«الحشد» العراقي يسيطر على معبر الوليد مقابل معسكر التنف

«الحشد» العراقي يسيطر على معبر الوليد مقابل معسكر التنف
TT

«الحشد» العراقي يسيطر على معبر الوليد مقابل معسكر التنف

«الحشد» العراقي يسيطر على معبر الوليد مقابل معسكر التنف

أعلنت قيادة العمليات المشتركة سيطرتها على منفذ الوليد العراقي المحاذي لمعبر التنف السوري الذي يسيطر عليه الجيش الأميركي، وأقامت فيه معسكراً لتدريب فصائل «الجيش الحر» لقتال «داعش».
وأفادت خلية الإعلام الحربي أمس، بأن قيادة العمليات خططت وأشرفت على عملية «الفجر الجديد»، وأن «قيادة قوات الحدود انطلقت لتحرير مناطق الشريط الحدودي في المنطقة الغربية، ومن ثلاثة محاور بمشاركة قوات الحدود والحشد العشائري، وإسناد طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي». وزادت أن العملية «أسفرت عن تحرير منفذ الوليد الحدودي ومسك وتحرير الشريط الحدودي المتبقي بين الحدود السورية - العراقية - الأردنية».
وقالت مصادر أمنية إن الشريط الحدودي الذي سيطرة عليه القوات العراقية أمس، يمتد لنحو 60 كيلومتراً، هي المسافة الممتدة من منفذ الوليد وصولاً إلى الحدود الأردنية مع العراق.
ويشترك العراق بمسافة 608 كيلومترات مع سوريا والأردن، وتنطوي السيطرة على منفذ الوليد على أهمية استثنائية للعراق، باعتباره أحد أكبر الممرات المستخدمة لعبور «داعش» والجماعات المسلحة إلى العراق.
وقالت المصادر إن السيطرة على منذ الوليد لا تعني «غلق جميع الحدود العراقية بوجه الإرهاب»، حيث تبقى نحو الـ400 كيلومتر شمال وجنوب مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة البوكمال السورية.
وأفاد مصدر أمنى في محافظة الأنبار أمس، بأن لواءين من حرس الحدود باشرا بمسك منفذ الوليد والشريط الحدودي مع سوريا.
وفي سياق متصل بالمعركة التي تخوضها القوات العراقية على حدود البلاد الغربية المحاذية لسوريا، أعلنت خلية الإعلام الحربي، مقتل 27 إرهابياً، وتدمير عجلات مفخخة ومضافات لعناصر «داعش» غرب محافظة الأنبار. وتابعت أن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة ولواء مغاوير القيادة والحشد العشائري شرعت بإسناد القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي بعملية تفتيش واسعة في المناطق الغربية».
وأسفرت العملية عن «مقتل أكثر من 27 إرهابياً وتدمير 6 عجلات مفخخة و6 مضافات ومعمل للعجلات المفخخة وآخر لتصنيع العبوات الناسفة، بالإضافة إلى تفجير 157 عبوة ناسفة، والعثور على أسلحة وأعتدة تركها الإرهابيون».
من جانبه، يرى الشيخ رافع الفهداوي، وهو من القيادات البارزة في الحشد العشائري السني، أن «السيطرة على منفذ الوليد مسألة غاية في الأهمية لأمن العراق وإنهاء الإرهاب فيه»، معتبرا أن «دمار العراق ودخول (داعش) إلى البلاد أتيا من خلال البوابة السورية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الحشد الشعبي هو من اشترك في معركة السيطرة على منفذ الوليد، ولم يشترك الحشد العشائري، لأنه بلا إمكانات وتجهيزات عسكرية جيدة». وسئل عن رغبة إيران في تأمين طريق يربط إيران بدمشق عبر الأنبار، فقال: «الإجابة عن هذا السؤال ليست عملية إعادة لاكتشاف عنصر الهيدروجين، الموضوع واضح، بالتأكيد لدينا فصائل من الحشد الشعبي تعمل لمصلحة إيران بشكل كبير، لذلك هي تقوم بأي عملية من شأنها خدمة المصالح الإيرانية».
وتابع أن من الطبيعي أن «تفكر إيران، وهي التي تقاتل مع نظام بشار الأسد منذ سنوات، في ممر أو معبر بري يؤمّن لها إيصال المساعدات إليه عبر الأراضي العراقية». وأضاف أن حصول إيران على ممر إلى سوريا عبر محافظة الأنبار «يثير حساسيات كبيرة في المحافظة، وإذا ما حصل الإيرانيون على ذلك، فلن يتوقفوا، سواء قبلنا بذلك أم لم نقبل».
وأشار إلى أنه على الحكومة العراقية الأخذ بنظر الاعتبار «مصلحة البلاد وتقدمها على المصلحة الإيرانية والسورية، لكننا نفتقر للأسف، إلى موقف عراقي يجعل من مصلحة العراق هي الهدف والغاية». وتابع الفهداوي، أن مطالبات الحشد العشائري الحكومة العراقية بتجهيز فصائله المقاتلة «ذهبت أدراج الرياح، لكننا نأمل أن يتم تأهيل فوج من أهالي الأنبار مهمته مسك الصحراء وتفتيشها، ونكون عامل أمان واستقرار لمحافظتنا».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».