تدني رضا الطلاب يفقد جامعات بريطانية تميزها

تقييم «التايمز» لعام 2017 تضمن 134 مؤسسة تعليم عالٍ

التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
TT

تدني رضا الطلاب يفقد جامعات بريطانية تميزها

التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها
التصنيف الذهبي أو الفضي أو البرونزي يعبر عن جودة ما تقدمه الجامعات لطلبتها

جرى الإعلان عن نتائج إطار جودة التعليم لعام 2017، التي أظهرت حصول أكثر من 130 جامعة في المملكة المتحدة، وغيرها من المؤسسات التعليمية العليا على «التصنيف الذهبي»، أو «الفضي»، أو «البرونزي»، تعبيراً عن جودة ما يقدمونه من تعليم. ويمثل الإطار الصادر عن «التايمز» للتعليم العالي، عملية تقييم مدعومة من الحكومة لتحديد جودة التعليم الجامعي في كل مؤسسات التعليم العليا في إنجلترا، وبعض المؤسسات في كل من اسكوتلندا، وويلز، حيث رفضت بعض المؤسسات الأخرى المشاركة في عملية التقييم. تم نشر النتائج بالكامل أدناه، إلى جانب مركز كل مؤسسة في التصنيف العالمي للجامعات، وهو تصنيف التايمز لأفضل الجامعات العالمية، لعام 2016 - 2017، وكذلك متوسط درجة إطار جودة التعليم. يتم توضيح درجات تصنيف التايمز، وإطار جودة التعليم للعلم والاطلاع فقط، ولا تعد عرضاً لنتائج إطار جودة التعليم.
يتضمن جدول نتائج تصنيف التايمز لأفضل الجامعات العالمية 134 مؤسسة تعليم عالٍ، إضافة إلى ثلاث مؤسسات بديلة تحمل اسم جامعة. حصلت واحدة من بين كل ثلاث من تلك الكليات والجامعات (45) على التصنيف الذهبي، في حين تم منح التصنيف الفضي إلى 67 مؤسسة، ومنح التصنيف البرونزي، وهو الأدنى، إلى 25 مؤسسة.
من بين الجامعات، التي حصلت على التصنيف الذهبي، جامعة «أكسفورد»، وجامعة «كامبردج»، إلى جانب ست مؤسسات أخرى من مجموعة «راسيل غروب»: جامعة «برمنغهام»، وجامعة «إكزتر»، وجامعة «كلية لندن الإمبراطورية»، وجامعة «ليدز»، وجامعة «نيوكاسل»، وجامعة «نوتنغهام».
وجاءت بعض الجامعات الشهيرة في ذيل القائمة، حيث حصلت على التصنيف البرونزي ومنها «كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية»، وجامعة «ساوثهامبتون»، وجامعة «ليفربول»، وجميعها أعضاء في مجموعة «راسيل غروب».
وتراجعت بعض من أكثر جامعات بريطانيا تميزاً بسبب معايير التصنيف الرسمية الجديدة التي أصبحت تهتم كثيراً بمدى رضا الطالب.
طبقاً للنظام الجديد يتم منح الجامعات التصنيف الذهبي، أو الفضي، أو البرونزي استناداً إلى إجراءات، منها تجربة الطالب، والعمل بعد التخرج، ومعدل التخلف عن الدراسة. وجاءت «كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية» في المركز الخامس والعشرين على مستوى العالم بحسب تصنيف التايمز، وحصلت على التصنيف البرونزي. أما جامعة «لندن كوليدج»، فقد حصلت على المركز الخامس عشر على مستوى العالم طبقاً للتصنيف نفسه، وحصلت على التصنيف الفضي، وهو التصنيف نفسه الذي حصلت عليه كل من جامعة «ريكسام غليندور»، وجامعة «لندن متروبوليتان»، اللتين أحرزتا المركزين الثاني والثالث من الأسفل في دليل الجامعات الكامل لهذا العام.
كذلك فشلت أكثر من نصف المؤسسات التابعة لمجموعة «راسيل غروب»، التي شاركت في التصنيف في تحقيق المركز الأول، ومن بينها جامعة «الملكة ماري» (جامعة لندن)، التي حصلت على التصنيف الفضي، وجامعة «ليفربول»، التي حصلت على التصنيف البرونزي. وصرحت جامعة «ليفربول» بأن الحصول على ذلك المركز كان «محبطاً».
قام جو جونسون، وزير الجامعات والعلوم، بوضع إطار جودة التعليم، في عام 2015 على خلفية مخاوف الحكومة من تركيز الجامعات بشكل كبير على البحث العلمي على حساب العملية التعليمية. وهذا هو العام الأول الذي يتم فيه نشر تلك النتائج. وحصلت 26 في المائة من الجامعات المشاركة على التصنيف الذهبي، في حين حصلت 50 في المائة على التصنيف الفضي، وحصلت 24 في المائة على التصنيف البرونزي. وأشادت الجامعات الحديثة، التي حصلت أكثرها على التصنيف الذهبي، بهذا «النظام الجديد» في التعليم العالي.
وصرح السير أنطوني سيلدون، نائب رئيس جامعة «باكنغهام»، إلى صحيفة «تلغراف» بأنه يعتقد أن التصنيفات الجديدة سوف تكون «الحافز الأكبر على تحسين العملية التعليمية لتعود إلى مستواها الممتاز الذي كانت عليه في قطاع التعليم الجامعي يوماً ما». وصرحت الجامعة بأنها أصبحت الأولى على مستوى الدولة بعد تلقي أكبر جائزة ممكنة في كل الفئات الستّ. ويبلغ عدد الطلاب في الجامعة الخاصة، التي لا تحصل على أي تمويل من الدولة، ألفي طالب.
مع ذلك أثار التصنيف جدلاً كبيراً بين رؤساء الجامعات، الذين انتقدوا عدم دقة مقياس معايير التعليم، وتركيزها بشكل أساسي على رأي الطالب، بما في ذلك استطلاع الرأي القومي للطلبة.
كذلك صرحت بعض الجامعات بأنها اضطرت إلى المشاركة لأن الحكومة قررت ألا تسمح سوى للجامعات، التي حصلت على التصنيف البرونزي أو تصنيف أعلى، بزيادة المصروفات الضرورية بسبب معدل التضخم في عام 2018.
تقول سالي هانت، الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات: «هناك معارضة لإطار جودة التعليم من جانب تنظيمات العاملين والطلبة، ولا تتمتع هذه النتائج بمصداقية كبيرة داخل قطاع التعليم العالي ذاته. هناك خوف من أن يعتمد الطلبة، خارج المملكة المتحدة تحديداً، على تلك النتائج في اختيار الجامعة المناسبة في المملكة المتحدة، وهو ما يمكن أن يضرّ ببعض المؤسسات».
تقول الأستاذة جوليا بلاك، الرئيسة المؤقتة لـ«كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية»، إن تم «توثيق» الاعتراضات التي تحيط بإطار جودة التعليم، وحدود ما تستخدمه من مقاييس ومعايير، جيداً. وقال دكتور تيم برادشو، القائم بأعمال مدير مجموعة «راسيل غروب»، التي تمثل 24 من أفضل الجامعات في البلاد، إن هناك حاجة إلى «القيام بالمزيد» لتحسين النظام. مع ذلك يقول الأستاذ جون لاثام، نائب رئيس جامعة «كوفنتري»، التي حصلت على التصنيف الذهبي، إن النتائج تمثل «نظاماً جديداً» للتعليم العالي. وأضاف قائلاً: «إنها رسالة واضحة مفادها أن على الجامعات بذل المزيد من الجهد من أجل توفير بيئة نجاح معترف بها، وأن الطلبة يبحثون عما هو أكثر من السمعة والمكانة التاريخية».
تقول مادلين أتكينز، الرئيسة التنفيذية لمجلس تمويل التعليم العالي لإنجلترا، الذي نشر النتائج: «يستثمر الطلبة حالياً وقتا طويلا، وبالطبع المال، والديون المتراكمة، في تعليمهم الجامعي. لذا يحق لهم توقع تجربة أكاديمية ذات جودة عالية».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
TT

{سفارات المعرفة}... خدمات بحثية وأنشطة ثقافية في 20 مدينة مصرية

القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)
القائمون على مشروع سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية أثناء اجتماع بالفيديو مع السفارات العشرين («الشرق الأوسط»)

منذ 15 عاما حينما تأسست مكتبة الإسكندرية الجديدة، وكان الطلاب والباحثون من مختلف أنحاء مصر يشدون الرحال إلى «عروس المتوسط» للاستفادة من الأوعية المعرفية كافة التي تقدمها المكتبة لزائريها، والاطلاع على خدمات المكتبة الرقمية والدوريات العلمية والبحوث، لكن الجديد أن كل ذلك أصبح متاحا في 20 محافظة في مختلف أنحاء مصر وللطلاب العرب والأفارقة والأجانب المقيمين في مصر كافة من خلال «سفارات المعرفة».

فعاليات لنبذ التطرف
لم تكتف مكتبة الإسكندرية بأنها مركز إشعاع حضاري ومعرفي يجمع الفنون بالعلوم والتاريخ والفلسفة بالبرمجيات بل أسست 20 «سفارة معرفة» في مختلف المحافظات المصرية، كأحد المشروعات التي تتبع قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة لصناعة ونشر الثقافة والمعرفة ورعاية وتشجيع الإبداع الفني والابتكار العلمي.
ويقول الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المشروع من أدوات المكتبة لنشر العلم والثقافة في مصر والعالم أجمع، ووجود هذه السفارات يساعد المكتبة على تحقيق أهدافها على نطاق جغرافي أوسع. ونحن هذا العام نسعى لمحاربة التطرف الذي ضرب العالم، وخصصنا السمة الرئيسية للمكتبة هذا العام (نشر التسامح تعظيم قيمة المواطنة، ونبذ العنف والتصدي للإرهاب) والتي سوف نعلن عن فعالياتها قريبا». يضيف: «نتمنى بالطبع إقامة المزيد من السفارات في كل القرى المصرية ولكن تكلفة إقامة السفارة الواحدة تزيد على مليون جنيه مصري، فإذا توافر الدعم المادي لن تبخل المكتبة بالجهد والدعم التقني لتأسيس سفارات جديدة».

خطط للتوسع
تتلقى مكتبة الإسكندرية طلبات من الدول كافة لتفعيل التعاون البحثي والأكاديمي، يوضح الدكتور الفقي: «أرسلت لنا وزارة الخارجية المصرية مؤخرا خطابا موجها من رئيس إحدى الدول الأفريقية لتوقيع بروتوكول تعاون، وتسعى المكتبة لتؤسس فروعا لها في الدول الأفريقية، وقد أوصاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعلاقات الأفريقية، ونحن نوليها اهتماما كبيرا».
يؤكد الدكتور الفقي «المكتبة ليست بعيدة عن التعاون مع العالم العربي بل هناك مشروع (ذاكرة الوطن العربي) الذي سيكون من أولوياته إنعاش القومية العربية».
«مواجهة التحدي الرقمي هو أحد أهداف المكتبة منذ نشأتها»، يؤكد الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مشروع سفارات المعرفة يجسد الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في نقل المعرفة لكل مكان في مصر، ومصطلح (سفارة) يعني أن للمكتبة سيطرة كاملة على المكان الذي تخصصه لها الجامعات لتقديم الخدمات كافة، بدأ المشروع عام 2014 لكنه بدأ ينشط مؤخرا ويؤدي دوره في نشر المعرفة على نطاق جغرافي واسع».
يضيف: «تقدم المكتبة خدماتها مجانا للطلاب وللجامعات للاطلاع على الأرشيف والمكتبة الرقمية والمصادر والدوريات العلمية والموسوعات التي قام المكتبة بشراء حق الاطلاع عليها» ويوضح: «هناك 1800 فعالية تقام بالمكتبة في مدينة الإسكندرية ما بين مؤتمرات وورشات عمل وأحداث ثقافية ومعرفية، يتم نقلها مباشرة داخل سفارات المعرفة بالبث المباشر، حتى لا تكون خدمات المكتبة قاصرة على الباحثين والطلاب الموجودين في الإسكندرية فقط».
«كل من يسمح له بدخول الحرم الجامعي يمكنه الاستفادة بشكل كامل من خدمات سفارة المعرفة ومكتبة الإسكندرية بغض النظر عن جنسيته» هكذا يؤكد الدكتور أشرف فراج، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والمشرف على «سفارات المعرفة» لـ«الشرق الأوسط»: «هذه السفارات هي أفرع لمكتبة الإسكندرية تقدم للباحثين خدماتها والهدف من هذا المشروع هو تغيير الصورة النمطية عن المكتبة بأنها تخدم النخبة العلمية والثقافية، بل هذه الخدمات متاحة للطلاب في القرى والنجوع» ويضيف: «يمكن لأي باحث من أي دولة الحصول على تصريح دخول السفارة من مكتب رئيس الجامعة التي توجد بها السفارة».

