السيسي: بيان خادم الحرمين كان حاسما وسيقف عنده التاريخ

صباحي يواصل جولاته في المحافظات.. و«الخارجية» تطمئن ناخبي الخارج من تهديدات {الإخوان}

أحد مناصري مرشح الرئاسة المصري حمدين صباحي يوزع أوراقا دعائية على قائدي السيارات وسط القاهرة أمس (إ.ب.أ)
أحد مناصري مرشح الرئاسة المصري حمدين صباحي يوزع أوراقا دعائية على قائدي السيارات وسط القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

السيسي: بيان خادم الحرمين كان حاسما وسيقف عنده التاريخ

أحد مناصري مرشح الرئاسة المصري حمدين صباحي يوزع أوراقا دعائية على قائدي السيارات وسط القاهرة أمس (إ.ب.أ)
أحد مناصري مرشح الرئاسة المصري حمدين صباحي يوزع أوراقا دعائية على قائدي السيارات وسط القاهرة أمس (إ.ب.أ)

أكد المشير عبد الفتاح السيسي، القائد السابق للجيش، والمرشح لانتخابات الرئاسة بمصر، أن جيش بلاده يمتلك «القوة العادلة» لحماية الأمن القومي المصري والعربي. وشدد على أن علاقة القاهرة المقطوعة منذ أكثر من ثلاثين سنة مع طهران، مرهونة بموقف إيران من الخليج. وقال إن مصر لن تنسى مواقف السعودية والإمارات والكويت خلال ثورة 30 يونيو 2013، مشيرا إلى أن بيان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المساند لمصر، كان حاسما «وسيقف عنده التاريخ كثيرا».
جاء ذلك في مقابلة مع السيسي بثتها قناة «سكاي نيوز عربية» الليلة قبل الماضية، بالتزامن مع حملات دعائية يقوم بها هو ومنافسه، المرشح اليساري حمدين صباحي، الذي واصل أمس جولاته بزيارة لمحافظة الشرقية شمال العاصمة، وذلك قبل ساعات من فتح باب الاقتراع للمصريين في الخارج المقرر أن يبدأ يوم غد الخميس ويستمر حتى الأحد المقبل، وسط تهديدات من جانب عناصر إخوانية بعرقلة وصول ناخبي الخارج لمقار البعثات التي سيجري فيها الاقتراع، لكن وزارة الخارجية طمأنت أمس الناخبين المصريين بالخارج من هذه التهديدات.
وواصلت حملات المشير ومنافسه صباحي أمس الجولات الدعائية بشكل مكثف وسط مشاركة من أنصار كل منهما في عدة محافظات قبل موعد الاقتراع في الداخل الذي يبدأ يومي 26 و27 الشهر الحالي. وأكد السيسي أن أصدقاءه هم أصدقاء مصر وشعب مصر، مشيرا إلى أنه يأتي في مقدمة هؤلاء الأصدقاء، الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت، «الذين لن تنسى مصر وشعبها لهم موقفهم خلال ثورة 30 يونيو»، مشيرا إلى أن بيان خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، كان حاسما «وسيقف عنده التاريخ كثيرا، ولن ينسى له، وهذا مشابه لما حدث في حرب السادس من أكتوبر عام 1973».
كما أشاد السيسي بموقف الإمارات، وقال «إن أولاد الشيخ زايد وقفوا بجانب مصر موقفا رجوليا.. والكويت والبحرين وسلطنة عمان اتخذوا مواقف مشابهة»، موجها التحية للدول التي ساندت الشعب في ثورته الصيف الماضي.
وقال عن علاقة بلاده بإيران إن مصر ليست في حالة صراع مع الشعب الإيراني، لكنه شدد على أن أمن السعودية والكويت والإمارات والبحرين وباقي دول الخليج جزء من الأمن القومي المصري. وأضاف أن إيران «إذا تجنبت تهديد الأمن القومي العربي والبعد عن محاولة بسط النفوذ على منطقة الخليج، فليس هناك مشكلة معها». وأكد أن مصر لديها جيش يمتلك «القوة العادلة والرشيدة، والتي لا تمثل تهديدا لأحد، بل إنه ضد أي شيء يهدد أمن واستقرار البلاد والأمن القومي العربي». وأوضح أنه يجب أن نعود ككتلة عربية واحدة وقوية تحمي محيطها العربي والقومي.
وتطرق السيسي إلى علاقة بلاده بكل من قطر وتركيا، وهما دولتان ينظر إليهما في الأوساط المصرية على أنهما من أكبر الداعمين لجماعة الإخوان. وقال إن «مشكلة قطر يجب أن تسأل عنها قطر وليس مصر»، وأضاف: «لقد بات من المهم أن الآخرين لا يبدأون بالخلافات معنا، لأننا نحترمهم ولا نتدخل في شؤونهم». وأضاف أن «مَن في تركيا عليهم إصلاح العلاقات إن أرادوا وليس نحن من نبدأ».
وقال السيسي حول علاقة بلاده بدول العالم والمنطقة خاصة الولايات المتحدة وروسيا، وإثيوبيا التي تقوم ببناء سد مثير للقلق على منابع نهر النيل «إن هناك شكلا جديدا للتعاون بين مصر وروسيا وأميركا والدول المجاورة»، مشيرا إلى أن مصر لديها علاقات مع روسيا منذ فترة كبيرة، «لكن أصبح ينظر إليها في الفترة الأخيرة في إطار أنه منافسة مع أميركا»، لافتا إلى أن مصر «لا تريد الصراع مع أي دولة». وتابع موضحا أنه يوجد الكثير من الحديث حول سد النهضة الإثيوبي، لكنه شدد على أن العلاقات مع إثيوبيا يجب أن تكون طيبة جدا.
وأضاف قائلا: «من الضروري أن تكون هناك ثقة بين مصر وأشقائها العرب والأفارقة، وأن يتفهموا أننا لا نسعى لمصالحنا فقط متناسين مصالحهم»، إلا أنه أضاف بشأن سد النهضة أن مصر «لا يجب المساس بالمياه الخاصة بها.. كما نحن حريصون على رخاء بلادهم يجب أن يكونوا حريصين على شعب مصر».
وتحدث السيسي عن مشكلة مصر مع الجانب الإثيوبي، وقال إنها ليست في بناء سد النهضة «لكن مشكلتها في حجم الخزان والزمن الذي سيتم خلاله ملء خزان السد لتوليد الطاقة، وكذلك ضمان وصول المياه لمصر بعد استخدامها في توليد الطاقة»، مؤكدا أنه لا بد من وجود حل لأزمة سد النهضة في إطار حفاظ الجانبين على المصالح المشتركة لكل منهما دون جلب ضرر إلى أي منهما».
وأشار السيسي إلى الدولتين المجاورتين لمصر، وهما ليبيا المضطربة أمنيا والسودان التي تقول إن منطقة «حلايب» الحدودية في الجنوب، سودانية وليست مصرية. وقال إن ليبيا والسودان بالنسبة لمصر تمثلان عمقا استراتيجيا، وأي خلاف «سيحل من خلال النقاش والحوار الإيجابي بيننا وبين الآخرين»، وشدد على أن «حلايب» مصرية، و«نعيش بها، ولن نفتعل مشاكل مع الآخرين، إلا لو أرادوا أن يفتعلوا مشكلة معنا».
وعن اتفاقية كامب ديفيد ووجود قوات مصرية في مناطق بسيناء تتطلب تنسيقا مع إسرائيل، قال المشير إن «ما نريده نفعله» وإن «القوات موجودة، والأمر إذا كان يتطلب أن نعدل الاتفاقية لن تمانع إسرائيل لأنهم تفهموا الآن أنهم يتعاملون مع دولة وجيش لديه قوة عادلة ورشيدة ومدافعة، وليست قوة حمقاء».
وتواجه مصر مخاطر تتعلق بالنشاط الإرهابي، خاصة في شبه جزيرة سيناء الواقعة على الحدود مع كل من قطاع غزة وإسرائيل. وقال السيسي الذي تولى قيادة الجيش في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، إنه خلال فترة حكم مرسي جرت محاولات من جانب الأجهزة المعنية للاستعانة بمن لهم صلة بالعناصر المتطرفة في سيناء لتسليم أسلحتهم، إلا أن الرئيس السابق طلب إعطاءه فرصة، وقال السيسي إن «الفرصة كانت سنة، ولكن الوضع كان يتفاقم سوءا ولا يقل»، مشيرا إلى أن الكثير من حملة الفكر المتطرف خرجوا من السجون في عهد مرسي.
