كبرى شركات التقنية تتحالف لتطوير تقنيات رقمية آمنة لمواقع الإنترنت

هجرة جماعية بعيدا عن الخدمات المصابة وانتقال التصيد إلى الشبكات الإجتماعية

كبرى شركات التقنية تتحالف لتطوير تقنيات رقمية آمنة لمواقع الإنترنت
TT

كبرى شركات التقنية تتحالف لتطوير تقنيات رقمية آمنة لمواقع الإنترنت

كبرى شركات التقنية تتحالف لتطوير تقنيات رقمية آمنة لمواقع الإنترنت

لم تقف كبرى شركات التقنية مكتوفة الأيدي بعد الإصطدام بثغرة «هارتبليد» قبل أسابيع قليلة، إذ تحالفت 13 شركة من عمالقة التقنية لدعم مشروع بـ100 ألف دولار أميركي سنويا من كل شركة، لمدة 3 أعوام المقبلة لدعم مشاريع أمنية رقمية مفتوحة المصدر. وتأتي هذه المبادرة كرد فعل فوري تجاه ثغرة «هارتبليد» الموجودة في تقنية «أوبين إس إس إل» OpenSSL مفتوحة المصدر التي تحصل الهيئة المشرفة عليها على 2000 دولار أميركي سنويا للدعم (من تبرعات المستخدمين) على الرغم من تطور تقنيات الإنترنت وتداخلها مع الأجهزة المحمولة والهواتف والتلفزيونات الذكية، ونظم التشغيل المختلفة. الشركات الداعمة لهذه المبادرة هي «إنتل» و»فيسبوك» و»غوغل» و»مايكروسوفت» و»آي بي إم» و»سيسكو» و»كوالكوم» و»أمازون ويب سيرفيسيز» و»ديل» و»فوجيتسو» و»نيت آب» و»راك سبيس» و»في إم ووير»، وأطلقت على المبادرة اسم «مبادرة البنية التحتية الجوهرية» Core Infrastructure Initiative. ولا ترى هذه الشركات أن المبادرة عبارة عن عمل خيري، بل قرار عمل حكيم لتطوير بيئة أعمال رقمية صحيحة مقاومة للثغرات الأمنية بشكل أفضل من المبادرات مفتوحة المصدر غير المدعومة بالشكل الصحيح. وسيبحث أعضاء هذه المبادرة في أول مشروع لهم تقنية «أوبين إس إس» ويقدمون الدعم اللازم للمطورين ويوفرون الموارد الضرورية لتطوير مستويات الأمن الممكنة، وإصلاح الثغرات بأكبر قدر ممكن من السرعة.
وخلصت دراسة حديثة أجرتها شركة «جافيلين للأبحاث والإستراتيجيات» Javelin Strategy & Research إلى أن أكثر من ثلث المستخدمين سيتركون الشركات أو المراكز التي تقدم لهم الخدمات الإلكترونية في حال إصابتها بثغرة «هارتبليد»، مثل العيادات والمراكز الطبية، مع تخلي خُمسهم عن المصارف ومزودي بطاقات الإئتمان. وستؤثر الهجرة الجماعية الرقمية على العديد من القطاعات المباشرة وغير المباشرة، وخصوصا تلك التي تقدم خدمات رقمية، مثل المتاجر الإلكترونية.
ويرى المتصيدون والمحتالون الرقميون في الشبكات الاجتماعية العديدة على اختلاف أنواعها، مثل «فيسبوك» و»تويتر» و»تاملبر» و»إنستاغرام» و»بينتريست» و»لينكد إن»، وغيرها، مصيدة رقمية مثالية للوصول إلى مئات الملايين من المستخدمين في كل منصة، الذين يستخدمونها على الأغلب من أجهزة غير محمية، مثل الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية. ومع استخدام الكثيرين لشبكات اجتماعية مختلفة بشكل متكرر في اليوم الواحد، فإن القدرة على التحايل عليهم، وخصوصا مع وجود عشرات الملايين من المستخدمين غير التقنيين الذين قد يقعون ضحية للتصيد الرقمي بسهولة، هو أمر بسيط ولا يتطلب أكثر من إغرائهم بالنقر على رابط يأخذهم إلى موقع يستطيع تحميل الملفات الضارة إلى أجهزتهم والوصول إلى بياناتهم وملفاتهم الشخصية. وكمثال على الخطورة الكبيرة للتصيد الرقمي عبر الشبكات الاجتماعية، فإن إصابة حساب واحد في «تويتر» أو «فيسبوك»، مثلا، بحيلة تصيدية سيسمح لذلك الحساب بنشر رابط معين على صفحة المستخدم، الأمر الذي سيظهر أمام متتبعي أو أصدقاء ذلك الحساب على أن صاحب الحساب هو من قام بمشاركة الرابط، الأمر الذي يعني أن الرابط قد يكون مثيرا للإهتمام، وخصوصا في حال كان صاحب الحساب جديرا بالثقة. وسينقر متابعو ذاك الحساب على الرابط ويصابون بالنص البرمجي الخبيث، وينقلونه إلى متابعيهم، وهكذا، الأمر الذي يشكل انتشارا طرديا متزايدا في الحدة والوتيرة.
وتتراوح قيمة حساب «تويتر» المقرصن بين 35 و325 دولارا أميركيا (وفقا لعدد المتابعين وسمعة صاحبه)، تذهب لحساب القرصان، القيمة التي تزيد عن تلك الخاصة بالبطاقات الإئتمانية المقرصنة، والذي يدل على تنامي أهمية وتأثير الشبكات الاجتماعية، حتى بالنسبة للقراصنة.
وعلى الصعيد المحلي، نجح قرصان سعودي بإختراق موقع هيئة الكهرباء والإنتاج المزدوج في السعودية لفترة قصيرة، وذلك لتنهئة زوجته بتخرجها، تاركا خلفه رسالة يعتذر بها على اختراق الموقع، ومطالبا هيئة تقنية المعلومات في السعودية بسد الثغرات داخل المواقع الحكومية عوضا عن إصدار العقوبات القاسية (السجن لمدة تصل إلى 4 سنوات وعقوبة مالية تصل إلى 3 ملايين ريال – ما يعادل 800 ألف دولار أميركي - أو إحدى العقوبتين) على المخترفين.
ويمكن الحصول على نسخة من دراسة آثار ثغرة «هارتبليد» على المستخدمين من الموقع التالي www.identityfinder.com/us/Files/BreachDamage.pdf، كما يمكن الحصول على المزيد من المعلومات حول «مبادرة البنية التحتية الجوهرية» بزيارة موقعها http://www.linuxfoundation.org/programs/core-infrastructure-initiative