صبغة دبلوماسية
حول اسم سفارات المعرفة ذي الصبغة الدبلوماسية، يكشف الدكتور فراج «للمصطلح قصة قانونية، حيث إن قسم المكتبات يدفع للناشرين الدوليين مبلغا سنويا يقدر تقريبا بنحو 25 مليون، لكي تكون الدوريات العلمية المتخصصة والمكتبات الرقمية العالمية متاحة لمستخدمي المكتبة، ولما أردنا افتتاح فروع للمكتبة في المدن المصرية واجهتنا مشكلة بأن هذه الجهات ستطالب بدفع نفقات إضافية لحق استغلال موادها العلمية والأكاديمية لكن مع كونها سفارة فإنها تتبع المكتبة ولها السلطة الكاملة عليها».
ويضيف: «تهدف السفارات لإحداث حراك ثقافي ومعرفي كامل فهي ليست حكرا على البحث العلمي فقط، وقد حرصنا على أن تكون هناك فعاليات خاصة تقام بكل سفارة تخدم التنمية الثقافية في المحافظة التي أقيمت بها، وأن يتم إشراك الطلاب الأجانب الوافدين لكي يفيدوا ويستفيدوا، حيث يقدم كل منهم عروضا تقديمية عن بلادهم، أو يشارك في ورشات عمل عن الصناعات اليدوية التقليدية في المحافظات وبالتالي يتعرف على التراث الثقافي لها وهذا يحقق جزءا من رسالة المكتبة في تحقيق التلاحم بين شباب العالم».
تتيح سفارات المعرفة للطلاب أنشطة رياضية وفنية وثقافية، حيث أسست فرق كورال وكرة قدم تحمل اسم سفارات المعرفة، وتضم في عضويتها طلابا من مختلف الجامعات والتخصصات وتنافس الفرق الجامعية المصرية. ويلفت الدكتور فراج «تقيم سفارات المعرفة عددا من المهرجانات الفنية وورشات العمل ودورات تدريبية لتشجيع الطلاب على بدء مشروعاتهم الخاصة لكي يكونوا أعضاء منتجين في مجتمعهم خاصة في المدن السياحية».

قواعد موحدة
تم عمل بروتوكول تعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات الحكومية ومع التربية والتعليم ومع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ويوجد بكل سفارة شخصان تكون مهمتهما إرشاد الطلاب للمصادر الرقمية للمكتبة، وتقديم برنامج الأحداث والفعاليات الخاص بالمكتبة لمدة 3 شهور مقبلة، لكي يتمكن الباحث من تحديد المؤتمرات التي يرغب في حضورها عبر البث الحي».
كل قواعد المكتبة تتبع في كل سفارة ويتم التحكم في الأنظمة والأجهزة كافة عبر السفارات العشرين، من مكتبة الإسكندرية بالشاطبي حيث تتابع المكتبة السفارات العشرين عبر شاشات طوال فترة استقبال الباحثين من الساعة الثامنة النصف صباحا وحتى الخامسة مساء.
ويكشف الدكتور فراج «السفارة تنفق نحو نصف مليون كتكلفة سنوية، حيث توفر الخدمات والأجهزة كافة للجامعات بشكل مجاني، بل تساعد سفارات المعرفة الجامعات المصرية في الحصول على شهادات الأيزو من خلال ما تضيفه من تكنولوجيا وإمكانيات لها. ويؤكد فراج «يتم إعداد سفارة في مرسى مطروح لخدمة الطلاب هناك وسوف تقام مكتبة متكاملة في مدينة العلمين الجديدة».

أنشطة مجتمعية
يشير الدكتور سامح فوزي، المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية إلى أن دور سفارات المعرفة يتخطى مسألة خدمة الباحثين وتخفيف عبء الحصول على مراجع ومصادر معلومات حديثة بل إن هذه السفارات تسهم في تطوير المجتمع بشكل غير مباشر، أما الأنشطة المجتمعية ذات الطابع العلمي أو الثقافي فهي تخلق جواً من الألفة بين أهل القرى وبين السفارة».
تُعد تلك السفارات بمثابة مراكز فرعية للمكتبة، فهي تتيح لروادها الخدمات نفسها التي تقدمها مكتبة الإسكندرية لجمهورها داخل مقرها الرئيسي، وتحتوي على جميع الأدوات والامتيازات الرقمية المقدمة لزوار مكتبة الإسكندرية؛ مثل إتاحة التواصل والاستفادة من الكثير من المشروعات الرقمية للمكتبة، مثل: مستودع الأصول الرقمية (DAR)؛ وهو أكبر مكتبة رقمية عربية على الإطلاق، ومشروع وصف مصر، ومشروع الفن العربي، ومشروع الأرشيف الرقمي لمجلة الهلال، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع «محاضرات في العلوم» (Science Super Course)... إلخ، بالإضافة لإتاحة التواصل مع الكثير من البوابات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالمكتبة، مثل: موقع «اكتشف بنفسك»، والملتقى الإلكتروني (Arab InfoMall)، وبوابة التنمية... إلخ. ذلك إلى جانب خدمة «البث عبر شبكة الإنترنت»، التي تقدِّم بثاً حياً أو مسجلاً للفعاليات التي تقام بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية؛ حتى يُتاح لزائري المكتبة مشاهدتها في أي وقت بشكل سلس وبسرعة فائقة. علاوة على ذلك، تتيح مكتبة الإسكندرية لمستخدمي سفارات المعرفة التمتع بخدمات مكتبة الوسائط المتعددة، واستخدام نظام الحاسب الآلي فائق السرعة (Supercomputer).