عودة اللغط حول مصير البغدادي بعد ترجيح موسكو تمكنها من قتله

خبراء بشؤون «داعش» يرفضون الرواية الروسية

زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي
زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي
TT

عودة اللغط حول مصير البغدادي بعد ترجيح موسكو تمكنها من قتله

زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي
زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي

استبعدت مصادر متعددة، كما استبعد خبراء متخصصون بشؤون تنظيم داعش تقارير، مصدرها موسكو، تحدثت عن مقتل زعيم التنظيم المتطرف «أبو بكر البغدادي» في غارة شنتها طائرات روسية بالقرب من مدينة الرقة بشمال وسط سوريا. وأجمع هؤلاء على أن وجود «البغدادي» في الرقة، سواء في المدينة أو المحافظة في ذلك التاريخ «أمر غير منطقي» من منطلق أن حملة «غضب الفرات» التي تشنها ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بدعم من «التحالف الدولي» كانت في أوجها، كما أن الاستعدادات لاقتحام المدينة كانت منتهية.
رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال لـ«الشرق الأوسط» إن كل قيادات الصف الأول بالتنظيم كانت قد غادرت الرقة ومحيطها إلى مناطق أخرى، ورجّح أن يكون هناك «معلومات غير دقيقة وصلت إلى الروس». وأضاف عبد الرحمن: «لا نعتقد أن البغدادي قد يكون موجوداً في الرقة، التي كانت تقترب منها قوات قسد، وتتعرض لقصف مكثف من الطائرات التابعة للتحالف الدولي». كذلك أوضح «المرصد» أن «أمير البادية» الذي تحدثت موسكو عن مقتله في ضربات روسية على الرقة، هو في الأساس مدني نازح قُتل مع 15 شخصا آخر بينهم 9 من أفراد عائلته، في الـ24 من مايو (أيار) الماضي من العام الحالي 2017، بغارة لطائرات حربية على قرية البارودة الواقعة على بعد نحو 15 كلم غرب مدينة الرقة، عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، وهذا ما يتناقض تماماً مع ما قالته روسيا.
من جهته، شدد أحمد الرمضان، الناشط في حملة «فرات بوست» والمتخصص بشؤون «داعش»، على عدم صحة ما قال إنها «ادعاءات موسكو»، وأكد أن «البغدادي موجود أصلا في العراق وليس في سوريا»، لافتا إلى أن «من يدير التنظيم المتطرف حاليا مجموعة من 12 عضوا ليبقى البغدادي مجرد واجهة لـ(داعش)». وتابع الرمضان لـ«الشرق الأوسط» في حوار معه: «لم يتمكن أحد من رؤية البغدادي منذ 8 أشهر، وأصلا كان الحشد الشعبي كما الحكومة العراقية وجهات أخرى أعلنت بوقت سابق أنها قتلته لكن لطالما كانت مجرد ادعاءات غير صحيحة».
أما أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت»، فاعتبر أن لا إمكانية حتى الساعة على الإطلاق للحسم حول ما إذا كان البغدادي قد قتل أو لا يزال حياً. ولفت إلى أنه «وفي اليوم الذي قالت موسكو إنها قتلت فيه أمير (داعش)، كانت هناك غارات على المدينة، لكن الأعداد التي يتحدثون عنها ضخمة، ومن المستحيل أن يكونوا قتلوا كل هذه القيادات والعناصر من التنظيم، لأنهم أصلا لا يتجمعون بكل هذه الأعداد في مكان واحد، فكيف إذا كان البغدادي بينهم». وتابع الرقاوي لـ«الشرق الأوسط» موضحاً: «أصلا من غير المنطقي أن يكون أمير (داعش) لا يزال في الرقة في ذلك الوقت، لأن القاصي والداني كان يعلم أن الرقة ستسقط قريبا وكل قيادات التنظيم انتقلت قبل شهر أيار إلى دير الزور». ثم أردف أنه لا يمكن الحسم بخروج «داعش» لإعلان مقتل أميره في هذا الوقت خاصة، في ظل الحملة العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها في سوريا والعراق على حد سواء «وفي العادة يأخذ التنظيم وقته لإعلان مقتل قياديه وتتراوح المدة بين أسبوعين وشهر». ورجّح الرقاوي أن يكون البغدادي «إما متواريا في مدينة الميادين في ريف محافظة دير الزور أو في صحراء الأنبار العراقية من منطلق أنها المعاقل الأكثر أمنا حتى الساعة بالنسبة للتنظيم».
أيضاً، لم يتمكن أي مصدر في ميليشيا «قسد» من تأكيد رواية مقتل البغدادي. وقال نواف خليل، رئيس «المركز الكردي للدراسات» إن الكل «يتبارى اليوم لقتل البغدادي نظرا إلى أهمية هذا الموضوع، وبخاصة كونه يسرّع عملية تفتيت التنظيم وتداعيه»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كل المعلومات التي كانت بحوزة المركز تفيد أنه موجود في العراق لا سوريا.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».