني على جبهات قرية الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة». وأعلنت «ألوية الفرقان»، أن عناصرها «تمكنوا من صد هجمات النظام على سرية الصمدانية الشرقية، وتكبيد المهاجمين خسائر بشرية». ولفتت إلى أن عناصرها «نجحوا بتنفيذ كمين محكم لقوات النظام، وحاصروا مجموعة تابعة للّواء 90 والفرقة السابعة حول السرية». وقالت إن «كتيبة الإشارة والرصد التابعة لها أفادت بمقتل 11 عنصراً للنظام من الذين حاولوا اقتحام السرية وإصابة 25 منهم».
من جهتها، نشرت غرفة «عمليات جيش محمد»، أمس الأربعاء، حصيلة خسائر قوات النظام والميليشيات الموالية في معركة «ما لنا غيرك يا الله» في محافظة القنيطرة. وقال المكتب الإعلامي للغرفة في بيان نشره موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض، إن «خسائر ميليشيات الأسد منذ انطلاق المعركة، السبت الماضي، بلغت 108 قتلى، أبرزهم قائد فوج الجولان مجد حيمود، والعميد طارق علي حمود، إضافة إلى 250 جريحاً، كما تمكن الثوار من تدمير ثلاث عربات مدرعة و3 مضادات، بالإضافة إلى تدمير 25 مبنى، كانت تتحصن فيها قوات النظام خلال المعركة».
وكانت فصائل المعارضة المرابطة في ريف القنيطرة، أعلنت يوم السبت الماضي، عن تشكيل غرفة عمليات جديدة في الجنوب السوري تحت اسم «جيش محمد»، وأطلقت معركة «ما لنا غيرك يا الله»، التي تهدف للسيطرة على مدينة البعث، التي تعدّ معقلاً لقوات النظام في القنيطرة.
وعلى جبهات ريف دمشق، قصفت الطائرات الحربية التابعة للنظام، مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية، كما استهدفت الطائرات الحربية منطقة عين ترما بأطراف الغوطة، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي «فيلق الرحمن» من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، على محاور بلدة عين ترما.
وتسعى فصائل المعارضة إلى استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها في منطقة وادي عين ترما ومحيطها، في حين تحاول قوات النظام التوغل من جديد باتجاه بلدة عين ترما، والمنطقة الفاصلة بينها وبين حي جوبر، في مسعى منها لقطع خطوط الإمداد بين حي جوبر والغوطة الشرقية، وتترافق الاشتباكات مع قصف متبادل بين طرفي القتال.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.