معجزة رانييري مع ليستر سيتي... هل تتكرر مع نانت؟

أحوال الفريقين الإنجليزي والفرنسي متشابهة إلى حد كبير

رانييري مدرب نانت الجديد (أ.ف.ب)
رانييري مدرب نانت الجديد (أ.ف.ب)
TT

معجزة رانييري مع ليستر سيتي... هل تتكرر مع نانت؟

رانييري مدرب نانت الجديد (أ.ف.ب)
رانييري مدرب نانت الجديد (أ.ف.ب)

عندما انتقل سيرغيو كونسيساو من نادي نانت إلى نادي بورتو، كان على النادي الفرنسي استبدال مدير فني ذي سمعة طيبة به. ولقد اختاروا المدير الفني الكبير.
«المذهول»، كانت هي الكلمة التي وصف بها رئيس نادي نانت الفرنسي فالديمار كيتا نفسه عند علمه برغبة مدرب الفريق، سيرغيو كونسيساو، في المغادرة خلال هذا الصيف والانضمام إلى فريق بورتو البرتغالي. وكان هناك ما يبرر مفاجأة كيتا، فلقد كان كونسيساو في النادي لمدة ستة أشهر فقط - وهو الوقت الكافي له لكي يحرض بهدوء على ثورة في النادي - وكان قد وقع على عقد جديد لمدة ثلاث سنوات قبل أيام قليلة.
وكان كونسيساو قد تولى منصبه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد انتهاء قيادة رينيه جيرارد للنادي إثر الهزيمة الثقيلة 6 - 0 على أرضه أمام فريق ليون. ولقد جاء ترتيب النادي الثاني من أسفل الترتيب، وواجه الكثير من المشاكل والمشاجرات، وتقريبا كان يصارع الغرق حتى تولى كونسيساو المسؤولية. ولقد ضاعف من حدة القوة في الفريق، وحولهم إلى مجموعة هجومية ضاربة، وارتقى بهم إلى المركز السابع بروح الوالد الذي أصابه غضب شديد لاكتشافه أن أطفاله كانوا يسيئون التصرف في المدرسة.
ولقد حصل كونسيساو، بسبب عمله الرائع في نادي نانت، على عرض العمل الجديد من نادي بورتو وترك كيتا يبحث عن مدير جديد. وعلم الرئيس أنه في حاجة ماسة إلى نوع معين من الرجال لإلهام وتنشيط النادي، والخروج بأفضل ما في اللاعبين والعودة بالمشجعين المشاكسين مرة أخرى إلى المدرجات. وكان في حاجة إلى خلق المزيد من التوقعات والإثارة للنادي بأسره. وكان لا بد من وجود استبدال كبير. وبدلا من اختيار تعيين أحد المدربين المتجولين يتسم بفعالية من حيث التكلفة – مثل جيرارد أو ميشيل دير زكريان – تحول كيتا إلى المدرب السابق ليوفنتوس وتشيلسي وفالنسيا، وبطبيعة الحال ليستر سيتي، كلاوديو رانييري من أجل المحافظة على روح الفريق التي أحياها كونسيساو.
وبمجرد أن يتجاوز نادي نانت القاعدة العتيقة التي تحظر على نوادي دوري الدرجة الأولى الفرنسي من تعيين المديرين الذي تجاوزوا 65 عاما من العمر، كان الرئيس قادرا على القيام بانقلاب كبير على هذه القاعدة. حيث إن نادي نانت هو ناد ليس صغيرا بكل المقاييس - وبطولات الدوري الثمانية التي حاز عليها فقط تجعله في المرتبة الثالثة كأكثر نوادي فرنسا نجاحا بعد نادي سان إيتيان ونادي مرسيليا – ولكن تعيين الفائز بالدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي الموسم قبل الماضي هو من الحوادث التي لم يسبق لها مثيل.
ولقد وصل رانييري إلى النادي بسمعة مشرفة. وربما يكون قد نال نجاحه بعض الأقاويل في إنجلترا بعد هبوط مستوى ليستر سيتي الهائل في الموسم الماضي والاضطرابات المفترضة التي حلت بالفريق وساهمت في إقالته، ولكن سوف يتم التجاوز عن ذلك بصورة كبيرة من جانب نادي نانت ومشجعيه ومن قبل وسائل الإعلام الفرنسية كذلك إلى حد كبير. وسوف يصل رانييري إلى غرب فرنسا وعلى رأسه ما يشبه الهالة الكبيرة.
ويرسم الوضع الحالي في نادي نانت عددا من أوجه التشابه مع تعيين رانييري مدربا لليستر سيتي قبل عامين. وبفضل كونسيساو، أنهى فريق نانت الموسم في وضعية مثيرة، ومنضبطة، وفعالة بشكل كبير ورائع. ويصدق نفس الأمر على نادي ليستر سيتي، الذي فاز في سبع مباريات تحت قيادة نايجل بيرسون قبل إقالته في نهاية موسك 2014 – 2015، وكان رانييري قادرا على التقاط نهاية الخيط الذي تركه بيرسون (مع مساعدة قليلة من لاعب خط الوسط نغولو كانتي)، من دون الاضطرار إلى إجراء الكثير من التعديلات الرئيسية من حيث الأسلوب والشكل وطاقم التدريب. ولسوف يكون من الحكمة أن يكرر الشيء نفسه في نادي نانت.
