باسيل يطلق ماكينة «الوطني الحر» الانتخابية

باسيل يطلق ماكينة «الوطني الحر» الانتخابية
TT

باسيل يطلق ماكينة «الوطني الحر» الانتخابية

باسيل يطلق ماكينة «الوطني الحر» الانتخابية

قال وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، إن «المعركة مستمرة للوصول إلى 64 نائبا مسيحيا»، مؤكدا أن التحدي الجديد هو رفع نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية، وأن «التيار» منفتح على كل التحالفات.
وقال، في مؤتمر صحافي أطلق خلاله الماكينة الانتخابية لـ«الوطني الحر»: «فرحتنا تكتمل باستمرار المطالبة، والتيار الوطني الحر عرف متى يرفع السقف، ونفتخر بأن التيار طالب بالنسبية»، في إشارة إلى أن القانون الذي تم إقراره الأسبوع الماضي يعتمد بشكل أساسي على النسبية.
وأضاف: «ما وصلنا إليه أيضا، هو بفضل تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري الذي قبل بالنسبية، كما أننا نعطي الحق للقوات اللبنانية وكل الأحزاب التي سارت بذلك مما أمن الغطاء الكبير. والفضل أيضا لحليفنا الدائم (حزب الله) الذي كانت النسبية مطلبه الدائم. ولا ننسى الأحزاب الباقية التي وافقت لاحقا على هذا القانون، وبذلك أصبح قانون كل اللبنانيين الذي نحتكم إليه».
وأشار إلى أن «هناك أمورا لم تتحقق مثل انتخاب العسكريين والكوتا النسائية». وقال: «طبقنا مبدأ الاختلاط ضمن التيار الوطني الحر، وهناك أمر كبير نفتخر في التيار أننا كنا رواده، وهو إعطاء الحقوق للانتشار اللبناني الذي أخذ حقه باستعادة الجنسية والانتخاب».
وفي حين أكد أن المعركة مستمرة للوصول إلى 64 نائبا مسيحيا في إشارة إلى وصول هؤلاء بأصوات المسيحيين إلى البرلمان، قال: «التيار اتهم بالطائفية بينما كان يطالب وحيدا بالدولة المدنية، ومن المعيب أننا في عام 2017 نتحدث عن حلم الكهرباء والماء فهذه الأحلام ستتحقق. نحن نريد كهرباء وهناك من يمنعنا كي لا نربح من ذلك في الانتخابات، والفساد هو من يمنعنا من تحقيق ذلك».
وتابع: «نحن جاهزون للانتخابات وقبلنا بالتمديد لإنهاء البطاقة الممغنطة، كما أننا معنيون بقوننة التنقل الديمغرافي لغايات انتخابية. وقد برهنا في التيار أننا حريصون على أصوات الجميع في لبنان، وفي بعض الأماكن هناك بعض الظلم تجب معالجته».
واعتبر أن «التحدي الجديد المرفوع أمامنا هو رفع نسبة المشاركة في الانتخاب، ومصلحة التيار الوطني الحر هي أعلى من مصلحة أي مرشح في التيار الوطني الحر، واليوم يجب تأمين هذه المصلحة ولا أحد يسأل عن التحالفات. وهذا القانون يسمح لنا بالمرونة، ونحن منفتحون على جميع التحالفات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.