وأضاف السيسي أن بلاده لديها رغبة في وجود حل حاسم للقضية الفلسطينية لكي ينعم الشعب الفلسطيني بالأمان في وطن مستقر. وفيما يتعلق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تعد فرعا لجماعة الإخوان المسلمين، أوضح السيسي أن حماس قامت خلال الفترة الماضية بتشكيل رأي عام سلبي ضد نفسها، مما تسبب في افتقادها التعاطف الحقيقي الذي كانت تتمتع به لدى المصريين. ونصح حماس، وغيرها، أن «يغيروا مواقفهم قبل أن يصل حجم التعاطف لأدنى مستوى عند المصريين».
وقال إن ثورة يناير (كانون الثاني) 2011 كانت انطلاقة لتغيير حقيقي قادم ستشهده البلاد، وإن ثورة يونيو 2013 كانت استكمالا لخريطة التغيير، مشددا على أن شباب الثورة هم مستقبل مصر، وأنه يبحث أن يكون الشباب موجودين في مواقع المسؤولية مع المحافظين والوزراء ومعه في موقع الرئاسة إذا قدر له أن يكون رئيسا.
على صعيد متصل ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض ممن يعتقد أنهم من عناصر جماعة الإخوان ومناصريها لحصار مقار الانتخابات الرئاسية بالخارج لعرقلة عملية التصويت، لكن السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، قال أمس إنه لا داعي للقلق من أي محاولات قد يقوم بها أعضاء الإخوان أو مناصريهم لعرقلة التصويت بالخارج، موضحا لوكالة الأنباء الألمانية أن «الخارجية أبلغت رسميا السلطات في جميع الدول التي سيجري فيها التصويت بهذا الأمر، وأن الوزارة أنهت استعدادها لبدء التصويت على مستوى 141 بعثة في 124 دولة. وتفقد وزير الخارجية نبيل فهمي أمس الترتيبات التي اتخذتها السفارة المصرية بلندن استعدادا لتصويت المصريين هناك، وذلك خلال زيارة لبريطانيا التقى فيها بعدد من المسؤولين لبحث قضايا تخص المنطقة.
وتواصلت أمس الحملات الدعائية للمرشحين الوحيدين في هذه الانتخابات. وفي أحد فنادق القاهرة نظم حزب الحركة الوطنية، الذي يرأسه المنافس السابق لمرسي في انتخابات الرئاسة الماضية، الفريق أحمد شفيق، الموجود خارج البلاد، مؤتمرا بالعاصمة لتأييد السيسي، شارك فيه أعضاء الهيئة العليا للحزب، وممثلون عنه وعن أحزاب أخرى من عدة محافظات. وجاء ذلك بعد مؤتمر آخر نظمته الليلة قبل الماضية حملة السيسي بمحافظة البحيرة شمال غربي القاهرة.
ومن جانبها نظمت حملة صباحي فعاليات دعائية أمس في عدة محافظات بالجمهورية، في وقت عقد فيه صباحي مؤتمرا شعبيا في محافظة الشرقية مع عدد من القيادات الحزبية التي تؤيده. ويتأهب مناصرون لصباحي لتنظيم عروض ترويجية في الشوارع وسلاسل بشرية لدعم صباحي في الإسكندرية والأقصر ومدن القناة وسيناء وغيرها.
على صعيد آخر، أمر المستشار عادل إدريس، قاضي التحقيق في قضية تزوير الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2012، وفاز فيها مرسي على شفيق، بحبس الرئيس السابق على ذمة التحقيق في القضية لمدة 15 يوما، وهي قضية محظور النشر فيها بأمر المحكمة. وجرى حبس مرسي احتياطيا عدة مرات في عدة قضايا تتعلق بالتخابر والقتل والتحريض على العنف وغيرها.



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.