زيادة الإصابات بالكوليرا في تعز بسبب حصار الميليشيات

طفل يمني يتلقى العلاج من الكوليرا في مستشفى تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) (إ.ب.أ)
طفل يمني يتلقى العلاج من الكوليرا في مستشفى تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) (إ.ب.أ)
TT

زيادة الإصابات بالكوليرا في تعز بسبب حصار الميليشيات

طفل يمني يتلقى العلاج من الكوليرا في مستشفى تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) (إ.ب.أ)
طفل يمني يتلقى العلاج من الكوليرا في مستشفى تابع لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) (إ.ب.أ)

اتهمت السلطات اليمنية الانقلابيين بالتسبب في زيادة عدد حالات الإصابة بالكوليرا في تعز، بسبب حصارهم المدينة، وحملتهم مسؤولية عرقلة جهود مواجهة انتشار المرض في المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشياتهم.
وقالت وزارة الصحة والسكان في تقرير أصدرته، أمس، إنها «تواجه صعوبات كبيرة للوصول بفرقها الطبية وفرق الرصد الوبائي والوقائي» إلى محافظات صنعاء والحديدة وحجة التي رصدت فيها أخيراً حالات مرضية، بسبب سيطرة ميليشيات الانقلاب على هذه المحافظات.
وأشار التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، إلى «تراجع مؤشر عدد الحالات في محافظات ذمار والضالع والمحويت وإب»، لافتاً إلى أن «هناك 11 محافظة لم يتم تشخيص الحالات فيها مخبرياً بشكل دقيق»، بينما «عاود مؤشر عدد الحالات في الارتفاع في محافظة تعز التي تعاني حصاراً خانقاً من قبل ميليشيات الانقلاب يعيق أعمال الفرق الميدانية الطبية وتأزم الموقف».
وأوضحت أنها «استنفرت طواقمها الطبية وفرق الترصد الوبائي بدعم وتنسيق مع شركائها من المانحين والمنظمات الوطنية والدولية» منذ ظهور حالات مؤكدة للمرض في عدد من المحافظات. وشكرت «الجهات التي لبت النداء واستجابت لمواجهة التحديات الصحية في اليمن»، خصوصاً «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والاوتشا... وغيرها من المنظمات والجهات التي لم يسعفنا ذكرها، لكن أثرها على الأرض واضح».
وبيّن التقرير أن إجمالي عدد حالات الإسهال المائي الحادة الموثقة حتى 12 يونيو (حزيران) الحالي تجاوز 129 ألف حالة، فيما بلغ إجمالي عدد حالات الخروج من المرافق الصحية والمعالجة أكثر من 126 ألفاً، بنسبة شفاء 98 في المائة. وأوضح أن إجمالي الحالات التي يشتبه بإصابتها 2914، فيما الحالات المؤكدة مخبرياً 432. وبلغت حالات الوفاة 942.
ودعت الوزارة إلى «التفريق بين الكوليرا كمسبب رئيسي للوفاة والإسهالات المائية الحادة التي تكون مسبباتها كثيرة، منها بكتيريا إي كولاي وبعض الأمراض المرتبطة بسوء التغذية الذي تعاني منه شرائح في المجتمع اليمني، خصوصاً في الحديدة وحجة وبين النازحين في محافظة صنعاء، حيث تتركز أعداد الحالات الأكثر».
وأضافت أن «انهيار البنية التحتية للنظام البيئي الصحي وتلوث المياه واختلاط الصرف الصحي بالمياه وتراكم النفايات الصلبة وعدم تسليم الرواتب لأشهر للموظفين المرتبطين بهذه المؤسسات، تعتبر أهم المسببات لانتشار الأمراض المتعلقة بالإسهال، وليس شرطاً الكوليرا، وهذا يعكس إهمال الميليشيات الانقلابية للمؤسسات الصحية والمرافق الحيوية... ومع ذلك تواصل هذه الميليشيات مضايقة الفرق الطبية والمنظمات الوطنية والدولية (وتمنعها من) القيام بأعمالها الإنسانية ومساعدة المحتاجين».
وأكدت «استحداث 4 فرق عاجلة، منذ ظهور المرض، وهي فرق تنسيق وإمداد ومساعدة وإصحاح بيئي، لتطهير المياه ورفع النفايات الصلبة وإصلاح شبكات الصرف الصحي وتوفير رواتب للعاملين في هذه القطاعات». ولفتت إلى أنها ستنشر تقريراً أسبوعياً وبيانات شبه يومية عن الأزمة للحيلولة دون «تداول معلومات إحصائية عن مرض الكوليرا من مصادر متفرقة، بعضها غير رسمي، يؤدي إلى نشر معلومات خاطئة ومغلوطة، قد تأخذ بعداً سياسياً غير مسؤول».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».