منفذ هجوم نيو أورليانز استخدمها... ماذا نعرف عن نظارات «ميتا»؟

شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
TT

منفذ هجوم نيو أورليانز استخدمها... ماذا نعرف عن نظارات «ميتا»؟

شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)
شمس الدين جبار يصور نفسه في المرآة بنظارات «ميتا» قبل هجوم نيو أورليانز (أ.ف.ب)

استخدم المهاجم الذي قاد شاحنة عبر شارع بوربون في مدينة نيو أورليانز الأميركية في يوم رأس السنة الجديدة نظارات «ميتا» الذكية لاستطلاع المشهد قبل أسابيع، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بحسب شبكة «سي إن إن».

وقال ليونيل ميرثيل، وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص المسؤول في نيو أورليانز، إن شمس الدين جبار أقام في منزل مستأجر في نيو أورليانز بدءاً من 30 أكتوبر (تشرين الأول) وارتدى النظارات الذكية لتسجيل الفيديوهات أثناء ركوبه دراجته عبر الحي الفرنسي. ارتدى جبار النظارات مرة أخرى في يوم رأس السنة الجديدة لكنه لم يقم بتنشيطها.

وأوضح ميرثيل ضمن مؤتمر صحافي: «كان جبار يرتدي زوجاً من نظارات (ميتا) عندما نفذ الهجوم على شارع بوربون، لكنه لم ينشط النظارات لبث أفعاله مباشرة في ذلك اليوم».

ما هي نظارات «ميتا»؟

أصدرت «ميتا» نظاراتها الذكية في عام 2021 بالتعاون مع شركة «راي بان». وتبلغ أسعار نظارات «ميتا» الذكية 379 دولاراً، وفقاً لموقع «راي بان» على الويب.

يمكن لنظارات «ميتا» الذكية -التي تعد جزءاً من دفع اصطناعي أوسع نطاقاً لجعل التكنولوجيا القابلة للارتداء من دون استخدام اليدين منصة الحوسبة الكبيرة التالية- التقاط الصور واستخدام الذكاء الاصطناعي للإجابة عن أسئلة المستخدم حول محيطه.

كما ضمنت «ميتا» ميزة حتى يعرف المارة متى يلتقط المستخدم صورة أو يصور مقطع فيديو: ضوء LED صغير مواجه للأمام يضيء باللون الأبيض عندما تعمل الكاميرا.

وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت شركة «ميتا» عن إصدار جديد أكثر تقدماً من النظارات، يُدعى «أوريون»، والذي يتضمن تقنية الواقع المعزز، مما يسمح للمستخدمين برؤية الصور المجسمة، مثل الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني، وهي تطفو في الفضاء حولهم.

وفقاً لإعلان الشركة، تم توفير نظارات الواقع المعزز لموظفي «ميتا» وبعض المستخدمين خارج الشركة حيث تعمل على تطوير إصدار للمستهلكين.

مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ يحمل زوجاً من نظارات «أوريون إي آر» (أ.ب)

التصوير الفوتوغرافي وتسجيل الفيديو

تستطيع الكاميرات عالية الدقة المدمجة في النظارات التقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو لمدة تصل إلى ثلاث دقائق. ويمكن بعد ذلك استيراد هذه الصور ومقاطع الفيديو تلقائياً إلى تطبيق «ميتا فيو» على الهواتف الذكية للمستخدمين، إذا كانت الميزة قيد التشغيل.

لالتقاط الصور، يمكن للمستخدمين النقر فوق زر التقاط على جانب إطار النظارات. إذا تم تمكين عناصر التحكم الصوتي، يمكنهم التقاط صورة أو بدء التسجيل من دون استخدام اليدين، وفقاً لموقع الشركة على الويب. من خلال قول Hey Meta يمكن للمستخدمين إخبار النظارات ببدء التسجيل.

تستطيع النظارات أيضاً فتح البث المباشر عن طريق ربط حسابات «فيسبوك» أو «إنستغرام» بـ Meta View. بمجرد الاتصال، يمكن للمستخدمين التبديل بين الكاميرات بالضغط مرتين على زر التقاط الصور الخاص بنظاراتهم.

يمكن التحكم في نظارات «ميتا» الذكية صوتياً في بلدان مختارة، فقط عند التحدث باللغة الإنجليزية، لطرح أسئلة الذكاء الاصطناعي المدمجة.

تحتوي النظارات على مكبر صوت مدمج يعمل على تشغيل الموسيقى والذكاء الاصطناعي.

الخصوصية

يحتوي موقع النظارات أيضاً على قسم يتضمن نصائح مثل «احترم تفضيلات الأشخاص» و«أطفئ الجهاز في الأماكن الخاصة» و«كن عضواً جيداً في المجتمع»، حيث يقول: «احترم القانون. لا تستخدم نظارتك للقيام بأنشطة ضارة مثل التحرش أو انتهاك حقوق الخصوصية أو التقاط معلومات حساسة مثل رموز التعريف الشخصية».

تحتوي النظارات على مصباحين: مصباح LED مواجه للداخل لإعلام المستخدمين بالتقاط الصور ومصباح LED مواجه للخارج لإعلام الآخرين عند تشغيل النظارات والتقاط الصور أو مقاطع الفيديو.

تقول «ميتا» على الموقع: «إذا كان مصباح LED لالتقاط الصور مغطى، فسيتم إخطارك بذلك...».

لكن توصية «ميتا» بعدم استعمال النظارات لغزو خصوصية الآخرين تعتمد على اهتمام المستخدمين أنفسهم بهذا الطلب.