تقع ناحية الوليد التي سيطرت عليها القوات العراقية قبل ثلاثة أيام، وسط الصحراء المترامية غرب العراق المحاذية للحدود مع سوريا، وتقدر مساحتها بنحو 300 كيلومتر طولا و70 عرضا، وتعد واحدة من أكبر الوحدات الإدارية (النواحي) في العراق من حيث المساحة الجغرافية، وتمتد من الطريق الدولي السريع الرابط بمنفذ طريبيل على الحدود الأردنية إلى قضاء القائم، وتبعد 150 كيلومترا عن قضاء الرطبة الخاضع لسيطرة الحكومة المركزية، و450 كيلومترا عن مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار. واستنادا إلى مدير ناحية الوليد، عبد المنعم الطرموز، فإن ما تم تحريره مؤخرا هما مركز الناحية والمنفذ الحدودي، وتبقى منطقة عكاشات التابعة لها تحت سيطرة «داعش» حتى الآن.
وعكاشات منطقة غنية بالفوسفات ومعادن أخرى وتبعد 120 كيلومترا عن ناحية الوليد، وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية في سبتمبر (أيلول) 2011، احتياطاتها من الفوسفات بنحو 75 مليار طن، أي ما نسبته 9 في المائة من الاحتياطيات العالمية، وفيها الشركة العامة للفوسفات القريبة من حقل عكاز الغازي الذي لا يتبع الناحية، وكان يعمل بها أكثر من 5 آلاف موظف، لكنهم خسروا وظائفهم ونزحوا إلى مناطق أخرى بعد سيطرة تنظيم داعش عام 2014، ويؤكد مدير الناحية أن تنظيم داعش «لم يسع إلى استثمار أو تشغيل معمل الفوسفات، لكنه قام بسرقة جميع معداته»، الأمر الذي يحرم سكان القضاء من فرص العمل الذي يوفرها.
وكان معمل الفوسفات، عاد للعمل بعد 2003، بطاقة إنتاجية منخفضة وعرض للاستثمار قبل 2014 لكن الصفقة لم تتم، كما يقول عبد المنعم الطرموز.
ورغم بعض الأنباء التي تشير إلى حركة المرور عبر منفذ الوليد عقب سيطرة قوات الحدود العراقية عليه، يؤكد مدير ناحية الوليد عبد المنعم الطرموز، أن المنفذ «مغلق بحواجز إسمنتية، ولا تسمح قوات الحدود بدخول وخروج أي شخص، ومسألة فتح المنفذ متعلقة بقرارات تتخذها الجهات الحكومية في كل من العراق وسوريا». وعن استخدام إيران للمنفذ لإيصال إمدادات عسكرية لنظام بشار الأسد في سوريا، يقول: «لم أرصد أي إشارة أو سلوك في المنفذ يدل على ذلك»، مشيرا إلى أن «القوات الأميركية موجودة على بعد نحو 25 كيلومترا من منفذ التنف السوري المقابل لمنفذ الوليد».
وكشف الطرموز عن وجود استعدادات لنشر قوات حرس الحدود في الناحية لتأمين الحدود مع سوريا وأن هذه القوات باشرت بعمل سواتر ترابية وتأمين خطوط دفاع لتفادي الخروقات والهجمات التي يشنها عناصر «داعش» الموجودين في منطقة عكاشات، وهي عملية تستغرق بعض الوقت، على حد قوله. ورغم الاحتفاء الرسمي العراقي الذي رافق عملية استعادة السيطرة على ناحية الوليد ومنفذها الحدودي من قبضة «داعش»، فإن مدير ناحيتها، يؤكد أنها «تحررت منذ 9 أشهر على يد فوج صقور الصحراء الأول التابع للحشد العشائري». ويضيف «إننا كحكومة محلية لم نتعامل مع عملية السيطرة تلك بشكل نهائي إلا بعد دخول قوات الجيش والشرطة، وإعلان قيادة العمليات، لأن ذلك يعني تأمين المنطقة الكبيرة بشكل كامل، فالفوج العشائري المؤلف من 200 - 300 مقاتل لا يمكنه تأمين مساحاتها الشاسعة». وبرأيه فإن بقاء مسافة 150 كيلومترا إلى قضاء الرطبة غير محمية ومؤمنة، يعرض حياة الناس إلى الخطر ولا يستطيع الفوج العشائري تأمين حياة الأهالي، ومع هكذا أوضاع، فإن «الدعوة لإعادتهم إلى منازلهم مجازفة غير محمودة العواقب ولا نستطيع المجازفة بذلك».
وأوضح أن «عدد سكان ناحية الوليد أكثر من 7 آلاف شخص، وقد غادر نحو 90 في المائة منازلهم بعد سيطرة (داعش)، أغلبهم يعملون في مهنة رعي المواشي ويحتاجون للأمن والغذاء والماء كي يقوموا برعاية مواشيهم بحرية». ويلفت إلى أن عودة أهالي الناحية مرتبط بعملية «نشر قوات أمنية لحماية الناحية والمجمع الحكومي والشريط الحدودي العراقي مع الجانب السوري وإعادة توفير الخدمات لهم». وأشار إلى أن القوات الحكومية العراقية، وبعد إتمامها عملية السيطرة على ناحية ومنفذ الوليد الحدودي، لم يتبق أمامها في الأنبار سوى (عنة) و(راوة) لإتمام عملية طرد تنظيم داعش من عموم المحافظة.
مدير ناحية الوليد: المعبر الحدودي مع سوريا مغلق بكتل إسمنتية
مدير ناحية الوليد: المعبر الحدودي مع سوريا مغلق بكتل إسمنتية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة