شرطة مكافحة الإرهاب تحقق مع رجل اعتقل قرب البرلمان البريطانيhttps://aawsat.com/home/article/953741/%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D9%82%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A
شرطة مكافحة الإرهاب تحقق مع رجل اعتقل قرب البرلمان البريطاني
شل حركته بصاعق كهربائي قبل أن يشهر سكيناً بحوزته
ضباط من شرطة مكافحة الإرهاب أمام مدخل البرلمان البريطاني أمس (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
شرطة مكافحة الإرهاب تحقق مع رجل اعتقل قرب البرلمان البريطاني
ضباط من شرطة مكافحة الإرهاب أمام مدخل البرلمان البريطاني أمس (أ.ف.ب)
قالت الشرطة البريطانية إن ضباط وحدة مكافحة الإرهاب سيحققون مع شخص اعتقل وبحوزته سكين خارج البرلمان أمس. وقال شهود إن الشرطة المسلحة استخدمت الصاعق الكهربائي لشل حركة رجل كان يمد يده ليستل سكينا بحوزته وهو يجري صوب رجال شرطة يحرسون إحدى بوابات البرلمان في منطقة وستمنستر في وسط لندن أمس. وقالت شرطة المدينة في بيان: «من المبكر للغاية في هذه المرحلة فهم الدافع... لهذا نحن لم نعلن أنه عمل إرهابي». وأضاف البيان: «لكن نظرا للموقع والظروف والأحداث المأساوية التي حصلت في الآونة الأخيرة فإن قيادة مكافحة الإرهاب ستحقق في هذا الحادث». وتابع قوله: «نبقى منفتحين على احتمال أن يكون الإرهاب دافعا». وقالت اسكوتلنديارد «انطلاقا من المكان والظروف والحوادث المأساوية الأخيرة، فإن وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن ستحقق حول هذا الحادث». وقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول البرلمان بشكل كبير منذ أن قام رجل مسلح بسكين بدهس حشد على جسر ويستمنستر قبل أن يقتل شرطيا بسكين أمام البرلمان. وفي المجموع، قتل خمسة أشخاص في الهجوم وقتلت الشرطة المهاجم». وشهدت لندن اعتداء جديدا في الثالث من يونيو (حزيران) عندما قام ثلاثة رجال بدهس حشد بشاحنة صغيرة على جسر لندن بريدج قبل أن يهاجموا مارة بسكاكين في سوق بورو ماركيت، حيث قام رجال الشرطة بقتلهم وقتل ثمانية أشخاص في هذا الهجوم. وكان مهاجم يدعى خالد مسعود قاد سيارة يوم 22 مارس (آذار) ودهس مارة على جسر وستمنستر فقتل 4 أشخاص قبل أن يداهم البرلمان ويطعن شرطياً حتى الموت. وقتل مسعود بالرصاص في المكان وأدى الهجوم إلى مراجعة لتدابير الأمن حول وستمنستر. وأعقب هذا الهجوم تفجير انتحاري في مانشستر وهجوم مشابه على جسر لندن، مما جعل الأمن وتصرفات الشرطة في صدارة الحملات الانتخابية قبل الانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي والهجمات المتفرقة في الآونة الأخيرة هي الأعنف في بريطانيا، منذ أن قتل انتحاريون 52 شخصاً في شبكة المواصلات بالعاصمة في يوليو (تموز) 2005. وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أول من أمس، ارتفاع عدد الموقوفين في بريطانيا بتهم الإرهاب بين مارس 2016 ومارس الماضي إلى 304 أشخاص، وهي أعلى حصيلة تسجل منذ سبتمبر (أيلول) 2001. وأوضحت الوزارة في تقرير لها أن عدد الاعتقالات بتهم الإرهاب، ارتفعت بنسبة 18 في المائة مقارنة بالفترة بين مارس 2015 ومارس 2016، في حين وصل عدد الذين أدينوا إلى 108 أفراد، 91 منهم أدينوا بالإرهاب. وذكرت أن 100 شخص أفرج عنهم دون اتخاذ أي إجراءات قانونية ضدهم، بينما أفرج عن 88 آخرين بشروط، في حين اتخذت «إجراءات أخرى» ضد 8 أشخاص، مضيفة أن من بين الموقوفين 12 شخصاً اعتقلوا عقب هجوم جسر «وستمنستر» الذي وقع في مارس الماضي وخلف 4 قتلى و40 جريحاً.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