إيران تعرض على موريتانيا تطوير العلاقات الاقتصادية والأمنية

زار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نواكشوط، أمس، لبضع ساعات، والتقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ووزير الخارجية إسلكو ولد أحمد إيزيد بيه. وأعلن رغبة طهران في تفعيل اتفاقات التعاون التي كانت وقعتها مع نواكشوط، خصوصاً في المجالين الاقتصادي والأمني.
زيارة وزير الخارجية الإيراني الخاطفة إلى نواكشوط تعد المحطة الثانية من جولة كبير الدبلوماسية الإيرانية في ثلاثة من بلدان شمال أفريقيا، إذ شملت الجزائر التي زارها ظريف أول من أمس، وتونس التي حل بها مساء أمس بعد موريتانيا.
وبعيد محادثاته مع الرئيس الموريتاني، قال ظريف إنه بحث مع ولد عبد العزيز جملة من الملفات أبرزها «تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الاقتصادي ومكافحة التطرف والإرهاب». واعتبر أن «السياسات القائمة في البلدين لمكافحة التطرف متشابهة».
وخاضت موريتانيا خلال السنوات الماضية حرباً شرسة ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، خصوصاً على حدودها الشرقية مع مالي، وهي الحرب التي منحتها خبرة معتبرة في هذا المجال، ما قادها العام الماضي إلى الانخراط في «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» الذي أسسته السعودية.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الموريتاني دعا خلال حديثه مع ظريف، أمس، إلى «ضرورة الابتعاد عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية، وتغيير السياسات التي من شأنها أن تضر بالأمن القومي العربي، وبالأمن والاستقرار في بلدان عربية محورية».
وأشارت إلى أن ولد عبد العزيز «عبر عن استعداد موريتانيا للتعاون مع إيران إذا غيرت سياساتها في المنطقة»، رداً على رغبة طهران في التعاون مع نواكشوط في مجال «الأمن ومكافحة الإرهاب»، وضرورة التنسيق بين البلدين في المجال السياسي. وشدد ظريف على «ضرورة اعتماد الحوار في تسوية المشاكل وحل المشاكل بين الدول، لا سيما في العالم الإسلامي».
غير أن الوزير الإيراني قال للصحافيين إنه اتفق مع ولد عبد العزيز على أهمية «القيام بجهد مشترك» من أجل تفعيل الاتفاقيات المشتركة التي سبق أن وقعها البلدان، مشيراً إلى أن نواكشوط وطهران ستعملان على «تعزيز التعاون المصرفي والتعاون بين القطاعين الخاصين في البلدين، ولا سيما تفعيل نشاط القطاع الخاص الإيراني في مجال المناجم والطاقة والعمران والصيد».