الهلباوي: «الإخوان» في الدوحة يبحثون عن ملاذ

القيادي المنشق قال إن «وثيقة المبادئ» دليل على إفلاس الجماعة

د. كمال الهلباوي
د. كمال الهلباوي
TT

الهلباوي: «الإخوان» في الدوحة يبحثون عن ملاذ

د. كمال الهلباوي
د. كمال الهلباوي

أثارت الوثيقة التي أصدرها أخير ما يسمى «تحالف دعم الشرعية» من العاصمة البلجيكية بروكسل مع عدد من الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان ردود أفعال واسعة، كما أثارت انقسامات بين أعضاء التحالف نفسه، بسبب المبادئ العشرة التي تضمنتها الوثيقة، والاحتكام إلى العقل لإنهاء آثار ما سموه «الانقلاب العسكري»، يقول الدكتور كمال الهلباوي المفكر الاسلامي والقيادي الإخواني المنشق ونائب رئيس {لجنة الخمسين} التي تولت الإشراف على الدستور المصري الجديد، إن «تدشين عدد من شخصيات التنظيم العالمي لإخوان الغرب وثيقة (المبادئ العشرة) محاولة جديدة من جماعة الإخوان عقب الخلافات التي نشبت في تحالف دعم الإخوان».
وعد الدكتور الهلباوي وثيقة المبادئ العشرة التي أصدرها ما يسمى تحالف دعم الشرعية من بلجيكا دليلاً على انهيار تحالف دعم الإخوان، موضحًا أن هذه الوثيقة تضم بنودا جديدة وأغلبها متناقض ومؤكدًا وجود انقسامات داخل هذا التحالف بعد إصدار هذه الوثيقة. وأشار الهلباوي، إلى أن هذه الوثيقة {دليل على إفلاس هذه الجماعة وضعفها} متابعا أن الوثيقة تضم بنودا جديدة وأغلبها متناقض، ثم أكد وجود انقسامات داخل هذا التحالف بعد إصدار هذه الوثيقة. وأضاف أن جماعة الإخوان كرهوا الشعب المصري في المشروع الإسلامي، لافتًا إلى أن اجتماعات تحالف دعم الإخوان لن تصل لأي شيء وانهيار التحالف أصبح وشيكًا. وفي ما يلي حوار «الشرق الأوسط» مع الدكتور الهلباوي:

* كيف ترى المشهد السياسي في مصر؟
- المشهد السياسي في مصر لا يزال معقدا جدا، ولكنه يتجه نحو الانفراج والاستقرار. كانت الانفراجة الأولى هي صناعة الدستور والموافقة عليه في الاستفتاء، حيث فرح به القطاع الأكبر من الشعب ورقصوا وغنوا له وبه يوم الاستفتاء، وتأتي الانفراجة الثانية متمثلة في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، وهو الاستحقاق الأبرز في خارطة الطريق، ثم تأتي الانفراجة الثالثة مع إكمال الانتخابات البرلمانية. أما الإرهاب أو العمليات الإرهابية في مصر، وهو بكل تأكيد يؤثر على الأمن والاستقرار، ومن ثم كان من الضروري استكمال مواجهته وفي ذلك تضحيات ضرورية، إنقاذا للوطن ووحدته وسلامة أراضيه. لا تزال الحياة الحزبية ضعيفة، وتحتاج من الرئيس المقبل، مع إدارته والبرلمان، أن يوليها اهتماما كبيرا حتى نصل إلى مستوى سياسي وديمقراطي يتيح الفرصة الكاملة في أن يحل حزب سياسي مدني محل الحزب الحاكم إذا فشل في إدارة الوطن، حتى لا يرى البعض تدخل القوات المسلحة وهي تملأ الفراغ السياسي، انقلابا على الشرعية المزعومة.
بالطبع، لأن التهديدات الإرهابية موجودة بالفعل، وكانت هناك تهديدات إرهابية قبل الاستفتاء على الدستور ورغم ذلك مر الاستفتاء وجرى التصويت بكثافة، بل فرح المصريون به كثيرا، بالتالي أي تهديدات إرهابية قبل الانتخابات الرئاسية لن تكون مؤثرة وستجري رغم أنف الإرهاب
حتى الآن الاستعدادات والحملات للمرشحين للرئاسة تدور على قدم وساق، في شرق البلاد وغربها، كل منهما يحاول مع حملته أن يجتذب جماهير الشعب إليه وإلى انتخابه رئيسا للفترة المقبلة. وستعلو الأسهم وتنخفض نتيجة الحملات حتى يوم الانتخابات الذي نأمل أن يمر سلميا رغم التهديدات الواضحة. وإن كانت كفة الإرادة الشعبية تميل بشكل كبير إلى المشير السيسي. والجماعة لن تفعل أكثر مما فعلته في الاستفتاء على الدستور، ولن يستطيعوا أن يرهبوا الشعب المصري، وسوف يرتكبون بعض الحماقات إلا أن الانتخابات الرئاسية ستمر في النهاية، والإخوان لن يصوت منهم أحد في الانتخابات الرئاسية كما لم يصوتوا في الاستفتاء على الدستور.
* هل يمكن القول إن قيادات التنظيم العالمي يعيشون اليوم مأزقا غير مسبوق من جهة بعدهم عن أرض الواقع.. وكذلك من جهة الضغوط المفروضة عليهم في لندن والدوحة؟
- نعم وبكل تأكيد، فإن قيادات التنظيم العالمي يعيشون مأزقا غير مسبوق لأسباب كثيرة، منها البعد عن أرض الواقع، بل قراءة الواقع قراءة غير دقيقة، كما قرأوا من قبل ثورة 30 يونيو (حزيران)، وكما قرأوا حركة تمرد وغيرها، وكانت خطوة إضافية لتحقيق الديمقراطية، وأن ما حدث في 30 يونيو في مصر لم يكن مفاجئا، مشيرا إلى أن (الرئيس المعزول) محمد مرسي ارتكب العديد من الأخطاء مما جعل ما حدث في 30 يونيو أمرا متوقعا، وهم يشعرون بضيق المساحة التي يتحركون فيها والتي قد تضيق أكثر في المستقبل، ومنها أيضا قرار حل الإخوان، ووضع اليد على معظم مؤسساتهم في مصر، ثم قرارات اعتبار الإخوان «إرهابية».
وهم في الوقت الحالي يبحثون عن مكان آخر، يركنون إليه، بسبب الضغوط الخليجية على القطريين. إن قيادات الإخوان يعيشون حالة فقدان البوصلة لأنهم لا يعرفون إلى أين سيذهبون، وأخشى أن يحل الإخوان في نظر العالم مستقبلا محل «القاعدة»، بسبب تفكيرهم الضيق وفقههم المتشدد. بيد أن استخدام العنف مهما كانت أسبابه، لا محل له في العمل السياسي ولا في تقدم الأمم، وخصوصا عندما نستخدم السلاح المستورد والقمح المستورد.
* وثيقة المبادئ العشرة الصادرة عن التنظيم العالمي بلندن.. يمكن وصفها بـ«انهيار في تحالف دعم الشرعية» أم «إفلاس سياسي» أم مجرد أحلام؟
- أرى أن وثيقة المبادئ العشرة التي صدرت في بروكسل – بلجيكا، وفي الصدر من المؤسسين والداعين لها الإخوان المسلمون، وثيقة أقرب إلى الحلم أو مواثيق حقوق الإنسان، التي يكون أول من ينتهكها هم الدعاة إليها، وأميركا أكبر مثال على ذلك، وغوانتانامو شاهد على هذا أيضا، كما قلت للقائم بالأعمال الأميركي في جنيف، إن من عندهم غوانتانامو لا يحق لهم الحديث عن حقوق الإنسان ولا يوجد غوانتانامو في مصر. نعم الوثيقة مؤشر على الخلافات الشديدة داخل تحالف دعم الشرعية، وسيصبح الكيان الذي ينبثق عن هذه الوثيقة في المستقبل، مثل غيره من الكيانات التي اندثرت وأصبحت أثرا بعد عين. كان الإخوان والإسلاميون في السلطة سنة كاملة، ومعهم بعض الموقعين على الوثيقة، فلماذا لم يجدوا حلا لمشكلة واحدة مما ذكروا في الوثيقة، وخصوصا ما يتعلق بالعدالة الانتقالية؟ ولماذا لم يضعوا لها استراتيجية كاملة كما يزعمون اليوم؟ يا ليتهم بقوا مع الثورة، ويا ليتهم وجدوا حلا شريفا لشهداء ثورة يناير والجرحى، ويا ليتهم حققوا هدفا واحدا من أهداف تلك الثورة. ويا ليتهم أوفوا بأي من العهود التي قطعوها على أنفسهم. وهذه الوثيقة هي محاولة من الإخوان لإيجاد وضع تفاوضي قبل الانتخابات الرئاسية، توضح رغبتهم في الظهور بشكل ديمقراطي أمام الغرب على الرغم من استمرارهم في العمليات الإرهابية.
وهذه الوثيقة دليل على إفلاس هذه الجماعة ومدى ضعفها. إن هذه الوثيقة تضم بنودا جديدة وأغلبها متناقض، وهي دليل على وجود انقسامات داخل هذا التحالف بعد إصدار هذه الوثيقة. إن جماعة الإخوان كرهوا الشعب المصري في المشروع الإسلامي، وأن اجتماعات تحالف دعم الإخوان لن تصل لأي شيء وانهيار التحالف بات وشيكًا.
ويمكن القول إن جماعة الإخوان شرعت في تكوين كيان جديد يضم بعض الليبراليين، لكنه أضعف من كيان تحالفها، وأن ما ورد في وثيقة المبادئ العشرة التي صدرت من اجتماعات بروكسل، هو مجرد أحلام مثل «رابعة العدوية» لن يتحقق منها شيئ، ومن المرجح فشل هذا الكيان الجديد الذي أعلنت الشخصيات تدشينه في 3 يوليو (تموز) المقبل. وأن الكيانات السياسية التي دشنتها جماعة الإخوان فشلت جميعها، لأنهم يخالفون المنطق.
* هل ستنتخب المشير السيسي.. وهل تتخوف على حياته مع استمرار مسيرة العنف والإرهاب وإعلانه شخصيا تعرضه لعمليتين إرهابيتين؟
- نعم سأنتخب المشير السيسي، رغم حبي وتقديري وصداقتي للمرشح الرئاسي حمدين صباحي، ورغم شجاعته التي أحييه عليها ومن معه. الانتخابات والاختيار يكون عن رؤية وقناعة، وقناعتي أن الظرف الحالي في مصر يحتاج إلى السيسي، وقد كانت له مواقف جيدة لا يحسد عليها هو والقوات المسلحة التي وقفت من ورائه، ووراء الشعب والثورة، وأنقذت الوطن من التقسيم أو الحرب الأهلية أو الصراع الإقليمي مع سوريا بعد مؤتمر نصرة سوريا برئاسة المعزول مرسي. ولنعلم جميعا أن حياة الإنسان مرهونة بالقدر رئيسا كان أم غير رئيس «فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ»، وقد تعرض كثير من الزعماء والقادة للقتل. نعم أنا أتخوف على حياة المشير السيسي، ولكن مصر تحتاج إلى تضحيات بعيدا عن الخوف، ونسأل الله له وللجميع السلامة مما يحاك ضد مصر وضده كزعيم جديد ملأ مكانا ظل شاغرا عدة عقود، وهو يتعرض بالتأكيد لمحاولات إرهابية داخلية، وقد يكون بعضها خارجيا أو على الأقل بدفع وتأثير من الخارج.
* ما الضمانات الواجب توافرها لإجراء الانتخابات الرئاسية بنزاهة؟
- الضمانات الواجب توافرها لإجراء الانتخابات الرئاسية بنزاهة كثيرة، ويأتي في مقدمتها الاستعدادات والإجراءات القانونية، والمساحات الإعلامية التي تعطى لكل مرشح، وأن تبقى مؤسسات الدولة بعيدة عن استغلال أو استفادة أي من المرشحين، هذا كله فضلا عن المراقبة النزيهة الداخلية والخارجية، وهذا كله مضمون بإذن الله تعالى. يبقى ضمير اللجنة العليا اليقظ، وضمائر لجان الفرز، وهذا لا يعلمه إلا الله تعالى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
* ما الشروط الواجب توافرها في الرئيس المقبل؟
- لا نستطيع أن نتكلم عن الشروط الواجب توافرها في الرئيس المقبل، لأن لدينا بالفعل مرشحين اثنين كل منهما له صفاته وخبراته وطموحاته وآماله ورؤاه، وعلينا أن نختار بين الصالح والأصلح، وبين القوي على حمل الأمانة والأقوى. ولكنني أقول إن الرئيس المقبل يجب أن يحكم بالعدل بين الجميع، من انتخبوه ومن لم ينتخبوه، وأن يحترم الدستور الذي وافق عليه الشعب في الاستفتاء فرحا به وببنوده، من مساواة تامة، وعدالة منشودة، وحريات واسعة، وحقوق ومسؤوليات كبيرة. ومن الواجب على الرئيس المقبل أن يستفيد من خبرات وكفاءات جميع المخلصين من أبناء الوطن، ولا يقدم - كما قدم مرسي والإخوان – أهل الثقة فقط. ومن أهم الواجبات أن يفطن الرئيس المقبل للمنافقين القدامى منهم والجدد، وأن يبعدهم عن طريقه ودوائره، ومناطق التأثير في الوطن والمواطنين، حتى نجد لهم علاجا، وأن يسعى في أمر الخروج من البيروقراطية القاتلة في مصر، التي تحول دون أي تقدم، وأن يبحث جادا عن طريق خروج من التخلف. وألا يخضع للهيمنة الأميركية بحال من الأحوال. أقول للرئيس المقبل، إما أن نجد العون ونقبله بلا شروط، أو نجوع في مصر ولا نقبل الهيمنة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.