وزير الطاقة السعودي لـ «الشرق الأوسط»: أساسيات سوق النفط العالمية تتجه نحو المسار الصحيح

الفالح قال إن ظهور أثر التخفيض يحتاج وقتاً... والطاقة الإنتاجية للسعودية من الغاز سترتفع 50 في المائة في 2020

المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي يتحدث خلال الحوار مع «الشرق الأوسط» (تصوير: عيسى الدبيسي)
المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي يتحدث خلال الحوار مع «الشرق الأوسط» (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

وزير الطاقة السعودي لـ «الشرق الأوسط»: أساسيات سوق النفط العالمية تتجه نحو المسار الصحيح

المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي يتحدث خلال الحوار مع «الشرق الأوسط» (تصوير: عيسى الدبيسي)
المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي يتحدث خلال الحوار مع «الشرق الأوسط» (تصوير: عيسى الدبيسي)

قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح، إن أساسيات سوق النفط العالمية تتجه للمسار الصحيح، غير أنه وبالنظر إلى الفائض الكبير في المخزون المتراكم على مدى السنين الماضية، فإن أثر هذا التخفيض يحتاج إلى وقت حتى يتحقق، مشيراً إلى أن صناعة النفط الصخري شهدت تطورات لافتة، إلا أنها تواجه تحديات مثل الزيادة في مستوى تكاليف خدمات الحفر والإنتاج.
وأكد الفالح في حوار مع «الشرق الأوسط» في مدينة الظهران (شرق السعودية) أنه وبشكلٍ عام وعلى المديين المتوسط والبعيد، توجد حاجة متزايدة إلى الكميات التي يتم إنتاجها من النفط الصخري لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي، متمنياً في الوقت نفسه استعادة الليبيين لمستوى إنتاجهم الطبيعي الذي يستحقونه بصورة كاملة.
وأكد أن السعودية تسعى إلى مضاعفة إنتاجها من الغاز خلال السنوات المقبلة، للوصول إلى تحقيق مزيج الطاقة الأمثل، بما يُعزز قدرات نمو الاقتصاد مع الوفاء بالالتزامات نحو اتفاقية البيئة، كما تحدث الوزير عن التوجهات المستقبلية في قطاع التعدين، بالإضافة لخططٍ لتخصيص قطاع الكهرباء، ومستوى تنافسية الصناعة التحويلية غير النفطية.
ولفت إلى وجود محورين لبناء قطاعٍ صناعي مميز في السعودية، والدور المستقبلي للمراكز البحثية في البلاد، التي تواصل الجهود من أجل ابتكار حلولٍ جديدة ومتطورة للتحديات التي يواجهها الاقتصاد السعودي، في الوقت الذي تسهم فيه جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تحقيق إمكانات المملكة الواسعة كاقتصاد متنوع ومعرفي. مشيراً إلى أنه يجري البحث حالياً عن مرشحٍ مناسبٍ ومؤهَّل لقيادة هذا الصرح الأكاديمي المهم، بعد تكليف المهندس نظمي النصر رئيساً مؤقتاً من قِبَل مجلس أمناء الجامعة.