وكان لاعب خط الوسط الفرنسي أمين هاريت (19 عاما) والمهاجم فالنتين رونجيه (22 عاما) يتمتعان بمستوى رائع تحت قيادة كونسيساو، بينما كان الثنائي الأمامي القوي الذي يضم الأرجنتيني إميليانو سالا ومهاجم بوركينا فاسو بيرجوس ناكولما غير قادرين على اللعب بصورة مستمرة. ومن دون المشاركة بالدوري الأوروبي وتأثيرها على الوضع المحلي، فإن نادي نانت على استعداد للعودة إلى الدوري الفرنسي الممتاز.
وخطة (4 - 4 - 2) التي استخدمها كونسيساو مع نمط التركيز والقتال والضغط المستمر الذي استحدثه بعد أعياد الميلاد تعكس إلى حد ما الشكل الذي اتخذه نادي ليستر لإحداث التأثير الجيد أثناء المباريات حلال الشهور الأولى من حملة الفوز باللقب. ويعرف رانييري كرة القدم الفرنسية جيدا، حيث قضى موسمين في موناكو في عام 2014، عندما قادهم من دوري الدرجة الثانية إلى المركز الثاني في الدوري الممتاز.
ويعتبر فريق رانييري في حالة جيدة، ولكن هناك عدد من المسائل التي سوف يحتاج إلى التعامل معها خلال هذا الصيف. ومن الأولويات لديه هو المحافظة على أعضاء هذا الفريق سويا. وقال اللاعب البلجيكي جيليت (33 عاما) أن مستقبله كان يعتمد على ما إذا كان كونسيساو سوف يبقى من عدمه، ولكن مع وصول رانييري فقد تتغير الأمور. وهو لاعب هادئ، وصاحب خبرة كبيرة في خط الوسط ويصبح دفاع الفريق ضعيفا من دونه. ولسوف يحتاج رانييري كذلك إلى التمسك بمجموعة اللاعبين الموهوبين الصغار الذين كانت لهم مكانة بارزة الموسم الماضي، ولا سيما المدافع ليو دولوا، ولاعب خط الوسط رونغييه، واللاعب الثمين هاريت (والذي كان مرتبطا بالانتقال إلى شالكه وآرسنال).
وقد يعتمد النجاح النهائي للمدرب رانييري على المزاج الذي يمكنه إشاعته في مختلف أرجاء النادي، في المدرجات وبين اللاعبين. إن الانضباط الشديد والتنظيم الصارم والإصرار القوي الذي تركه كونسيساو بأن لاعبيه لا يتركون الفرصة لخصومهم قد حول مجموعة لاعبي جيرارد الفاترين إلى قوة من المحاربين الصامدين بين عشية وضحاها. ومن خلال القوة الهائلة في الشخصية وبعض التعديلات التكتيكية أعاد إحياء الفريق وجعلهم بكل حماس يؤمنون بكلمته. لقد كان قائدا حقيقيا. ولسوف يحظى رانييري ببداية جيدة للغاية، ولكن التحدي الحقيقي أمامه هو توفير نفس الروح القوية والصارمة والشرسة بين قلوب اللاعبين على المدى الطويل.
وعلى الرغم من الإعجاب الشديد والإثارة الكبيرة، لا بد أن يكون مشجعي نادي نانت على حذر. إذ إن رانييري يملك سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب، والكثير من الخبرة، وحقق إنجازات لا تصدق في الفوز في الدوري الممتاز مع نادي ليستر سيتي (بهامش بلغ 10 نقاط في نهاية المطاف)، ولكن سجله لا يزال يعاني من بعض التقلبات. فإن الخسارة المحلية في جزر فارو والتي قضت على حياته المهنية في اليونان قبل وصوله إلى ليستر سيتي لا تزال من حالات الفشل الماثلة أمام ناظريه، قبل النجاح الذي أحرزه مع موناكو، فإن الوقت القصير مع نادي إنتر قد انتهى بخيبة أمل معروفة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تعيين رانييري هو من الخطوات المهمة بالنسبة لنادي نانت والدوري الفرنسي الممتاز، ويمكن القول إنه التعاقد اللافت للنظر والأكثر أهمية في تاريخ النادي. ولقد سئل ذات مرة حول عشقه للإصلاح مع الفريق فقال مجيبا: «لا يمكنني التغيير الآن. إنني مثل فرانك سيناترا. أقوم بالأمر على طريقتي الخاصة». ومن المأمول لنادي نانت أن طريقة رانييري سوف تكون الطريقة السليمة مرة أخرى.



«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.