«مهرجان سياحي» في وادي بردى بعد الحصار والقصف... والأسعار تفوق القدرة

بعد ضغوط من قبل دمشق على أصحاب المطاعم في منطقتي بلودان ومضايا في ريف العاصمة، عاد إلى العمل عدد من المطاعم خلال أيام عيد الفطر، وتداول سوريون صورا لمطعم شهير في بلودان فيما يشبه البشارة بعودة الحياة إلى مكان للآلاف من سكان دمشق فيه ذكريات جميلة.
وقالت مصادر اقتصادية في دمشق إن الحكومة «بذلت جهودا كبيرة لدفع أصحاب المنشآت السياحية في بلودان ومضايا والتي يتجاوز عددها الأربعين منشأة إلى إعادة تشغيلها وإلا فستكون تحت طائلة المصادرة»، وأضافت المصادر أن الحكومة منذ أن انتهت من عمليات «تهجير المعارضين من وادي بردى إلى الشمال السوري بداية مايو (أيار) الماضي، سارعت إلى دفع الحركة السياحية في المنطقة، باستثناء منطقة الزبداني التي كان لها النصيب الأكبر من التدمير والتهجير». ورجحت المصادر أسباب استثناء الزبداني لـ«لتمركز عناصر حزب الله فيها كونها قريبة من الحدود مع لبنان واعتبارها منطقة نفوذ إيراني عسكري» وتبدي حكومة النظام اهتماما ملحوظا ببلودان التي تضم عدة طوائف مسيحية إلى جانب المسلمين السنة، فقد تم على الفور إعادة تشغيل خط النقل العام دمشق - بلودان، بعد توقف لأكثر من أربع سنوات، وسمح للدمشقيين من أصحاب العقارات والأراضي في تلك المناطق بتفقد ممتلكاتهم.
«أبو فارس» صاحب مزرعة فواكه وحظيرة لتربية الحيوانات والطيور النادرة هاله منظر الدمار والخراب الذي حلّ بمزرعته، وقال إن كل الخسائر التي مني بها لم تحزنه بقدر ما أحزنه «قطع وحرق أشجار الفواكه. وأضاف: «اخترت شتولها من أفضل الأنواع وربيتها وسقيتها بيدي، كانت ثروة التي لا تعوض». ولا يفكر «أبو فارس» في إحياء مزرعته وسيترك شأنها لأولاده.
أمل عبرت عن فرحتها الكبيرة بضخ الحياة مجددا في بلودان، وقالت في آخر أيام رمضان أفطرت وعائلتي في أشهر وأكبر مطعم في بلودان لكنه لم يعد كما كان قبل الحرب، الخدمة تراجعت كثيرا، والأسعار لا تحتمل.
ويجد أصحاب التراسات والمطاعم صعوبة كبيرة في الاستجابة لضغوط النظام لاستئناف العمل في منشآتهم، وقال إن منشأته «لم تتضرر كثيرا، ولكن إعادتها تأهيلها مسألة ليست سهلة، بسبب النقص الكبير في اليد العاملة الشابة، غالبية الشباب إما قتل أو اعتقل أو هاجر أو سيق إلى الخدمة العسكرية، ومن تبقى إما فتية ليس لديهم خبرة وإما كهول يعملون بطاقة أقل وأجور عالية» ناهيك عن شح الكهرباء والاستعاضة بالمولدات ما يعني «زيادة تكاليف ستنعكس على الأسعار» التي باتت تفوق قدرة زبائننا التقليديين من العائلات المتوسطة الدخل.
ويشار إلى أن بلودان لم تتعرض لقصف وتدمير كبير قياسا لما تعرضت له مدينة الزبداني وباقي مناطق وادي بردى ذات الغالبية السنية، الأمر الذي جعل من مدينة بلودان ملجأ للمدنيين الفارين من القصف العنيف من المناطق المجاورة.
وتستعد محافظة ريف دمشق لإطلاق مهرجان بلودان السياحي الأول عقب أيام عيد الفطر، خلال شهر يوليو (تموز) القادم، ويتضمن الكثير من النشاطات على مدار خمسة أيام. على أمل تفعيل النشاط الاقتصادي في تلك المنطقة. رغم ضعف المقومات الأساسية من خدمات وعمالة.
وبحسب أرقام وزارة السياحة في حكومة النظام يوجد في بلودان 42 مطعماً، تم العمل على إعادة تشغيل نحو ثلاثين مطعما خلال أيام العيد، لكن الذي بدأ فعليا باستقبال الزبائن خلال عيد الفطر لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.