طلاس في «قبر مؤقت» في باريس إلى حين إعادة جثمانه إلى سوريا

توفي في باريس أمس مصطفى طلاس أحد أعمدة «الحرس القديم» في النظام السوري على أن يقيم في «قبر مؤقت» الجمعة في العاصمة الفرنسية إلى حين عودته إلى بلاده التي خرج منها مع ابنيه مناف الضابط في الحرس الجمهوري وفراس رجل الأعمال في يوليو (تموز) 2012 كي لا يكونوا جزءاً من «الحل العسكري».
وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن طلاس (85 سنة) الذي استقر قبل خمس سنوات في باريس حيث تقيم إحدى بناته، نقل إلى المستشفى قبل 12 يوما إثر كسر في عظم الساق ودخل في غيبوبة في العناية الفائقة إلى أن توفي فجر أمس. ولم يصدر إلى مساء أمس في دمشق بيان نعوة أو موقف رسمي من وفاة طلاس.
طلاس، الذي رافق حافظ الأسد رئيسا للأركان ثم وزيرا للدفاع، شهد المرحلة الانتقالية وترقي «الحرس الجديد» إلى حين تسلم بشار الأسد الرئاسة في يونيو (حزيران) 2000 وبقي معه إلى أن ترك وزارة الدفاع في 2004.
درس طلاس في الأكاديمية العسكرية في حمص على بعد كيلومترات من مسقط رأسه في الرستن، التي كانت بين أولى المناطق التي تعرضت لقصف جوي بعد اندلاع الحراك ثم الثورة السورية. وانضم إلى حزب «البعث» في عام 1947، وصادق الأسد ضابط السلاح الجو في نوفمبر 1951.
وأوضح فراس أن والده «توفي هذا الصباح (أمس) في مستشفى افيسين وسيتم تشييعه في باريس في انتظار أن نتمكن من دفنه في دمشق».
كان طلاس عضوا في حزب البعث الحاكم ومن أبرز المقربين من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد منذ تسلمه السلطة في سوريا في بداية السبعينات، وقد عينه الأسد وزيرا للدفاع في عام 1972 ليبقى في منصبه هذا طوال ثلاثة عقود من الزمن.
استقر طلاس في فرنسا منذ نحو خمس سنوات، وبقي بمنأى عن النزاع السوري منذ اندلاعه في عام 2011، ولم يعلن أي موقف إزاءه رغم انشقاق ابنه مناف، الذي كان ضابطا في الجيش السوري وصديق الطفولة للرئيس الحالي بشار الأسد، في عام 2012.
طلاس من مواليد مدينة الرستن (1932)، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة منذ عام 2012 في محافظة حمص في وسط البلاد، وهو من الطائفة السنية برغم أن عائلة الأسد وأبرز مسؤولي الجهازين العسكري والأمني في سوريا من الطائفة العلوية.
ولديه أربعة أولاد، هم مناف وفراس وناهد وساريا.
ويؤكد ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق والخبير في الشؤون السورية آلان شوييه لوكالة الصحافة الفرنسية: «قام طلاس بدور محدود في وضع الاستراتيجية العسكرية (للجيش السوري) التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون في الجيش»، مشيرا إلى أنه كان يلعب دورا في مجال العلاقات العامة أكثر منه عسكريا.
وكان، بحسب شوييه، «مقربا من السوفيات».
وفي مقابلة نادرة مع الصحيفة الألمانية «دير شبيغل» في عام 2005، برر طلاس الهجوم العسكري الذي تعرضت له حماة (وسط) في عام 1982 ردا على تمرد مسلح نفذته جماعة «الإخوان المسلمين»، إذ قال: «استخدمنا السلاح للوصول إلى السلطة (...) وأي أحد يريد السلطة فعليه أن يأخذها منا بالسلاح»، مشيرا إلى تنفيذ 150 حكما بالإعدام أسبوعيا في دمشق وحدها في ذلك الحين.
كتب طلاس مؤلفات عدة بينها «فطير صهيون» في عام 1983، والذي اتُهم جراءه في الدول الغربية بمعاداة السامية. كما كتب مذكراته في عام 1990 بعنوان «مرآة حياتي».
كان طلاس من أشد المعجبين بالممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، حتى أنه طلب في عام 1983 من المجموعات المسلحة اللبنانية عدم التعرض للقوات الإيطالية الموجودة في البلاد التي كانت تشهد حربا أهلية.
وقال في إحدى المقابلات إن السبب خلف ذلك هو «كي لا تذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا».