النظام «يستأنف» قصف درعا مع انتهاء «الهدنة»

التهديدات الروسية تدفع بأستراليا لوقف ضرباتها الجوية في سوريا

مبان متضررة من غارات النظام السوري في مدينة درعا (رويترز)
مبان متضررة من غارات النظام السوري في مدينة درعا (رويترز)
TT

النظام «يستأنف» قصف درعا مع انتهاء «الهدنة»

مبان متضررة من غارات النظام السوري في مدينة درعا (رويترز)
مبان متضررة من غارات النظام السوري في مدينة درعا (رويترز)

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشاهد في مدينة درعا، إن ضربات جوية عنيفة وقعت في المدينة اليوم (الثلاثاء) مع انتهاء وقف لإطلاق النار أعلنه النظام السوري.
يأتي ذلك، بعد هدوء نسبي ساد المدينة، نتيجة لتمديد الهدنة الروسية - الأميركية - الأردنية لمدة 24 ساعة أخرى عقب انتهاء الساعات الـ48 الأولى المحددة مسبقاً.
وبدأ تطبيق الاتفاق عند الساعة 12 ظهراً في 17 يونيو (حزيران) الحالي. لكن لاحقاً قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الغارية الغربية في ريف درعا الشرقي.
وسبقت اتفاق الهدنة، معارك عنيفة شهدتها درعا منذ بدء اتفاق «تخفيف التصعيد» في 6 من مايو (أيار) الماضي، حيث اندلع قتال بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وميليشيا ما يسمى «حزب الله» اللبناني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، بدأت في الثالث من الشهر الحالي، واستمرت حتى الـ17 منه، بعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها قوات النظام للمشاركة في المعارك.
من ناحية أخرى، قالت أستراليا اليوم إنها علقت الضربات الجوية في سوريا بعدما أسقطت الولايات المتحدة طائرة عسكرية سورية أول من أمس، وبعد تهديد وجهته روسيا إلى طائرات «التحالف» ضد تنظيم داعش بقيادة واشنطن.
وأعلنت روسيا أمس أنها ستتعامل مع طائرات «التحالف» التي تحلق غرب نهر الفرات في سوريا على أنها «أهداف محتملة» وسترصدها بأنظمتها الصاروخية وطائراتها العسكرية، لكنها لم تصل إلى حد القول إنها ستسقطها.
وقالت وزارة الدفاع الأسترالية في بيان: «في إجراء احترازي توقفت ضربات قوة الدفاع الأسترالية في سوريا مؤقتاً».
وأوضحت روسيا أنها «ستغير موقفها العسكري» بعد إسقاط الولايات المتحدة المقاتلة السورية، في خطوة وصفها النظام السوري بأنها «سابقة» منذ بدء الصراع السوري عام 2011.
وقالت الوزارة: «قوات الدفاع الأسترالية تراقب عن كثب وضع الأجواء في سوريا وستتخذ قرار استئناف العمليات الجوية لقوات الدفاع الأسترالية هناك في الوقت المناسب»، مشيرة إلى أن العمليات في العراق مستمرة كالمعتاد في إطار «التحالف».
وأضاف البيان: «تتم مراجعة قواعد حماية قوات الدفاع الأسترالية بانتظام جراء التهديدات المحتملة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.