تناقش المجلة العربية في عددها الجديد الخاص بشهر يوليو (تموز) قضية إهمال بيوت وتراث المبدعين العرب تحت عنوان «مبدعون يموتون مرتين»، تتناول فيه هذه الجنايات التي ترتكب في حق مبدعي العالم العربي من مشرقه لمغربه. يقع العدد في 144 صفحة ويحفل العدد بمجموعة متنوعة من النتاجات الإبداعية من مختلف أنحاء العالم العربي سواء في القصة أو الشعر إلى جانب باب الكتب والإصدارات الحديثة.
كتب رئيس تحريرها محمد السيف في مقدمة العدد: «تتناول المجلة في عددها الحالي قضية نظن أنها جديرة بالاهتمام والعناية من ذوي الشأن؛ قضية إرث المبدع العربي، وبخاصة مكانه وسكنه ونزله، الذي أمضى فيه حياته ومسيرته الإبداعية، كاتبا وشاعرا أو فنانا». ويلفت إلى أن «تحويل نزل هذا المبدع إلى مكان يختلف إليه الناس في زياراتهم؛ يعزز من قيمة المبدع ووجوده في مجتمعه ولدى محبيه، ويمنح الكثير من الوفاء تجاهه ويبقيه حيا في ذاكرة الناس، وليس ما ننشده هو إنشاء مؤسسات أو مراكز ثقافية تحمل اسم هذه الرموز، ولكن المطلوب هو الإبقاء على منازلهم وتحويلها إلى ما يشبه المتاحف لتكون معالم سياحية، تضم ما تركوه لنا من إرث ثقافي وفني، يزورها الناس ويطلعون على الإنتاج الإبداعي لأهلها.
ويشير د. محمد الأحمد من الرياض إلى أن نظرة المجتمع السلبية لبعض الفنون أبعدت رموزها وبالتالي لم تهتم بالحفاظ على مقتنياتهم، لافتا إلى أنه رغم تحول بيت الموسيقار الكبير طارق عبد الحكيم لما يشبه المتحف إلى أنه في المملكة العربية السعودية لا توجد متاحف فنية وثقافية بالشكل المتعارف عليه، مشيدا بدور مركز الملك عبد العزيز التاريخي في تمثيل صورة الوطن في مراحله المختلفة. فيما لفت د. محمد النملة إلى تحول منزل الفنان التشكيلي ناصر الموسى إلى مزار يجذب عشاق الفن.
ومن الأردن يطرح محمد البشتاوي أمثلة لبيوت مثقفين أردنيين تحولت لمراكز ثقافية ومنهم بيت الشاعر الأردني مصطفى وهبي الذي يضم مقتنياته وأرشيفا لنضاله ضد الاستعمار البريطاني في الأردن وفلسطين. ويشير مهند صلاحات من فلسطين إلى أن إشكالية تحول آثار المثقفين والفنانين لمزارات سياحية تكمن في مشكلة تسويقها، لافتا إلى أن الدول العربية لا تهتم بالسياحة الثقافية على حساب أنواع السياحة الأخرى في حين أن الناس يرتحلون حول العالم لزيارة بيوت المبدعين في أوروبا وأماكن أخرى من العالم.
ويسلط ملف القضية الضوء على إهمال وتجاهل تحويل منازل بعض كبار المبدعين إلى مزارات وعلى رأسهم نجيب محفوظ الذي يكافح عدد من المثقفين منذ أكثر من 10 سنوات لتأسيس متحف له، فضلا عن إهمال بعض المنازل والفنادق التي عاش فيها أشهر أدباء أوروبا مثل: فيلا لورانس داريل بالإسكندرية في حين أن هناك أفواجا سياحية تأتي لزيارتها وهي تقريبا شبه أطلال مهدمة لمجرد التواصل ورؤية المكان الذي كتب فيه داريل «رباعية الإسكندرية»، وأيضا تأتي أفواج لزيارة قبر الشاعر اليوناني السكندري كفافيس ومنزله. وتأخذنا المجلة في جولة بمنزل أمير الشعراء أحمد شوقي بالجيزة الذي تحول إلى متحف، كتبها الشاعر السيد العيسوي مدير النشاط الثقافي بالمتحف.
ويسلط الناقد الأدبي مصطفى عبد الله في مقاله «تفريطنا في رموزنا وتبديد كنوزنا» الضوء على إهمال الدول العربية وتجاهلها للمبدعين الذي يؤدي بهم في النهاية لبيع مكتباتهم الثرية ومقتنياتهم.
وتضمن العدد حوارا مميزا أجراه الأديب المصري منير عتيبة مع الأديب الصيني شيو تسي تشين صاحب رواية «بكين بكين» يكشف فيه الواقع الحياتي والأدبي في دولة الصين، لافتا إلى أن الثقافة تسير خلف الاقتصاد ولا تتزامن معه.
7:57 دقيقة
«مبدعون يموتون مرتين» في العدد الجديد من المجلة العربية
https://aawsat.com/home/article/962166/%C2%AB%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%85%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
«مبدعون يموتون مرتين» في العدد الجديد من المجلة العربية
- القاهرة: داليا عاصم
- القاهرة: داليا عاصم
«مبدعون يموتون مرتين» في العدد الجديد من المجلة العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة