باكستان: قتلى وجرحى بهجوم إرهابي في مدينة كويتا

صرح مسؤولون في باكستان أمس بأن انتحاريا من حركة طالبان فجر سيارة مفخخة وسط مجموعة من رجال الشرطة عند نقطة تفتيش بجنوب غربي البلاد مما أسفر عن مقتل 13 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 15 آخرين». وقال كوداى داد خان، المسؤول الأمني المحلى، لوكالة الأنباء الألمانية : «إن ستة رجال شرطة على الأقل لقوا حتفهم جراء الانفجار الذي هز مدينة كويتا عاصمة إقليم بالوشيستان في ساعة مبكرة من صباح أمس». وأضاف أن الانفجار وقع أمام مكتب رئيس شرطة كويتا ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الشرطة هو المستهدف من الهجوم أم المجمع. وأوضح أن السيارة المفخخة طلب منها التوقف عند نقطة التفتيش، ولكن السائق فجر القنبلة.
وتبنى تنظيم داعش لاحقاً التفجير ووزع صورة منفذه الانتحاري «أبو عثمان الخراساني».
وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم أنوار الحق كاكار إن 16 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح ونقلوا إلى مستشفيات المدينة لتلقي العلاج. وأعلنت «جماعة الأحرار» وهي فصيل منشق عن حركة طالبان باكستان مسؤوليته عن الهجوم.
وقال الطبيب فريد أحمد في أحد المستشفيات المدنية لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفعت حصيلة القتلى إلى 13 قتيلا»، مشيرا إلى إصابة عشرين آخرين على الأقل بجروح معظمهم بفعل الشظايا.
وأوضح قائد الشرطة في المدينة عبد الرزاق شيما أن بين القتلى 9 شرطيين، وفي المستشفى، وقف أطفال يعتريهم القلق إلى جوار أسرة أقاربهم الجرحى، فيما زار جنود زملاءهم المصابين وقدم بعض الناجين تفاصيل قليلة عن الهجوم. وقال أحدهم ويدعى جولزار أحمد: «كنت أجلس على كرسي. وقع الانفجار وأصبت وسقطت أرضا». ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
وقالت الشرطة إن مركبتها استهدفت في الهجوم الذي لم تتضح طبيعته بعد. وقال المسؤول البارز في الشرطة محمد طارق إن «الانفجار استهدف شاحنة بيك - أب للشرطة أمام مكتب المفتش العام. كما دمرت دراجة نارية في الانفجار». والولاية المحاذية لإيران وأفغانستان أكبر الولايات الباكستانية الأربع، لكن سكانها البالغ عددهم سبعة ملايين على الأقل غالبا ما يشكون من عدم حصولهم على حصة عادلة من ثروتها الغازية والمعدنية. ونجحت جهود كبيرة قامت بها السلطات الباكستانية لإحلال السلام والتنمية، في خفض وتيرة العنف بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية. وقال أسد منصور المتحدث باسم الجماعة على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي: «لقد نفذنا الهجوم، وسوف تتواصل هجماتنا». تجدر الإشارة إلى أن إقليم بالوشيستان، الغني بموارده المعدنية، هو أكبر الأقاليم الباكستانية، ويتقاسم حدودا مع كل من أفغانستان وإيران. ويتعرض الإقليم لأعمال عنف تقوم بها عدة أطراف من بينهم المتشددون، وجماعات انفصالية ومتمردون قوميون يطالبون باستقلال الإقليم عن باقي البلاد.
ويشهد إقليم بلوشستان أعمال عنف تستهدف قوات الأمن، وعادة ما تلقي السلطات الباكستانية باللائمة فيها على جماعات مسلحة محظورة، كما تتهم أجهزة استخباراتية لدول مجاورة بمحاولة زعزعة الاستقرار في الإقليم وعرقلة مشروع الممر الاقتصادي مع الصين.