استنفار أمني يرافق احتفالات المصريين بالعيد

الملايين توجهوا للمساجد... ومنع قيادي متشدد مشهور من الخطابة في الإسكندرية

استنفار أمني يرافق احتفالات المصريين بالعيد
TT

استنفار أمني يرافق احتفالات المصريين بالعيد

استنفار أمني يرافق احتفالات المصريين بالعيد

أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة عيد الفطر صباح أمس (الأحد) بمسجد محمد كريم بمقر قيادة القوات البحرية برأس التين في محافظة الإسكندرية. وكان لافتاً الحضور الشعبي في الصلاة؛ إذ أدى الصلاة مع السيسي مئات المواطنين في المسجد.
وألقى مفتي مصر الدكتور شوقي علام خطبة العيد، قائلاً: «هناك طائفة من الناس يقفون ضد الإنسانية ويرفضون التنمية، وإننا في حاجة كبيرة وماسة لإعادة منظومة الأخلاق مرة أخرى، وعلينا بالتفاؤل ونكثر وندعم الإيجابيات، ونطرد السلبيات، ونضعها جانباً، فإن ذكرها يثبط الهمم»، مؤكداً أن الأمل يقتضى العمل، ولا أمل يتحقق إلا إذا كنا أمام عمل حقيقي... فالعمل هو الأساس، لتجاوز مرحلة العسر، فلا يوجد في تاريخ الأمم محنة اشتدت بأمة إلا وتابعها منحة.
وتحدث علام قائلاً إن «بناء الأمم يقوم على الأخلاق، وننادي من هذا المكان الطيب أبناء مصر، فلا مجال للهو واللعب، ولكن المجال هو أخذ الدولة بالعمل».
وأدى الصلاة مع السيسي كل من رئيس مجلس الوزراء السابق إبراهيم محلب، والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب (البرلمان)، والفريق صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
ونجحت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في إحباط كثير من مخططات الجماعة الإرهابية قبل حلول عيد الفطر، التي كانت تعتزم إفساد احتفالات المصريين بالعيد، من خلال ارتكاب أعمال تضر بالأمن القومي الداخلي، وإحداث عمليات تفجيرية تستهدف بعض الساحات المقررة لصلاة العيد والحدائق والسينمات للإضرار بالأمن الداخلي، فضلاً عن استهداف رجال الشرطة.
يأتي هذا في وقت، أدلت عناصر الخلية الإرهابية التي ضبطتها وزارة الداخلية أول من أمس باعترافات خطيرة، وذلك قبل تفجير كنائس خلال عيد الفطر. وكشف الإرهابيون أنهم خططوا لتفجير الكنائس خلال عمليات انتحارية بأحزمة ناسفة، من خلال دخول أحد العناصر داخل الكنيسة لتفجير نفسه، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وبالمئات، على أن ينتظر انتحاري آخر في الخارج ويقوم بتفجير نفسه في المواطنين وأفراد الأمن والمسعفين الذين سيتجمعون لإنقاذ الضحايا.
وأكد الإرهابيون خلال التحقيقات أن أهدافهم من تلك العمليات هو إفساد فرحة العيد لدى المواطنين، وتأليب الأقباط ضد الحكومة المصرية، وشق النسيج الوطني، وإحداث حالة من الفتنة والانقسام في المجتمع، وإثارة الذعر بين المواطنين.
بينما قال مصدر أمني إن «هذه عناصر الخلية سبق تورطها في تنفيذ عمليات العنف التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، واستهدفت المنشآت المهمة والحيوية، وقد اتخذوا من بعض المناطق الصحراوية والنائية أماكن لتمركزهم». على صعيد متصل، سيطر خطباء وزارة الأوقاف والأزهر على منابر المساجد الكبرى والساحات في القاهرة والمحافظات، في غياب شيوخ تيار الإسلام السياسي والراديكاليين إلا من معه تصريح الخطابة من الأوقاف، بناء على إجراءات مشددة وضعتها وزارة الأوقاف لمنع استغلال ساحات عيد الفطر سياسياً، وفي التحريض على إثارة الفوضى؛ لكن مصدرا بالأوقاف أكد «وجود خروقات محدودة لقرارات الوزارة في بعض المحافظات، حيث سيطرت الجماعة الإسلامية على بعض الساحات، وخطب شيوخ متشددون خطب العيد».
ففي الإسكندرية احتلت الدعوة السلفية المشهد خلال صلاة العيد في تحد صارخ للأوقاف، وشهدت ساحات السلفيين كثيراً من مظاهر الاحتفال، أهمها توزيع الحلوى والبالونات على الأطفال وجمع التبرعات.
ومنعت الأوقاف الشيخ أحمد فريد عضو مجلس إدارة الدعوى السلفية المشهور، من إلقاء خطبة العيد بشرق الإسكندرية، وسبق أن أعلنت الدعوة السلفية التزامها بالصلاة من دون خطب في ساحات وزارة الأوقاف، معللة ذلك بحرصها على احترام القوانين وعدم افتعال أزمات مع الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد.
من جانب آخر، واصلت غرفة العمليات التي خصصها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بمقر الوزارة بوسط القاهرة، متابعة ساحات صلاة العيد بكل المحافظات، والالتزام بالتعليمات التي أصدرتها بتخصيص أئمة للساحات لأداء الصلاة وخطبة العيد وبموضوع الخطبة؛ حرصاً على عدم استغلال المناسبة من الجماعات المتشددة أو المتطرفة لنشر سمومها.
في غضون ذلك، احتفل الآلاف من المواطنين بأول أيام عيد الفطر المبارك، عقب انتهاء الصلاة في القاهرة ومختلف المحافظات، فيما انتشرت قوات الأمن أمام عدة مساجد بالقاهرة، تحسباً لأي عمليات تخريبية وإثارة الشغب بعد أداء الصلاة. وشهدت المتنزهات العامة والحدائق وكورنيش النيل، توافد مئات الأسر للاستمتاع بإجازة العيد، كما شهدت المراكب النيلية، إقبال ملحوظ من المواطنين.
وشهدت محافظة شمال سيناء إجراءات أمنية مشددة لتأمين المواطنين، وقالت مصادر أمنية إنه «تم تكثيف الخدمات الأمنية حول المنشآت الحيوية وأقسام الشرطة والسجن المركزي، بجانب القيام بعمليات تمشيط واسعة بمحيط هذه المنشآت عن طريق الأجهزة الحديثة للكشف عن المفرقعات والكلاب البوليسية المدربة للكشف عن أي أجسام غريبة»، مضيفة: «تم إغلاق عدد من الطرق الفرعية بمناطق غرب وجنوب مدينة العريش، وتحديد طرق لمرور السيارات، وذلك لمنع تسلل أي عناصر إرهابية إلى المدينة، والقيام بأعمال إرهابية ضد قوات الشرطة والجيش خلال أيام العيد».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».