رحيل دوناروما يصدم ميلان ويثير الجدل حول مستقبله

الحارس جانلويجي دوناروما مع المنتخب الإيطالي (إ.ب.أ)
الحارس جانلويجي دوناروما مع المنتخب الإيطالي (إ.ب.أ)
TT

رحيل دوناروما يصدم ميلان ويثير الجدل حول مستقبله

الحارس جانلويجي دوناروما مع المنتخب الإيطالي (إ.ب.أ)
الحارس جانلويجي دوناروما مع المنتخب الإيطالي (إ.ب.أ)

مع رفضه العرض المغري من ميلان الإيطالي لتجديد عقده، أصبح نجم كرة القدم الإيطالي الشاب جيانلويجي دوناروما، حارس مرمى ميلان، حديث الساعة ومثار الجدل في إيطاليا، حيث يترقب الجميع وجهة جديدة للاعب بعيداً عن قلعة الشياطين الحمر الإيطالية.
ورفض دوناروما (18 عاماً) عرضاً مغرياً من ميلان يعادل 10 أضعاف ما يتقاضاه أحد المعلمين على مدار حياته.
ومع رفض العرض، بدأت عملية التخمين والتوقعات بشأن مستقبل اللاعب بعيداً عن ميلان، عقب انتهاء عقده الحالي مع الفريق بنهاية الموسم المقبل.
وقال ماركو فاسوني، مدير عام نادي ميلان، إن النادي عرض على اللاعب تجديد عقده مع زيادة كبيرة وملحوظة في المقابل المالي الذي يتقاضاه، ولكن اللاعب رفض العرض.
وأشارت تقارير إلى أن المقابل المالي الذي تضمنه العرض بلغ 5 ملايين يورو (5.6 مليون دولار) في الموسم الواحد.
وأوضح فاسوني، أول من أمس (الخميس): «مينو رايولا، وكيل اللاعب، أبلغني بقرار دوناروما عدم تجديد العقد مع ميلان؛ إنه قرار نهائي اتخذه اللاعب».
كما ملأت صور اللاعب الصفحات الأولى للصحف الإيطالية الصادرة أمس (الجمعة).
ووصفت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» قرار اللاعب في عنوانها «خيانة كبرى»، فيما تساءلت صحيفة «توتوسبورت» الإيطالية الرياضية: «من يعرض أكثر؟»، في إشارة إلى النادي الذي يغري اللاعب بعدم تجديد عقده مع ميلان من أجل الانضمام إليه بعد عام واحد في صفقة انتقال حر.
وذكرت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت» الإيطالية الرياضية: «انهيار... ما التالي جيجيو؟»، موضحة أن أندية يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي هي المرشحة لشراء اللاعب، في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع ميلان.
ومن المؤكد الآن أن دوناروما ينتظر عرضاً خيالياً من أحد هذه الأندية، وربما من ناد آخر.
وكان عمر دوناروما 16 عاماً و8 شهور فقط عندما استعان به سينيسا ميهايلوفيتش، المدير الفني السابق لميلان، للمرة الأولى في مباريات الفريق بالدوري الإيطالي.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الحارس الأول لميلان، كما حرص دائماً على التعهد بالاستمرار مع الفريق الذي نشأ فيه ضمن قطاع الناشئين، وبدا مرشحاً أساسياً لخلافة الحارس المخضرم جانلويجي بوفون في حراسة عرين المنتخب الإيطالي (الآزوري).
والتحق دوناروما بنادي ميلان وهو في الرابعة عشرة من عمره، قادماً من كاستيلاماري دي ستابيا بالقرب من نابولي، وذلك مقابل 250 ألف يورو، ووقع عقده الأول مع الفريق في مارس (آذار) 2015.
ولهذا، أصبح لفظ «خائن» هو الأكثر انتشاراً حالياً على شبكات التواصل الاجتماعي لوصف دوناروما.
وقد يلجأ ميلان لمعاقبة دوناروما بإبعاده عن المشاركة في المباريات لحين انتهاء عقده الحالي في يونيو (حزيران) 2018، خصوصاً أن رحيله لن يجلب للنادي أي مكاسب مالية، في ظل انتقاله لأي ناد آخر في صفقة انتقال حر.
وذكر فابريزيو بوكا، الناقد الرياضي بصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية: «عندما اختار دوناروما الوكيل رايولا، قبل أكثر من عام، كنا نعلم كيف سينتهي الأمر»، واصفاً رايولا بأنه الأكثر جشعاً بين وكلاء اللاعبين.
ويتردد أن رايولا يجني ملايين الدولارات سنوياً من مقاسمة اللاعبين في المقابل المالي لعقودهم.
ومن بين اللاعبين المتعاقدين مع رايولا، يبرز السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والفرنسي بول بوجبا والإيطالي ماريو بالوتيللي.
وفي الوقت نفسه، يواجه ميلان مزيداً من القلق، حيث بدأ النادي مرحلة جديدة في تاريخه تحت قيادة ملاكه الجدد الصينيين الذين اشتروا النادي في أبريل (نيسان) الماضي من رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، بعد 21 عاماً من امتلاك النادي.
وتوج ميلان، الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا 7 مرات سابقة، بأحدث ألقابه في بطولة الدوري الإيطالي عام 2011. وعانى الفريق من نتائجه السيئة في المواسم التالية، لكنه نجح خلال الموسم المنقضي في احتلال مركز بالدوري الإيطالي يؤهله للأدوار التمهيدية لبطولة الدوري الأوروبي.
كما انتعشت حركة الفريق في سوق انتقالات اللاعبين، حيث تعاقد بالفعل مع المهاجم أندري سيلفا، ولاعب الوسط فرانك كيسي، والمدافعين ماتيو موساكيو وريكاردو رودريجيز.
وكان من المفترض أن يصبح دوناروما حجر الأساس في المشروع الجديد لميلان، ولكن النادي أصبح بحاجة الآن للبحث عن بديل لدوناروما.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».