المناطق المحرّرة من «داعش» في سوريا والعراق تساوي مساحة آيرلندا

أكد اللواء البريطاني روبرت جونز، نائب قائد التحالف الدولي ضد «داعش»، أن التحالف الدولي وحلفاءه في سوريا والعراق نجحوا في تحرير مناطق تقارب مساحتها حجم آيرلندا، ونحو 4.7 مليون شخص من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن قدرة مقاتلي التنظيم على الحركة خارج مناطقهم تقلصت بشكل كبير.
وأوضح جونز، في جلسة صحافية بلندن أمس، أن قوات سوريا الديمقراطية تحاصر مقاتلي التنظيم المتطرف الـ2500 في «عاصمة الخلافة» الرقة، فيما تحرز القوات العراقية تقدما «ممتازا» من المدينة القديمة بالموصل. واعتبر المتحدث أن سقوط الرقة «مسألة وقت»، مع نجاح قوات سوريا الديمقراطية بعد 3 أسابيع من إطلاق عملية استعادة المدينة السورية في محاصرة مقاتلي التنظيم الإرهابي من كل الجبهات. وشدد اللواء على أن عددا من مقاتلي «داعش» موجودون في دير الزور والبوكمال والميادين، وأنه «سيتم تطهيرهم جميعا».
ومع التقدم الذي تحرزه قوات سوريا الديمقراطية بدعم التحالف الدولي في تطهير المدينة السورية من «داعش»، لفت جونز إلى ضرورة الاستعداد لدعم المدنيين. وأوضح أن نحو «274 ألف نازح غادر الرقة والمناطق المجاورة لها خلال الأشهر الماضية، في ظروف صعبة. الأمم المتحدة غير قادرة على العمل في شمال سوريا، بالشكل الذي تعمل به في العراق، والمنظمات غير الحكومية تبذل جهدها للمساعدة، إلا أنها بحاجة إلى دعم أكبر». وتابع أن «مجلس الرقة المدني، الذي أنشئ حديثا، يقدمون الدعم للناس ويساهمون في الاستعداد لإدارة المنطقة».
وعن حادث إسقاط طائرة تابعة للنظام السوري في 18 يونيو (حزيران) الماضي، أوضح جونز أن التحالف الدولي اتخذ قرارا جماعيا للدفاع عن النفس بعد أن أسقط النظام صاروخا قريبا من منطقة عدم اشتباك اتفقت حولها قوات سوريا الديمقراطية الحليفة ونظام الأسد. وعاد جونز ليشدد على أن دور التحالف في سوريا يقتصر على مكافحة «داعش»، ولا يسعى إلى محاربة النظام أو القوات الموالية له. كما أشار المتحدث إلى أهمية اتفاق عدم التصادم بين التحالف وروسيا، «الذي كان فعالا في تخفيف حدة التوتر وتخفيف تداعيات سوء التقدير الاستراتيجي».
وعن العراق، قال جونز إن قوات الأمن العراقية الأسبوع تحقق تقدما «ممتازا» في البلدة القديمة في الموصل وتواصل العمل من أجل حماية المدنيين، مؤكدا أن المراحل النهائية لتحرير المدينة من «داعش» سوف تكون صعبة، حيث إن فلول تنظيم داعش ليس لديهم ما يخسرونه، لذا فهم يقاتلون بشراسة.
وتابع جونز أن هناك بوادر مشجعة ظهرت خلال زيارته لشرق الموصل الأسبوع الماضي، حيث لاحظ أن الأمور تعود إلى طبيعتها يوما بعد يوم، مؤكدا أن حالة الأمن جيدة بالمنطقة، وهو ما يسمح بقيام فرق العمل بإزالة مخلفات وآثار التنظيم الإرهابي. وقال: «ما يلفت الانتباه هو أن الأسواق تشهد حركة تجارية نشطة، حيث تزخر المتاجر بكل أنواع السلع، فضلا عن شيوع الاحترام المتبادل بين السكان وقوات الأمن». وأضاف جونز أن أكثر من 190 ألف من النازحين عادوا إلى منازلهم في الموصل، من خلال جهود الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الرامية إلى استعادة الخدمات الأساسية. كما أشار إلى أن أربعا من بين تسع محطات معالجة مياه عادت إلى العمل، وأن 17 من بين 24 محطة طاقة تم إصلاحها، حيث تم توفير الطاقة الكهربائية لنسبة 50 في المائة من السكان. كما أعيد فتح 320 من بين 400 مدرسة، ما سمح بعودة 350 ألف تلميذ إلى الفصول الدراسية.
وعن قدرة «داعش» على التخطيط لهجمات خارج سوريا والعراق، قال جونز إن «مقاتلي التنظيم الإرهابي الموجودين في الرقة والموصل لا يخططون لشن هجمات في أوروبا وخارجها، إنهم يقاتلون للحفاظ على حياتهم... قدرتهم على توجيه هجمات انخفضت بشكل كبير». إلى ذلك، لفت جونز إلى أن تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى مناطق الصراع انخفض بشكل كبير مقارنة مع يناير (كانون الثاني) 2015، حيث كان نحو 1500 مقاتل يعبرون الحدود.