* مضت نحو ستة أشهر منذ سريان إعلان التعاون بين الدول الأعضاء في «أوبك» وروسيا، ما تقييمكم لمدى نجاح هذه المبادرة؟
- مبادرة خفض الإنتاج خطوة تحمل في طيّاتها كثيرا من الإيجابيات على عدة أصعدة، فهي تمثل أول اتفاقية تُبرمها منظمة «أوبك» منذ ثماني سنوات، وتأتي هذه الاتفاقية في وقت كان كثير من المحللين والمراقبين في الأسواق يشككون في قدرة المنظمة على القيام بدورها، كما أن الاتفاقية لا تقتصر على روسيا بمفردها، وإنما تشمل عشر دول أخرى من الدول المنتجة غير الأعضاء في «أوبك». وبذلك فهي تفتح الباب لحقبة جديدة يتعاون فيها كبار منتجي النفط من «أوبك» وخارجها لموازنة الأسواق، وهو ما نأمل تطوير الآليات المستدامة له في الفترة المقبلة، وعندما نتحدث عن تنفيذ هذه الاتفاقية، نجد أن التزام المشاركين بالتعهدات المقطوعة عليهم قد وصل إلى مستوى غير مسبوق على مدى الخمسة أشهر الأولى من التنفيذ، حيث فاق 100 في المائة في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، وقد زرتُ كثيراً من الدول المشاركة في إعلان التعاون، خلال الأشهر الماضية، والتقيتُ زملائي الوزراء وما زالت أتواصل معهم بصورة منتظمة، ووجدتُ أنهم جميعاً ملتزمون بإنجاح هذه المبادرة ويرون فيها نجاحاً لهم.
* لكن أسعار النفط الخام تتراجع؟
- لم يكُن هدفنا عند إطلاق هذه المبادرة في الجزائر الوصول إلى سعرٍ محدد، فالأسعار تحددها الأسواق التي تحركها متغيراتٍ كثيرة خارجة عن تحكم الدول المنتجة ولا يمكن التنبؤ بها. وأغلب التقلبات التي تشهدها السوق على المدى القريب تعتبر ردود فعلٍ على عدد من العوامل التي تدور في إطارٍ قصير الأجل كعناوين الأخبار التي يتداولها الإعلام، والتنبؤات بالإنتاج من بعض المصادر التي قد لا تتحقق في نهاية الأمر، وكذلك دور المضاربين في الأسواق المالية في زيادة حدة التقلبات في السوق. ويجدر بنا أن نفصل بين تلك التقلبات وأساسيات السوق ذات التأثير بعيد المدى، وهو ما نحاول التأثير عليه بالتحكم في الإنتاج. وفي اعتقادي أن أساسيات السوق تتجه في المسار الصحيح، غير أنه وبالنظر إلى الفائض الكبير في المخزون المتراكم على مدى السنين الماضية، فإن أثر هذا التخفيض يحتاج إلى وقت حتى يتحقق. وعلى سبيل المثال، كانت هناك عمليات سحب كبيرة نسبياً تُقدَّر بنحو 50 مليون برميل من المخزونات الواقعة في مرافق التخزين العائمة (في البحار) المعروفة بكلفتها العالية، ووصلت المخزونات في مرافق التخزين تلك إلى المستويات التي كانت عليها في أواخر عام 2014 تقريباً، كما أن السحب من المخزونات الموجودة على اليابسة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) قد بدأ بالفعل، حيث انخفض المخزون بمقدار 65 مليون برميل مقارنة بمستواه في شهر يوليو (تموز) 2016، وكان حينئذ قد بلغ ذروته التاريخية، غير أن السوق في الغالب تغفل هذه المعايير وتركز على السوق الأميركية التي كان الانخفاض في نِسَب المخزون فيها أقل من المتوقع.
* ولكن هناك من يقول إنه مهما بلغت الكميات التي تخفضها الدول الأربعة والعشرون، فإن النفط الصخري سيعادلها ويزيد عليها؟
- لقد شَهِدَت صناعة النفط الصخري تطورات لافتة، وفي الوقت نفسه تواجه تحديات مثل الزيادة في مستوى تكاليف خدمات الحفر والإنتاج. وبشكلٍ عام وعلى المديين المتوسط والبعيد، توجد حاجة متزايدة إلى الكميات التي يتم إنتاجها من النفط الصخري لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي، علماً بأن التوقعات الحالية التي تشير إلى استعادة السوق لتوازنها خلال الربع الرابع من هذا العام قد أخذت بعين الاعتبار الزيادة في إنتاج النفط الصخري. كما أن المنتجين سيجتمعون في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وخلال العام القادم لتقييم مستويات الطلب والعرض واتخاذ الإجراء المناسب حسب المعطيات آنذاك.
* يبدو أن ليبيا تزيد من إنتاجها، فهل ستطلبون منها باعتبارها دولة رئيسة في «أوبك» خفض إمداداتها إلى الأسواق؟
- تدعو السياسة السعودية إلى عودة الاستقرار إلى ليبيا؛ سياسياً وأمنياً واقتصادياً، ولذا، نرى في الأخبار حول الزيادة في الإنتاج الليبي أمراً مشجعاً، كما أنني آمل استعادة أشقائنا الليبيين لمستوى إنتاجهم الطبيعي الذي يستحقونه بصورة كاملة. ونرجو أن توجَّه عوائده نحو استقرار ورفاه الشعب الليبي. وحتى ذلك الحين، فإنه ليس من اللائق ممارسة ضغوط على ليبيا لكي تبطئ من وتيرة انتعاش إنتاجها. وبالنسبة لتذبذب إنتاج كلٍ من ليبيا ونيجيريا، فقد أُخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار عند صياغة إعلان «مبادرة إعادة التوازن للأسواق» في الجزائر. ومستوى الزيادة من هاتين الدولتين ما زال في النطاق الذي حُدد في الجزائر وهو 500 ألف برميل. ولهذا، لا ينبغي النظر إليهما باعتبارهما مصدر تهديد للمبادرة.
* ما تأثير الأزمة مع قطر على سوق النفط والغاز؟
- لا تأثير، فالإنتاج لم يتأثر، وقطر أعلنت استمرارها بالالتزام.
* ماذا عن إنتاج السعودية من الغاز الطبيعي مستقبلاً في ظل تنامي الإنتاج الصناعي ونمو الطلب على الطاقة الكهربائية؟
- تُقَدَّر احتياطيات السعودية من الغاز الطبيعي بنحو 298.7 تريليون قدم مكعب، أما الطاقة الإنتاجية للمملكة من الغاز فسترتفع بنحو 50 في المائة في عام 2020 من خلال برنامجٍ طموح للتوسُّع في الإنتاج، وهذا سوف يؤدي إلى الحد من حرق السوائل بغرض توليد الكهرباء، وتحلية المياه. كما أن السعودية من كبار المصدّرين لغاز البترول المُسال (LPG)، وهو ما يوفر إيراداتٍ جيدة للمملكة.
* أين يقف برنامج الطاقة المتجددة، وهل هناك إقبال جاد من المستثمرين على المشروعات التي أُعلنت حتى الآن؟
- تسعى السعودية حالياً في إطار «رؤية 2030»، ومبادرات «برنامج التحول الوطني 2020»، لتعزيز وتسريع تنويع مصادر الطاقة، وإدخال جميع مكونات سلسلة هذه الصناعة إلى البلاد، بما يعزز مكانتها الرائدة على الخريطة العالمية في مجال الطاقة، مُستندة في ذلك على المقومات والمزايا التنافسية الكثيرة التي تتميز بها المملكة، التي تُيسّر تمكين الاستثمارات في مجالات الطاقة بشكلٍ عام للمستثمرين المحليين والعالميين. وفي هذا الإطار، بدأ بالفعل تنفيذ برنامج الطاقة المتجددة في المملكة لإنتاج 3.5 غيغاواط من الكهرباء، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بحلول عام 2020، بحيث ترتفع إلى 9.5 غيغاواط بحلول عام 2023، هذا، بالإضافة إلى إطلاق برنامج لإدخال الطاقة الذرية ضمن مزيج الطاقة في المملكة، في وقتٍ لاحق، وكذلك وكما ذكرتُ سابقاً، فإننا نسعى إلى مضاعفة إنتاج السعودية من الغاز خلال السنوات القادمة، وصولاً إلى تحقيق مزيج الطاقة الأمثل في السعودية بما يُعزز قدراتها على نمو اقتصادها والوفاء بالتزاماتها نحو اتفاقية البيئة، وقد أطلقنا في شهر أبريل من هذا العام، خلال المنتدى السعودي للاستثمار في الطاقة المتجددة، مبادرة الملك سلمان للطاقة المتجددة، وتم الإعلان خلال المنتدى عن الشركات التي تأهلت للمرحلة الأولى من المشروعات وطرح أول مشروع للطاقة الشمسية في المنطقة الشمالية.
* أشرتم في وقتٍ سابق إلى خططٍ لتخصيص قطاع الكهرباء، فهل تعطينا تفاصيل أكثر؟
- قطاع الكهرباء ينقسم كما تعلمون إلى قطاعات الإنتاج، والنقل والتوزيع، ونحن مهتمون بمشاركة القطاع الخاص، بشكلٍ فاعلٍ، في توليد الطاقة الكهربائية، إذ إننا متجهون إلى نقل ملكيّة منظومة الكهرباء في المملكة، التي تبلغ، حالياً، نحو 65 غيغاواط بالكامل، إلى القطاع الخاص، حيث تم البدء في إعادة هيكلة قطاع الكهرباء ليكون بيئة مشجعة وجاذبة للاستثمارات، تحكمها العلاقات التجارية الواضحة والشفافة والعادلة، ومعايير الأداء المُعلنة والمُلزمة لمنتج الطاقة والناقل والموزع، على حدٍّ سواء. وفي هذا الصدد، تم تعزيز استقلالية هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج؛ منظم الكهرباء، عن طريق تكوين مجلس إدارة لها. وستتولى هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج تعديل تعرفة استهلاك الكهرباء لجميع القطاعات، بما يعكس سعر التكلفة الفعلي، وتنظيم العلاقات التجارية كما تعمل الوزارة على تأسيس الكيانات اللازمة لاستكمال تطوير قطاع الكهرباء وإنشاء سوق تنافسية لها، بدءاً بإعلان تأسيس شركة تقوم بدور المشتري الرئيس للكهرباء من القطاع الخاص، وكما ذكرت فإن تعاوننا مع القطاع الخاص في هذا المجال قد بدأ بالفعل، مُتمثلاً في طرح عدة مشروعات للتوليد للقطاع الخاص، بما في ذلك مشروعات الطاقة المتجددة التي ذكرتها وكذلك محطة التوليد التابعة لشركة هجر في المنطقة الشرقية، التي تنتج 4100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وتُعدُّ واحدة من أكبر المحطات المركّبة عالمياً، وأكبر مشروع في المملكة لتوليد الكهرباء تابعٍ القطاع الخاص.
* كيف تقيّمون التطور في قطاع التعدين لا سيما أن «رؤية المملكة 2030» أولت القطاع أهمية خاصة؟
- تهدف «رؤية المملكة 2030» إلى رفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي من 64 مليار ريال (17.3 مليار دولار) عام 2015 إلى 97 مليار ريال (25.8 مليار دولار) بحلول عام 2020، ولتصل عام 2030 إلى 247 مليار ريال (65.8 مليار دولار) كما نصت عليه استراتيجية التعدين. ولعل مشروع تطوير مدينة وعد الشمال، الذي تزيد استثماراته على 36 مليار ريال (9.6 مليار دولار)، وسيضيف عند اكتماله 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) للناتج المحلي الإجمالي، يقف مثالاً حيّاً على تطوير مساهمة الثروة المعدنية في الاقتصاد الوطني؛ إذ تحرص السعودية على تنمية قطاع التعدين من خلال مشروعات عملاقة ترفدها فرص استثمارية في سلسلة القيمة المضافة، وفق معطيات تنافسية جديدة ومتميزة، تضمن دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في الوطن ككل، وفي المناطق الواعدة، حيث تتواجد المشروعات على وجه الخصوص. وستمثل تلك المشروعات الاستثمار الأمثل للثروات المعدنية التي تحظى بها المملكة، وخاصة احتياطات الفوسفات في منطقة الحدود الشمالية، التي تقدر بنحو 7 في المائة من مخزون الفوسفات العالمي، وكذلك احتياطيات البوكسايت، وهو المادة الخام التي تدخل في صناعة الألمنيوم، وتتواجد في منجم البعيثة في منطقة القصيم. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع وعد الشمال، ونظيره مشروع مدينة رأس الخير الصناعية اللذين يقومان بتحويل هذه المواد الطبيعية الخام إلى منتجات صناعية تُسَوَّق عالمياً ومحلياً، سيشكلان، عند اكتمالهما، رافدين رئيسيين للتنمية الوطنية، ومنصة انطلاق ليصبح التعدين الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي، إضافة لصناعتي النفط والبتروكيميائيات..
* ما هو منظوركم فيما يتعلق بمستوى تنافسية الصناعة التحويلية غير النفطية في السعودية؟
- إن مسار تطوير الصناعات التحويلية هو أحد أهم مرتكزات المستقبل لنمو الاقتصاد السعودي، ولا بد من بيان أن الصناعة في المملكة تتجاوز استثماراتها تريليوني ريال (533.3 مليار دولار)، تساهم بنحو 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ولكن جُل هذه المساهمة هي من الصناعات الأساسية كثيفة الاستهلاك للطاقة ولرأس المال، بينما تعتبر الصناعات التحويلية، التي تقوم عليها عادة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، هي التي تساهم بشكلٍ أمثل في نمو الاقتصاد وتوليد الوظائف. ويقوم تعزيز مسيرة الصناعة التحويلية على الارتقاء بالتنافسية والكفاءة، بما يمكّنها من زيادة حصتها من السوق المحلية والتوسُّع في التصدير. ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن قيمة الصادرات السلعية غير النفطية متماسكة في الربع الأول من العام الجاري 2017؛ حيث بلغت نحو 43 مليار ريال (11.4 مليار دولار) بزيادة 1 في المائة عن الربع الأول للعام 2016، وتمثل نحو 25 في المائة من الصادرات السلعية للسعودية، وأُشير هنا إلى مدينة السيارات التي سوف تستقطب مصنِّعين عالميين لصناعة السيارات في مدينة الجبيل الصناعية، وسوف تشمل جميع الخدمات المرتبطة بصناعة السيارات من سلاسل توريد وتدريب للكوادر واختبار للسيارات. وقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «تويوتا» لدراسة الاستثمار في صناعة السيارات في السعودية، والآن هناك فريق مشترك بين البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية وشركة «تويوتا» لدراسة الجدوى الاقتصادية، كما جرى الاجتماع مع شركة «نيسان» وشركة «هيونداي» للنظر في إقامة مصانع لها في المملكة، ولتمكين هذه الصناعة نعمل مع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لوضع سياسات جاذبة لهذه الصناعة.
* ما العناصر الأساسية الأخرى لبناء قطاعٍ صناعي مميز في السعودية؟
- هناك محوران أساسيان يجب دعمهما لنتمكن من بناء قطاع صناعي واعد ذي قيمة مضافة عالية؛ وهما أولاً: التقنية والبحث العلمي، وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتشجيع رواد الأعمال. العنصر الأول؛ الابتكار والتقنيات المتقدمة، التي تُعد من أهم الأسباب الرئيسية لتعزيز الميزة التنافسية للاقتصادات المختلفة، وهو من أبرز العناصر المرتبطة بالتطوّر والتنمية والاقتصاد المعرفي، خاصة في المجالات المُعقّدة فنياً كالطاقة والصناعة والتعدين. ونشعر بالفخر إزاء الإنجازات التي حققها أبناؤنا في هذه القطاعات في مجالات نقل وتطبيق وتوطين وتطوير التقنية في مراكزنا البحثية وشركاتنا الكبرى. أما العنصر الثاني، فيكمن في التمكين، إذ أطلقت الدولة، عبر عددٍ من مؤسساتها، كثيرا من المبادرات في تشجيع ريادة الأعمال مثل مبادرة «بادر»، وكذلك مبادرة «واعد» التي أطلقتها «أرامكو» السعودية، وكلتاهما تُعززان جاذبية وتنافسية الاستثمار القائم على المعرفة، كما تدعمان وتوفران فرص تطوير الكفاءات السعودية في مجال إدارة الاستثمارات، وتنشران أفضل التجارب والممارسات في هذا المجال، كما أسست الدولة، مؤخراً، الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتشجيع شباب الأعمال على النجاح، من خلال سَن أنظمة ولوائح أفضل، وتمويلٍ أيسر، وشراكاتٍ دولية، وحصة أكبر للشركات المحلية.
* فيما يتعلق بأثر الجانب العلمي والبحثي في رفد سوق النفط والكيميائيات... إلى أي مستوى وصل الدور الذي تضطلع به المراكز البحثية في السعودية؟
- لا شك في أن المراكز البحثية في البلاد تواصل الجهود التي أُسِّسَت من أجل ابتكار حلولٍ جديدة ومتطورة للتحديات التي يواجهها الاقتصاد السعودي. وتقدم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية جهوداً من خلال تنفيذ الأهداف الاستراتيجية لـ«رؤية 2030» و«برنامج التحول الوطني 2020» المنبثق عنها والمتعلقة بتعظيم المحتوى المحلي، من خلال استراتيجية نقل وتوطين وتطوير أحدث التقنيات في الكثير من المجالات، ومنها مجال النفط والغاز والبتروكيميائيات، بالتعاون مع الكثير من الجهات ذات العلاقة ومراكز البحوث المحلية والعالمية المتخصصة في هذا المجال، وذلك عبر تأسيس بنية متطورة، وبناء القدرات الوطنية القادرة على البحث والتطوير في تلك المجالات، التي منها تطوير محفزات لتحويل الزيوت الثقيلة والمخلفات البترولية إلى مواد بتروكيميائية، واحتراقٍ نظيف للوقود، واستغلال غاز ثاني أكسيد الكربون بتحويله إلى مركبات كيميائية مفيدة وذات قيمة اقتصادية مضافة. وعليه، تقوم المدينة على إنشاء المعامل والمختبرات الوطنية الأساسية اللازمة لتنفيذ البحث العلمي وتجهيزها بما يلزم من معدات وأجهزة لتسهيل عمل الباحثين في القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية لمستقبل المملكة، ومنها قطاع النفط والبتروكيميائيات، كما حققت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قفزات مهمة في مجال البحث العلمي يشهد لها القطاع الأكاديمي على مستوى العالم، وحققت في وقتٍ وجيزٍ المئات من براءات الاختراع، كما تأسست عدة شركات جديدة لتحويل بعض هذه الابتكارات إلى مشروعات تجارية.
* تم، مؤخراً، تكليف المهندس نظمي النصر رئيساً لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. ما هي - الخطوات المُتَّخذة في هذا الشأن، ومتى سيتم الإعلان عن تعيين رئيسٍ أكاديمي جديد للجامعة؟
- تكليف المهندس نظمي النصر جاء بشكلٍ مؤقت من قِبَل مجلس أمناء الجامعة. ويجري البحث حالياً عن مرشحٍ مناسبٍ ومؤهَّل لقيادة هذا الصرح الأكاديمي المهم، وقد قام مجلس الأمناء بتشكيل فريق عمل متخصص لهذا الغرض؛ إذ إنه ومن المتعارف عليه أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تتقيد بمعايير أكاديمية وإدارية عالمية صارمة في مستويات المهنة والجودة لديها كما هو معمول به في أعرق الجامعات العالمية. وهذا ينطبق أيضاً على اختيار الرئيس المقبل. وكما نعلم، فقد كان الرئيس الأول للجامعة هو الرئيس السابق لجامعة سنغافورة الوطنية، وهي أهم جامعة في آسيا، بينما خَلَفَه في منصبه بعد خمس سنوات رئيس جامعة كاليفورنيا التقنية، وهي التي تُصَنَّف في المركز الأول حسب كثير من التصانيف. وبالمناسبة، فإن هذا التكليف يعتبر مستحقاً للمهندس نظمي النصر، الذي قدم جهوداً مشكورة في هذه الجامعة منذ تأسيسها، واستمر يقدمها بخبرته في الإدارة والتشغيل حتى اليوم، فاستحق بذلك تقليده من قِبَل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى. ويحظى المهندس نظمي النصر باحترام جميع منسوبي الجامعة، بما في ذلك هيئة التدريس. ونحن على ثقة بقدرته على الإشراف على الجامعة بشكلٍ مؤقت خلال هذه المرحلة الانتقالية.
* كيف تُسهم جامعة الملك عبد الله في برنامج البحث الأكاديمي في المملكة والتنمية الاقتصادية الشاملة؟
- تماشياً مع «الرؤية السعودية 2030»، تُسهِم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تحقيق إمكانات المملكة الواسعة كاقتصاد متنوع ومعرفي. وقد قامت الجامعة منذ إنشائها بجذب ورعاية الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين والمبدعين ورجال وروّاد الأعمال للمساهمة في بناء مستقبل مزدهر ومستدام. وتقوم الجامعة، بالإضافة إلى رسالتها التعليمية، برعاية مراكز بحثية متقدمة من خلال ربط مجالات مثل الطاقة والمياه والاستدامة وتقنيات النانو و«نمذجة» المعلومات وما إلى ذلك. وبذا، فالجامعة تسعى بشكلٍ أكثر جدية إلى نقل المعرفة والتقنيات، وتحقيق المنفعة العامة والتنمية الاقتصادية، هذا إلى جانب طموحها المتواصل في بناء ثقافة قوية لريادة الأعمال، وخلق مشروعات جديدة قائمة على المعرفة في السعودية. فعلى سبيل المثال، يهدف صندوق الابتكار التابع للجامعة إلى تنمية مجتمع الابتكار والتقنية والاستثمار، وجذب المستثمرين الدوليين ورأس المال الاستثماري الوطني إلى النظام البيئي التقني السعودي الناشئ.



حكومة تركيا ستعلن إجراءات لخفض الإنفاق العام

وزير الخزانة التركي محمد شيمشك كشف أن الحكومة ستعلن حزمة إجراءات لخفض الإنفاق العام في إطار مكافحة التضخم (أرشيفية)
وزير الخزانة التركي محمد شيمشك كشف أن الحكومة ستعلن حزمة إجراءات لخفض الإنفاق العام في إطار مكافحة التضخم (أرشيفية)
TT

حكومة تركيا ستعلن إجراءات لخفض الإنفاق العام

وزير الخزانة التركي محمد شيمشك كشف أن الحكومة ستعلن حزمة إجراءات لخفض الإنفاق العام في إطار مكافحة التضخم (أرشيفية)
وزير الخزانة التركي محمد شيمشك كشف أن الحكومة ستعلن حزمة إجراءات لخفض الإنفاق العام في إطار مكافحة التضخم (أرشيفية)

أكد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك، أن الحكومة ستتخذ العديد من الخطوات في إطار البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل؛ لمكافحة التضخم وخفض الإنفاق العام.

وقال شيمشك، في كلمة خلال الاجتماع التمهيدي لمشروع «مركز الصراف الآلي التركي»، عقد بمقر بنك «وقف» في المركز المالي في إسطنبول، يوم الجمعة، إن الحكومة ستتخذ خطوات بشأن العديد من القضايا المتعلقة بالمالية العامة في الفترة المقبلة، ليس من بينها زيادة الضرائب.

خفض الإنفاق

وأضاف أنه سيعلن مع نائب الرئيس التركي المسؤول عن الملف الاقتصادي جودت يلماظ، الاثنين، عن «حزمة كفاءة الادخار... وستكون الحزمة الأولى، لكنها ليست الأخيرة. وسنواصل عملنا بشأن كيفية تعزيز البرنامج الاقتصادي وخفض التضخم في الفترة المقبلة».

وتشمل الحزمة الأولى مراجعة النفقات، وإبطاء بعض أوجه الإنفاق العام، وخفض الاستثمارات في بعض القطاعات.

وتابع شيمشك: «نقوم بعمل جيد للغاية، الفريق الاقتصادي قوي للغاية، توقعات أولئك الذين يعرفون هذا العمل في السوق هي أن التضخم سينخفض ​​إلى نحو 35 في المائة في الأشهر الـ12 المقبلة، وهو أعلى قليلاً من توقعاتنا».

وقال إنه «مع انخفاض التضخم واكتساب الزخم الهبوطي، فإن الفجوة بين توقعات السوق وأهدافنا ستغلق؛ لأننا مصممون على تحقيق استقرار الأسعار، أولويتنا الكبرى هي تخفيف الضغط على تكاليف المعيشة».

وأوضح شيمشك أن استقرار الأسعار يعني انخفاض معدل التضخم إلى رقم من خانة واحدة، متعهداً بتقديم حل جذري لشكاوى جميع المواطنين عبر السيطرة على التضخم.

مكافحة التضخم

وقال شيمشك: «إن لم نتمكن من السيطرة على التضخم سنظل في هذه الدوامة باستمرار، لذلك، فإن أولويتنا الكبرى هي تقليل ضغط تكلفة المعيشة في بلدنا، وكما قلت من قبل، فإن هدفنا الأهم هو خفض التضخم إلى خانة الآحاد، وسوف نفعل كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك، وسوف نتخذ كل التدابير اللازمة في السياسة المالية».

ورفع مصرف تركيا المركزي، في تقريره الفصلي الثاني حول التضخم الذي أعلنه رئيسه فاتح كاراهان، الخميس، توقعاته للتضخم بنهاية العام الحالي من 36 إلى 38 في المائة، متعهداً بالحفاظ على السياسة المتشددة، والعودة إلى رفع سعر الفائدة إذا حدثت تطورات غير مرغوب بها في الاتجاه الأساسي للتضخم.

وبلغ التضخم السنوي في تركيا، في أبريل (نيسان) الماضي، 69.8 في المائة في أعلى مستوى منذ نهاية عام 2022.

وتوقع كاراهان أن تدعم الإجراءات الجديدة في السياسة المالية جهود خفض التضخم الذي سيصل إلى أعلى ذروة له هذا العام في مايو (أيار) الحالي عند 75 إلى 76 في المائة، بعد رفع دعم فواتير الغاز الطبيعي الذي طبق لمدة عام منذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو 2023.

وأكد شيمشك أن البرنامج الاقتصادي المطبق حالياً يعمل، وسيستمر في العمل، مؤكداً أن التضخم سينخفض ​​بدءاً من أشهر الصيف، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى التأثير المتأخر للسياسة النقدية المتشددة.

وتطرق شيمشك إلى الشائعات التي تتردد حول زيادة الضرائب مجدداً، وأكد أنهم أعلنوا للجمهور، مراراً وتكراراً، أنه لن يتم تطبيق زيادات جديدة على ضريبة الدخل وضريبة الشركات، ولن يتم تغيير الحد الأعلى لضريبة القيمة المضافة، لكن على الرغم من ذلك فلا تزال بعض الدوائر مستمرة في التكهن بشأن هذه القضية.

وأكد أن «حاجة تركيا إلى الموارد الأجنبية آخذة في التناقص؛ لأن عجز الحساب الجاري آخذ في التراجع. ولا توجد مشكلة في حصول تركيا على التمويل، نريد خفض عجز الموازنة بشكل دائم، بما في ذلك نفقات إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلازل، إلى أقل من 3 في المائة، بدءاً من العام المقبل، وإبقاء الدين عند مستوى منخفض».

وأضاف: «سيكون هناك موارد مخصصة للتحول الأخضر والتحول الرقمي والتحول الصناعي، وسندعم مصدّرينا بقوة، ولن نتردد في زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية».

تراجع الإنتاج الصناعي والبطالة

في الوقت ذاته، أظهرت بيانات لمعهد الإحصاء التركي، الجمعة، تراجع الإنتاج الصناعي في مارس (آذار) الماضي بنسبة 0.3 في المائة على أساس ‏شهري في قراءة معدلة في ضوء العوامل الموسمية وعوامل ‏التقويم.‏

أما على المستوى السنوي فأشار معهد الإحصاء إلى أن الإنتاج ارتفع بنسبة 4.3 في المائة.

وأعلن معهد الإحصاء التركي، في بيان آخر، تراجع البطالة بمقدار 0.1 نقطة ليصل معدلها إلى 8.6 في المائة، ويقدر معدل البطالة بـ6.8 في المائة للرجال و12 في المائة للنساء.

وارتفع عدد العاملين بمقدار 139 ألف شخص في مارس، مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 32 مليوناً و588 ألف شخص، كما ارتفع معدل التشغيل بنسبة 0.2 نقطة ليصل إلى 49.5 في المائة. وبلغ هذا المعدل 66.9 في المائة للرجال و32.5 في المائة للنساء.

وانخفض عدد العاطلين عن العمل الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر بمقدار 19 ألف شخص في مارس، مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 3 ملايين و57 ألف شخص.


مبيعات «تي إس إم سي» التايوانية تقفز 60% مدعومة بالذكاء الاصطناعي

هاتف ذكي يحمل شعار «تي إس إم سي» على اللوحة الأساسية للكمبيوتر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «تي إس إم سي» على اللوحة الأساسية للكمبيوتر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
TT

مبيعات «تي إس إم سي» التايوانية تقفز 60% مدعومة بالذكاء الاصطناعي

هاتف ذكي يحمل شعار «تي إس إم سي» على اللوحة الأساسية للكمبيوتر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «تي إس إم سي» على اللوحة الأساسية للكمبيوتر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

حققت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية «تي إس إم سي» (TSMC) زيادة في المبيعات بنسبة 60 في المائة خلال شهر أبريل (نيسان)، لتصل إلى 236 مليار دولار تايواني جديد (7.3 مليار دولار)؛ إذ دعم الطلب المستمر على الذكاء الاصطناعي بدايات التعافي في مجال إلكترونيات المستهلكين، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الجمعة.

وتشير التقديرات إلى أن مبيعات أكبر شركة مصنعة للرقائق في العالم زادت بنحو الثلث خلال الربع الحالي، بعد نمو الإيرادات بنسبة 34.3 في المائة في مارس (آذار) الماضي، مدعومة إلى حد كبير بالطلب الكبير على أشباه الموصلات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.

واستأنفت صناعة الهواتف الذكية العالمية نموها في الربع الأول من العام، بما في ذلك السوق الصينية التي تشهد منافسة قوية، مما قد يحفز الطلب على شرائح الهاتف، المنتج الرئيسي لشركة «تي إس إم سي».

وتمكنت الشركة، ومقرها هسينشو، من الصمود أمام ضعف الطلب على الأجهزة الإلكترونية الشخصية العام الماضي، وهو ما ساعدت فيه إلى حد كبير رقائق الذكاء الاصطناعي المطلوبة بشدة من شركة «إنفيديا».

والآن يقترن تعزيز الذكاء الاصطناعي بتوقعات متزايدة للطلب الاستهلاكي، على الرغم من تحذير الرئيس التنفيذي للشركة، سي سي وي، من وتيرة أي انتعاش.

وارتفعت أسهم الشركة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في أبريل، حيث حافظت على موقعها المتميز للاستفادة من صعود تقنية الذكاء الاصطناعي؛ كونها الشركة المصنعة الوحيدة لشركة «إنفيديا» لأكثر شرائح التدريب تطوراً.

كما تصنع «تي إس إم سي» أشباه موصلات لشركة «أبل»، التي أعلنت للتو عن تشكيلة جديدة من أجهزة «آيباد»، وكذلك لشركة «أيه دي إم»، وهي أقرب منافسة لشركة «إنفيديا» في سباق شرائح الذكاء الاصطناعي.


النفط يرتفع بفضل بيانات صينية قوية وصراع الشرق الأوسط

مضخات نفطية في أحد حقول النفط الصخري في الأرجنتين (رويترز)
مضخات نفطية في أحد حقول النفط الصخري في الأرجنتين (رويترز)
TT

النفط يرتفع بفضل بيانات صينية قوية وصراع الشرق الأوسط

مضخات نفطية في أحد حقول النفط الصخري في الأرجنتين (رويترز)
مضخات نفطية في أحد حقول النفط الصخري في الأرجنتين (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة مواصلة اتجاهها الصعودي، وذلك بفضل مؤشرات على تحسن الاقتصاد الصيني، ومع عدم التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات الرامية لوقف القتال في قطاع غزة.

وبحلول الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 31 سنتاً، أو ما يعادل 0.37 بالمائة، إلى 84.19 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتاً، أو 0.49 بالمائة، إلى 79.65 دولار.

وفي الجلسة السابقة، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في أسبوع بفضل بيانات أظهرت زيادة واردات النفط الخام في الصين في أبريل (نيسان) الماضي، ومع اعتبار المستثمرين تباطؤ سوق العمل الأميركية مؤشراً على تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة.

وعادت الصادرات والواردات الصينية إلى النمو في أبريل بعد انكماشها في الشهر السابق، مما يشير إلى تحسن الطلب. وقالت «أيه إن زد» للأبحاث في مذكرة إن «العلامات المستمرة على قوة الطلب في الصين من شأنها أن تجعل سوق السلع الأولية تحظى بدعم جيد متواصل».

وذكرت ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرنسيسكو يوم الخميس أن هناك قدراً كبيراً من الضبابية في الولايات المتحدة حول اتجاه التضخم في الأشهر المقبلة، ولكنها عبرت عن ثقتها في أن ضغوط الأسعار تواصل التراجع.

ولم تذكر دالي ما إذا كانت تعتقد أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد يخفض أسعار الفائدة هذا العام. وتتوقع الأسواق المالية أن يبدأ المركزي الأميركي دورة التيسير النقدي في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال سكان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق في رفح يوم الخميس، في حين رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تهديد الرئيس الأميركي جو بايدن بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا ما هاجمت المدينة الواقعة في جنوب غزة.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير ليل الخميس أن أحدث جولة من المفاوضات غير المباشرة في القاهرة الرامية لوقف الأعمال القتالية في غزة انتهت، وأن إسرائيل ستمضي قدماً في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من القطاع كما هو مزمع.

وفي سياق منفصل، قالت مصادر مطلعة يوم الجمعة إن شركة «أرامكو السعودية» ستورد الكميات المتعاقد عليها من النفط الخام بالكامل إلى أربع مصافٍ آسيوية على الأقل في يونيو (حزيران) المقبل.

ويأتي هذا بعد أن رفعت أكبر دولة مصدرة للخام في العالم أسعار يونيو لمعظم الخامات المتجهة إلى آسيا إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، مما يؤكد الطلب القوي هذا الصيف.

ومع ارتفاع الأسعار، قالت مصادر مطلعة إن واردات شركات التكرير الصينية من النفط الخام السعودي ستقل في يونيو عنها في مايو (أيار) الجاري.

وقالت المصادر إن من المتوقع أن تنخفض كمية الخام السعودي المقرر تحميلها إلى الصين بنحو 5.8 مليون برميل في يونيو، من 45 مليون برميل في مايو. وأضافت أن ذلك يشمل خفض الإمدادات 6.8 مليون برميل لشركات التكرير الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى زيادة مليون برميل لإحدى شركات التكرير الخاصة.

وفي غضون ذلك، فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع غير مسبوق يوم الجمعة بقيادة أسهم شركات الطاقة والتعدين، واتجه المؤشر القياسي لأكبر مكسب أسبوعي منذ أواخر يناير (كانون الثاني) بفعل تزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة في المنطقة.

وتقدم المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.5 بالمائة في موجة صعود واسعة وضعته على طريق تحقيق مكسب أسبوعي 2.8 بالمائة.

وألمح بنك إنجلترا في وقت سابق من الأسبوع الجاري إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة خلال الصيف، في حين تبنى البنك المركزي السويدي أول خفض منذ عام 2016. وأشار البنك المركزي الأوروبي في اجتماع السياسة النقدية الشهر الماضي إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة في يونيو. وتسلط تلك الأنباء الضوء على تحرك أوروبا في مسار مغاير عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتصدر مؤشر السلع الأولية القطاعات الرابحة بمكاسب بلغت 1.4 بالمائة بفضل ارتفاع أسعار المعادن، في حين صعد مؤشر شركات الطاقة بنحو 1.1 بالمائة بدعم من مكاسب أسعار النفط.

وقفز سهم مجموعة «إيفيكو» 4 بالمائة بعد أن أعلنت الشركة الإيطالية لصناعة الشاحنات والحافلات نمو أرباحها التشغيلية في الربع الأول، وتحسن هوامش الربح في جميع قطاعات الأعمال.

وصعد سهم «زالاندو» 3.8 بالمائة بعد أن رفعت شركة «بيرينبرغ» للوساطة المالية توصيتها لسهم شركة التجارة الإلكترونية الألمانية إلى «شراء» من «احتفاظ»، في حين انخفض سهم «سيمرايس» 1.2 بالمائة بعد أن خفضت «بيرينبرغ» توصيتها لسهم شركة صناعة النكهات والعطور الألمانية إلى «احتفاظ» من «شراء».


«المركزي» الأوروبي يمهد الطريق لخفض الفائدة في يونيو مع تراجع التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت - ألمانيا (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت - ألمانيا (رويترز)
TT

«المركزي» الأوروبي يمهد الطريق لخفض الفائدة في يونيو مع تراجع التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت - ألمانيا (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت - ألمانيا (رويترز)

أظهرت محاضر اجتماع المصرف المركزي الأوروبي الذي عُقد في أبريل (نيسان) أن صانعي السياسة النقدية خلصوا إلى أن التضخم في منطقة اليورو في طريقه للتراجع إلى 2 في المائة العام المقبل، ما يعني أن المركزي سيكون على الأرجح في وضع يسمح له بخفض أسعار الفائدة في يونيو.

ورغم إبقاء المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى قياسي مرتفع، الشهر الماضي، فإنه أوضح أن الخطوة التالية ستكون خفضاً للأسعار، على الأرجح في 6 يونيو، بشرط أن تظل بيانات الأجور والتضخم على مسارها الحالي الحميد نسبياً، وفق «رويترز».

وقال المصرف في محضر اجتماع 10 و11 أبريل، الذي تم نشره يوم الجمعة، «إن مجلس الإدارة رأى أنه من المحتمل أن يكون المجلس في وضع يسمح له ببدء تخفيف القيود المفروضة على السياسة النقدية في اجتماع يونيو إذا أكدت البيانات الإضافية التي يتم تلقيها بحلول ذلك الوقت نظرة التضخم على المدى المتوسط المضمنة في توقعات مارس (آذار)».

وبدا صانعو السياسات واثقين للغاية بشأن التوقعات، حتى إن بعضهم طرح الحجة لبدء التيسير النقدي في أبريل، وهو الاقتراح الذي تم إلغاؤه في نهاية المطاف بأغلبية واسعة، والتي دعت إلى الصبر حتى ظهور المزيد من بيانات الأجور والأسعار.

وزعم عدد قليل من المعارضين، كما وصفت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الشهر الماضي، أن أسعار الفائدة التي يقدمها المركزي سوف تستمر في تقييد الاقتصاد حتى بعد التخفيض الأولي، وبالتالي فإن تشديد السياسة في الماضي سوف يستمر في العمل من خلال الاقتصاد.

ومع ذلك، يجادل معظمهم بأن يونيو لن يكون خفضاً لمرة واحدة فقط، حتى لو لم يتم تحديد توقيت التحركات الإضافية مسبقاً، لإعطاء صانعي السياسة مرونة في حالة حدوث تغييرات مفاجئة في الظروف الاقتصادية.

ومنذ اجتماع أبريل، أكد صانعو السياسة أن خفض أسعار الفائدة في 6 يونيو أصبح أمراً واقعاً تقريباً، لكن مسار الأسعار بعد ذلك غير مؤكد، بالنظر إلى تقلب التضخم، وإمكانية تأجيل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتخفيضات أسعاره الخاصة.

وفي تحول صغير آخر في رسالة المصرف، يرى صانعو السياسات الآن أن تكلفة عدم تحقيق هدف التضخم على قدم المساواة مع التجاوز، وهو انعكاس بالنسبة للكثيرين الذين زعموا أن نمو الأسعار السريع للغاية كان الخطر الأكبر.

وأضاف المركزي الأوروبي أن «مخاطر الانخفاض عن مستوى التضخم المستهدف واضطرار دفع ثمن باهظ في نهاية المطاف من حيث الانخفاض في النشاط، يُنظر إليها الآن على أنها لا تقل على الأقل عن مخاطر التحرك في وقت مبكر وتجاوز الهدف على المدى المتوسط».

وتتوقع الأسواق الآن خفض أسعار الفائدة حتى ثلاث مرات هذا العام، أو مرتين بعد يونيو، على الأرجح في سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول)، عندما ينشر المركزي الأوروبي أيضاً توقعات اقتصادية جديدة.

واستقر التضخم في منطقة اليورو عند 2.4 في المائة، الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يتذبذب حول هذا المستوى لبقية العام قبل أن يتراجع إلى هدف المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة في عام 2025.

وفي حين أعلن المصرف علناً أن السياسة النقدية لا تعتمد على تحركات الفيدرالي الأميركي، فإن قرارات المركزي الأكبر في العالم تؤثر على ظروف التمويل في جميع أنحاء العالم، مما يحد من حرية المركزي الأوروبي؛ لأن الفرق المتسع في أسعار الفائدة يضعف اليورو ويدفع التضخم المستورد إلى الارتفاع.


تزايد توقعات تشديد السياسة النقدية في اليابان دعماً للين

رجل يعبر الطريق أمام محطة قطارات في إحدى ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يعبر الطريق أمام محطة قطارات في إحدى ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

تزايد توقعات تشديد السياسة النقدية في اليابان دعماً للين

رجل يعبر الطريق أمام محطة قطارات في إحدى ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
رجل يعبر الطريق أمام محطة قطارات في إحدى ضواحي العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

انضمت شركة الاستثمار المالي «فانغارد غروب» إلى الأصوات التي تطالب بتشديد السياسة النقدية اليابانية خلال العام الحالي لدعم الين الياباني المتدهور.

وقال أليس كوتني، رئيس إدارة بحوث أسعار الفائدة الدولية في شركة «فانغارد غروب»، إن البنك المركزي الياباني سيرفع سعر الفائدة الرئيسية إلى 0.75 في المائة بنهاية العام الحالي، مقابل ما يتراوح بين صفر و0.1 في المائة حالياً، مع احتمال زيادة سعر الفائدة إلى 0.25 في المائة خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي اليابانية الشهر المقبل.

في المقابل، أشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن الأسواق المالية تراهن على زيادة سعر الفائدة بمقدار 21 نقطة أساس فقط بنهاية العام الحالي، بحسب ما أظهرته مبادلات الأسواق حتى الآن.

وتأتي تصريحات كوتني، بعد تصريحات شركة «باسيفيك إنفستمنت مانجمنت» (بيمكو)، وهي إحدى أكبر شركات إدارة أصول في العالم، والتي قالت إنها تتوقع ارتفاع سعر الفائدة اليابانية إلى 0.75 في المائة خلال العام الحالي. كما يتوقع الخبراء في بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس غروب» ارتفاع سعر الفائدة اليابانية إلى 1.5 في المائة بحلول 2027.

ويذكر أن اليابان رفعت سعر الفائدة الرئيسية من أقل من صفر في المائة إلى 0.1 في المائة خلال مارس (آذار) الماضي. لكن الين واصل تراجعه رغم زيادة الفائدة اليابانية ليصل إلى أقل مستوياته منذ ثلاثة عقود تقريباً أمام الدولار في الشهر الماضي؛ بسبب الفارق الكبير بين الفائدة اليابانية والفائدة الأميركية التي تتراوح حالياً بين 5.25 و5.5 في المائة.

ومن ناحيتها، تتدخل الحكومة اليابانية في سوق الصرف بطرح كميات من العملة الأميركية لدعم العملة المحلية. وتشير بيانات البنك المركزي الياباني إلى احتمال تدخل اليابان في سوق الصرف للمرة الثانية خلال الأسبوع الحالي بهدف وقف تدهور الين أمام الدولار، وهو ما يشير إلى تكثيف جهود الحكومة لدعم العملة المحلية. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن تحليل بيانات البنك المركزي يشير إلى أن اليابان أنفقت نحو 3.5 تريليون ين (22.5 مليار دولار) لدعم عملة البلاد.

وأعلن البنك المركزي الياباني مطلع الشهر الحالي تراجع الحساب الجاري بنحو 4.36 تريليون ين بسبب عوامل مالية في يوم العمل التالي ليوم الثلاثاء الماضي، في حين كان المتوسط وفقاً لتوقعات شركات الصرافة يبلغ 833 مليار ين فقط.

وجاء الكشف عن هذه الأرقام بعد أقل من يوم على ارتفاع الين بشدة أمام الدولار؛ وهو ما يشير إلى قيام السلطات اليابانية بتحرك غير معتاد في سوق الصرف، بعد إعلان مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الإبقاء على أسعار الفائدة والإشارة إلى احتمال تأجيل قراره خفض الفائدة لوقت أطول المتوقع نتيجة عودة التضخم إلى الارتفاع.

وفقد الين نحو 10 في المائة من قيمته أمام العملة الخضراء منذ بداية العام الحالي، ليصبح العملة الأسوأ أداءً بين العملات العشر الرئيسية في العالم.

وفي الأسواق، ارتفع المؤشر نيكي الياباني عند الإغلاق يوم الجمعة مدعوماً بنتائج أعمال إيجابية ومكاسب في «وول ستريت» خلال الليلة السابقة، رغم أن عمليات جني أرباح حدت من تحقيقه مزيداً من المكاسب.

وأنهى المؤشر نيكي جلسة نهاية الأسبوع على ارتفاع نسبته 0.41 في المائة مسجلاً 38229.11 نقطة، بعد أن صعد بأكثر من واحد في المائة في التعاملات المبكرة. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً على زيادة بنسبة 0.54 في المائة مسجلاً 2728.21 نقطة.

وشهد «نيكي» تعاملات متقلبة خلال الأسبوع المنقضي، بعد أن سجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 38863.14 نقطة يوم الثلاثاء.

وتحسنت معنويات المستثمرين هذا الأسبوع بعد تجدّد الرهانات بشأن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إثر صدور بيانات لنمو الوظائف بنسبة أقل من المتوقع في أبريل (نيسان). وأغلقت «وول ستريت» على ارتفاع خلال الليلة السابقة بعد أن عززت بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الآمال بخفض أسعار الفائدة. وساعد ذلك مع صدور نتائج أعمال قوية لشركات يابانية في دعم «نيكي».

لكن مستثمرين قرّروا جني الأرباح عندما اقترب المؤشر من مستوى مهم عند 39 ألف نقطة في التداول الصباحي؛ مما حدّ من المكاسب. ولم يسجل المؤشر نيكي بذلك تغيراً يذكر في الأداء الأسبوعي بعد أن حقق مكاسب أسبوعية لأسبوعين متتاليين.

وحققت أسهم شركات الألعاب مكاسب قوية؛ إذ ارتفع سهم مجموعة «كونامي غروب» 9.3 في المائة متصدراً المكاسب، وصعدت أسهم «بانداي نامكو هولدينغز» 5.6 في المائة، و«نينتندو» 3.3 في المائة. وارتفع سهم شركة «دايكن إندستريز» للمعدات الكهربائية 8.2 في المائة.

وتراجعت أسهم شركة «سكرين هولدينغز» المرتبطة بصناعة الرقائق 12.2 في المائة. وانخفضت أسهم «باناسونيك» 4.7 في المائة بعد عدم تمكن وحدة الطاقة التابعة للشركة من تحقيق ربح تشغيلي متوقع.


السيارات الصينية... بين صادرات قياسية ومبيعات محلية متراجعة

آلاف السيارات المعدة للتصدير في أحد مواني شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف السيارات المعدة للتصدير في أحد مواني شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

السيارات الصينية... بين صادرات قياسية ومبيعات محلية متراجعة

آلاف السيارات المعدة للتصدير في أحد مواني شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف السيارات المعدة للتصدير في أحد مواني شرق الصين (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن صادرات الصين من السيارات ارتفعت إلى مستوى قياسي في أبريل (نيسان)، مع تراجع المبيعات المحلية 5.8 بالمائة عنها قبل عام، وسط احتدام المنافسة السعرية وحذر المستهلكين بشأن الإنفاق على السلع الكبيرة خلال فترة هشة من الانتعاش الاقتصادي.

وقالت جمعية سيارات الركاب الصينية إن صادرات السيارات قفزت بنسبة 38 بالمائة على أساس سنوي في أبريل، لتواصل الزخم القوي من الشهر السابق الذي سجل نمواً بنسبة 39 بالمائة في الصادرات.

وقال تسوي دونغشو، الأمين العام للاتحاد، إن التحقيق المستمر الذي يجريه الاتحاد الأوروبي بشأن مكافحة الدعم في شركات صناعة السيارات الصينية قد عطل وضغط على صادرات السيارات إلى الكتلة، لكن الصين تستكشف بنشاط أسواق الصادرات في أميركا الجنوبية وأستراليا والآسيان. وأشار إلى أن شركات صناعة السيارات المحلية سيتعين عليها الاختيار بين الذهاب إلى الخارج (في أسواق جديدة) أو الخسارة (في الأسواق الحالية وداخلياً)، مع اشتداد المنافسة في السوق المحلية.

وأظهرت بيانات أن مبيعات سيارات الركاب في أكبر سوق للسيارات في العالم انخفضت بنسبة 5.8 بالمائة في أبريل مقارنة بها قبل عام إلى 1.55 مليون وحدة، وتراجعت 9.6 بالمائة عن مارس (آذار). وارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 5.7 بالمائة في مارس على أساس سنوي، وقفزت بنسبة 53 بالمائة على أساس شهري.

وقال تسوي: «كان تباطؤ السوق أسوأ من المتوقع، في حين لا تزال بعض شركات صناعة السيارات تسعى جاهدة لمواصلة الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع المخزونات لدى الوكلاء».

وفي حين ارتفعت حصة مبيعات سيارات الطاقة الجديدة إلى مستوى مرتفع جديد، مما يمهد الطريق لأكبر سوق للسيارات في العالم لتسريع هدفها الأخضر، فإن مبيعات السيارات الكهربائية لا تزال أبطأ بكثير من مبيعات السيارات الهجينة.

وشكلت سيارات الطاقة الجديدة 43.5 بالمائة من إجمالي مبيعات السيارات، وهو أعلى مستوى قياسي خلال شهر كامل، وحددت الصين هدفاً بنسبة 45 بالمائة بحلول عام 2027.

وتسارعت مبيعات السيارات الكهربائية إلى 12.1 بالمائة في أبريل من 10.5 بالمائة في مارس، في حين قفزت مبيعات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 64.2 بالمائة مقابل ارتفاع بنسبة 75.4 بالمائة في مارس.

ويقود قطاع السيارات الكهربائية الهجينة القابلة للشحن، الذي نما بشكل أسرع منذ عام 2022، نجاح العملاق المحلي «بي واي دي»؛ إذ يشكل 57 بالمائة من مبيعات سيارات الشركة في أبريل.

وأظهرت بيانات الجمعية أن حصة الصين من سوق السيارات الكهربائية الهجينة العالمية ارتفعت إلى ما يقرب من 70 بالمائة في الربع الأول. وتخلفت شركات صناعة السيارات اليابانية التي كانت رائدة في مجال التقنيات الهجينة عن الركب؛ إذ استحوذت على 1.9 بالمائة فقط من سوق السيارات الكهربائية الهجينة العالمية القابلة للشحن في الربع الأول.

وتؤكد مبيعات السيارات الكهربائية المتواضعة مقابل الرهانات المتزايدة على مستقبل كهربائي بالكامل، على تباطؤ الطلب في الصين على الرغم من حرب الأسعار الطويلة التي اجتذبت أكثر من 40 علامة تجارية.

ولجذب المستهلكين الحذرين، أعلنت الصين عن دعم يصل إلى 10 آلاف يوان (1380 دولاراً) لكل قطعة لتجارة السيارات، وبدأ المزيد من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك «تسلا» و«بي واي دي»، في تقديم الطرازات الأكثر مبيعاً من دون دفعات مقدمة.


رئيس «فيدرالي» أتلانتا: تباطؤ الاقتصاد قد يدفع «المركزي» لخفض الفائدة

منظر عام لمبنى مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
منظر عام لمبنى مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي» أتلانتا: تباطؤ الاقتصاد قد يدفع «المركزي» لخفض الفائدة

منظر عام لمبنى مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
منظر عام لمبنى مصرف «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

قال رئيس بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إن المصرف المركزي الأميركي من المرجح أن يظل على المسار الصحيح لخفض أسعار الفائدة هذا العام حتى لو كان توقيت ومدى التيسير النقدي غير مؤكدين وإذا حدث المزيد من الانخفاض في التضخم ببطء.

وفي مقابلة مع «رويترز» يوم الخميس، قال بوستيك في أول تعليق علني له منذ اجتماع المركزي الأسبوع الماضي: «ما زلت أؤمن» بأنه يمكن خفض أسعار الفائدة هذا العام على الرغم من الربع الأول الذي يبدو فيه أن وتيرة ارتفاع الأسعار قد توقفت بشكل جيد عن هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ولفت بوستيك إلى أن المحادثات مع الشركات في منطقة «الاحتياطي الفيدرالي» في جنوب شرق الولايات المتحدة تشير إلى أن نمو الأجور والوظائف سيتباطأ على الأرجح، وأن معظم الشركات تشعر أن قوتها التسعيرية تتراجع بعد الارتفاعات السريعة في الأسعار التي دفعت التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاماً في عام 2022.

وأضاف: «هناك توقع لمعظم أصحاب العمل الذين أتحدث إليهم بأن يعودوا إلى نمو الأجور قبل الجائحة». وباستثناء شركات التكنولوجيا ربما، «نسمع من الجميع تقريباً... قدرتهم على التسعير وصلت إلى حدها الأقصى إلى حد كبير».

وذكر بوستيك أن هذا من شأنه أن يمهد الطريق لمزيد من التقدم بشأن التضخم خلال العام، ولقيام بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في النهاية بتخفيف السياسة النقدية. ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت.

وأشار بوستيك، على سبيل المثال، إلى أنه على الرغم من أن نمو الوظائف الأميركية في أبريل (نيسان) كان أضعف من المتوقع، فإن المكاسب التي بلغت 175 ألف وظيفة لا تزال تمثل رقماً قوياً يحتاج إلى المزيد من الانخفاض ليشعر بأنه يتماشى مع هدف التضخم الذي حدده «الاحتياطي الفيدرالي».

وقال: «لا أعتقد أننا سنعرف ذلك على الأقل لبضعة أشهر. أنا آمل أن نستمر في رؤية هذا التباطؤ لأن توقعاتي تقول حقاً إنك ستحتاج إلى رؤية بعض التباطؤ من أجل إعادة التضخم إلى هدفنا البالغ 2 في المائة... ما زلنا نشهد نمواً قوياً في الوظائف».

وكان بوستيك، الذي يحق له التصويت في اللجنة الفيدرالية المفتوحة للسوق المسؤولة عن تحديد سياسة المركزي هذا العام، قد أيد قرار الأسبوع الماضي بالإبقاء على سعر الفائدة القياسي ثابتاً مرة أخرى في النطاق الذي تم تحديده في يوليو (تموز) بين 5.25 و5.50 في المائة.

خفض واحد متأخر هذا العام

وقال بوستيك إنه لا يزال يرى أن خفضاً واحداً بربع نقطة مئوية من المحتمل أن يظهر في وقت لاحق من هذا العام، وإن تركيزه الآن أقل على مقدار انخفاض سعر السياسة على مدار عام 2024 وأكثر على تحديد التوقيت المناسب لأي تحرك أقل.

وأضاف: «سنضطر فقط إلى التحلي بالصبر والانتظار حتى يمنحنا التضخم إشارات بأنه يتجه بشكل أكثر صلابة نحو 2 في المائة. سيستغرق الأمر بعض الوقت. بالنسبة لي، السؤال هو متى سيحدث هذا الأمر لأول مرة، وليس كم مرة هذا العام؟».

وقام مسؤولو «الاحتياطي الفيدرالي» والمستثمرون بدفع تلك اللحظة إلى الوراء هذا العام بشكل مطرد من تخفيضات أسعار الفائدة التي كان من المتوقع أن تبدأ في شهر مارس (آذار) ولكن من غير المتوقع الآن أن تبدأ حتى سبتمبر (أيلول). وسيقوم مسؤولو «الفيدرالي» بتحديث توقعاتهم الاقتصادية وأسعار الفائدة في اجتماعهم يومي 11 و12 يونيو.

ويتوقع رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في أتلانتا عودة التضخم إلى 2 في المائة في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026، وهي عملية بطيئة للعودة إلى مستوى استقرار الأسعار الذي حدده «الفيدرالي»، والذي يعتقد أنه سيسمح للمركزي بتجنب ارتفاع حاد في البطالة. وارتفع مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، بمعدل سنوي قدره 2.7 في المائة في مارس.

وعلى الرغم من الحاجة إلى تباطؤ نمو الوظائف، لا يزال بوستيك يقدر أن المكاسب الشهرية للوظائف في نطاق مئات الآلاف «المنخفضة» - وهو أقل بكثير مما كان شائعاً خلال الجائحة - ستتماشى مع معدل بطالة ثابت في الولايات المتحدة.

وارتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 3.9 في المائة في أبريل، واستمر في تحقيق معدلات بطالة أقل من 4 في المائة لمدة عامين وهو ما لم يُشاهد منذ الستينات. وقد رفض معظم مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» النمو الضعيف الذي بلغ 1.6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول باعتباره لا يعكس القوة الحقيقية للاقتصاد.

والقضية الآن هي إلى أي مدى يجب أن يهدأ هذا الأمر حتى يتسنى للتضخم أن ينخفض، ومدى سرعة حدوث ذلك.

وأعرب بوستيك عن تفاؤله بإمكانية تخفيف الضغوط السعرية، حتى لو كان «معدل الفائدة الأساسي بحاجة إلى البقاء أعلى لفترة أطول وستكون الرحلة صعبة».

وقال بوستيك: «عندما أتحدث إلى قادة الأعمال، يخبرونني جميعاً أنهم يرون تباطؤ الأمور... ونرى الشيء نفسه في استطلاعاتنا أيضاً. ولكن من الواضح جداً أن الاقتصاد الأميركي قوي جداً. إنه يستمر في إنتاج الكثير من المنتجات والوظائف... يجب أن نلتزم بخفض التضخم إلى 2 في المائة. وفي النهاية، سيتعين علينا القيام بكل ما يلزم للوصول إلى هناك».


أميركا بصدد فرض رسوم جديدة على صناعات صينية استراتيجية

علما الصين والولايات المتحدة على منصة خلال أحد اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين العام الماضي (أ.ف.ب)
علما الصين والولايات المتحدة على منصة خلال أحد اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

أميركا بصدد فرض رسوم جديدة على صناعات صينية استراتيجية

علما الصين والولايات المتحدة على منصة خلال أحد اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين العام الماضي (أ.ف.ب)
علما الصين والولايات المتحدة على منصة خلال أحد اللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين العام الماضي (أ.ف.ب)

ذكرت مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بصدد الإعلان عن فرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الصينية بحلول الأسبوع المقبل، ومن المتوقَّع أن تستهدف هذه الرسوم قطاعات صناعية استراتيجية صينية.

ونقلت «وكالة بلومبرغ للأنباء» عن المصادر قولها إن القرار المتوقَّع نتاج مراجعة ما يُطلق عليه «رسوم المادة 301» التي كانت فُرِضت في بداية ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018.

وسوف تتركز الرسوم الجديدة على صناعات رئيسية مثل السيارات الكهربائية والبطاريات والخلايا الشمسية، مع استمرار العمل إلى حد كبير بالرسوم الجمركية المطبقة بالفعل. وذكر مصدران أنه من المتوقَّع أن يتم إعلان القرار بحلول يوم الثلاثاء المقبل.

وأفادت «بلومبرغ» بأنه رغم احتمال تأجيل صدور القرار، فإنه يمثل واحداً من أهم الخطوات التي قام بها بايدن في إطار السباق الاقتصادي مع الصين، ويأتي بعد دعوة الرئيس، الشهر الماضي، إلى زيادة الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألومنيوم الصينية، والبدء رسمياً في تحقيق جديد بشأن صناعة السفن الصينية.

ومن المرجَّح أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى تداعيات فورية على الشركات الصينية.

وجدير بالذكر أن كبرى شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية لا تستطيع دخول الأسواق الأميركية بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات، كما أن شركات الخلايا الشمسية الصينية تصدِّر منتجاتها للولايات المتحدة عبر دول ثالثة لتفادي القيود الجمركية، في الوقت الذي تسعى فيه الشركات الأميركية العاملة في هذا المجال إلى زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.

ومن جهة أخرى، أضافت الولايات المتحدة الخميس 37 كياناً صينياً إلى لائحتها السوداء التجارية، بينها شركات مرتبطة وفقاً لواشنطن بمنطاد صيني يُشتبه في أنه لأغراض التجسس حلَّق فوق الأراضي الأميركية، مطلع عام 2023.

وقالت وزارة التجارة إنها تستهدف أيضاً مَن يسعون إلى الحصول على منتجات أميركية لتعزيز قدرات الصين في مجال التكنولوجيا. وأشارت في بيان إلى أن «هذه النشاطات لها تطبيقات عسكرية كبيرة وتشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي الأميركي».

ولا يمكن للشركات المضافة إلى «لائحة الكيانات» الحصول على العناصر والتكنولوجيا الأميركية دون إذن حكومي.

وأضافت وزارة التجارة أن بعض الكيانات المستهدفة مرتبطة أيضاً بتقدم البرامج النووية الصينية، أو «متورطة في شحن مواد خاضعة للرقابة إلى روسيا» بعد غزو موسكو لأوكرانيا عام 2022.

وقال آلان استيفيز، نائب وزارة التجارة المكلف الصناعة والأمن، في البيان: «يجب أن نبقى يقظين في جهودنا لمنع كيانات مماثلة من الوصول إلى تقنيات أميركية يمكن استخدامها بطرق تضر بأمننا القومي».

وفي فبراير (شباط) 2023، أضافت وزارة التجارة 6 كيانات صينية إلى لائحة القيود التجارية بعد حادثة المنطاد.

وفي تعليق على الخطوة الأميركية، أكدت الصين أنها «لطالما عارضت بشدة» اللائحة الأميركية السوداء واستخدامها لـ«كبح وقمع» الشركات الصينية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحافي، إنه يحق لموسكو وبكين إقامة علاقات اقتصادية وتبادلات تجارية طبيعية من دون تدخل أو قيود.

واعتبر أن الولايات المتحدة «قمعت الشركات الصينية مدة طويلة بناء على تهديدات مزعومة للأمن القومي، إلا أنه لم يكن في مقدورها على الإطلاق تقديم أدلة مزعومة» على ذلك.

وعبَرَ هذا المنطاد الولايات المتحدة من الغرب إلى الشرق، من ألاسكا إلى كارولاينا الجنوبية، من نهاية يناير (كانون الثاني) إلى بداية فبراير (شباط) 2023، وحلق فوق منشآت عسكرية استراتيجية.

وأُسقط المنطاد في الرابع من فبراير فوق المحيط الأطلسي وانتشل الجيش الأميركي حطامه وعمل على دراسة محتوياته. وأدت الواقعة إلى فتور في العلاقات بين بكين وواشنطن. وألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رحلة كان مخطَّطاً لها منذ فترة طويلة إلى الصين.

وأكدت واشنطن أن المنطاد كان لأغراض التجسس، وهو ما نفته بكين، مدعية أنه انحرف عن غير قصد في المجال الجوي الأميركي.


تباطؤ الاقتصاد يهدد تفاؤل الشركات الأوروبية بالسوق الصينية

عَلما الاتحاد الأوروبي والصين خلال قمة جمعت الطرفين في قاعة الشعب الكبرى في بكين (رويترز)
عَلما الاتحاد الأوروبي والصين خلال قمة جمعت الطرفين في قاعة الشعب الكبرى في بكين (رويترز)
TT

تباطؤ الاقتصاد يهدد تفاؤل الشركات الأوروبية بالسوق الصينية

عَلما الاتحاد الأوروبي والصين خلال قمة جمعت الطرفين في قاعة الشعب الكبرى في بكين (رويترز)
عَلما الاتحاد الأوروبي والصين خلال قمة جمعت الطرفين في قاعة الشعب الكبرى في بكين (رويترز)

تشهد شركات أوروبية عدّة تراجعاً في تفاؤلها بالسوق الصينية الواسعة مع تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد هناك. ورغم أن الصين تسعى بنشاط لجذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز نموها المتباطئ، فإن هذا التباطؤ نفسه يؤثر على خطط الشركات لتوسيع أعمالها في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وفقاً لمسح سنوي شمل أكثر من 500 شركة أوروبية.

ويُعد تباطؤ الاقتصاد حالياً الشغل الشاغل الرئيسي للمشاركين في استطلاع غرفة التجارة الأوروبية في الصين والذي نُشر الجمعة. ولا تزال الصين تحتل مرتبة متقدمة كمكان للاستثمار، إلا أن نسبة الشركات التي تفكر في توسيع عملياتها بالبلاد هذا العام انخفضت إلى 42 في المائة، وهي النسبة الأدنى المسجلة على الإطلاق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت الغرفة في استطلاع ثقة الأعمال الخاص به: «توقعات الأعمال تشهد تشاؤماً غير مسبوق، مع تضرر توقعات الشركات للنمو والربحية، وتصاعد المخاوف بشأن المنافسة».

وتضاف المخاوف الاقتصادية إلى سلسلة طويلة من الشكاوى المتعلقة باللوائح والممارسات التي تقول الشركات إنها تفضّل منافسيها الصينيين أو تفتقر للوضوح، مما يخلق حالة من عدم اليقين لها ولعمالها. وقد أعربت غرف تجارية أخرى، بما في ذلك غرفة التجارة الأميركية في الصين، عن مخاوف مماثلة.

وقال رئيس غرفة التجارة الأوروبية، ينس إسكيلوند، إن تلك المشكلات القديمة تتفاقم الآن بسبب ضعف الاقتصاد؛ مما يؤدي إلى تآكل ثقة الشركات.

وأوضح للصحافيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: «بدأت الشركات تدرك أن بعض الضغوط التي شهدناها في السوق المحلية، سواء كانت منافسة أم ضعف الطلب، ربما تكتسب طابعاً أكثر ديمومة. وهذا الأمر بدأ يؤثر على قرارات الاستثمار والطريقة التي تفكر بها الشركات بشأن تطوير السوق المحلية».

وتحاول الحكومة إطلاق برامج لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي، لكن ثقة المستهلكين لا تزال منخفضة بسبب ضعف سوق العمل. وبلغ النمو الاقتصادي معدلاً سنوياً أسرع من المتوقع وهو 5.3 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، لكن جزءاً كبيراً من نمو الناتج المحلي الإجمالي جاء من الإنفاق الحكومي على البنية التحتية والاستثمار في المصانع والمعدات.

وخلق الاستثمار الضخم في صناعات مثل ألواح الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية منافسة شديدة في الأسعار؛ مما أدى إلى تآكل الأرباح. وأفاد أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع بأنهم يرون وجود فائض في الطاقة الإنتاجية في قطاعهم. وبالنسبة إلى 15 في المائة من الشركات، تكبدت عملياتها في الصين خسائر في عام 2023. وأوضح إسكيلوند أن الشركات الأجنبية تحتاج إلى نمو في الطلب المحلي، وليس القدرة التصنيعية.

وقال: «ما يهم الشركات الأجنبية ليس بالضرورة مجرد رقم رئيسي للناتج المحلي الإجمالي - 5.3 في المائة أو أياً كان - ولكن تكوين الناتج المحلي الإجمالي».

وأشار قرابة 40 في المائة من الشركات إلى أنها نقلت أو تفكر في نقل استثماراتها المستقبلية خارج الصين. وتعدّ جنوب شرق آسيا وأوروبا أكبر المستفيدين، تليهما الهند وأميركا الشمالية. وقال ما يقرب من 60 في المائة إنهم يلتزمون بخطط استثمارهم في الصين، لكن هذا الرقم انخفض مقارنة بالعام الماضي.

وقال إسكيلوند، الجمعة: «الأمر ليس أن الشركات تتخلى عن الصين، ولكننا بدأنا نرى دولاً أخرى تبرز كمنافس جدي لها».

وذكر التقرير أن «جاذبية الصين كوجهة استثمارية رئيسية تتلاشى»، وحذّر من أن الشركات ستسعى إلى فرص في أماكن أخرى ما لم يكن هناك تحسن في بيئة الأعمال.

وانخفضت نسبة الشركات المتفائلة بتوسيع أعمالها في الصين هذا العام إلى نحو الثلث، نزولاً من أكثر من النصف في عام 2023. ولم يكن سوى 15 في المائة متفائلين بنمو الأرباح.

ويتوقع أكثر من النصف خفض التكاليف في الصين هذا العام، بما في ذلك 26 في المائة يخططون لتقليص حجم موظفيهم - وهو ما قال التقرير إنه «سيزيد من الضغط على سوق العمل المتوترة بالفعل».


اقتصاد بريطانيا ينتعش بقوة منهياً «ركوداً فنياً»

عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
TT

اقتصاد بريطانيا ينتعش بقوة منهياً «ركوداً فنياً»

عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)
عمال يسيرون نحو «تاور بريدج» في لندن، بريطانيا (رويترز)

انتعش الاقتصاد البريطاني بأقوى وتيرة في نحو 3 سنوات في الربع الأول من العام، منهياً ما أسماه الاقتصاديون «الركود الفني»، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة اليوم الجمعة.

وقال مكتب الإحصاء الوطني إن الاقتصاد نما بنسبة 0.6 في المائة في الربع الأول مقارنة بفترة الـ3 أشهر السابقة، مع قوة واسعة النطاق عبر قطاع الخدمات الأساسية على وجه الخصوص، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

وكانت الزيادة أعلى من 0.4 في المائة التي توقعها الاقتصاديون والأقوى منذ الربع الرابع من عام 2021 عندما كان الاقتصاد يتعافى بعد الانكماش الحاد خلال جائحة «كورونا».

يأتي ذلك بعد ربعين من الانخفاضات المتواضعة، التي تُعرف في المملكة المتحدة بالركود.

وعلى الرغم من الزيادة الفصلية، فإن الاقتصاد البريطاني لم ينمُ إلا بالكاد خلال العام الماضي. وقد تعثرت أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً عند 5.25 في المائة.

كان هناك أملٌ يوم الخميس بأنها قد تنخفض قريباً. وأشار محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون مطروحاً للنقاش في يونيو (حزيران) إذا استمر التضخم في الاتجاه الهبوطي.

وقام بنك إنجلترا، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والمصارف المركزية الأخرى حول العالم، برفع أسعار الفائدة بشكل كبير في أواخر عام 2021 بالقرب من الصفر لمواجهة ارتفاع الأسعار التي أشعلتها لأول مرة مشكلات سلسلة التوريد خلال جائحة «كورونا»، ثم من قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

وأسعار الفائدة المرتفعة، التي تهدئ الاقتصاد عن طريق جعل الاقتراض أكثر تكلفة، ساعدت في تخفيف التضخم، لكنها أثرت أيضاً على الاقتصاد البريطاني.

وأعرب خبراء الاقتصاد عن أملهم في أنه مع تباطؤ التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، فإن الاقتصاد البريطاني ربما يدخل فترة من النمو المستدام أكثر. ومع ذلك، لا يُتوقع أن يكون قوياً بشكل خاص، حيث يتوقع بنك إنجلترا نمواً بنسبة 0.5 في المائة فقط هذا العام.

وقال مدير الأبحاث الاقتصادية في «ديلويت»، ديبابراتيم دي: «هذا انتعاش قوي بشكل مفاجئ، ومن المحتمل أن يكون نقطة تحول للاقتصاد».

وسيأمل المشرعون في حزب المحافظين الحاكم في المملكة المتحدة، الذي يبدو أنه يتجه نحو هزيمة انتخابية كبيرة في وقت لاحق من هذا العام أمام «حزب العمال»، أن يتم ضبط الاقتصاد بشكل عادل، مما يخفف الضغط على الأسر التي تعاني من ضائقة مالية، بالتالي يساعد في دعم شعور اقتصادي جيد.

وقال وزير الخزانة جيريمي هانت: «لا شك أنه كانت هناك سنوات قليلة صعبة، لكن أرقام النمو يوم الجمعة هي دليل على أن الاقتصاد يعود إلى صحة جيدة لأول مرة منذ الوباء».

وقالت نظيرته في «حزب العمال»، راشيل ريفز، إن هذا «ليس الوقت المناسب للوزراء المحافظين لتحقيق النصر وإخبار الشعب البريطاني أنهم لم يتمتعوا بمثل هذا الوضع الجيد من قبل».