رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من الانشغال بـ«داعش» ونسيان «الخطر الإيراني»

قال إن خسائر «حزب الله» في سوريا 1800 قتيل و8 آلاف جريح

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر من الانشغال بـ«داعش» ونسيان «الخطر الإيراني»

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، من أن يؤدي الانشغال العالمي بتصفية «داعش»، إلى نسيان دور إيران «التي يزيد الخطر منها مرات ومرات عن خطر «داعش»».
وكان آيزنكوت يتحدث في مؤتمر هرتسليا السنوي، فقال: «من يعتقد أن التركيز الآن هو على هزم (داعش) – يخطئ الهدف. توجد هنا مصلحة بإعادة إيران إلى داخل إيران وتقليص تأثيرها الإقليمي». وتطرق آيزنكوت إلى إطلاق الصواريخ الإيرانية على سوريا، أول من أمس، وقال: إن «الإنجاز العسكري أصغر مما تم وصفه في وسائل الإعلام، لكنه لم يأت للتعبير عن شيء، رغم أن هذا بعيد عن الإصابة الدقيقة».
ووصف رئيس الأركان «حزب الله» بأنه التهديد الرئيسي لإسرائيل، وقال: إن جزءا من الأسلحة المتطورة التي وصلت إلى التنظيم هي من إنتاج روسي، وتم نقلها إلى «حزب الله» «من تحت أنف روسيا». وأضاف، بأنه «جرت عمليات لمنع نقل الأسلحة المتطورة إلى (حزب الله)، وهكذا سنفعل في المستقبل أيضا». وأضاف آيزنكوت، بأن «حزب الله» فقد، حتى الآن، في الحرب الأهلية السورية 1800 محارب وأصيب نحو 8 آلاف من جنوده، الأمر الذي سبب أزمة معنويات في التنظيم. وذكر آيزنكوت بأن مصطفى بدر الدين، المسؤول في «حزب الله» قتل من قبل قادته، وأضاف، بأن الاغتيال وقع «بعد دقائق عدة من انتهاء لقاء بينه وبين قاسم سليماني، وقد قتل من قبل قادته في المكان الذي كان يفترض أن يكون بالغ الحماية لرجال «حزب الله» في دمشق».
من جهة ثانية، صرح قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير إيشيل، في المؤتمر نفسه، بأن «صفقات الأسلحة (الأميركية) الأخيرة في الشرق الأوسط (التي اتفق على بيعها للعربية السعودية والإمارات العربية)، أمر لا يمكن تجاهله، خصوصا أنه في حالة حدوث تحول استراتيجي يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، فإن هذه الأسلحة المتطورة قد توجه باتجاه إسرائيل. لذلك؛ فهذه الأسلحة قد تمس بالتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي».
وقال إيشيل، إن مواجهة التسلح في المنطقة يجب أن يتم بواسطة التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، التي اعتبرها ذخرا، ومن خلال نشاط الصناعات الأمنية الإسرائيلية باعتبارها «المفتاح للحفاظ على التفوق النوعي».
كما تطرق إيشيل إلى الواقع الاستراتيجي الحالي في المنطقة، وقال: إنه في السنوات الأخيرة، فإن نشاط سلاح الجو بات أكثر تعقيدا. ولمح في هذا السياق، إلى العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، وتساءل: «كيف نعمل في مثل هذه الأجواء الكثيفة من دون الاحتكاك الذي لا داعي له، ودون التسبب بأضرار ليس لها داع؟ هذه أهمية استراتيجية قد تؤدي إلى وقف حرية العمل لإسرائيل». ومع ذلك، فقد هدد إيشيل «حزب الله» وإيران قائلا: إنهما يعرفان ما ينتظرهما إذا شنّا الحرب. ونحن نعرف أنهما يعرفان تحليل ما الذي يحصل لهما في سوريا، وليس فقط فيها، فإن هناك جهات كثيرة لها مصلحة في لجم إمكانية اندلاع حرب بين إسرائيل وبين «حزب الله» أو غيره. فهما منشغلان وهذا معطى ولاجم. ولكن إذا لم يلجمهما، فإن ضربة قاصمة تنتظرهما على حين غرة في الضربة الأولى في أي حرب مقبلة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.